هل السعادة مشوار أم محطة؟ ولماذا؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القاضي المحدث ابن شبرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سنة حسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شهر شعبان نفحة ربانية وانطلاقة إيمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إن عجائب القرآن أطرن نومي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيف تقضي إجازة صيفية سعيدة وهادفة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الشباب في الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          خلق الحياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          مفتي مصر : محمد العباسي المهدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-09-2020, 12:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,101
الدولة : Egypt
افتراضي هل السعادة مشوار أم محطة؟ ولماذا؟!

هل السعادة مشوار أم محطة؟ ولماذا؟!


د. خاطر الشافعي





كلنا يعيش المراحل الآتية:
وهو صغير يتمنى الكِبَر، وهو طالب يتمنَّى الانتهاء من الدراسة، وهو عزب يتمنى الزواج، وهو محتاج يتمنى الكفاية، وهو فقير يتمنى الغنى، وهو أب لأطفال صغار يتمنى أن يكبَروا، وهكذا...، وفي كل هذه (التحديات الحياتية) يرى السعادة ستتحقق بمجرد تحقق أمنيته، وكأن هناك محطة ما مكتوبًا عليها (محطة السعادة)! فإذا هو عن (السراب باحث)؛ إذ تسلِّمه المحطة لغيرها في خطى متتالية، فما يكاد يلتقط أنفاسه حتى يلهث، وهو مشغولٌ بمحطات (المستقبل السعيد)، صابٌّ جام غضبه على (الحاضر التعيس)!


وفي هذه النظرة خطأٌ كبير؛ إذ إن (السعادة) تسكن (مشوار الحياة)، وليست (محطة) يجاهد الجميع للوصول إليها، فلا هو أدركها، ولا هو استمتع باللحظة الحاضرة، وهذا ظلمٌ للنفس؛ إذ الصحيح أن السعادة (مشوار) وليست (محطة)، يشعُر بها الإنسان مع كل نجاح يحققه، ولا يقع فريسة الانشغال بالنجاح القادم، فيحرم نفسه الاستمتاع بما حقق من طموحات.


إذًا ما هو الوقت المناسب للسعادة؟
إنه الآن وليس غدًا!
فكل (تحدٍّ) ترى أنه (عقبة) في طريق السعادة، هو فرصة جيدة لـ: (الإحساس) بسعادة تخطِّيه والتغلب عليه، مهما كان حجم الجهد؛ فالحياة (تحديات)، (وطريق الحياة) مهما كانت عقباته، إلا أن (روح التحدي) و(القدرة على استنهاض الهمة) و(استشعار حكمة الخلق)، وتذكُّر - دائمًا - قول الحق - سبحانه وتعالى -: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]، كل ذلك يضَعُ المرء على (مشوار الحياة بمفهومه الصحيح)، وبتقلباتها، وبالقدرة على تحقيق (الحكمة من الوجود).


في تفسير (الجامع لأحكام القرآن) قال الإمام شمس الدين القرطبي - رحمه الله تعالى -:
"قال علماؤنا: أول ما يكابد (أي الإنسان) قطعَ سُرَّته، ثم إذا قمط قماطًا[1]، وشدَّ رباطًا، يُكابدُ الضيق والتعب، ثم يكابدُ الارتضاع، ولو فاته لضاع، ثم يكابد نَبْت أسنانه، وتحرُّك لسانه، ثم يكابد الفِطام، الذي هو أشدُّ من اللطام، ثم يكابد الختان، والأوجاع والأحزان، ثم يكابد المعلِّم وصولته، والمؤدِّب وسياسته، والأستاذ وهيبتَه، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه، ثم يكابد شغل الأولاد، والخدم والأجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكِبر والهرَم، وضعف الركبة والقدم، في مصائب يكثُر تعدادها، ونوائب يطول إيرادها، من صداع الرأس، ووجع الأضراس، ورمد العين، وغم الدَّين، ووجع السن، وألم الأُذن، ويكابد مِحَنًا في المال والنفس، مثل الضرب والحبس، ولا يمضي عليه يوم إلا يُقاسي فيه شدة، ولا يُكابد إلا مشقة، ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مسألة المَلَك، وضغطة القبر وظلمته، ثم البعث والعرض على الله، إلى أن يستقرَّ به القرار، إما في الجنة وإما في النار، قال الله -تعالى-: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]، فلو كان الأمر إليه لَمَا اختار هذه الشدائد، ودلَّ هذا على أن له خالقًا دبَّره، وقضى عليه بهذه الأحوال، فليمتثل أمره[2]".

إذًا هي المشقة التي لا تدع غنيًّا ولا فقيرًا، فاستمتع بـ: (طاعة الله)، واستشعر (السعادة)، واعلم أن الراحة كلها في ﴿ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].



وصلِّ اللَّهم وسلِّم على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


[1] أي ما يُشد به الصبيُّ الصغير من الملابس وغيرها وهو في مهده؛ ليستوي جسده، وتعتدلَ أعضاؤه.

[2] القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 20/63، ط2، دار الكتب المصرية - القاهرة، 1964م.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.08 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]