|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحكمة من وقوع العبد بالذنوب والمعاصي ففي ذلك من حكمة الله ورحمته بعبده : 1-أن ذلك يزيده عبودية وتواضعاً وخشوعاً وذلاً ورغبة في كثرة الأعمال الصالحة ونفرة قوية عن السيئات . 2-وذلك أيضاً يدفع عنه العُجب والخيلاء ونحو ذلك مما يعرض للإنسان . 3-وهو أيضاً يوجب الرحمة لخلق الله ورجاء التوبة والرحمة لهم إذا أذنبوا وترغيبهم في التوبة . 4-وهو أيضاً يبين قوة حاجة العبد إلى الاستعانة بالله والتوكل عليه واللجأ إليه . ولهذا تجد التائب الصادق أثبت على الطاعة وأرغب فيها وأشد حذراً من الذنب من كثير من الذين لم يبتلوا بذنب . منهاج السنة ( 2 / 431 ) ,,,,, وكما قال ابن القيم رحمه الله (ومَن وقع في الذنب أنساه ذلك رؤية طاعته واشتغل برؤية ذنبه؛ فلا يزال نصب عينيه؛ فإنّ الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً سلب رؤيةَ أعمالِه الحسنة من قلبه؛ والإخبارَ بها من لسانه؛ وشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة؛ فإن ما تُقُبِّل من الأعمال ما رُفِع من القلب رؤيته ومن اللسان ذكره؛ قال بعض السلف: إن العبد ليعمل الخطيئة فيدخل بها الجنة؛ ويعمل الحسنة فيدخل بها النار. قالوا كيف؟ قال: يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينيه إذا ذكرها ندم واستقال وتضرع إلى الله وانكسر وذلَّ لربه؛ وزال عنه عُجْبُه وكبرُه؛ فيدخل بها الجنة؛ ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه؛ يراها ويمنُّ بها ويعتدُّ ويتكبر حتى يدخل النار .)
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
#2
|
||||
|
||||
![]() وايضاً من الحكم العظيمة لوقوع العبد في الذنوب؛ أنَّ العبد لو استقامت حاله على الطاعة دائماً لربما أعجبته نفسه واغترَّ بعمله؛ وشمخ بأنفه وظن أنه وأنه..؛ فإذا ابتلاه الله بالذنب تصاغرت عنده نفسه؛ وعلم حقيقة نفسِه وأنها الخطاءةُ الجاهلةُ؛ وأنَّ كلَّ ما فيها من خير أو علم أو عمل فمِن الله سبحانه وحدَه مَنَّ به عليه لا مِن نفسه؛ وزال عنه رداء العُجْب الذي يُهلك مَن جعله لباساً له؛قال تعالى في الحديث القدسي :« لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبرُ منه العُجْب » . ومَن وقع في الذنب علم سعةَ حلمِ الله وكرمَه في ستره عليه؛ ولو شاء لعاجله بالعقوبة على الذنب؛ ولهتكه بين العباد فلم يصْفُ له معهم عيش . إذا أُخبرت عن رجل برئٍ من الآفات ظاهرُهُ صحيحُ فسلهم عنه هل هو آدميٌّ فإن قالوا نعمْ فالقول ريحُ ولكنْ بعضُنا أهلُ استتارٍ وعند اللهِ أجمعُنا جريحُ ومِن إنعام خالقِنا علينا بأنَّ ذنوبنا ليست تفوحُ فلو فاحت لأصبحنا هروباً فُرادى بالفلا ما نستريحُ وضاق بكلِّ منتحلٍ صلاحاً لنَتْنِ ذنوبه البلد الفسيحُ فالحمد لله على جميل ستره؛ فإنّ من أعظم نعم الله على عباده أن ستر عيوبَ بعضهم عن بعض؛ ولو بدت صحائفُ أعمال الخلق بعضهم لبعض لَما صفا لهم عيشٌ؛ ولَما جلس أحدٌ إلى أحدٍ؛ ولا أحبَّ أحدٌ أحدا؛ قال ابن شوذب: اجتمع قوم فتذاكروا؛ أيُّ النعم أفضل. فقال رجل: ما ستر الله به بعضنا عن بعض .
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
#3
|
||||
|
||||
![]() وايضا من حكمة الوقوع في الذنب صدق التوبة والرجوع الى الله لأنَّ الذنب من موجبات البشرية؛ وأن الحكمة الإلهية اقتضت تركيب الشهوةِ والغضب في الإنسان؛ ولو لم تُخلَق فيه هذه الدواعي لم يكن إنساناً بل مَلَكاً؛ ولذا فلا بدَّ للإنسان أن يقع في الذنوب والمعاصي؛ قال النبي"صلى الله عليه وسلم" : « كلُّ ابنِ آدمَ خطاءٌ؛ وخيرُ الخطّائين التوّابون »؛ وإنّ هذه الذنوب من جملة الابتلاء الذي يتعرض له العباد؛ فمن ردّها نجح وأجر؛ ومَن وقع فيها زلَّ وخسر؛ وللهِ وحده الفضل والمنة في توفيق العبد إلى صالح الأقوال والأعمال . و أن الواجب على العبد أن يُسارع للتوبة كلما أحدث ذنباً؛ ولْيوقن بسعة رحمة الله ﻷ إن أقبل عبدُه عليه؛ ولْيحسن الظن به سبحانه؛ ولْيثق بكريم عطائه ولطفه؛ قال"صلى الله عليه وسلم": «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون اللهَ فيغفر لهم» . وليس معنى هذا ترغيبَ العباد وحضّهَم على الذنوب والمعاصي؛ ولكن فيه بيانُ سعةِ رحمةِ الله وعظيمِ جودِه . فالله يحب التوابين ويفرح بتوبتهم؛ ولمحبته للتوبة وفرحه بها قضى على عبده بالذنب؛ ثم إذا كان ممن سبقت له العنايةُ قضى له بالتوبة . وأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة مما يكرهه الله ﻷ ظاهراً وباطناً؛ قال الله تعالى: ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) .
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
#4
|
||||
|
||||
![]() موضوع في غاية الأهمية , فبارك الله فيك ونفع بك وجزاك خير الجزاء.
__________________
![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
وفيكم بارك الله اخانا الزارع وجزاكم كل الخير والرضى وفقكم الله لما يحب ويرضى واسعدكم في الدارين
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
#6
|
||||
|
||||
![]() ومن حكم وقوع العبد في الذنب أنه يوجب لصاحبه الإحسان إلى الخلق؛ والاستغفار لإخوانه الخاطئين من المؤمنين؛ فإنه يشهد أنَّ إخوانه الخاطئين يصابون بمثل ما أصيب به؛ ويحتاجون إلى مثل ما هو محتاج إليه؛ فكما يحب أن يستغفر له أخوه المسلم؛ فلا بدَّ أنْ يحب أن يستغفر لأخيه المسلم . ومما يورثه الذنب حين يقع به العبد أنه يوجب لمن وقع به سعة حلمه ومغفرته لمن أساء إليه؛ فإذا رأى نفسه مع ربِّه مسيئاً خاطئاً مذنباً مع فرط إحسانه إليه وبرِّه سبحانه؛ مع شدَّةِ حاجته إلى ربه وعدمِ استغنائه عنه طرفة عين؛ فكيف يطمع أن يستقيمَ له الخلقُ ويعاملوه بمحض الإحسان وهو لم يعامل ربَّه بتلك المعاملة؛ وكيف يطمع أن يطيعه ولدُه وزوجتُه في كلِّ ما يريد وهو مع ربِّه ليس كذلك؟؛ وهذا يوجب أن يغفر لهم ويسامحهم ويعفوَ عنهم ويغضي عن الاستقصاء في طلب حقه منهم .
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
#7
|
||||
|
||||
![]() كما أنّ وقوع العبد في الذنب يوجب عليه أن يعامل عباد الله في إساءتهم إليه وزلاتهم معه بما يجب أن يعامله الله به؛ فإن الجزاء من جنس العمل؛ فيعمل في ذنوب الخلق معه ما يُحِبُّ أن يصنعَه الله بذنوبه . ومما لا بدّ أن يتصف به المسلم شهوده لذنبه وخطيئتِه؛ فلا يرى له على أحدٍ فضلاً ولا حقّاً؛ فإنه إذا شهد عيبَ نفسِه وخطأها وذنوبها؛ لا يظن أنه خيرٌ من مسلمٍ يؤمن بالله واليوم الآخر؛ وإذا شهد ذلك من نفسه لم يَرَ لها على الناس حقوقاً من الإكرام يطلبها منهم ويذمهم على ترك القيام بها . ولذلك فإنه يرى أنَّ مَن سلّم عليه أو لقيه بوجه منبسط قد أحسن إليه؛ وبذل له ما لا يستحقّه؛ فاستراح في نفسه واستراح الناس من عتبه وشكايته فما أطيب عيشه . ومن حكم الوقوع في الذنب أنها تورث صاحبها الإمساك عن عيوب الناس وإعمال الفكر فيها؛ فإنه في شغل بعيبه؛ قال أنس"رضي الله عنه": « طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس » . فيا سعادة من شغله عيبه عن عيوب الناس؛ويا شقاء من نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس؛ قال بعض السلف: أدركنا قوماً لم تكن لهم عيوب فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوباً؛ وأدركنا أقواماً كانت لهم عيوبٌ فكفّوا عن عيوب الناس فنُسِيَت عيوبهم . هذا وإنّ أولى الناس بالكف عن عيوب الناس ذلك العبدُ المذنبُ البصيرُ بذنبِه؛ المطلعُ على عيبه .
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
#8
|
||||
|
||||
![]() ومن الحكم العظيمة جراء وقوع العبد في الذنب أنّ ذلك ينتج عنه إقامتُه لمعاذير الخلائق؛ واتساعُ رحمته لهم؛ مع إقامة أمرِ الله فيهم؛ فيقيم أمره فيهم رحمةً لهم لا قسوة وفظاظة عليهم؛ فإذا رأى إسرافهم على أنفسهم بالذنوب أقام أمر الله فيهم بمنتهى الرحمة والشفقة دون ازدراء لهم واحتقار؛ وإذا رأى ما وقعوا فيه من الذنوب فلْ يتذكر أنّه قد أذنب كما أذنبوا؛ وأنهم ضعفوا كما قد ضعف هو من قبل فأذنب؛ وتيقن أنَّ الذنب من موجبات البشرية؛ فمن تفكّر في ذلك حقَّ التفكر خلع صولة الطاعة والإحسان من قلبه فتبدلت رقَّة ورأفة ورحمة . ويجب الحذر من الشماتة بأصحاب الذنوب؛ فإذا رزقك الله الاستقامة فاعلم أنّ ذلك من منّة الله عليك وفضله لا بكسب يدك؛ فاحمد الله على نعمائه؛ واسأله الثبات على الطاعة حتى تلقاه؛ قال ابن القيم رحمه الله: واجعل لقلبك مقلتين كـلاهمـا بالحق في ذا الخلـق ناظرتـانِ فانظر بعين الحكم وارحمهـم بها إذ لا تـردُّ مشيـئة الديـانِ وانظر بعين الأمر واحملهـم على أحكامه..فهمـا إذن نظـرانِ واجعل لوجهك مقلتين كلاهمـا من خشيـة الرحمن باكيتـانِ لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهـم فالقلب بيـن أصابع الرحمـن
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
#9
|
||||
|
||||
![]() وقد يكون في القلب أنواعٌ من الأمراض المزمنة؛ التي لا يشعُر بها العبد؛ فيقضي عليه اللطيف الخبير بذنبٍ ظاهرٍ؛ فيجد ألمَ مرضه فيبحث عن دواء نافعٍ له فيشربه فيزول داؤه؛ ولا علاجَ أنفعَ للذنوب والمعاصي من التوبة النصوح؛ التي تفتح لصاحبها بعد ذلك أبواب الرجاء والعمل . ومن آثار الذنوب أنَّ العبد إذا وقع فيها أذاقه ألم الحجابِ والبعدِ عنه بارتكابه الذنب؛ فإذا أراد الله أن يتمَّ على عبده نعمتَه وفرحَه وسرورَه؛ وفقه للإقبال إليه بقلبه؛ وجمعه عليه وأقامَه على طاعته؛ فتكون لذته في ذلك بعد أن صدر منه ما صدر؛ بمنزلةِ التذاذ الظمآنِ بالماء العذب الزُّلال؛ والشديدِ الخوف بالأمن؛ والمحبِّ الطويلِ الهجر بوصل محبوبه؛ وإنَّ لُطفَ اللهِ وبرَّه وإحسانَه ليبلغ بعبده أكثر من هذا؛ فيا بؤس من أعرض عن معرفةِ ربِّه ومحبتِه . وإنَّ العبدَ إذا أذنب سُلِب حلاوةَ الطاعة والقرب ووقع في الوحشة؛ فإن كان ممن يصلح؛ اشتاقت نفسه إلى لذة تلك المعاملة؛ فحنَّت وتضرعت واستعانت بربها ليردها إلى ما عوَّدها من برِّه ولطفِه؛ وإن ركنَت واستمر إعراضُها ولم تحن إلى ما تعوّدته من الطاعات؛ ولم تحس بحاجتها وفقرها إلى مراجعةِ قُرْبِها مِن ربّها؛ عُلِم أنها لا تصلح لله سبحانه؛ فبقيت تتخبط في أودية المهالك .
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
#10
|
||||
|
||||
![]() ولا بد ان نعلم كلنا إنَّ مما جرت فيه حكمة الله أنَّ الخطأ والزلل من طباع البشرية؛ وأنَّ المرء مهما صلح حاله واستقام فلا بدَّ أن يقع في الذنوب والمعاصي؛ والناسُ في هذا الباب الخطير بين مقلٍّ ومستكثر . وعلى المسلم البصير أن يتأمَّل في حكمة الله سبحانه في تخليته بين العبد وبين ذنبه؛ وإقدارِه عليه؛ وتهيئة أسبابه له؛ ولو شاء لعصمه وحال بينه وبين الذنب ولكنه خلى بينه وبينه لهذه الحكم العظيمة؛ والغاياتٍ التي لو تفكَّر بها المتفكر لكانت سبباً في استقامة حاله بعد اعوجاجها؛ ورجوعه إلى طاعة ربِّه ومولاه بعد انصرافه عنها . نسأل الله أن يوفقنا للتوبة الصادقة؛ وأن يجعلنا هداة مهتدين ونسأله أن يمن علينا بالتوبة النصوح؛ وأن يوفقنا لصالح القول والعمل اللهم اغفر لنا وارحمنا؛ وتوفنا وأنت راضٍ عنا . اللهم أعنا ولا تعن علينا؛ وانصرنا ولا تنصر علينا؛ وامكر لنا ولا تمكر علينا؛ ويسر لنا الهدى؛ وانصرنا على من بغى علينا . اللهم آمين
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |