رياضة محببة وجهاد أكبر : - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصحبة الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 108 )           »          فوائد من قصة يونس عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          ثمرات الابتلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          نهي العقلاء عن السخرية والاستهزاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          فتنة المسيح الدجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          معجزة الإسراء والمعراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف أتعامل مع ابني المدخن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          حقوق الأخوة في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الأقصى: فضائل وأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الشباب أمل وألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2006, 01:04 PM
يانورالنور يانورالنور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: لبنان - جبل عامل - عربصاليم
الجنس :
المشاركات: 24
افتراضي رياضة محببة وجهاد أكبر :

رياضة محببة وجهاد أكبر :



هذا كله إذا قُبِلَ هذا الإنسان في الإمتحان ، فإذا قُبِلَ فهو في بدايـة النعيم ، فليكثر من حمـد الله سبحانـه ومن الإستغفـار ، بلى ، الشـروط حساسة ودقيقة ، فإيانا ثم إيانا أن ننظر إلى الأمر بقلة اكتراث : نحـن هنـا

أمام التوبة ، التوبة إلى الله العزيز المتعال ، ذي الكبرياء والجبـروت ، الغنـي عنّـا وعن توبتنا وعن العالمين . ومن شروط التوبة أن تكون مقترنة بنيّة الامتناع عن الرجـوع إلى معصية ، امتناعاً قطعياً مطلقاً ، وملازمة الشعور بالندم الشديد ، ولمجرد تذكّر ما فات من ذنوب . وبطريقة أنه لو خـيّر التائب بين رجوع إلى معصية ، وبين أن يحرق بالنار ، فليصمّم على اختيار الحريق بالنار على أن يعود إلى معصية ، وليبك إذا استطاع ، خوفاً وامتناناً ، أما المواظبة على العبادة ، وأما الإكثار من ذكر الله عزّ وجلّ ، فحدث ولا حرج ، إضافة إلى قضاء ما فات .

قد يقول القارىء هذا كثير ، وهذا متعب . لا ليس كثيراً ولا متعباً ، إذا كان بِحُبٍ وشوقٍ ، ومعرفة أمورٍ عن عظمـة الخالـق ، أمـا كـل عظمتـه سبحانه ، لا يحيط بها عقـل مخلوق لا في الأرض ولا في السموات . وفي المواقف الصعبة ، ليتذكر قول الرسـول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) :

" ربي إن لم يكن بك عليّ غضب ، فلست أبالي ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلاَّ بك . يا حبيباه ، يا الله ، يا ربّاه ، يا رب العالمين " .

لا كل ذلك ليس كثيراً ، بل هو قليل قطعاً ، إلى جانب عظمة الله ، ونعم الله ، وكرم الله ، ورحمة الله ، . ذلك كله قليل وقليل جداً ، إذا عرف التائبُ ـ مع اكتمال شروط توبته ـ أن الله عزّ وجلّ يبدِّل سيئاته حسنات ، ويضاعف له أجره ، ويزيدُهُ من فضله ، وهو ذو الفضل العظيم ، ويصلح بالـه ، ويصلح حاله ، وذلك كله بوعد منه سبحانه في كتابه العزيز .

{ .. أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ .. }(1) .

{ .. وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ .. }(2) .

وهاتيك النتائج والحبوات والعطاءات ، معروفة بالتجربة المحسوسة ، يعرفها العارفون :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة يونس ، الآية 55 . (2) سورة التوبة ، الآية 111 .

{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا }(1) .

* * *

ومـمّا هو اختصاص العقل في الصميم ، وجدير بالعقلاء أن يُلموا به ويعقلوه ، لكي لا يكونوا مـمّن قال الله تعالى فيهم :

{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }(2).

قلت مـمَّا هو من اختصاص العقل في الصميم هو وجوب إدراك معنى الآيتين الكريمتين ، قوله تبارك وتعالى :

{ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً..}(3) .

وقوله عزَّ شأنه :

{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمـًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ..}(4) .

ولنكون في ضوئهما بنسبة عالية ، لا بدَّ من إيضاحات :

فواقع الحال ، هو أن كل مؤمن متعرض لابتلاءات ، وممتحن بامتحانات لا بدّ منها ، قوله تعالى :

{الـم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِيـنَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }(5) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الكهف ، الآية 29 . (2) سورة الجاثية ، الآية 23 . (3) سورة الأنفال ، الآية 25.

(4) سورة التوبة ، الآية 115 . (5) سورة العنكبوت ، الآيات 1 ـ 3 .



وهذه الامتحانات قد تكون فردية ، كامتحان أيوب عليه السلام في نفسه وبدنه ، وقد تكون في بعض متعلقات الإنسان ، من أهل ومال ، كإمتحان إبراهيم في ذبح إبنه عليهما السلام ، الإبن الذي كان ما زال وحيداً ، وهو أغلى على أبيه من كل أهل الأرض آنذاك فاستجابا لربهما طائعين راضيين ، وكان الفداء العظيم للبلاء العظيـم . وامتحان سليمان عليه السلام في ماله الذي ضحىَّ به وهو من خير المال وأجمله ( الصافنات الجياد ) ، إذ أوقعه هذا المال في معصية الانشغال عن الصلاة ، فأعدمه وثاب إلى ربِّه خائفاً خاشعاً . وقد تكون في مواجهة جمهور من الناس ، على صعيد قرية أو أكثر ، أو مدينة أو أكثر ، أو شعب أو أمة أو العالم بأسره ، مواجهتهم بما لا يحبون . مـمَّا يعتبرون أنه حدّ من حرياتهم المزعومة ، من دعوة للحشمة بدل التسيّب الأخلاقي والانتحار الجماعي بالفواحش ، أو دعوة إلى النظام بدل الشتات والفوضى ، أو إلى العدل والرحمة ، في أزمنة الظلم والطغيان والتشوّه وسفك الدماء ، إلى آخر ما تتعرض له المجتمعات البشرية في مراحل بعدها الزمني عن عهودها مع الله ومنـزلاته :

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }(1) .

وإنما تكون هذه المواجهات بالنسبة للمكلفين على درجتين : الأولى : درجة النبوة وورثة الكتاب ، والثانية : درجة الفقهاء والعاديين .

فالدرجة الأولى هي التي تكون بأمر من الله بيّن لا لبس فيه ، عموماً هو الوحي والإلهام ، فيختلف فيه التكليف وفق أزمنة المكلفين ومجتمعاتهم ، فتارة يكون بمجـرد توجيـه النـداءات وعرض التعـاليم المنـزلة ، مع تحمّل صنوف الأذى والائتمـار بالصـبر عـلى ردود الفعـل مهما كان شـرّها ،



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الحديد ، الآية 16 .

وذلك كما حصل لرسول الله عيسى عليه السلام ، وتارة يكون التكليف مُلْزِماَ بالدفاع عن الرسالة ، وهنا يضاف إلى ما ذكرناه عن تكليف المسيح عليه السلام ، أمر الله عزّ وجلّ بالدفاع عن الدعـوة إليه سبحانه وعن الرسـالة ، بأسباب القوة ، كالتكليف الذي كان لمحمد صلى الله عليه وآله ( بتبليغ الرسالة والقتال دونها ) . وفيه تكليف بتوجيه النداءات وعرض التعاليم المنزلة ، وفوق ذلك كله ، تكليفه بالتصدّي لقتال من يقف في وجه الدعوة إلى الله وحده لا شريك له ، وقتال كل من يقف موقفاً عدوانياً من الله ورسوله ، والدين الذي أنزل على رسوله ، دين التوحيد أو الحنيفية ، وهي الاستقامة والعدالة والرحمة ، قال تعالى :

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }(1) .

على أن ابتلاءات الأنبياء والرسل كثيرة ومتعددة ، بتعدّد الغايات منها ، سواء ما كان شخصياً متعلقاً بكل فرد من الأنبياء على حدّه ، أو ما كان منها ذا وجهين خاص وعام ، فوجه يخصّ النبيّ والآخر عامة الناس ، كأَنْ يكون درساً أو قدوة أو عبرة لأولي الألباب . وما دام موضـوعنا ليس سـرد أنـواع الإبتلاء ، وإنما معنى آيتي الجاثية والتوبة الآنفتي الذكـر ، فسنكتفـي بهـذا المقدار عن الإبتلاء الذي توخينا بـه أن يكـون مدخـلاً للكلام عن الآيتين الكريمتين .

ومن هذا الفريق ( الأنبياء والرسل ) ورثة الكتاب ، وهـم كذلك اصطفاهم الله سبحانه قبل ولادتهم ، لأدوار ، مثلما اصطفى الذين من قبلهم من النبيين والمرسلين ، واجتباهم ، وأورثهم الكتاب ، وذكر ذلك في كتابه الكريم مخاطباً رسوله محمداً صلى الله عليه وآله :



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الحديد ، الآية 25 .



{ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ . ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ . وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ . الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }(1) .

والمقصود من ظلم النفس في الآية الثانية ، لا هو من الكفر ولا من الشرك ولا من ظلم الآخرين ، وإنما من الظلم السلوكي الشخصي : من السيئات التي هي مع التوبة والإنابة ، يبدّلها الله سبحانه لمصلحة صاحبها بحسنـات . ويوضح ذلك سياق الآيات ، وصـولاً إلى قوله تعالى : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ..} فهو سبحانه لم يستثن من المصطفين حتى الظالم لنفسه من دخول الجنة .

كما يوضح ذلك كثير من الآيات المتعلقة بتصريحات لبعض الأنبياء ، مثل قول إبراهيم عليه السلام :

{ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ . وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }(2) .

وكلمة خطيئة قد تعني الجمع في اللغة ، ومثلها كلمة نعمة وغيرها ، قال تعالى :

{ وَآتَاكُـم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }(3) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة فاطر ، الآيات 31 ـ 35 . (2) سورة الشعراء ، الآيات 81 ـ 82 .

(3) سورة إبراهيم ، الآية 34 .

وقال سبحانه :

{ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُـمُ الضُّرُّ فَإِلَيْـهِ تَجْأَرُونَ }(1) .

وواضح أن المقصود بكلمة ( نعمة ) في الآيتين الكريمتين هو الجمع أي النعم . ومثل هذا في اللغة كثير .

ومثله قول موسى عليه السلام عندما قتل رجلاً :

{ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ..}(2).

إلى آخر ما هنالك من تصريحات الأنبياء ، وصريح النصوص عنهم في القرآن المجيد .

فإذا كان أفراد هذا الفريق ( الأنبياء والرسل وورثة الكتاب ) مبتلين ممتحنين وهم عند الله المصطفون الأخيار ، والمجاهدون الأبرار ، فكيف بأفراد الفريق الثاني ، عنيت الفقهاء وبقية الناس .

يعني ما أريد أن أوضحه ، هو أنه إذا كان الأقرب الأحب إلى الله معرضـاً ـ وهو بشر ـ للوقوع في المعصية [ كآدم عليه السلام ] ، والخطيئة

[ كإبراهيم عليه السلام ] ، والفتنة [ كداود عليه السلام ] ، مؤاخذاً عليها أشد المؤاخذة أحياناً [ كحبس يونس عليه السلام في بطن الحوت ] ، وما خطاياهم ومعاصيهم بذات بال إذا قورنت بخطايا البشر العاديين وجرائمهم . إذا كان كل هذا الرصيد لا يشكل عليهم حصانة تقيهم العثرات ـ خارج نطاق الوحي ـ فتراهم دائماً أحوج ما يكونون لرعاية الله ، وعنايته وإرشاده وتسديده لهم ، فما هو رصيد غير المصطفين من الناس ، خاصتهم وعامتهم ، حتى يتصدوا لمواقف مصيرية ، بكثير من التحكم والمزاجية والغرور ، والزج بالناس من أتباعهم ومنافسيهم في أتون فتن ، فيها الدمار والحرائق وسفك الدماء ، أم لهم ضمان عند الله ، أم اتخذوا عنده بذلك عهداً ؟! ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النحل ، الآية 53 . (2) سورة القصص ، الآية 16 .



وإذا كان من حق الأنبياء والرسل وورثة الكتاب أن يتبعوا وأن يطاعوا ، ومن واجب الناس أن يؤمنوا لهم ويتبعوهم ويطيعوهم ويجاهدوا في سبيل الله بين أيديهم ، ذلك لأن هؤلاء المصطفيـن ، يوصلهم سبحانه عبر مراحـل من التربية إلى درجة السداد والرشـاد ، وندرة الوقوع في الخطأ ولو صغيرة ، وكذلك في المرحلة الأخيرة من تربيتهم ، عدم الوقوع في معصية أو خطيئة أو فتنة حتى خارج نطاق الوحي .

ولأخذ فكرة عن عظمة وأهمية هذه التربية ، التي يربيها سبحانه للمصطفين من عباده ، نلخصها في سبع مراحل :

الأولى : الحياة العادية .

الثانية : الإشعار بالمسؤولية بشكل غير عادي .

الثالثة : التَبَتُّلُ ، وإخلاص القلب لله ، وإخلاص كلية الإنسان لله ، ثم الفناء

في فناء الله ، ثم الصحو بعد المحو ، ثم العطاءات من كرم الله ورحمته .

وهذه المراحل الثلاث قد يتوصل إليها أي إنسان يصدق في توجّهه إلى

الله سبحانه ، وقد شرحناها في مكان آخر من هذا الكتاب في مبحث :

" لا إسلام بدون توحيد " .

أما المراحل الأربع الباقية ، فالله سبحانه اختصّ بـها أصفياءَه مـن عباده :

أُولاها : مرحلة : { إنِّي ذَاهِبٌ إلىَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }(1) ( لاحظ سين الإستقبال ) .

الثانية : مرحلة : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ . الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }(2).

( وفيها رعاية مباشرة منه سبحانه ولكن فقط في الصلاة والمواقف ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الصافات ، الآية 99 . (2) سورة الشعراء ، الآيات 217 ـ 218 ـ219 .



الثالثة : مرحلة : { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ..}(1) .

( وفيها رعاية دائمة منه سبحانه في جميع حالات ذي العلاقة ) .

الرابعة : مرحلة : {..وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } (2) .

والمعنى المتعارف في " وإن تظاهرا عليه " ( زوجتان للنبي صلى الله عليه وآله ) ، إلاَّ أن التأويل أعمّ وأعظم ، وهو الأصل ، إذ المقصود فيه ، الثقلان : الإنس والجن ، فهي عناية ربانية مباشرة ، في الأمور العظمى ، ثم حسب أهمية الأمور ، يأمر جبريل عليه السلام ، وصالح المؤمنين والملائكة ، بنصرة من يصطفيه من عباده ، له الحمد حمداً خالداً بخلوده .

ومع ذلك لماذا لا يتولى سبحانه كل ذلك مباشرة ، دون توسيط أحد من خلقه ، وهو الغني عن العالمين ؟ صحيح ، وإنما ذلك :

لأن { وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَـاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(3) .

* * * *

بعد أن أخذنا فكرة عن تلك التربية الحكيمة الفذّة ، والحليمة الكريمة ، والتي منطلقاتها جملةً وتفصيلاً ، من قوله تعالى ، لمن يصطفيه أو يجتبيه أو يختاره :

{ ..وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }(4) .

لِيُصْبحَ بعد ذلك أهلاً للنبوة أو الرسالة أو وراثة الكتاب .

ليصير بعد ذلك قائداً ملهماً من الله بالحقيقة ، مسدّداً من الله بالحقيقة ، داعياً إلى الله وحده لا شريك له ، لا إلى نفسه ، ولا إلى طائفة من الناس ولا إلى

مخلوق مـمّا خلق الله ، ولا إلى قضية فيها إثم أو معصيـة ، ولا إلى قضية فيها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الطور ، الآية 48 . (2) سورة التحريم ، الآية 4 .

(3) سورة الجاثية ، الآية 37 . (4) سورة طـه ، الآية 39 .

شبهة إثم أو معصية ، ولا مفرقاً بين المؤمنين ولا بين المسلمين ، ولا متجبراً ولا متحكماً ، ولا منفراً من دين الله بحزب يتقوقع فيه ، أو تنظيم يتسـلط من خلاله . بل يكون سمحاً بعيد المرمى ، واسع الأفق ، رفيقاً بقومه على علآّتهم ، متسامحاً مع جميع الناس على اختلاف مللهم وتوجّهاتهم ، ما لم يعتدوا ويفسدوا ويحاولوا إلغاء دين الله وطمس رسالاته ، داعياً المؤمنين لأن يسلكوا مسالكه ، عملاً بتعاليم الله سبحانه وتعالى ، ومنها هذا العجب العجاب من حيث أمر الله بالتسامح :

ومنها : { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ }(1) .

ومنها : { ..وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }(2) .

ومنها : { ..وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ..}(3).

ومنها : { ..مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا .. }(4) .

ومنها : {.. ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }(5).

ومنها : {.. وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمّ رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ }(6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الجاثية ، الآية 14 . (2) سورة الحجر ، الآية 85 .

(3) سورة آل عمران ، الآية 159 . (4) سورة المائدة ، الآية 32 .

(5) سورة فصلت ، الآيات 34 ـ 35 . (6) سورة الرعد ، الآية 22 .



ومنها : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ . يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء . أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ . جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ }(1) .

ومنها : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }(2).

ومنها : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }(3) .

ومنها : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ }(4).

ومنها : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }(5) .

* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة إبراهيم ، الآيات 24 ـ 29 . (2) سورة الحجرات ، الآية 6 .

(3) سورة الحجرات ، الآية 10 . (4) سورة الحجرات ، الآية 11 .

(5) سورة الحجرات ، الآية 12 .



إلى آخر ما هنالك من تعاليم ، تطهر القلوب من رواسـب الشـرك ،والنفوس من الحيـرة والشبهات ، والظن بأن النفع والضرّ بأيدي المخلوقين ، والواقع أنه حتى محمّد صلى الله عليه وآله أمره ربه سبحانه أن يقول للناس :

{ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا } (1) .

فكيف بمن هم دون محمّد صلى اله عليه وآله منـزلة عند الله ، أو بمنـزلة محمّد صلى الله عليه وآله ، فإنهم قطعاً كما قال الله سبحانه لا يملكون للناس ضرّاً ولا رشداً .

بلى إن هذه التعاليم القرآنية ، تغسل القلوب من الرين ، وتزيل العتمة من النفوس المظلمة التي تعشعش فيها شياطين الحقد والعصبية والغـرور والأنانية ، والقناعة بوجوب إلغاء الآخر المنافس ، والحسد ، وبقية فروع الشجرة الشيطانية ، ولعل أبرزها أن يعتقد شخص أو مجموعة ، أو حزب أو تنظيم أنهم هم وحدهم يسندون أعمدة السماء ، ولولاهـم لوقعت على الأرض ، وأنهم هم وحدهم يدبّرون أمر الأمة ولولاهم لذهبت الأمة إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم . ويقرأون كتاب الله العزيز ، ويتلون فيه الآية الكريمة :

{ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }(2) .

ولا يفهمون ...

وخاصة قوله فيها سبحانه : { يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ } ، وكذلك قوله تعالى في مكان آخر :

{.. وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }(3) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الجن ، الآية 21 . (2) سورة الرعد ، الآية 2 .

(3) سورة الطلاق ، الآية 3 .

ولا يفهمون ... أن الأمر في جوهره هو أمر الله من قبل ومن بعد ، وأن الله بالغه عاجلاً أو آجلاً ، وهو الأعلم به ، وقد قدّر الأمور تقديراً أدق مـمّا قد يظنون أو يحلمون ، وهو أسرع الحاسبين ، ولا يفهمون قبل كل ذلك ، في هذه الآية وفي كثير غيرها ، أن من معاني التوكّل ، الثقة بالله وحده ، وليس الإعتماد على شخص بعينه أو دولة بعينها ، ، أو شعب بعينه ، أو أية قوة من مراكز القوى الظنّية في الأرض أو في السماء من دون الله العزيز الحكيم ذي القوة والجبروت ، فإن القوة لله جميعاً وإن العزة لله جميعاً .

فمن أعزه الله ، فهو العزيز ، ومن أذلّه الله ، فهو الذليل ، وقد ينخدع بذلك ذو ضلالة ، إذا ظهر ظهـوراً مؤقتاً ، بقوة سياسية ، أو مالية ، أو عسكرية ، فيحسب أنه هو العزيز الكريم ، في وقت قد يكون فيه ، مـمّن مدّ لهم الله عزّ وجلّ في الضلالة ، أو مـمّن قال سبحانه فيهم :

{ وَمَاكَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ .. }(1).

فيكون في جملة من أخبر عنهم سبحانه في سورة الدخان :



إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ . طَعَامُ الْأَثِيمِ . كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ . كَغَلْيِ الْحَمِيمِ . خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ . ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ . ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }(2).



تقولها الملائكة تهكماً واحتقاراً للمتجبرين المتكبرين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة التوبة ، الآية 115 .

(2) سورة الدخان ، الآيات 43 ـ 49 .



{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } . (39/ الأحزاب ) .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النمل ، الآية 59 .
__________________
سماحة العلامة الشيخ عبد الكريم آل شمس الدين

لبنان - جبل عامل - عربصاليم

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الله أكبر للتحميل . . أكثر من 40 فلم لكتائب عز الدين القسام >>>>>أدخل وحمل فتى القسام ملتقى المرئيات - فلاشات - فيديو كليب 10 16-08-2007 04:57 PM
رياضة الجري قاصرة الطرف الملتقى الرياضي 18 12-03-2007 10:41 PM
رياضة الدراجات الهوائيه......صوره رائد الصعوب الملتقى الرياضي 3 01-03-2007 09:05 PM
رياضة المشى قطرات الندى ملتقى الحمية والتغذية 10 30-05-2006 11:48 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.09 كيلو بايت... تم توفير 2.15 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]