|
ملتقى تفسير الاحلام والرؤى ملتقى يختص بتفسير الأحلام والرؤى على مذهب اهل السنة والجماعة .. هذا القسم متوقف حاليا عن طرح المنامات الجديدة الى ان يتيسر حضور المشرفين ومتابعة تفسير الاحلام القديمة المطروحة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() مشهد قبل البداية رجل نائم في أمان الله تعالى، شخيره يرتفع، لا يعي على شيء مما في هذه الدنيا، لا يدرك أن هناك خطراً يقترب منه، إنها يدان، يدا أنثى، وفجأة يستيقظ المسكين على ضغط شديد على عنقه، ليباغت بزوجته تحمل ملامح غاضبة، وهي تحاول خنقه، قائلة بغل: - ظننت أنك ذكي، أليس كذلك ؟؟ يقول المسكين وهو يقاتل للتخلص من يديها: - ماذا أصابك ؟ هل جننت ؟؟ تجيبه بمزيج من الغضب والشماتة: - قد أراني الله خيانتك في منامي، رأيتم يا عديم الأخلاق تحتضن فتاة شبه عارية، وكانت ترتدي... فيصرخ في وجهها الرجل: - يا لك من بلهاء حمقاء !! أهذا دليل خيانة ؟؟ إنه مجرد حلم شيطاني، استعيذي بالله. ويبدو التردد على وجه الزوجة، أتصدق كلامه أو لا تفعل ؟؟ ومع ترددها يخف ضغط يديها على عنقه قليلاً، فيحرر الرجل نفسه بشيء من الخشونة، ويدير ظهره متمتماً في غضب هادر: - يا لعقول النساء الفارغة ! قال شافت منام !! يا حبيبي !! ثم يغمز بعينه متابعاً، متعمداً أن يصل صوته إلى (المدام) بهدف (إغاظتها) طبعاً: - بس للصراحة، هو منام حلو !! وتتسع عينا الزوجة، وتهجم على زوجها، و... مشهد ثان قبل البداية رجل وزوجته يتناولان طعام الفطور صباحاً، وفجأة تهتف الزوجة: - قبل أن أنسى، أريد (البشارة)، ناولني (المعلوم) يا رجل. يسألها الرجل مدهوشاً: - أي بشارة ؟ وأي معلوم ؟؟ ترد المرأة بابتسامة عريضة: - رأيتك في المنام، كنت تضحك مثل القرود. وتتهلل أسارير الرجل، ويصيح بحماسة شديدة: - الله يبشرك بالخير. قبل البداية... المشهد الثالث - ماما ماما...أنا مبسوطة أوي. - ربنا يبسطك دوماً... يا ترى أنت مبسوطة كدا ليه ؟؟ - شفت بمنامي أني لابسة قلادة ذهب حلووووووووووووة أوووووووي. - ربنا يبشرك بالخير يا ماما، الظاهر ربنا راضي عليكي ويبشرك كدا. - الحمد لك يا رب. إليكم هذا المشهد أيضاً...قبل البداية - لا أريد أن أفطر، إليكم عني. - ليه يا بنتي، حصل معاكي إيه ؟؟ - قلت مش عاوزة آكل ولا حاجة. - خبرينا إيه يللي حدث معاكي ؟؟ - آه يا ماما، منام رهيب فظيع. - ربنا يستر يا ماما !! - صاحبتي يا ماما، صاحبتي يللي بحبها أوي، كشفتها على حقيقتها، (ربنا يحبني)، وخلاني أشوفها عل حقيقتها في المنام، كانت بتستحم يا ماما، وكانت... كانت.... كانت متجردة تماماً، زي ما خلقها ربنا، و... - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم !! هي دي بشر أو شيطان ؟؟ ابعدي عنها أحسن يا ماما، (ربنا بيحبك)، وشفتيها على حقيقتها، ربنا يصلحها ويهديها، الله أعلم هي بتعمل إيه ؟؟ المشهد الأخير...ثم لتكن البداية - ماما ماما.. لست موافقة على هذا الشاب. - ليه يا ماما ؟؟ أهو إحنا عرفنا خيره من شره ؟؟ - ما فيش داعي يا ماما، ربنا أراني في المنام الحقيقة كلها. - أي حقيقة ؟؟ - شفته كان يبول في ملابسه !! - يع !! ربنا يخرب بيته !! هو أكيد عامل حاجة وحشة، خلاص حأتصل دلوقتي وأبلغ أهله ما يتعذبوش ويجوا لينا، ما فيش نصيب، يبول في ملابسه ؟؟ ربنا يخرب بيتك !! جاية تاخد بنتنا كمان !!! ********************************* أيها الإخوة والأخوات، يلعب المنام دوراً كبيراً في حياة الإنسان، وبخاصة الذين يصدقون بالمنامات ويتصرفون وفق مقتضاها. ولست بالطبع ممن يعارض المنامات، فقد أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن مبشرات الوحي ستة وأربعون جزءاً، ذهبت كلها للأنبياء، ولم يبق منها إلا الرؤيا الصالحة. كما أنه من الخطأ الشائع ما يذهب إليه البعض أن تأويل المنامات خرافة، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يؤول لأصحابه، والصديق رضي الله عنه أول لأحدهم مرة، بل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يروي لهم ما رآه ويفسره لهم، وهي موهبة أنعم الله تعالى بها على سيدنا يوسف عليه السلام. إنما بشرط أن يكون التفسير من عالم بالمنامات وتأويلها، متدين ثقة، وألا يكون ممن يدعي أنه يعرف تأويل كل ما تسمعه أذناه، ثم إن عليه التحري عن الظروف الخاصة بصاحب المنام أيضاً، فهي تعكس تأويل المنام على حقيقته الأصلية، ما لم يكن المنام راجعاً إلى ما يعرفه المفسر باسم (الترجيع الباطني)، واسمه الشائع (تحديث النفس)، وسيأتي الكلام عنه بإذن الله تعالى. ذلك لأن تفسير المنامات ليس لعبة بيد من يعرف ومن لا يعرف، فله قواعده وأصوله الخاصة به، فما كل إنسان يعرف كيف يفسر، وليس كل واحد يُفسر له أيضاً. وقبل الخوض أكثر في تفاصيل الموضوع، دعونا نعرض لكم تأويل ما رآه أصحاب هذه النماذج، لمعرفة الخطأ الفادح الذي وقع به أصحابها، ولنبدأ مع: الرجل الذي يحتضن الفتاة هذا الرجل ليس خائناً لزوجته، وليس سيء الأخلاق يطارد الفتيات، و(عينه على البنات)، فمن رأى أنه رزق ببنت، فهي رزقة له بإذن الله، وتكون هذه الرزقة حلوة بقدر حلاوة البنت، بعكس من يرزق بصبي فهو الهم والغم. (أنصح البنات بعدم التعجل بإظهار الشماتة..دورهن قادم بعد قليل) أما احتضانه للفتاة، فهي الدنيا يأكل من خيراتها، وكلما كانت متجردة من لباسها أكثر، أو كان لباسها شفافاً أكثر، فإنما هي فاتحة أبواب الخير والمال عليه أكثر، ونأتي الآن إلى مسألة اللباس، لأنه يختلف ما بين لون وآخر، فلو أن هذه الفتاة تلبس اللون الأحمر، فهذا يعني - إضافة إلى التمتع بالدنيا وخيراتها - أن مع الرجل مالاً، لله تعالى حق فيه، والرجل لم يؤد هذا الحق بعد (صدقة..زكاة). الأخضر يعني دنيا حلوة نضرة، وربما يعني صلاح الرجل المتمتع بالدنيا، أما الأزرق فتمتعه بالدنيا لا يخلو من هم عليه، والكحلي هم أكبر، الأصفر هو المرض أو النفاق، والرمادي دليل خيانة، ربما يتعرض لها الرجل من تمتعه بالدنيا، وربما هو يقوم بها (وهذا الأرجح)، وطبعاً ليست خيانة الزوجة، بل خيانة للأمانة، بعكس الأبيض، دليل الطهر والصفاء، وكذلك الأسود، فهو يدل على العزة والرفعة، لاشتقاقه من السؤدد. وهنا التنبيه إلى الغلطة التي يقع بها كثير من الناس، والنساء خصوصاً، أول ما ترى الواحدة منهن امرأة لابسة الأسود، حتى تأخذ عنها فكرة أنها امرأة سيئة شريرة. اللباس الأسود يدل على عكس هذا تماماً، إلا في حالة واحدة، وهي حالة الرجل، الرجل لا المرأة، الذي لم يعتد لبس الأسود في واقعه ويكره هذا اللون، عندها يؤول الأسود إلى هم يعاني منه هذا الرجل، وقد يأتي بمعنى السؤدد أيضاً، كذلك لبس البياض لعامل اليومية، يعني يوماً أو أياماً بلا عمل ولا أجرة، ولا يعني الطهر والصفاء إطلاقاً. (وهذا ما قصدناه بالإحاطة بالظروف، مش أي واحد قعد على التلفزيون، ويا عم شفت أني كذا وكذا، أبشري يا بنتي سيحصل كذا وكذا). ولننتقل الآن إلى: الرجل الضاحك الضحك في المنام هو هم لصاحبه على قدر ضحكه، إلا التبسم فهو أمر جيد، أما الضحك بصوت مسموع، فهو كما قلنا، وقد يدل أحياناً على خلو قلب صاحبه من ذكر الله تعالى. وذلك بعكس البكاء، فالدموع تفريج الهموم، ما لم يخالط ذلك النواح (البكاء مع الصراخ)، فإنه يدل على المعصية. لابسة الذهب لا وجه للفرحة ولا للبشارة، هذا المنام منام سيء، ولا ينبغي لها أن تحكيه أساساً، ذلك لأن الذهب فتنة وابتلاء، بل وربما هو دليل العذاب، فلتتفل على يسارها ثلاثاً، ولتقرأ الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً، ولا ترويها لأحد كي لا تضرها. المرأة التي تستحم إن تعري الشخص في المنام دليل لطهره، سواء أرأيناه وحده هكذا، أو كان يمشي وسط الناس، وإن كان ينظر إلى فرجه فأمر جيد جداً، ذلك لأن هذا دليل الفرج مما هو فيه من الهموم، إلا إن كان الناس يشيرون إلى عورته ويضحكون منه، فربنا يستره من فضيحة مقبل عليها. وأما الاستحمام فلهو من أفضل وأجمل ما يرى المرء، لأنه دليل التوبة إلى الله تعالى، والطهارة من الذنوب. الرجل الذي بال في ملابسه أما البول فسنعرض الكلام عنه في حديثنا عن القاذورات والنجاسة، ولكننا نقول هنا للبنت قد أخطأت تماماً أنت وأمك، نعم هذه بشارة من الله لك، أن هذا الشاب سينعم الله تعالى عليه بالولد، فهذا بول الرجل في لباسه، وكذلك امتخاطه عليك، فإنه بشارة بالولد، أما إن انعكست الآية، وامتخطتي أنت عليه، فربنا يسترك من حمل لا يثبت، أو حمل ينتج عنه ولد ميت أو مشوه. ******************************** إخوتي الأفاضل، إن الخطأ الفادح الذي يقع فيه الكثيرون منا، هو تأويلهم ما يرونه لأنفسهم، وعلى أمزجتهم الخاصة، أو لأنهم أخذوا الأمور بظواهرها فقط، فالمنام ما رأوه، والعمل المستقبح في المنام هو نفسه المستقبح في الواقع، والخطأ الأشد فداحة أنك تسمع أحدهم يقول: شفت اليوم منام - قل أعوذ برب الفلق !! - بس شفت كذا وكذا... وقد نهى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن رواية الحلم، وهنا الغلطة الثالثة، إطلاق لفظ الحلم على المنامات الجيدة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان)، ودور المفسر هنا ألا يفسر هكذا حلم، بل أن يرشد صاحبه إلى الخطوات التي أمر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذكرناها في حالة الأخت لابسة الذهب. وما زلت أذكر حادثة وقعت في إحدى المناطق، حيث أول المفسر لأحدهم حلمه أنه سيموت متفحماً !! ولكم أن تتصوروا حالة الرعب التي عاشها المسكين في سنوات حياته التي أعقبت هذا التأويل، وتصرفاته المذعورة من إطفاء الكهرباء في البيت طالما هو فيه، إلى الفرار من المنزل كلما أرادت زوجته استعمال الغاز (البوتاجاز)، ولو كان ذلك لإعداد الشاي !! هكذا تأويل لا طائل منه، لما فيه من الضرر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا ضرر ولا ضرار)، ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تأويل الأحلام، أياً كانت، لأنها من الشيطان، وهذا الصحابي يقول للرسول صلى الله عليه وسلم (رأيت في منامي أن رأسي قطع وبدأ يتدحرج، وأنا أجري خلفه)، فقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تحدث بتلاعب الشيطان بك). إذاً في مثل هذه الحالة، على المفسر أن يسكت عن التأويل، لكن لا يجب عليه السكوت إن ظهر له في المنام أن صاحبه على معصية، بل عليه أن يبرز ذلك وينصحه بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى. والحالة الثانية التي يتوجب على المفسر فيها السكوت عن التأويل، وإرشاد صاحبه إلى الاستعاذة منه وعدم روايته لأحد، ما يراه أحدنا في حلمه، يحوي ضرراً في تأويله للآخرين، وكثير من الناس يظنون أنهم رأوا الشيء الحسن من غيرهم، وهو في حقيقته خراب لبيوتهم، هنا على المفسر أن لا يبرز مهاراته التأويلية بأي شكل كان. ولأضربن لكم مثالاً على هذا، رجل ما لم يحدثك أنه ينوي العمرة، ولا تعرف ذلك عنه، تراه في ملابس الإحرام، فإنما هذا دليل لأمر عظيم، دليل لطلاقه لزوجته !! ما لم يأت ذلك في موسم الحج، فإنه يحمل على هذا وعلى المحمل الحسن أيضاً. أيها الإخوة والأخوات، حديث المنامات يطول ويطول، ولكني هنا أريد تناول بعض الأساسيات الهامة فيه، والتي تعنينا بشكل مباشر، وطالما تحدثنا عن الاغتسال، فلنبدأ الأساسيات بدواعي الاغتسال، الحيض والجنابة، ومنها نتطرق إلى إصابة الإنسان بالنجاسة في ما يراه في منامه. أما الحيض، فلمن رأى واحدة أنها حائض، أو رأت نفسها كذلك، فهي في إثم عظيم، ينبغي عليها التوبة منه حالاً ودون أي تأخير كان. وذلك بعكس الجنابة، فلئن رأيت من أحد (منياً) نازلاً، أو رأى من نفسه ذلك، فهو مال يحصل عليه، بقدر ما نزل منه من المني، لكن إنفاق هذا المال يكون سريعاً والله تعالى أعلم. وهنا نرجع إلى مسألة هامة للغاية، مسألة التحري عن الظروف الخاصة بمن رأى المنام، فلعل رجلاً وزوجته ينتظران بفارغ الصبر حبل المرأة، واقترب ميعاد حيضها، وهما خائفان من قدوم دورتها هذه، لأن هذا دليل أنها لم تحبل، فلئن رآها أو رأت نفسها أنها حائض، فهذا يرجع إلى (الترجيع الباطني) المنعكس من (العقل الباطن) للإنسان، حول ما يتمناه أو يخشى حدوثه. الأمر ذاته للحبل في هذه الحالة فقط، هو (الترجيع الباطني) لاشتهائها أن تحبل، أو اشتهاء زوجها هذا، أما في الحالات العادية، فالحبل هم على المرأة، وكلما كان انتفاخ بطنها من الحبل في المنام أكبر، كلما كان همها في الواقع أكبر. أما القاذورات فهي بالغة الجودة في المنام !! خروج المخاط من الأنف تفريج للهموم، كذلك خروج البول والغائط، ذلك لأن من يعاني من وجودهما في الواقع، يتضرر من حبسها، ويرتاح إن أخرجها، أما إن رأى في منامه أنه عادي لا يعاني من أي احتقان وخرج منه غائط، فإنه رزق، بقدر ما يخرج، وكذلك إن لوثه هذا الغائط، أو أصابه البول أثناء الإخراج في المنام، فهو مال يصيبه بقدر ما أصابه منهما. وأما القيء، فهو أيضاً أمر جيد في المنام، ذلك لأن تأويله يحمل اسمه في الواقع، اسم (المراجعة)، فهو مراجعة الإنسان لأعماله، وربما مراجعته لكتاب الله عز وجل. القبلة في المنام دليل المحبة، إن كانت للوجه، أما إن كانت للرأس فهي دليل الإكبار والاحترام، وربما الاعتذار، بينما هي لليد دليل ولاء صاحبها لمن قبل يده، أما إن كانت للقدم، فهي مصيبة في دين صاحبها، لأنه يرى نفسه عبداً لمن قام بتقبيله لقدمه، ما لم يكن عدواً غاشماً يخاف أن يناله منه أذى في الواقع، فربما كان هذا العذر له في استعداده لفعل أي شيء كي لا يتعرض لهذا الأذى. وتبقى قبلة الجبهة، هي دليل العلو والانتصار على من قبلناه إن كان يسعى لأذيتنا في عالم الواقع. العضة دليل المحبة أيضاً، وربما يخالطها نوع من العتاب أحياناً، والمصالحة للمتخاصمين في المنام، استمرار للخصومة بينهما في الواقع، والخصام للمتخاصمين في المنام، هو دليل تصالحهما في الواقع، وكذلك خصام المتصالحين أساساً، يدل على توثيق محبتهما أكثر. وطالما تحدثنا عن العض، فلنتدرج إلى عالم الحيوان سريعاً، وبعكس ولع البعض بالقطة في الواقع، فإنها في المنام لص وشيطان، حالها حال الجرذ، أما الفأرة فهي لصة وكذلك الأفعى، ولمن رأى هكذا أصناف تدخل بيته وما أشبهها من الحيوانات والحشرات الخسيسة كالصرصور والعقارب، فليحذر وليتوثق ممن يدخل بيته في عالم الواقع من الناس، من أصحاب الأنفس القذرة الخسيسة، وليتخير من يصاحبهم، عملاً بالحديث القائل (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي). لمن رأينا في رأسه قملاً، فهو مال يناله، وكلما كان عدد القملات أكثر، فذلك أفضل له، أما الكلب فهو صديق، وعضته دليل للعتب علينا، ما لم تكن جارحة مؤذية، فإنه إنسان اتخذناه صديقاً لنا، ويوشك على أن يجرحنا ويؤذينا، فلنتخير من نصاحبهم دوماً. تحول الإنسان في المنام إلى حيوان انتقاص من مرتبته، سواء أكان حيواناً جيداً (كالكلب والحصان)، أو خسيساً (كالفأر والأفعى). نأتي إلى فقدان الأعضاء سريعاً، فقدان الأسنان يدل على فقدان الأولاد والأقارب، وهكذا منام لا تنبغي روايته لمن رآه، أما فقدان الأصابع، فضعف القدرة، وفقدان اليد كلها خسارة إنسان كان يساعدنا، كذلك فقدان الذراع من الساعد أو كلها، وفقدان القدم انحطاط تام في القوة، وأيضاً هكذا أحلام لا تنبغي حكايتها إطلاقاً. أما تساقط الشعر، فهو أمر جيد جداً لمن كان مديوناً أو مهموماً، لأنه تساقط الهموم وقضاء الديون. وسقوط الرأس، يعني موت الرئيس، كرئيس المنزل مثلاً، أو الحاكم، إلا إن أتى كحلم تلاعب الشيطان والذي أوردناه في الأعلى، فهذا صحابي آخر يقول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (رأيت كأن رأسي سقط فحملته في يدي وأخذت أنظر إليه)، فسأله الرسول صلى الله عليه متبسماً (بأي عين كنت تنظر إليه ؟؟) وذلك قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بقليل. نأتي إلى الزواج، الرجل إن رأى أنه حصل على أرنب، فهذا دليل أنه ستزوج، فإن ذبح الأرنب، فهي الإشارة إلى الطلاق، وكذلك من أراد الزواج من الرجال، إن رأى أنه........ (أحسن شيء أكتبها وأهرب بأقصى سرعة )!!! أنه يلبس في قدمه حذاء، فالحذاء دليل على هذه المرأة، إن كان ضيقاً على قدمه، يعني أنها زوجة ستتعبه، أما إن كان واسعاً مريحاً، فهي امرأة مريحة له !! كذلك إن رأى المقدم على الزواج أنه يرتدي قميصاً، إن كانت بنية اللون، لن يناله إلا التعب والهم من المرأة، والأزرق فيه بعض التعب، وفي الكحلي أكثر، على النحو الذي عرضنا عليه الألوان في حادثة رؤية المرأة لزوجها الذي يحتضن الفتاة. كذلك المرأة لمن لم تكن تعلم أن هناك من يطلبها، فإن رأت أنها تحجبت (وهي ليست كذلك في الواقع)، فهو إما الحجاب أو الزواج، ولمن تعلم بأن هناك من يتقدم إلى خطبتها، حجابها دليل على زوجها، إن كان أسود، فهو إنسان رفيع المقام عند الله تعالى، والأبيض دليل طهارة قلبه، والأصفر إما أنه مريض الجسد أو القلب، أو مريضهما معاً، وكما فصلنا عند ذكر الألوان، إنما مع اختلاف بسيط نوعاً، ألا تكون مغرمة بهذا اللون في الواقع بحيث لا تلبس غيره، أو هو لبسها الغالب، فربما كان تأويله هذا الذي ذكرناه من الألوان (على الأرجح)، وربما يحمل على تحديث النفس لها وتمنيها أن يكون زوجها المقبل كما تحب. والأمر لها في الحجاب، ذاته في الكساء، هو يدل على شخصية ونفسية زوجها أيضاً من خلال لونه أيضاً. فإن رأى المتزوج أنه يخلع حذاءه من قدمه أو يستبدله، فهو خلعه لامرأته من عصمته (مرة تانية لازم أهرب، ولا ليا الأمان يا بنات)؟؟ وكذلك إن غير لحافه أو كسوته، كذلك المتزوجة إن خلعت حجابها، أو غيرت لحافها أو ثوبها، خلعها لهم هو طلاقها، وعلى أحسن الأحوال، هو الشقاق والابتعاد، أما تغييرها لهم، فهو الطلاق حتماً، ولا معنى لتغييرها لحذائها أياً كان الاعتبار في مسألة الزواج، وإنما يصرف إلى أمور معيشتها، إن كان الحذاء الجديد أشد راحة لساقها أو أجمل، أو متعباً أكثر، كله ينعكس على معيشتها في الواقع. أيها الإخوة الأحبة، والأخوات الفاضلات، حديث المنام طويل للغاية، لكننا نكتفي منه بهذا القدر، ونوجه الكلمة إلى كل مفسر ألا يدعي معرفته لتفسير كل المنامات بلا استثناء، فهذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأبي بكر الصديق لما طلب منه أن يترك له تأويل منام أحدهم (قد أصبت في بعض وأخطأت في بعض)، كما عليه الانتباه إلى ظروف الرائي، وكذلك مراعاة (الحدث)، وهو رؤية شيء في غير وقته، كمثال لابس ملابس الإحرام في غير موعد الحج، والذي ضربناه في الأعلى. واختلاف الظروف ينقسم إلى الظروف الخاصة بكل شخص من جهة، والظروف العامة من جهة أخرى، ولنذكر مثالاً لكل واحد من النوعين، مما روي عن ابن سيرين. أما الظروف الخاصة، فمثالها رجلان أتيا ابن سيرين، كل منهما رأى في منامه أنه يؤذن، فقال للأول أما أنت فأبشر بالحج، وقال للآخر أما أنت فسارق !! مستشهداً للأول لما رآه بفراسته من إيمانه (وأذن في الناس بالحج)، وللثاني لما رآه بفراسته من فجوره (ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون). وهنا ملاحظة سريعة عن الأذان، أذان الكافر في المنام، ربما دل على إسلامه إن كان يرتجى منه الخير، وعادة هو إعلان الحرب على المسلمين (خاصة إن لم يكن يبدو منه الخير ولا يطمع في إسلامه). أما الظروف العامة، فمثالها في منام رآه أحدهم، ثم عاد ليراه بعد سنين، أن السلطان يأمر له بأربعين تمرة، فكان التأويل في الأولى أربعين عصا يأمر له بها السلطان وفي الثانية أربعين ألف دينار، وقد حصل هذا !! ذلك لأن المرة الثانية كانت الحالة الاقتصادية ممتازة، وبيت المال ممتلىء، أما المرة الأولى فكانت البلاد في قحط، ولا ينال أحدنا من السلطان إلا الثواب والمكافأة، أو العقاب !! إخوتي في الله، التأويل مذاهب، وكل مفسر ينظر للأمور من زاوية يراها، قد لا ينتبه إليها غيره، فيحتمل المنام أكثر من تأويل أحياناً، ويقتضي التنبيه أخيراً إلى تحريم تأليف المنام، فالرسول صلى الله عليه وسلم وصفه بأكبر الكذب، وتوعد صاحبه أنه لن يدخل الجنة ما لم يعقد بين شعيرتين، وليس بعاقد بينهما. اللهم ما أصبنا فيه، فبفضلك وحدك، ولك الحمد والمنة، وما أخطأنا به من أنفسنا. أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد
__________________
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا |
#2
|
|||
|
|||
![]() لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
جزاك الله خير على التوضيح نفعنا واياكم بإذنه تعالى |
#3
|
|||
|
|||
![]() وجزاك كل الخير أختي،
وبعد دعاءك نقول آمين
__________________
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا |
#4
|
|||
|
|||
![]() استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه
مشكور اخوي على هذه المعلومات والله يجزيك الخير |
#5
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله كل الخير أختي الفاضلة
__________________
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |