عشر ذي الحجة وأركان الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 641 - عددالزوار : 74679 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 34 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2020, 02:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,734
الدولة : Egypt
افتراضي عشر ذي الحجة وأركان الإسلام

عشر ذي الحجة وأركان الإسلام



الشيخ عبدالله الجار الله





الْحَمْدُ للهِ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، الَّذِي اخْتَصَّ بَعْضَ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ بِالْفَضَائِلِ الْعِظَامِ، وَجَعَلَ أَفْضَلَهَا عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ الْحَرَامِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا وَرَسُولَنَا مُحَمَّدٌ خَيْرُ الأَنَامِ، وَأفْضَلُ دَاعٍ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَأَصْحَابِهِ الْكِرَامِ مَا تَعَاقَبَتِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ.

أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيْكُمْ مَعْشَرَ الإِخْوَةِ الكِرَامِ بِتَقْوَى الْمَلِكِ الْعَلاَّمِ، فَالتَّقْوَى خَيْرُ الأَعْمَالِ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ الَّتِي هِيَ أَفْضَلُ الأَيَّامِ.

عِبَادَ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ:
قَدْ أَظَلَّتْكُمْ عَشْرٌ هِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ الشُّهُورِ وَالسِّنِينَ، قَدْرُهَا كَبِيرٌ وَشَأْنُهَا عَظِيمٌ، أَقْسَمَ اللهُ تَعَالَى بِهَا فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ، فَفِي مَقَامِ التَّنْوِيهِ بِمَا فِيهَا مِنَ الأَجْرِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر:1-2].

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: ((إِنَّ اللَّيَالِيَ الْعَشْرَ الَّتِي أَقْسَمَ اللهُ بِهَا: هِيَ لَيَالِي الْعَشْرِ الأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ))، عَشْرٌ تَوَاتَرَتْ فَضَائِلُهَا؛ فَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ)) قَالُوا: وَلاَ الْجِهَادُ؟ قَالَ: ((وَلاَ الْجِهَادُ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ)).

عباد الله:
إِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فِي الْعَشْرِ الأَوَائِلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ الْحَرَامِ، لاَ يَعْدِلُهَا شَيْءٌ مِنَ الأَعْمَالِ فِي غَيْرِهَا مِنَ الأَيَّامِ؛ لأَنَّ هَذِهِ الْعَشْرَ تَجْمَعُ فِي أَيَّامِهَا أَرْكَانَ الإِسْلاَمِ.

فَأَمَّا رُكْنُ الإِسْلاَمِ الأَوَّلُ وَهُوَ الشَّهَادَتَانِ اللَّتَانِ عَلَيْهِمَا الْمُعَوَّلُ: فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي عَمَّنْ شَهِدَ للهِ تَعَالَى بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلاَغِ لِلْعَبِيدِ، فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ مَاجَه عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ: اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ ثَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ، فَذَبَحَ أَحَدَهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ: لِمَنْ شَهِدَ للهِ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلاَغِ، وَذَبَحَ الآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَعَنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

فَالنُّطْقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ مِنْ أَجَلِّ الأَعْمَالِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ، لأَنَّهُمَا تَتَضَمَّنَانِ الإِخْلاَصَ لِلْمَلِكِ الْقُدُّوسِ السَّلاَمِ، وَالْمُتَابَعَةَ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَأَزْكَى السَّلاَمِ، وَهُمَا شَرْطَا قَبُولِ جَمِيعِ أَعْمَالِ الأَنَامِ.

مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ:
أَمَّا الرُّكْنُ الثَّانِي مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ وَالدِّينِ: فَهُوَ إِقَامُ الصَّلاَةِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الرُّكْنِ الْمَتِينِ: شُهُودُ صَلاَةِ الْعِيدِ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا:- أَنْ نُصَلِّيَ؛ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ)).

فَالصَّلَوَاتُ الْمَفْرُوضَاتُ: هِيَ الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ، فَاحْذَرْ يَا عَبْدَ اللهِ! أَنْ تُضَيِّعَ عَهْدَ اللهِ، فَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَه عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ اللهُ تَعَالَى: إِنِّي فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْداً:ـ أَنَّهُ مَنْ جَاءَ يُحَافِظُ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلاَ عَهْدَ لَهُ عِنْدِي)).

أَمَّا الرُّكْنُ الثَّالِثُ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ وَالدِّينِ: فَهُوَ أَدَاءُ الزَّكَاةِ لِلأَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الرُّكْنِ الصَّدَقَاتُ وَالنَّفَقَاتُ الَّتِي تَجُودُ بِهَا النَّفْسُ لاَ سِيَّمَا مَا يُقَدِّمُهُ الْمُسْلِمُ مِنَ الأُضْحِيَّةِ وَالذَّبِيحَةِ، فَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَه عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ رضي الله عنه قَالَ:«كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ)).

فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ مِنْكُمْ - مَعْشَرَ الإِخْوَةِ الْكِرَامِ - فَلاَ يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعَرِهِ وَلاَ ظُفْرِهِ شَيْئاً فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئاً)).

أَمَّا رَابِعُ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ عباد الله: فَهُوَ فَرِيضَةُ الصِّيَامِ، وَقَدْ كَانَ سَلَفُ الأُمَّةِ يَسْتَحِبُّونَ صِيَامَ هَذِهِ الْعَشْرِ، لِمَا يَرْجُونَ فِيهَا مِنْ عَظِيمِ الأَجْرِ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ هُوَ آكَدُ هَذِهِ الأَيَّامِ، الَّتِي يُسَنُّ فِيهَا لِغَيْرِ الْحَاجِّ الصِّيَامُ، فَقَدْ جاء في الحديث الذي أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ؛ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)). فَصَوْمُ النَّفْسِ عَنْ مُبَاحَاتِ الرَّفَثِ وَالشَّرَابِ وَالطَّعَامِ: غَايَةٌ إِلَى صَوْمِ النَّفْسِ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْفَوَاحِشِ وَالآثَامِ.

فَصُمْ يَوْمَكَ الأَدْنَى لَعَلَّكَ فِي غَدٍ
تَفُوزُ بِعِيدِ الْفِطْرِ وَالنَّاسُ صُوَّمُ



أَمَّا الرُّكْنُ الْخَامِسُ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ: فَهُوَ الْحَجُّ إِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ، وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ، فَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: ((سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:«إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ)) قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ((الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ)). قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ((حَجٌّ مَبْرُورٌ)).

وغيرها من الأعمال الصالحة من توبة نصوح عن كل ما فعله المسلم وكذلك الإكثار من ذكر الله و التسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار والإكثار من قراءة القران.

وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ لِسُلُوكِ الْهَدْيِ الْقَوِيمِ، وَلُزُومِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَأَكْرَمَنَا بِمَا فِيهَا مِنَ الفَضْلِ العَظِيمِ، وَالْخَيْرِ الْوَاسِعِ الْعَمِيمِ. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْغَفُورَ الْحَلِيمَ، لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَحَوْبٍ فَتُوبُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً.

أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ؛ فَتَقْوَى اللهِ تَعَالَى مِنْ صَالِحِ الأَعْمَالِ، وَهِيَ خَيْرُ زَادٍ وَذَخِيرَةٍ تُكْتَسَبُ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِ.

وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ
ذُخْراً يَكُونُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ


عِبَادَ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ:
إِنَّ مِنْ فَضَائِلِ هَذِهِ الْعَشْرِ وَكَفَى بِهِ مِنْ فَضْلٍ مُبِينٍ: أَنَّهَا الأَيَّامُ الَّتِي أَكْمَلَ اللهُ تَعَالَى بِهَا الدِّينَ، وَأَتَمَّ بِهَا نِعْمَتَهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ،. وَمِنْ فَضَائِلِهَا أَيْضاً:- أَنَّهَا أَيَّامٌ يَجُودُ اللهُ تَعَالَى فِيهَا عَلَى عَبِيدِهِ بِالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ؛ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟)). وَإِنَّ مِنْ فَضَائِلِ هَذِهِ الْعَشْرِ كَذَلِكَ:- أَنَّ فِيهَا عِيدَ الأَضْحَى.

فَالنَّاسُ فِي إِدْرَاكِ فَضَائِلِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ يَتَفَاوَتُونَ، وَفِي اغْتِنَامِ أَيَّامِهَا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ يَتَفَاضَلُونَ، ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾ [الصافات:61] ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾.
فَالْمُبَادَرَةَ الْمُبَادَرَةَ وَالْعَجَلَ الْعَجَلَ، قَبْلَ أَنْ يَهْجُمَ عَلَيْكُمُ الأَجَلُ.

وَاعْلَمُوا عباد الله أَنَّ مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ، وَأَرْضَاهَا عِنْدَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ السَّلاَمِ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ فِي الْجَنَّةِ دَارِ السَّلاَمِ: كَثْرَةَ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ، عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ الأَنَامِ. فَاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نبينا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِه وصحبه والتابعين لهم بإحسان.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وِالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ شَاكِرِينَ، لَكَ ذَاكِرِينَ، إِلَيْكَ مُخْبِتِينَ أَوَّاهِينَ مُنِيبِينَ، رَبَّنَا تَقَبَّلْ تَوْبَتَنَا، وَاغْسِلْ حَوْبَتَنَا، وَأَجِبْ دَعْوَتَنَا، وَثَـبِّتْ حُجَّتَنَا، وأهد قُلُوبَنَا، وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنَا، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قُلُوبِنَا، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ، الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحِ اللَّهُمَّ وُلاَةَ أُمُورِنَا.

اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق.

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيَمانِ وَلاَ تَجْعَلْ فَي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رحِيمٌ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]