ركض الأيام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 359 - عددالزوار : 44626 )           »          وقعة عمورية الشهيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          من أجل بناء إنسان سليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تَعَلُم فقه التمكين العلمي الإيماني من سورة يوسف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضيلة المحبة في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5065 - عددالزوار : 2271866 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 18377 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4648 - عددالزوار : 1549722 )           »          فتح بلاد السند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أجر الصدقة ثابت وإن وقعت في يد فاسق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-12-2020, 05:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,465
الدولة : Egypt
افتراضي ركض الأيام

ركض الأيام (1)










( خاطرة )



يوسف عماره بن عيسى














عند الهزيع الأوَّل من اللَّيل، جلس الأمس والحاضر؛ ليتسامرا ويتبادلا أطراف الحديث، فابتدر الأمس بالكلام وطفق قائلاً للحاضر: "أنا خالد في أذهان البشر، سَرْمَدِيٌّ في عقولهم، أزَلِي عند تفكيرهم، بل لا أكاد أفارقهم؛ حتى يتوسلوا إليَّ بأن أرجع وأسكن في كيسهم، بلا شعور منهم عما قاموا بهِ؛ لأنِّي أحمل فرحهم وغبطتهم، وكذلك أحمل حزنهم وأجشهم، أحفظ ذكراهم السعيدة والمرِحة، وكذلك أحفظ ذكراهم الواجمة والعابسة، أذكِّرهم بحالِ أنفسهم في ابن تلك الساعة، وكيف كانوا مبتهجين متهللين، وكذلك أذكِّرهم عن مدى شجونهم وانقباضهم في بعض الأيام الأخر، فإذا أراد البشر أن ينتشل منِّي فقط كل ما هو سارٌّ وجميل ورائع في ماضيه الغابر، تراني أذعنتُ له، وقدَّمت له قرطاسًا مكتوبًا فيه جميع ماضيه السعيد البهيج، ولكنِّي سأكتب في ظهر القرطاس ما تيسَّر لي أن أكتب عن بعض آلامهِ وسقمهِ وعنائهِ، وإن كانت مستعصية على الخطر بالبال، أنا أقوم بهذا على جميع النَّاس، فلست أنانيًّا أو حاسدًا، بل أفعل هذا؛ لأحيا وأُحْييهم، وأتجدد وأُجدِّدهم؛ لأنِّي أتغذى بالألم والفرح، كما يتغذى البشر منهما، فإن آثرت أحدهما على الآخر، تضْمَحِلَّ قيمتي وأنفتي، ويستحيل الإنسان إلى مخبول أو مغرور.



أنهى الأمس كلماته، فصمت طويلاً، حتى أنشأ الحاضر يتحدث قائلاً:

" أنا هو مهمة البشر كلهم، يركضون لملء دقائقي وساعاتي الجزيلة، يخترعون ويُنتجون حاجاتهم في معملي للاشتغال بمرادهم ورغباتهم، هم يسقون الظمأ الذي بهم من كأسي الطاهر النقي، فإن حذقوا وعرفوا كيف يرتشفون منه، زال فراغهم الممِلُّ، واستحال إلى نشاط وبهجة، وإن أساؤوا حمل كأسي ليسقط ويتكسر، فقد أسقطوا وكسَّروا حياتهم؛ لأنَّ مائي به السعادة والابتسامات، الهناء والرغد، الأحسن والأفضل، الحب والمغفرة، الحِلم واللباقة، فما ظننت يومًا أنَّ أحدهم قد عرَف قدري، فبجَّلَهُ وعظَّمه، ثم تراه يشقى في حاضره، ويتأوَّه وينقبض، لا، وألف لا؛ لأنِّي لا أدفعهم إلاَّ لِما هو آثر حسن وأرعاهم في الفضاء البجح الذي ليس به ذرة اليأس، ودقائق القنوط، ولكن مائي وفضائي هذا لم يختره كل البشر، بل فيهم من اشتغل بك أيُّها الأمس المظلم؛ حتى ضاع وتوارى عنه حاضره المُشرق، فلم يزده ماضيه إلاَّ تَأَوُّهًا وَنُفُورًا؛ ولهذا أقول الحق لك: إنّي أنا الجدير بأن أحيا وأحييهم، وأتجدد وأجددهم، فما أنت سوى ذكرى نعتبرها، ونأخذ بحكمتها للحاضر الجديد ".



وهنا بدأ الليل يسير إلى ذروة دجينته المظلمة، فاستأذن الأمسُ الحاضرَ بالانصراف؛ فقد طال مكوثه، فذهب متعجلاً، وبعده بدقائق لحق به الحاضر منصرفًا مثله، وبعد هُنَيْهَةٍ من انتفاضهما من المكان، دخل المستقبل في خلسة فلم يجد إلاَّ أشباحًا لا زال ندى أصواتها يرن في الفضاء، ورأى فراشًا لا زال مشعثًا، فأدرك من كان هنا قبله، ثمَّ جلس المستقبل ينتظر بصبر حاضر اليوم أن يرتدي ثياب الأمس، ويأتي إليه؛ ليتحادثا ويتهامسا كدأبهما.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.09 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]