معرفة العبد ربه ودينه ونبيه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3119 )           »          جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما نزل في صلح الحديبية من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من قيل في ترجمته كان أكولًا أو كثير الأكل أو نحوها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التكوين العلمي للإمام محمد بن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صدى صلح الحديبية عند المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مقتطفات من سيرة أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلح الحديبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صريف الأقلام في إسلام ابن الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2020, 07:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,262
الدولة : Egypt
افتراضي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه

معرفة العبد ربه ودينه ونبيه

د. فهد بن بادي المرشدي

(المحصول الجامع لشروح ثلاثة الأصول)






قال المصنف رحمه الله: (فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُولُ الثَّلاثَةُ التِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُهَا؟ فَقُلْ: مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم).



الشرح الإجمالي:

(فإذا) سُئلت، و(قيل لك: ما) هي (الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان) المكلف (معرفتها)، والعمل بمقتضاها؟ (فقل) له: الأصل الأول: (معرفة العبد ربه)، أي: معرفة العبد معبوده، وهذا أصل الأصول؛ حتى يعبد ربه على بصيرة ويقين، فيعرفه سبحانه بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، (و) قل له: الأصل الثاني: معرفة العبد (دينه) الذي تعبدنا به، وهو دين الإسلام الذي بُعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، (و) قل له: الأصل الثالث الواجب علينا معرفته هو: معرفة العبد (نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم)؛ فإنه الواسطة بيننا وبين الله في تبليغ الرسالة، ولا طريق لنا إلى ما تعبَّدنا به سبحانه إلا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم[1].



الشرح التفصيلي:

هذا ابتداء من المصنف رحمه الله تعالى، لبيان المقصود من تأليف هذه الرسالة المباركة، فبعد الفراغ من ذكر المقدمات، بدأ الشروعُ في مقصود هذه الرسالة، وهو بيان الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان تعلُّمها، والعمل بها، والدعوة إليها، والصبر على الأذى فيه، وهذه الأصول لا نجاة للعبد في الدنيا ولا في الآخرة إلا بمعرفتها وإتقانها، فبقدر ما يحصل له من هذه الأصول علمًا وعملًا يحصُل له مقابل ذلك من النجاة في الدنيا والآخرة، وما سبق ذلك من بيان المسائل الأربع الواجبات، وذلك بطلب العلم، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على الأذى فيه، ثم المسائل الثلاث الواجبات، ثم ما يتصل بذلك يعتبر من المهمات التي هي موطئات لهذا المقصود[2].



ورسالة ثلاثة الأصول تبدأ من هنا، وما سبقها إما أن يكون من وضع المصنف بنفسه ذكرها من باب التوطئة والتمهيد لما سيأتي[3]، أو هي: رسائل متفرقة للمصنف رحمه الله تعالى وضعها بعض تلامذته قبل ثلاثة الأصول كالتقدمة لها، كما قرَّر ذلك ابن قاسم في حاشيته[4].



وقيل: إن رسالة ثلاثة الأصول تبتدئ من قول المصنف في المسألة السابقة: (اعلم أرشدك الله لطاعته...)[5].

وقد ذكر المصنف فيما سلف: أن الحنيفية ملة إبراهيم: (أن تعبد الله وحده مخلصًا له الدين)؛ ثم بيَّن أن الله خلقنا للعبادة، وأمرنا بها، ثم ذكر هنا أنه يجب معرفة الأصول الثلاثة؛ لأنه لا يمكن القيام بحق هذه العبادة إلا بمعرفة ثلاثة أمور:

الأول: معرفة المعبود الذي تُجعل له العبادة.

والثاني: معرفة المبلغ عنه.

والثالث: معرفة صفة العبادة التي تُجعل له.

والأمر الأول: يتعلق به معرفة الله جل جلاله.

والثاني: يتعلق به معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم.

والثالث: يتعلق به معرفة الدين، وهذه هي الأصول الثلاثة.



فالأمر بها مندرج في كل أمر بالعبادة، فكل آية أو حديث فيها الأمر بالعبادة، فإنه يتضمن الأمر بهذه الأصول الثلاثة؛ لأن تحقيق العبادة موقوف عليها، فلا يمكن امتثال العبادة إلا بمعرفة هذه الأصول الثلاثة؛ فإذا قيل: ما دليل الأصول الثلاثة؟ فالجواب: كل آية أو حديث فيه الأمر بالعبادة؛ فإن الله تعالى أمرنا بالعبادة، ولا يمكن التحقق بالقيام بالعبادة إلا بمعرفة هذه الأصول الثلاثة، فالعبادة التي أمرنا الله بها في الكتاب والسنة لا تتحقق فيهما امتثالًا إلا بمعرفة المعبود الذي تُجعل له العبادة، ومعرفة المعبود لا تمكن إلا بمبلغ عنه وهو الرسول، وإيقاع العبادة التي تبرأ بها الذمة لا يمكن إلا بمعرفة كيفيتها وهي الدين[6].



والأصول: جمع أصل، وهو ما بني عليه غيره، وهذه الأصول الثلاثة هي أصول الدين التي يرجع إليها، ويتفرع منها، فثلاثُ معارفَ هي الأصول التي سيدور عليها الكلام في بقية هذه الرسالة [7].



والمصنف رحمه الله تعالى ذكر هذه الأصول الثلاثة مُجملة، ثم ذكرها بعد ذلك مفصلة أصلًا أصلًا؛ تتميمًا للفائدة، وتنشيطًا للقارئ؛ لأن النفوس إذا عرفت الشيء إجمالًا تطلعت إلى معرفته تفصيلًا، فإذا عرَفها مجملة، وعرَف ألفاظها، بقي متشوقًا إلى معرفة معانيها[8]، وهذه من الطرق العلمية الجيدة، والتفصيل بعد الإجمال من مقاصد البلغاء كما في علم المعاني[9].



وقد دخل المصنف رحمه الله تعالى في مقصوده من الرسالة بطريقة السؤال والجواب، والتي فيها لفتٌ لانتباهِ المتعلِّم، وشحذٌ لهمَّته، ولما سيُلقي عليه؛ ليكون ذلك أوقع في النفس وأدعى للفهم؛ لأنها مسألة عظيمة وأصول كبيرة، وطريقة السؤال والجواب طريقة سلكها المصنف رحمه الله تعالى في كثير من رسائله، وهي طريقة نافعة في تقرير المعلومات وسرعة فَهْمها، والطالب يدرك المعاني، ويَفهمها إذا أُلقيت عليه بطريقة السؤال والجواب؛ لأن المخاطَب إذا طُرِحَ عليه السؤال، استعدَّ وتهيَّأ لفَهْم الجواب[10]، وهذه طريقة في التعليم استقاها المصنف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان يسأل أصحابَه؛ حتى تتهيأ أذهانُهم للجواب، ثم يجيبهم، فقد التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بعد صلاة الظهر مرَّة على إثر سماء - أي: مطر - ثم قال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يقول: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب)[11]، وقد أورد المصنف هذا الحديث في كتاب التوحيد تحت باب: ما جاء في الاستسقاء بالأنواء، ثم قال في مسائل الباب: «وفيه إخراج العالم التعليم للمسألة بالاستفهام عنها؛ لقوله: (أتدرون ماذا قال ربكم)»[12]؛ ا .هـ.



وتقرير هذه الأصول الثلاثة ليست من رأي المصنف بدون دليل، بل استنبطها من النصوص الشرعية، ويدل لذلك أمور منها:

الأول: قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 53].



فتوسلوا إلى الله بأفضل ما يؤمنون به؛ فقوله: ﴿ رَبَّنَا ﴾: دليل على: من ربك؟، وقوله: ﴿ آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ: دليل على: مادينك؟، وقوله: ﴿ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ ﴾: دليل على: من نبيُّك؟[13].



الثاني: أن هذه الأصول الثلاثة ورد ذكرُها مجتمعة في حديث العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ذاق طعمَ الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا)[14]، ومن رضي هذه الأصول الثلاثة، وقالها عن يقين بعد قول المؤذن: (أشهد أن محمدًا رسول الله): غُفر له ما تقدَّم من ذنبه؛ كما في الحديث: (من قال: حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًّا، وبمحمـد رسولًا، وبالإسلام دينًا غُفر له ذنبه)[15].



الثالث: ما ثبت في الصحيحين[16] وغيرهما مرفوعًا[17] من سؤال الميت في قبره عن بعض أو مجموع هذه الأصول الثلاثة، ومن كان يعرف هذه الأصول بأدلتها، فحريٌّ به أن يُثبَّت عند سؤال الملكين في قبره[18].



الرابع: أن الأولين والآخرين يُسألون يوم القيامة ثلاثة أسئلة، هي معنى هذه الثلاثة الأصول؛ فُيسألون: ماذا كنتم تعبدون؟ وهو سؤال عن الله تعالى وحقه، وماذا كنتم تعملون؟ وهو سؤال عن الاستقامة على الدين الذي شرَعه الله تعالى لهم، وماذا أجبتُم المرسلين؟ وهو سؤال عن اتباع النبي المرسل؟ فأمرٌ يُسأل عنه العبد في قبره، ويوم نشره وحشره، لا يخفى وجوب العلم والعمل به وتحتُّمه[19]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «وإنما يُسأل الناس في قبورهم، ويوم معادهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقال له في قبره: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ ويوم يناديهم: ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 65]، ولا يُسأل أحدٌ قط عن إمام ولا شيخ ولا متبوع غيره، بل يُسأل عمن اتبعه، وائتمَّ به غيره، فلينظر بماذا يجيب؟ وليُعِدَّ للجواب صوابًا»[20].



وقد استدل العلماء بقول المفتون في قبره: (لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس)[21]، على أن التقليد لا يصلح في جواب هذه المسائل الثلاث[22]؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «مَن اتَّبع الرسول بغير بصيرة ولا تبيُّن، وهو الذي يسلم بظاهره من غير أن يدخل الإيمان إلى قلبه كالذي يقال له في القبر: من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلتُه، هو مقلِّد فيُضرَب بمرزبة من حديد»[23]، وقال المصنف الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى: «فالأصول: لا يجوز التقليد فيها بالإجماع، بل يجب على كل مكلف معرفة الله تبارك وتعالى، ومعرفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما بعث به من التوحيد، وما أخبر به عن الله من البعث بعد الموت، والجنة والنار، ومثل وجوب الفرائض، من الصلاة والزكاة، والحج، والصيام، ونحو هذا، فلا يجوز التقليد في هذا، والمقلد فيه ممن يعذب في البرزخ، كما ثبت ذلك في الأحاديث منها قوله: (وأما المنافق والمرتاب، فيقول: هاه، هاه، لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته)[24]، وقال أيضًا: «فمن لم يعرف ربه، بمعنى: معبوده، ودينه، ورسوله الذي أرسله الله إليه، بدلائله في الدنيا، ولم يعمل به، سُئل عنه في القبر، فلم يعرفه...، ومن عرَفَه بدليله، وعمل به في الدنيا، ومات عليه، سُئل في القبر، فيجيب بالحق...، فالحذر الحذر من ذلك؛ تفقهوا في دينكم قبل الموت»[25]، وجـاء في بعض رسائل المصنف رحمه الله تعالى قوله: «فما ظنك به إذا وضع في قبره، وأتاه الملكان، وسألاه عما عاش عليه من الدين؟ بمَ يجيب؟ هاه، هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلتُه، وما ظنك إذا وقف بين يدي الله تعالى وسأله: ماذا كنتم تعبدون؟ وبماذا أجبتم المرسلين؟ بماذا يجيب؟ رزَقنا وإياك علمًا نبويًّا، وعملًا خالصًا في الدنيا، ويوم نلقاه آمين، فانظر: يا رجل حالك، وحال أهل هذا الزمان، أخذوا دينهم عن آبائهم، ودانوا بالعرف والعادة، وما جاز عند أهل الزمان والمكان، دانوا به، وما لا، فلا، فأنت وذاك، وإن كانت نفسك عليك عزيزة، ولا ترضى لها بالهلاك، فالتفت لما تضمنت أركان الإسلام من العلم والعمل، خصوصًا الشهادتين من النفي والإثبات، وذلك ثابت من كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم»[26]، ولما سبق بيانه كان لزامًا على العبد أن يتعلم دينه بأدلة ذلك؛ حتى يخرج عن التقليد، ويكون اعتقاده بهذا عن علم ومعرفة وبصيرة، لا على وجه المتابعة للناس[27].



فهذه الرسالة صُنفت لبيان الأصول الثلاثة، وهي مسائل القبر وفتنته: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ والجواب عليها في هذه الرسالة، بل إن هذه الرسالة من هذا الموضع إلى آخرها جوابٌ على هذه الأسئلة الثلاثة، فمن كان عالِمًا بما في هذه الرسالة من بيان تلك الأصول العظام، كان حَرِيًّا أن يُثبت عند السؤال؛ ذلك لأنها قُرنت بأدلتها، ولذلك اهتمَّ المصنف رحمه الله تعالى بهذه الأصول وأفردها بالتأليف[28]، وذكَرَ بعد كل مسألة مما سيأتي، الدليل من القرآن أو السنة[29]، فمثل هذا العلم لا ينفع فيه التقليد، والواجب فيه أن يحصله العبدُ بدليله، فلا بد من معرفة المسائل التي يجب اعتقادُها بدليلها، وهذا الدليل أعم من أن يكون نصًّا من القرآن، أو من سنة، أو من قول صاحب، أو من إجماع، أو قياس، فلا بد أن يأخذ الحق بالدليل، وأهل السنة يقولون لا بد من النظر في الدليل، لا لأجل الاستنباط، ولكن لأجل معرفة أن هذا قد جاء عليه دليل، وهذا يكون في المسائل التي لا يصح إسلام المرء إلا بها؛ مثل: معرفة المسلم أن الله جل وعلا هو المستحق للعبادة دونما سواه، فلا بد أن يكون عنده برهان عليه، يعلمه في حياته ولو مرة؛ ليكون قد دخل في هذا الدين بعد معرفةِ الدليل، ولهذا كان العلماء يعلمون العامة في المساجد، ويحفظونهم هذه الرسالة - ثلاثة الأصول - لأجل عِظَمِ شأن الأمر[30]، والمؤمن يخرج من التقليد، ويكون مستدلًّا لما يعلمه ويعتقده من هذه المسائل بالحق، إذا عَلِمَ الدليل عليها مرة في عمره، ثم اعتقد ما دل عليه الدليل، فإن استقام على ذلك حتى موته، فإنه يكون مؤمنًا، مات على الإيمان، ولا يُشترط استمرار استحضار الدليل والاستدلال، لكن الواجب أن يكون العبد في معرفته للحق في جواب هذه المسائل الثلاث عن دليل واستدلال ولو لِمرَّة في عمره، ولهذا يعلم الصغار والأطفال رسالة الأصول؛ حتى إذا بلغ الغلام أو الجارية، فإذا هو قد عرف عن دليل واستدلال[31].





[1] تيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (54)، وحاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (25).




[2] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (49).




[3] ينظر: حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول، عبدالله الفوزان (52)؛ وشرح ثلاثة الأصول، د. عبدالعزيز الريس (3).




[4] حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (25)، وجاء في تيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (54): «هذه بداية رسالة ثلاثة الأصول، وما سبقها هي: رسائل متفرقة للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، وضعها بعض تلامذته قبل ثلاثة الأصول كالتقدمة لها، كما حدثني بذلك الوالد والشيخ صالح بن غصون رحمهما الله».




[5] تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (10).




[6] تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (16).




[7] شرح الأصول الثلاثة، د. خالد بن عبدالله المصلح (20)، وينظر: إفادة المسؤول عن ثلاثة الأصول، عبدالله بن صالح القصير (35).




[8] حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (25)، والتنبيهات المختصرة شرح الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة، إبراهيم الخريصي (17)، الناشر: دار الصميعي، ط. الثالثة: 1417هـ.




[9] حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول، عبدالله الفوزان (54).




[10] المصدر السابق (53).




[11] رواه البخاري في صحيحه كتاب صفة الصلاة، باب: يستقبل الإمام الناس إذا سلَّم، برقم (846)، ورواه مسلم في كتاب الإيمان، باب: بيان كفر من قال مُطرنا بالنوء، برقم (71).




[12] كتاب التوحيد، للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، تحقيق: د. دغش بن شبيب العجمي (239)، الناشر: مكتبة أهل الأثر، ط الأولى: 1434هـ.




[13] ينظر: تنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (1/299).




[14] رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، برقم ( 34 ).




[15] رواه مسلم في كتاب الصلاة، باب: القول مثل قول المؤذن لمن سمعه،برقم (386) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.




[16] ينظر: ص(167) ، وص (400).




[17] ينظر: ص (59).




[18] التنبيهات المختصرة شرح الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة، إبراهيم الخريصي (15).




[19] إفادة المسؤول عن ثلاثة الأصول، عبدالله بن صالح القصير (36).




[20] أعلام الموقعين عن رب العالمين (5/138).




[21] رواه البخاري في صحيحه، كتاب: الزكاة، باب: الميت يسمع خفق النعال، برقم (1338) من حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العبد إذا وُضع في قبره، وتُوُلِّيَ، وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرعَ نِعالهم، أتاه ملكان، فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدًا من الجنة)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فيراهما جميعًا، وأما الكافر - أو المنافق - فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين).




[22] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (50).




[23] مجموع الفتاوى (4/200).




[24] الدرر السنية (4/27).




[25] المصدر السابق (2/81).




[26] المصدر السابق (1/115).





[27] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (123).




[28] ينظر: شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (49).




[29] المصدر السابق (50).




[30] المصدر السابق (14-16).




[31] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (50)، وينظر: الأصول الثلاثة، حمد بن عبدالله الحمد (15).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]