الأشهر الحرم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3124 )           »          جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما نزل في صلح الحديبية من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من قيل في ترجمته كان أكولًا أو كثير الأكل أو نحوها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التكوين العلمي للإمام محمد بن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صدى صلح الحديبية عند المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مقتطفات من سيرة أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صلح الحديبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صريف الأقلام في إسلام ابن الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2020, 07:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,262
الدولة : Egypt
افتراضي الأشهر الحرم

الأشهر الحرم


محمد بن علي بن جميل المطري




الأشهرُ الحُرُمُ أربعةٌ، وهي: ذو القَعْدةِ، وذو الحِجَّةِ، والمحرَّمُ، ورجبٌ، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36].

قال ابنُ كثيرٍ - رحمه الله - في تفسيرِه: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾؛ أي: في هذه الأشهر المحرمة؛ لأنها آكدُ وأبلَغُ في الإثم من غيرها.

وهذه الأشهرُ الحرُمُ يَحرُمُ ابتداءً قتالُ الأعداء فيها، يقول تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 217]؛ أَيْ: إثمٌ فيه كبيرٌ، ويجوز مُقاتلةُ مَن ابتدأ القتالَ فيها من باب القِصاص، كما قال تعالى: ﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194]، وقد رجَّح شيخُ الإسلام ابن تيمية وابنُ القيم في "زاد المعاد": أن آياتِ التحريمِ مُحكَمةٌ وليست منسوخةً.

وهو قولُ العلاَّمة محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ ابنِ عثيمين.

والواجبُ على المسلمين أن يُعظِّموا هذه الأشهرَ الحرُمَ، ويجعلوها فرصةً لإصلاحِ ما بينَهم، يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ﴾ [المائدة: 2]، ويقول سبحانه: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].

وروَى مسلمٌ في صحيحِه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلون الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تَحابُّوا، أوَلا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تَحابَبْتُم؟ أفشوا السلامَ بينَكم))؛ أَي: السلامَ القوليَّ والفعليَّ، لكن صار المسلمون يفشُون القتلَ بينَهم، ويعادي بعضُهم بعضًا، ويوالي بعضُهم مَن يجب معاداتُه شرعًا!

قال الله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73].

قال المفسِّرون: أي: إلا يُوالِ بعضُكم بعضًا وتتركوا موالاةَ الكافرين، تَكُنْ فتنةٌ وفسادٌ كبير.

فالمؤمنُ أخو المؤمنِ، يجب عليه أن ينصرَه ظالمًا أو مظلومًا؛ إن كان ظالمًا كفَّ يدَه، وإن كان مظلومًا نصره بقدرِ استطاعته، وإن حصل بين المسلمين بغْيٌ وقتالٌ، فالواجبُ الصُّلحُ بين المؤمنين، كما قال الله سبحانه: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون ﴾ [الحجرات: 9، 10].

فهذا حكمُ اللهِ بينَ المقتَتِلين من المؤمنين: أخبَرَ أنهم إخوةٌ، وأمَرَ أولاً بالإصلاح بينهم إن اقتتَلوا: ﴿ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى ﴾ ولم يقبلوا الصلح، ﴿ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ﴾، وليس حتى تُستأصَلَ، فإنما أُبيحَ قتالُهم للضرورة؛ لكسر شوكتِهم، ودفعِ شرِّهم، فيُدفعون بالأخفِّ فالأخفِّ، ثم أمر الله بالإصلاح بينَهم فقال: ﴿ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ ﴾، لا بالظلمِ، فأمر اللهُ بالإصلاح بينهم أولاً وآخرًا، ويُصلَحُ بينهم بالعدل بعد أن ترجِعَ إلى أمر الله وحكمه، فمن رجَعَ إلى أمر الله، وجَبَ أن يُعدلَ بينَه وبينَ خصمه، فقبل أن تُقاتَلَ الطائفةُ الباغيةُ وبعد قتالِها أمرَ الله بالإصلاح بينَهما مطلقًا، ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128] كما قال الله، والواجب على كل مسلم قادرٍ أن يسعى في الإصلاحِ بينَ المقتَتِلين من المسلمين ويأمرَهم بما أمرَ اللهُ به مهما أمكن.

اللهُمَّ ألِّفْ بينَ قلوب المسلمين، وأصلِحْ ذاتَ بينهم، واجمَعْهم على كتابك وسنة رسولك، وهيِّئْ لهم الأسباب لتحرير المسجد الأقصى وتحكيمِ شريعتك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.16 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]