توحيد الله تعالى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خطبة حجة الوداع والدروس المستفادة منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خطبة عيد الأضحى 1446 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خطبة عيد الأضحى المبارك (الإخلاص طريق الخلاص) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خطبة عيد الأضحى 1446هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خطبة عيد الأضحى 1446 هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خطبة عيد الأضحى 1446هـ (مختصرة وشاملة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أهمية التعامل مع الأجهزة الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إمام دار الهجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          البعثة والهجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          (المساجد والاحترازات) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-09-2019, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,361
الدولة : Egypt
افتراضي توحيد الله تعالى

توحيد الله تعالى



الشيخ صلاح نجيب الدق


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.


أما بعد:
فإن الله تعالى ما خلق الخلائق، وما أرسل الرسل وأنزل الكتب، إلا من أجل توحيده سبحانه وحده، فيجب على المسلم أن يعلم حقيقة توحيد الله تعالى، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
معنى التوحيد: الإيمان الجازم بأن الله تعالى وحده هو خالق كل شيء، وأنه سبحانه وتعالى وحده المستحقُّ للعبادة.

أنواع التوحيد: ينقسم توحيد الله تعالى إلى ثلاثة أنواع؛ وهي:
(1) توحيد الربوبية.
(2) توحيد الألوهية.
(3) توحيد الأسماء والصفات؛ (شرح العقيدة الطحاوية؛ لابن أبي العز الحنفي، جـ1، صـ7).

أولًا: توحيد الربوبية
المقصود بتوحيد الربوبية: هو توحيد الله تعالى بأفعاله سبحانه، بمعنى: الاعتقاد الجازم بوجود الله تعالى، وأنه سبحانه وحده هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، المعز، المذِل، المتصرِّف في هذا الكون، ما شاء سبحانه كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير؛ (نواقض الإيمان؛ لعبدالعزيز محمد علي، صـ96).

(1) قال سبحانه: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

(2) وقال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164].

(3) وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21، 22].

(4) وقال جل شأنه: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

(5) وقال سبحانه: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [فاطر: 1].

هذا النوع من التوحيد أقرَّ به المشركون، ولم يُدخِلهم ذلك في الإسلام؛ لأنهم كانوا يصرفون بعض أنواع العبادة؛ كالدعاء، والذبح، والاستغاثة، والنذر لمعبوداتهم؛ كالأصنام، والملائكة، والجن، وقد أقام الله تعالى الحُجَّة البالغة على المشركين:
(1) قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].

(2) وقال جل شأنه: ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 84 -89].

(3) وقال سبحانه: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴾ [الزخرف: 9].

(4) وقال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف: 87].

فائدة مهمة:
لم ينكر توحيد الربوبية قديمًا إلا الدهرية في الأمم السابقة، والشيوعيون في وقتنا الحاضر؛ قال الله تعالى عنهم: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ [الجاثية: 24].

ثانيًا: توحيد الألوهية
الألوهية: معناها: العبادة.
والألوهية مأخوذة من الإله وهو المألوه؛ أي: المعبود، المحبوب، المطاع، المستحق للعبادة لذاته؛ (مجموع فتاوى ابن تيمية جـ1، صـ88).

المقصود بتوحيد الألوهية: هو توحيد الله تعالى بأفعال العباد التي أمرهم بها سبحانه، بمعنى: إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة؛ كالدعاء، والخوف والرجاء والتوكُّل والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة، وغير ذلك؛ لأن الله سبحانه وحده هو المستحقُّ للعبادة؛ (نواقض الإيمان؛ لعبدالعزيز محمد علي صـ133).

قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

توحيد الألوهية هو الذي من أجله خلق الله تعالى الجن والأنس، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 -58]، وتوحيد الألوهية هو الذي جاءت به أنبياء الله تعالى ورُسله إلى الناس.

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].

قال الإمام أبو العز الحنفي (رحمه الله): توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس، فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزًا، والعاجز لا يصلح أن يكون إلهًا؛ قال تعالى: ﴿ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾ [الأعراف: 191]، وقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 17]، وكذا قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 42]، (شرح العقيدة الطحاوية؛ للحنفي جـ1صـ23).

ثالثًا: توحيد الأسماء والصفات
معنى توحيد الأسماء والصفات:
المقصود بتوحيد الأسماء والصفات: هو الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته؛ كما جاءت في كتاب الله على مراد الله، وكما جاءت في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على مُراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون تحريفٍ أو تعطيلٍ أو تشبيهٍ أو تكييفٍ؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]؛ (شرح العقيدة الواسطية؛ للهراس ص 19).

وأسماء الله تعالى الحسنى ليست محصورة في عدد معينٍ، ولا يعلم عددُها إلا الله سبحانه تعالى، روى أحمد عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عَدْلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيْت به نفسَكَ، أو أنزلته في كتابِكَ، أو علَّمته أحدًا من خلقِكَ، أو استأثرْتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدْري، وجلاء حزني، وذَهاب همِّي، إلَّا أذهبَ الله عز وجل همَّه، وأبدلَه مكان حُزْنه فرحًا))، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلَّم هؤلاء الكلمات؟ قال: ((أجل ينبغي لمن سمعهنَّ أن يتعلمهنَّ))؛ (حديث صحيح) (السلسلة الصحيحة للألباني، جـ،1 حديث 199).

موقف المسلم من صفات الله تعالى:
عقيدة أهل السنة والجماعة هي الإيمان بأن الله تعالى موصوف بصفات الكمال والجلال، فأهل السنة يؤمنون بما وصف الله تعالى به نفسه في القرآن الكريم، وبما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم في سُنَّته، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تشبيهٍ، فالله عز وجل ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وهو كما قال سبحانه: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]؛ ولذا يجب علينا أن نثبت كل ما أثبته الله تعالى لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تأول، فنثبت على سبيل المثال صفة الحياة الدائمة؛ قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255]، ونثبت له سبحانه صفة الوجه؛ قال تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27]، ونثبت له صفة اليدين؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴾ [ص: 75]، ونثبت له أيضًا صفة الساق، قال جل شأنه: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ [القلم: 42]، وكذلك نثبت له صفة الاستواء على العرش، قال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5].

معنى الاستواء:
الاستواء لا يخرج عن أربعة معانٍ؛ وهي: استقرَّ، علا، ارتفع، صعد؛ (نونية ابن القيم ص 87).
ونثبت له سبحانه صفة العلم الكامل؛ قال جل شأنه: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255]، وكذلك صفتا السمع والبصر؛ قال سبحانه: ﴿ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 46]، قال تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [المجادلة: 1]، ونثبت أيضًا صفة الرضا؛ قال جل شأنه: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119]، وكذلك صفة المحبة؛ قال تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]، كذلك صفة الغضب؛ قال سبحانه: ﴿ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ﴾ [النساء: 93]، وكذلك صفة الكلام؛ قال جل شأنه: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]، وهكذا باقي صفات الله تعالى؛ (شرح العقيدة الواسطية؛ للهراس، صـ16 - صـ 88).


ختامًا:
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.13%)]