فضل الرضا بقضاء الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 809 - عددالزوار : 75072 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 32663 )           »          من أحكام سجود السهو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          فضل الدعاء وأوقات الإجابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 2016 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1284 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته، ثم استنجى من تور، ثم دلك يده بالأر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مفهوم القرآن في الاصطلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          تفسير سورة الكافرون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-12-2019, 09:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,917
الدولة : Egypt
افتراضي فضل الرضا بقضاء الله

فضل الرضا بقضاء الله

أحمد مسعود الفقي

مما لا شك، فيه أن الإنسان الراضي بقضاء الله -عز وجل- وقدره أكثر الناس راحةً وطمأنينةً وأمناً وسعادةً؛ فإن من ألزم اللوازم وأكثر الأمور ضرورةً لإيمان العبد الرضا بقضاءِ اللهِ وقدره، وهو ركنٌ عظيمٌ من أركان الإيمان، فإذا حصل للإنسان ما يسره شكر الله وازداد طاعةً وإقبالاً على الله، وإذا حصل ما يضره صبر عليه ورضي بما قضى الله وقدر، ووجد السعادة الحقيقية في الرضا، وإن كان على غير مراده لكنه على يقين أنه على مراد الله -عز وجل- وهو خيرٌ له على كل حال، عن صهيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمرَه كلَّه خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له» رواه مسلم.
والدنيا دار ابتلاء واختبار، فمِن حِكمةِ الله -تعالى- أنَّه يَبتلِي عِبادَه ويختبرُهم؛ ليَعلمَ المؤمِنَ المطيع الراضي من العاصي الساخط، قال -تعالى-: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور} (الملك: 2)، والبلاءُ يَكونُ بالسَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ،قال -تعالى-: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (اﻷنبياء: 35)، وفي قول الله -تعالى-: {وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ} (التغابن: 11)، يقول علقمة بن وقاص: «هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله، فيسلّم لها ويرضى»، وفي تفسير قوله -تعالى-: {وبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} (الحج: 35) جاء عن سفيان الثوري قوله: «المطمئنين الراضين بقضائه، المستسلمين له».
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، و من سخط فله السخط». رواه الترمذي، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أنه كلما زاد البلاء زاد الأجر والثواب ويبتلى العبد على حسب دينه وحب الله له؛ فمن رضي بقضاء الله وصبر على بلائِه فسيَرْضى الله -سبحانه وتعالى- عنه، ويَجْزيه الخيرَ والأجْرَ في الآخِرَةِ، ومَن قابَل هذه البلايا بعَدَمِ الرِّضا؛ فسيَغضَبَ اللهُ عليه، فلا يَرضَى عنه، وله العِقابُ في الآخرةِ؛ وذلك أنَّ المصائِبَ والعِللَ والأمراضَ كفَّاراتٌ لأهلِ الإيمانِ، وعُقوباتٌ يُمحِّصُ الله بها مَن شاء مِنهم في الدُّنيا؛ لِيَلقَوْه مُطهَّرين مِن دنَسِ الذُّنوبِ في الآخرةِ، وهي لأهلِ العِصْيانِ كُروبٌ وشَدائِدُ وعذابٌ في الدُّنيا، ومع عدَمِ رِضَاهُم وتَسليمِهم لقضاءِ الله فلا يكونُ لهم أجرٌ في الآخرةِ.
قال الألباني في (السلسلة الصحيحة): «وهذا الحديث يدل على أمر زائد على ما سبق و هو أن البلاء إنما يكون خيراً، وأن صاحبه يكون محبوباً عند اللهِ -تعالى-، إذا صبر على بلاءِ اللهِ -تعالى-، ورضي بقضاءِ اللهِ -عز و جل».
ونختم بما قاله الإمامُ ابنُ القيّم -رحمه الله-: «الرضا بابُ اللهِ الأعظم، وجنةُ الدنيا، ومستراحُ العابدينَ، وقرةُ عيونِ المشتاقين، ومن ملأ قلبه من الرضا بالقدر؛ ملأ اللهُ صدرَه غنىً وأمناً، وفرَّغ قلبه لمحبته، والإنابةِ إليه، والتوكلِ عليه، ومن فاته حظُّه من الرضا امتلأ قلبُه بضدِّ ذلك، واشتغل عمَّا فيه سعادتُهُ وفلاحُهُ».


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.39 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]