اختراق الإلحاد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2020, 03:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي اختراق الإلحاد

اختراق الإلحاد


هشام البوزيدي





مضت سنة كاملة على إلغاء اشتراك أبي الإلحاد من جميع منتديات (الجرب والجذام). سنة تعرض فيها لهزات فكرية زلزلت إلحاده. إنه يعيش في وسط معاد يسوده الدين والإيمان، فكيف يحرمه زملاؤه المتنورون من بصيص النور الذي تمثله منتدياتهم التنويرية في الفضاء الإلكتروني. الشياطين، لقد أرسلوا عنوان جهازه إلى جميع المنتديات الإلحادية، فلم يقبله بعدها أحد، فإلى من يلجأ إن صده حزب التنوير؟ حتى رسائل رفاقه الصعاليك انقطعت، كم يفتقد ركام اللغة المقذعة الذي ينهال عليه كلما فتح صندوق بريده الإلكتروني، لقد انتهى ذلك كله. إنه لم يعد يرغب في الحياة، لقد فكر بالفعل في الإنتحار، لكنه تردد، رغم أن من مذهبه أن المادة لا تعرف التردد، وتعلق بأمل ما، رغم أن مذهبه يغتال الأمل، وقاوم اليأس، رغم أن مذهبه يزرع اليأس، لكن السبب الأكبر لنكوصه عن إنهاء حياته البئيسة هو أنه انقلب لا أدريا وارتد متشككا، لقد تلوث إلحاده، وصار يخشى إن طالت محنته أن يعود كما كان مؤمنا ساذجا يصدق أن للحياة معنى عميقا.

فتح بريده الإلكتروني وهو لا يتوقع إلا بعض رسائل الدعاية المزعجة، لكنه رأى اسما كبيرا، تسارع نبضه، ارتعشت أنامله وقرأ: "رسالة جديدة: المرسل، الدكتور زاجر المحموم." الموضوع: (كلمة السر الجديدة) لم يصدق عينيه، فتح الرسالة: فقرأ: زميلي العزيز شماس 13، هذه كلمة السر الجديدة: [خروف الفضاء] . ندعوك للقاء طارئ في القسم الخاص غدا على الساعة العاشرة مساء لأمر عاجل ومهم. هم أن يرسل رسالة شكر لولا أن قرأ: "هذه رسالة إدارية، نرجو عدم الرد." كان قلبه يرقص طربا لأن رفاقه لم ينسوه، لكنه استغرب أنهم غيروا معرفه، لكن كيف يختارون له اسما كهذا "شماس 13"؟ ربما أرادوا تأديبه بعد أن فهموا من مقالاته في "نقد الفكر الإلحادي" أنه بدأ يميل إلى التدين، ربما كان اللقاء مجلسا تأديبيا يتقرر بعده مصيره، فليكن، إنه يقبل أي شيء يمنحه حق العودة للمنتديات الإلحادية. لكن ألا يكفي المعرف الغريب للقيام بالمهمة التربوية حتى يضموا إليه كلمة سر من قاموس القرون الوسطى، شم رائحة غريبة تفوح من هذه الرسالة، رائحة أقبية مظلمة، نظر إلى معلومات الدخول الجديدة لأكبر منتديات (الجرب والجذام) فتخيل أنه حصل لتوه على (شيفرة دا فينشي) هذه (شيفرة أبي الإلحاد) جلس يكررها حتى يحفظها، تخيل شماسا يونانيا بلباسه الأسود الفضفاض يرعى ثلاث عشرة نعجة بيضاء في يوم مشمس، وتخيل خروفا وسيما يطير فوق القطيع. هكذا سترسخ المعلومات الثمينة في رأسه. تساءل: "لأي شيء حظي بشرف لقاء الدكتور زاجر شخصيا في الصالون الخاص التابع للمنتدى العتيد؟ أمر عقله أن يتوقف عن طرح الأسئلة و أن يصبر إلى الغد.

جاءت الساعة الموعودة، لبس أبو الإلحاد أحسن ثيابه، ومشط شعره وتعطر وأعد فنجان قهوة ثم جلس إلى مكتبه. فتح الموقع العتيد الذي يعد طليعة منتديات (الجرب والجذام) وقاطرة التنوير اللاديني في الفضاء الرقمي العربي، وتوجه للقسم الخاص، أحس برعشة تسري في جسده من رأسه إلى أخمص قدميه، أدخل معلومات الدخول فوجد نفسه مع نخبة الإلحاد: الدكتور زاجر المحموم مدير الموقع والدكتور فراس العث والأستاذ جورج المهماز وغيرهم. كان دخان غريب يملأ الشاشة، ظن صاحبنا لوهلة أن خللا قد أصاب حاسوبه في أسوأ توقيت، فبدأ يحرك الشاشة لعل الصورة تتضح، ثم ما لبث أن قرأ في الشريط أسفل القسم الخاص أنه هذا نوع من البخور الإلكتروني تمت برمجته احتفاء بقرب قدوم الأب (رائيل الثاني). لم يكتب صاحبنا شيئا ريثما ينتهي الزملاء من دعاباتهم الظريفة. لكن شعورا ملحا ظل يراوده أن شيئا غريبا يحدث في موقع التنوير. بدأ الدكتور زاجر يشرح برنامج اللقاء فكتب: "أيها الإخوة، لقد اجتمعنا لنناقش سوية التوصيات الأبوية الحكيمة لأبينا الروحي المفدى (رائيل الثاني). ولا شك أنكم قرأتم رسالته السنية واستشكلتم إشاراتها الخفية، فلهذا اجتمعنا بكم يا أوتاد كنيسة الخلاص الكوني. فأدعوكم جميعا للإسهام في إثراء الحوار كي نعجل بقدوم سفينة الخلاص." نظر أبو الإلحاد إلى أسماء الحاضرين فوجدها مصدرة بنجمة سداسية يتوسطها صليب معقوف فزاد عجبه، وهم أن يسأل عن سر هذه الحفلة التنكرية العجيبة، لولا أنه آثر التريث حتى يستبين الأمر على حقيقته. كان الأستاذ جورج أول من علق على كلمة الدكتور الإفتتاحية، فشكره وقال: "يشرفنا جميعا أن نكون في خدمة الكائنات العلوية، فنحن ندين لها بالوجود، ويشرفنا أن نكون جنودا لبث رسالة أبينا الأول رائيل. لقد بلغنا أن الوفد الفضائي السامي قد أكمل إعداد السفينة الفضائية، وأن هذا إيذان بدنو انتهاء أمد الحياة الأرضية، فليس بيننا وبين الخلاص من الوشائج الترابية إلا قدوم الموكب الأنفس، لنستقل المركب المقدس. كذا قال الأب." أدخل أبو الإلحاد كلمة "رائيل" في محرك البحث فتعرف على الكنيسة الرائيلية ومعتقداتها الفضائية، ورموزها الغريبة، لكنه لم يفلح في تفسير النقاش الدائر في المنتدى الإلحادي. لا بد أن ثمة خطأ ما. هل اخترق أنصار الملة الفضائية موقع التنوير اللاديني؟ نعم، لا بد أنهم اخترقوا حساب مسيري الموقع، لكنهم أخطئوا بمراسلته. لكن كيف حصل ذلك؟ جلس أبو الإلحاد يعيد ترتيب أفكاره، ويحاول أن يتصور حقيقة ما يجري، حين خطر بباله فجأة أن إدارة الموقع الإلحادي تنتمي بالفعل إلى تلك الكنيسة العجيبة، لكنه طرد عنه هذا الخاطر الغريب. كيف يعقل أن يكون دعاة الإلحاد وأساطين التنوير مؤمنين بخرافة كهاته؟ وكيف يعقل أن يكون لهم أب روحي يهيئهم لمقدم الموكب الفضائي المخلص؟ كيف ساغ لهم إذن أن ينتقدوا دين المسلمين وأن يسفهوا معتقداتهم؟ لماذا لم ينتقدوا سواه من الأديان إلا لماما؟ هل يكون الإلحاد في الموقع العتيد قناعا يستر الحقيقة التي اكتشفها لتوه؟ لا بد أن استلامه للرسالة كان خطئا قاتلا فضح اللعبة الماكرة. أخفى وجهه بين كفيه برهة، ثم انتفض وحرك رأسه مستنكرا. نظر إلى الشاشة فوجد الجمع غائصا في ترانيم خاشعة تتغنى بقرب الخلاص من العلائق الترابية وتدعو الكائنات الفضائية وتسألها الفرج بتحقيق النبوءة الرائيلية. جاءته رسالة من الدكتور زاجر فتحها فإذا فيها: "عزيزي شماس 13، اختم لنا المجلس بتقرير النشاط الإستنساخي للسنة الماضية." جلس صاحبنا يتفكر في طريقة يستدرج فيها هذه الشرذمة من مخترقي مذهب الإلحاد كي يفصحوا أكثر عن خبيئة نفوسهم، ثم كتب: "لقد ضاع مني التقرير يا دكتور، معذرة" حينها فطن الجمع إلى أن بينهم من ليس منهم، فقد كان لهم رمز يفتتحون به كتاباتهم. وجد أبو الإلحاد نفسه خارج القسم الخاص في أسرع من لمح البصر. جلس يقلب وجوه الرأي ويتفكر أي شيء يصنع، فظهر له أن يكتب رسالة إلكترونية إلى إدارة المنتدى يستفسر فيها عن حقيقة الذي يجري.

أرسل الرسالة ولبث بضع دقائق فجاءه الرد: "عزيزي أبا الإلحاد، يسرني أن أشكرك على الخدمة الجليلة التي أسديتها للموقع خاصة ولمذهب التنوير عامة. فقد كشفت بذكائك وفراستك أكبر عملية اختراق يتعرض لها الموقع منذ تأسيسه، وقد قام خبراؤنا في السلامة الإلكترونية بتدارك الوضع وبتخليص الموقع من قرصنة الشرذمة الدخيلة. وقد ارتأت الإدارة أن تكافئك على مساعدتك القيمة بإعادة تنشيط حسابك وبمنحك عضوية برونزية بامتيازات خاصة. توقيع الدكتور زاجر المحموم.


قرأ أبو الإلحاد الرسالة مرات، ولم يتمالك نفسه من البكاء، تحدرت دموعه على خديه، كانت دموعا باردة. لقد عاد إلى حظيرة الإلحاد الإلكتروني من جديد بعد أن أنقذ الزملاء من اختراق الدخلاء، ملأ الفخر جوانب نفسه، وجلس يرتب في ذهنه الأسئلة والإشكالات التي سيطرحها على زملائه قريبا على صفحات أعتى مواقع "الجرب والجذام".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]