|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() مهمات في الاعتكاف عبد الله بن صالح القصير الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإن الاعتكاف: هو لزوم مسجدٍ ليلةً أو يومًا فأكثر، قطعًا للعلائق عن الخلائق لله اشتغالًا بعبادة الخالق، فهو لزوم المسجد للعبادة. ♦ وهو مشروع في كل وقت؛ لما ثبت أن عمر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، قال صلى الله عليه وسلم: «فأوفِ بنذرك فاعتكف عمر ليلة» (أخرجه البخاري)، وأخرج الطبراني بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اعتكف يومًا ابتغاء وجه الله تعالى، جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين». ♦ والاعتكاف في رمضان أفضل، وهو الذي لازمه النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله؛ كما في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام...الخ»، وأفضله العشر الأواخر من رمضان، لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتأكيده صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة المتواترة. ♦ والسنة أن يكون الاعتكاف في المسجد الجامع حتى لا يخرج المعتكف من المسجد الذي اعتكف فيه، وأن يكون حال الاعتكاف صائمًا في النهار، وأن لا يخرج إلا لما لابد منه من حاجة الإنسان اليومية، إما لأكل أو لقضاء حاجة، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «السنة في المعتكِف أن لا يخرج إلا لحاجته التي لابد منها، ولا يعود مريضًا ولا يمس امرأته، ولا اعتكاف إلا في المسجد جماعة، والسنة فيمن يعتكف أن يصوم»، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن عائشة، وروي معناه عن ابن عباس وابن عمر. ♦ وللمعتكِف أن يضع له فراشًا في المسجد ينام عليه وقت النوم حال اعتكافه؛ لما روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتكف طُرح له فراش أو يوضع له سرير وراء أسطوانة التوبة. ♦ وبكل حال فالمقصود من الاعتكاف مزيد من الاجتهاد في العبادة من صلاة وتلاوة قرآن ودعاء وذكر، فينبغي للمعتكف أن يشتغل بما انقطع له من العبادة، وأن لا يجعل معتكفه منتدى للأصحاب والسُّمار، فإن ذلك خلاف السنة وخلاف مقصود الاعتكاف. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الحث على إغتنام العشر الاواخر لقد خص الله تعالى العشر الأواخر من رمضان بمزايا لا توجد في غيرها، وبعطايا لا سبيل في سواها لتحصيلها، وقد خصها النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال لم يكن يفعلها في غيرها.. فمن ذلك: أولا: كثرة الاجتهاد: فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، تقول عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره" رواه مسلم وكان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن، تقول عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجَدَّ وشدَّ المئزر" رواه مسلم ثانيا: اغتنام جميع الوقت. ثالثا الاعتكاف: ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده". والاعتكاف معناه شرعاً: "المقام في المسجد من شخص مخصوص على صفة مخصوصة". والأصل أنه عزوف عن الدنيا وانقطاع للعبادة وتخلية للنفس عن التشاغل بغير الطاعات والقربات، فلا ينبغي أن يشتغل بشيء يفوت عليه قصده. رابعا: تحري ليلة القدر وقد أخفى الله عز وجل علم تعييين يومها عن العباد، ليكثروا من العبادة، ويجتهدوا في العمل، فيظهر من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها، ومن كان عاجزاً مفرطاً، فإن من حرص على شيء جد في طلبه، وهان عليه ما يلقاه من تعب في سبيل الوصول إليه. هذه الليلة العظيمة يُستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الأوتار أرجى وآكد، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى)، وهي في السبع الأواخر أرجى من غيرها، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) رواه البخاري. ثم هي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) رواه أبو داود. فعلى الراغبين في تحصيل هذه الليلة المباركة الاجتهاد في هذه الليالي والأيام، وأن يتعرَّضوا لنفحات الرب الكريم المنان، عسى أن تصيبكم نفحة من نفحاته لا يشقى العبد بعدها أبداً. وإذا كان دعاء ليلة القدر مقبولا مسموعا مستجابا فعلى العبد أن يكثر من الدعاء والتضرع وسؤال خير الدنيا والآخرة، وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟" قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) رواه أحمد. فاستدركوا في آخر شهركم ما فاتكم من أوله، وأحسنوا خاتمته فإنما الأعمال بالخواتيم، ومن أحسن فيما بقي غفر له ما قد مضى، ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي. وأروا الله من أنفسكم الجد في تحري الخير في هذا الثلث الأخير، واغتنموا ما فيه من الخير الوفير، وتعرضوا لنفحات الغفور الحليم. اللهم بلغنا برحمتك رضاك، وبلغنا ليلة القدر، واجعلنا فيها من عتقائك من النار. منقول
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() قيام الليل في رمضان إن قيام الليل هو شرَف المؤمن؛ حيث تنزل أمين السماء جبريل على أمين الأرض محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا محمد، اعمَل ما شئت فإنك مجزيٌّ عليه، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعِزه استغناؤه عن الناس»؛ (حسنه الألباني). وقيام رمضان شرف على شرف، وذلك لشرف الزمان مع شرف العمل، وهو دأب الصالحين العابدين، فمُقل ومُستكثر، وحول صلاة القيام وعظيم أجرها، أهمس لك أخي الكريم بخمس عشرة همسة، لعلها تكون موقظة لي ولك إلى مزيد من الخير والحرص. الهمسة الأولى: إن كان قيام الليل عمل فاضل وصالح في كل زمان، وهو في شهر رمضان أعظم أجرًا وأكثر تقربًا؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه»؛ (رواه البخاري). ففي الحديث عملٌ وشرطٌ ونتيجة، فالعمل هو قيام رمضان، والشرط هو (إيمانًا واحتسابًا)، بحيث يكون العمل خالصًا لله تعالى وموافقًا للشرع، والنتيجة مغفرة ما تقدم من الذنوب، فما أيسر العمل وأعظم الأجر لمن وفَّقه الله تعالى إليه. الهمسة الثانية: إن شرعية قيام رمضان بدأت حين قام النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه بعض الليالي، ثم ترك ذلك إشفاقًا عليهم من أن تُفرض عليهم، ولما تُوفي النبي صلى الله عليه وسلم، أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُبَي بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان، فقيامه سنة مُتبعة. الهمسة الثالثة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة»؛ (رواه مسلم). فهذا عمل يسير وثواب عظيم، فلربما ساعة ونحوُها تقومها مع الإمام حتى ينتهي من صلاته، يُكتب لك أجر الليل كله وكأنك راكع أو ساجد، فاحرِص ألا تنصرف من الصلاة حتى ينتهي الإمام؛ ليُكتب لك ذلك الفضل العظيم، وقد يُذكرك الشيطان لبعض شؤونك، فاصبر على صلاتك فهو خير كله، وسيتيسر أمرك بعد ذلك بإذن الله تبارك وتعالى. الهمسة الرابعة: كن حريصًا على حضور القلب في صلاتك متدبرًا ما يقرؤه إمامك، وما يلفظه لسانك، فإن ذلك الحضور هو لُبُّ الصلاة وروحها، فجاهِد نفسك، فهو يحتاج إلى جهاد ومجاهدة. الهمسة الخامسة: إن أمكن أن تقرأ تفسير ما سيقرؤه إمامك، فهذا خير عظيم؛ لتجمع بين العلم والعمل، ولو كانت القراءة مُجملة، وأيضًا في المختصرات؛ مثل كتاب: (زبدة التفسير) للشيخ الأشقر ونحوه، فهي طريقة جرَّبها الكثير وهي ناجحة ورائعة لمن جرَّبها، ولها أثر كبير على سلوك الإنسان، ويكون هذا برنامجًا له في رمضان، فيكون قرأ تفسير القرآن كله في شهر رمضان، فهذا مُخرَج جميل لهذا الشهر المبارك. الهمسة السادسة: حال قراءة إمامك، اسأل عند آية الوعد، واستعِذ عند آية الوعيد عند سكتات الإمام، وكذلك حال قراءتك لنفسك داخل القيام أو خارجه، واجعل ذلك سجيةً لك، فما تعلم متى تكون الاستجابة. الهمسة السابعة: خلال العشرين الأُوَل من الشهر، اجعل لك نصيبًا من آخر الليل تناجي به ربك وتسأله وتستغفره، فهي لحظات عظيمة تَطرَب النفس لذةً بها، كيف لا وهي تناجي خالقها وفاطرها ومن بيده الأمر كله، كيف لا وهذا العمل هو من سبب نجاتها بإذن الله تعالى. فيا أخي الكريم، اجعل لك ولأسرتك من هذا نصيبًا ولو كان يسيرًا، فما أجمل أن يكون أهل البيت صغارًا وكبارًا في ذلك الوقت قيامًا وركوعًا وسجودًا داعين ومبتهلين، إن في هذا حياة القلوب وثباتها على دين الله تبارك وتعالى. الهمسة الثامنة: سلْ نفسك: أين أنت من ثلث الليل الآخر، فإن الناس يتفاوتون في عزمهم واهتماماتهم، فقد يكون البعض مستثمرًا لهذا الوقت الفاضل الجليل بأعمال تُقربه إلى الله تعالى من صلاة ودعاء واستغفار، ونحو ذلك؛ لأن هذا الوقت هو لهذه الأعمال الصالحة، مؤجلًا الأعمال الأخرى لوقتها الذي هو لها، في نهاره أو في أول الليل ونحو ذلك، وقد يكون البعض ضيَّع تلك اللحظات الجوهرية الذهبية الغالية بأحاديث جانبية أو تصفُّحٍ لوسائل تواصل، وما أشبه ذلك، علمًا بأنه يستطيع تأجيل ذلك إلى وقت مفضول، لكنه لم يُوفق كما وُفق الأول، فمن أي الفريقين أنت؟ إنك في ثلث الليل الآخر تُنادى: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ فأين الصنف الثاني من هذه النداءات، ولكنه التوفيق والحرمان، أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك من الموفقين. الهمسة التاسعة: احذر أن تقيدك خطاياك عن قيام الليل، فإن الذنوب قيود لصاحبها، فالانشغال قيد، والتسويف قيد، والتساهل قيد، وضَعفُ العزيمة قيد، وهكذا تتابع القيود على بعض الناس فلا يبرح أن قام الناس وهو لم يقُم، فاحذر تلك القيود واطلب ما يطلبه الحريصون، فالجميع بحاجة ماسة وضرورة. الهمسة العاشرة: إن اللذة التي يجدها القائم بين يدي الله تعالى - خصوصًا في ثلث الليل الآخر - هي لذة عظيمة لا يُعادلها لذة من ملذات الدنيا، كيف لا وهي لقاء برب العالمين؟ كيف لا وهي مناجاة ودعاء من بيده مقاليد الأمور؟ حقًّا إنها لذة تصغُر وتتحطم عندها جميع الملذات، يعرف مَن تذوَّقها ذلك، فلنكن نحن جميعًا كذلك! الهمسة الحادية عشرة: كيف كانت بيوت السلف في رمضان وغيره في ليلها ونهارها؟ إنه يُسمع لهم آثارٌ في التلاوة والعبادة، ويظهر ذلك على سلوكهم وأخلاقهم وورعهم وزهدهم ووجوههم؛ حيث إنهم تواصوا على ذلك، وما زالت بيوتٌ في زماننا ولله الحمد شبيهةً بذلك؛ حيث نزل عليهم توفيق الله تبارك وتعالى، ورزَقهم من حيث لم يحتسبوا، فابذل الأسباب في اللحاق بهم، فإن المجال مُتاح والأسباب قد تتهيَّأ إذا صدق الإنسان في عزيمته، فإن الله تعالى يُعينه ويُسدده! الهمسة الثانية عشرة: على الوالدين الكريمين تشجيع الأولاد جميعًا على القيام وتحفيزهم ببيان الأجور لهم، وصُحبتهم إلى المساجد، وتربيتهم على صلاة النافلة في البيت، فإن هذا خيرٌ عظيم لهم جميعًا، مع الدعاء لهم بذلك، ومع الأحاديث الثنائية معهم حِيال القيام، فإنهم بذلك ينشؤون نشأة صالحة تكون سياجًا لهم عن كثير من الشرور! الهمسة الثالثة عشرة: حاول واعزم أنك بعد رمضان ستستمر على شيء من قيام الليل، سواء في أوله أو وسطه أو آخره، فاجعل شهر رمضان انطلاقةً لك، فإن عمل الحسنة بعد الحسنة من علامات القبول؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17]، وحيث إنك صليتَ إحدى عشرة ركعة طوال الشهر، وزدتَ ما كتب الله لك في العشر الأخيرة، فهذه توجد عندك العزيمة على الاستمرار في شيء من قيام الليل، فهو دأب الصالحين، وأرجو أن نكون جميعًا منهم. الهمسة الرابعة عشرة: هل تعلم ماذا تفعل عشر دقائق قبل الفجر؟ إن فيها خيرًا كثيرًا، فيها الدعاء في ساعة الإجابة، وفيها ركعتان في ظُلمة الليل، وفيها الاستغفار، فتكون من المستغفرين بالأسحار، وغيرها كثير، وأحب العمل إلى الله تعالى أدومه وإن قلَّ، ولعل هذا القليل يكثُر مع مزاولته، فإن الحسنة تَجُر الحسنة الأخرى! الهمسة الخامسة عشرة: يُشرع في صلاة الليل الجهر في القراءة ما لم يؤذِ أحدًا، ويكون جهرُه منشطًا له وطاردًا للسآمة والملل والمشقة، وداعيًا للتدبر والتأمل، وله أن يُراوح بين الجهر والإسرار حسب ما يكون مُلائمًا لقلبه. وأخيرًا: إن قيام الليل من الأعمال الصالحة التي تحتاج إلى دُربة، ولكنه يسهُل مع التدريج والعمل، فحاول اللحاق بركب الصالحين، فهم ينادونك بقولهم: اركب معنا، فإن قيام الليل من دأبهم، فكن أحدهم. وفَّقنا الله إلى كل خيرٍ، وزادنا جميعًا من فضله ورحمته، وإلى حلقة أخرى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. منقول
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() فرغ وقتا للدعاء في رمضان واغتنم أوقات الإجابة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم: الإمامُ العادلُ، والصَّائمُ حتَّى يُفطر، ودعوةُ المظلُوم؛ تُحملُ على الغمام، وتُفتحُ لها أبوابُ السَّموات، ويقُولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: وعزَّتي، لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ»؛ (رواه أحمد، وقال مخرجوه: إسناده صحيح) . وعند الترمذي: ((والصَّائمُ حين يُفطرُ)). وللأسف، تجد كثيرًا من الناس مشغولين عن تفريغ وقتٍ للدُّعاء طوال نهار الصيام، لا يفكِّر أن يجلس وقتًا ولو قصيرًا يدعو الله تعالى ويطلب منه ما يريد. ومن الصائمين أيضًا مَن ينشغل عند الفطر بالطعام، وترتيبِ الطعام...، ونسينا كذا، ونقص كذا، وأحضروا الماء...، وتجد حركةً وجلبَة في البيت...، أحدهم يذهب هنا وآخر يذهب هناك، وينسى الجميع أن يدعوا الله...، وينسى الأب أن يجمع أولاده للدعاء! وهذه من الفرص العظيمة التي يغفل عنها الناس. وقد كان بعض الصالحين يخصِّصون لرمضان دعوات، يلِحُّون عليها طيلة شهر رمضان، في السجدات وأدبار الصلوات، وقبل الإفطار وعند الإفطار، وفي الأسحار. يقول أحدهم: فوالله الذي لا إله إلا هو، لا يأتي رمضان القادِم إلاَّ وقد أعطانا الله جميعَ حاجاتنا! _____________________________________________ الكاتب: عبدالله سليمان السكرمي
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() قصة تمرة! كتبه/ سامح بسيوني الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فيأتي لنا رمضان كلَّ عام ليضبط لنا مفهومًا في غاية الأهمية؛ نحتاج أن نحيا عليه، ونغرسه في أبنائنا؛ لأن هذا المفهوم عليه مَدَار نُصْرَة دين الإسلام؛ هذا المفهوم قد نفهمه مع تلك التمرات التي نسارع في الإفطار بها مع أذان المغرب اتباعًا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد أفطر على تمرات. فهذه التمرة التي نتلهف إليها مع أذان المغرب لنكسر الصيام هي في الحقيقة تمثِّل قصة أمة؛ أمة الإسلام المتميزة في عقيدتها، وفي شرائعها، وفي سلوك أفرادها؛ المتميزة في أخلاقها، المتميزة في اتباعها لأوامر نبيها، كما في الحديث الصحيح الذي يوجهنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الدِّين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون". انظر إلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تميُّز الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم؛ إذ يأمرنا بمخالفة سلوك اليهود والنصارى لأنهم يؤخرون الفطر؛ فأمرنا نحن بتعجيل الإفطار. وهذه إشارة وتوجيه واضح من النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان لمفهوم مهم في حياة المسلم، وهو: أن دين الإسلام هو الدِّين الحق، الدين المتميز كما قال الله عز وجل: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ"؛ فدين الإسلام هو دين التوحيد، وسورة الإخلاص التي نحفظها جميعًا ونكررها كثيرًا: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" تمثِّل في الدِّين الإسلامي ركيزة أساسية، وهذه السورة تعدل ثلث القرآن. وكذلك سورة الكافرون التي يحفظها الصغير والكبير منا، ونكررها كثيرًا، تمثِّل ركيزة مهمة في سلوك المسلم، تعدل ربع القرآن، فدين الإسلام دين متميز في عقيدته، متميز في اتباعه لأوامر نبيه صلى الله عليه وسلم، واتباع أوامر النبي هو السبيل لنصرة هذه الأمة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "لا يزال الدين ظاهرًا". ونية الاتباع في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ستكون سببًا في نصرة الدين وعزة المسلمين، والعكس بالعكس؛ لذلك يجب أن ننتبه للمحاولات المستمرة من أعداء الأمة؛ لتذويب عقيدة المسلمين، وهدم مفهوم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أبناء المسلمين، وأجيال المسلمين القادمة، وهم يعملون في أطروحات متتابعة، ومشاريع عالمية يدعمونها بمئات الملايين من الدولارات، مثل: مشروع الدين الإبراهيمي الذي يروِّجون له الآن، ويحاولون فيه أن يجمعوا الأديان كلها في دين واحد تحت مسمَّى الدين الإبراهيمي، والغرض الأساسي هو: تذويب عقيدة المسلمين، وسبحان الله نجد في كتاب الله ما يهدم هذا المشروع؛ فإن الله تعالى يقول: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ"، ويقول: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". فدين الإسلام دين متميز عن غيره من الأديان، ونحن لا بد أن ننتبه في محاولات تذويب هذه العقيدة المتميزة؛ التي هي سبب قوة وظهور المسلمين على غيرهم. ومشروع التطبيع الثقافي الذي يُدعَم ويُفرض، هو محاولة لفرض التسليم على أجيال المسلمين، حتى يسلموا بعد ذلك بلادهم لليهود، وهم آمنون! وهذا يستدعي الانتباه، وإدراك مغزى ما يحدث أمامنا. والمقصود: أن مفهوم تميُّز المسلمين أمر حتمي الضبط؛ عندنا في أنفسنا، وعند أبنائنا، وعند أجيالنا القادمة. وقصة التمرة التي نتناولها عند الإفطار توضِّح لنا بجلاء ذلك المفهوم العظيم الذي نحتاج أن نغرسه في نفوسنا، ونفوس أبنائنا مِن بعدنا، ونفوس أجيال المسلمين المتتابعة.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() العشر الأواخر: الليالي الفاضلة أحمد قوشتي عبد الرحيم ما أحوج العبد في هذه الليالي الفاضلة للإكثار من سؤال ربه العون على الطاعة ، والإحسان فيها ، وتيسير السبل إليها ، وقبولها {إياك نعبد وإياك نستعين} « اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» وما أحوجه أيضا للاستعاذة بالله من الصوارف والموانع التي تصرفه عن الطاعة في تلك الأوقات المباركة ، ومن أعظم تلك الصوارف : العجز والكسل والاشتغال بما لا يفيد . «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل» وللغزالي كلمة موجعة في هذا الصدد حيث قال: " فإن الله سبحانه إذا أحب عبدا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال ، وإذا مقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيء الأعمال ، ليكون ذلك أوجع في عقابه وأشد لمقته ، لحرمانه بركة الوقت وانتهاكه حرمة الوقت" الإحياء 1 / 188 .
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() العودة للتهجد بعد التراويح • هل ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يفيد بأن الجماعة يعودون لما يسمى صلاة التهجد بعد صلاة التراويح؟ وإن وجد فما هو النص؟ • وهل ثبت عن أحد من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا بالاقتداء بسنتهم فعل ذلك؟ • ومتى بدأ العمل بهذه الصلاة؟ • وهل يصح اليوم أن يعبد الله بما لم يكن يُعبد به يومئذ؟ • وما حكم هذه الصلاة المستحدثة في رأي بعض الناس؟ أهي سنة أم بدعة؟ أفيدونا مشكورين بالدليل. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فالسؤال فيه خمس فقرات: الفقرة الأولى: حكم العود للتهجد بعد التراويح، جائز ولا حرج فيه والأفضل أن يكون بعد نوم لقوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} [الإسراء: 79] ولايسمى تهجداً إلا بعد نوم، ولم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقوم من أول الليل ثم يعود بهذه الصفة، لكن هذا لا يعني المنع منه، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أذن في قيام الليل مطلقاً ورغب فيه ولم يحدد له وقتاً معيناً لا يجوز تعديه، ولا عدداً معيناً لا يجوز تجاوزه، والله عز وجل يقول {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17] فالليل كله وقت للصلاة، وعن أنس مرفوعاً: ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد. متفق عليه، وهذا حديث صريح في الجواز، فإذا صلى المرء جزءاً من الليل ثم نام قليلاً ليرتاح وينشط جسده وخاصة في العشر الأواخر فلا بأٍس بذلك، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحي الليل في العشر الأواخر. متفق عليه. أي يستغرق الليل كله كما قال النووي وغيره، وغاية ما في الأمر أن هؤلاء الذين يعودون عجزوا عن إحياء الليل كله، فقالوا نحيي ما نقدر عليه فنقوم جزءاً من أوله وندرك فضل آخره، وهذا لا حرج فيه فهو فعل لبعض الخير وترك لما عجز عنه أو ضعف عنه مما لا يجب في الأصل. وقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يحيون الليل كله في رمضان كما ثبت بسند صحيح فيما رواه الإمام مالك عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنه قال أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة قال وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر. ومع البعد عن عصر النبوة والقرون الفاضلة ضعف الناس عن هذا فقاموا بعض الليل وحرصوا على إدارك آخره لأنه وقت ساعة الاستجابة كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة، وهذا جائز ولا يتصور فيه خلاف بين أحد من العلماء. وصلاة التروايح قد بدأت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث صلى بهم ليالي ثم ترك الصلاة بهم خشية أن تفرض عليهم، وصلى في بيته، ثم أحيا هذه السنة عمر مرة أخرى وجعل عليهم أبي بن كعب، ولو منعنا من مثل هذه الصورة للزم أنه لايجوز لمن صلى مع أبي أن يخرج من الصلاة ثم يعود قبل الفجر ليدرك معه ما بقي من الصلاة، وهذا ظاهر البطلان. والخلاصة أن هذا جائز ولاحرج فيه وليس بدعة بل صاحبه مأجور غير مأزور لما سبق من الأدلة الصريحة الصحيحة. والله أعلم. __________________________________________ الكاتب:أ. د. عبدالله بن مبارك آل سيف
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() أزف الرحيل! محمد بن سعد آل زعير دَنا الرحيلُ فقُوِّضِت الخِيامُ ونُقِضَ الغَزْلُ ولم يعد ذاك المنزلُ إلا أطلالاً دَارِسات ونُؤْياً مُتَثَلِّمِات([1])وأثافيًّا([2])قد تباعد بعضها كأن لم يُوقَد عليها نار ومَرَابِضُ الدوابِّ قد عَفتْها السَوَافِي([3])والأمطار. هكذا كانت كأنها لم يلتقِ فيها خِلٌّ بِخِلِّه ولم يُصاف حبيبٌ مُحبَّهُ ولم تُودِّعْ والدة وَليدَها ولم تحتضِنْهُ بحرارة عند قدومه من الغُربة. هكذا أقفرَت([4]) من كل شئ فأصبحت كأنها لم يشدُ بها شادٍ ولم يُغَرِّدْ فيها يَمامٌ. بِوَجْزةَ أطلالٌ تَعفَّتْ رُسُومُها وَأقفرَتْ بعدَ الأنيسِ قَدِيمُها* * * * * يا دارُ أمسَى دارِساً رَسْمُها وَحْشاً قفاراً ما بِها آهِـلُقَـدْ جَرَّتْ الرِّيحُ بها ذَيْلَها واستـنَّ في أطلالِها الوَابلُ([5])لقد أَزِفَ الرحيلُ ، نعم إنه يُلمِلمُ مَتَاعَهُ يُقلِّبُ أوراقه ليُرتِّبها حَسب الأهم، والأيدي تمتد إليه باستعطاف أن ابقَ وتَريَّث! فَنِعْمَ الضيف أنت وَنِعْمَ القَرينُ أنتَ، وَنِعْمَ الصاحِبُ الوفيُّ أنتَ! فيكَ تنزَّلُ الرَّحماتُ، وفيك يَلطُفُ الباري بعباده، إن أيَّامَك لَجِدُّ غالية، نَسماتُها كالسّلسبيل على القلب عَذْباً، ودقائقها بالخير ملأى. ما إن تَفلُتُ يدُهُ من يد واحد إلا تَلقَّفها آخر، يسترحمُه بأدب، أن ابقَ وتريَّثْ..فَنِعْمَ الضيف أنت…وَنِعْمَ الصاحِبُ الوفيُّ أنتَ… وهكذا من يَد شَخصٍ إلى آخر، ولكنه كالطود شامخاً، لا يجيب!! تَرمُقُهُ النظرات ومِلءُ جُفونها العَبرات، تَلحَظُهُ العيون وهي تهمي الدمع الجُمان، تنظر إليه وهو يحزم حقائبه، ويُرتِّبُ دفاتره، وربما كانت هذه آخر حقيبة يَقْفِلها. إنه قد عزم على الرحيل، وشمَّر للنهوض ليودِّع الأهل والمحبين، إنها ساعة في ظني لحزينة، بل مُفجعةٌ مؤلمةٌ، وليس أشدّ على النفس من الفراق والوداع. كـأن سِناناً فارسيا أصابني على كَبِدي بَلْ لَوعةُ البينِ أوجعُ([6])****** إلى الله أشكو من فِراقك لوعةً طُويت لها مِنِّي الضُلوع على جَمْرِ ([7])إنه لا يلتفت على استِعطافِ مسكين، ولا ينظر إلى مُقَلِ المُحب وقد شابَها الدمع الهَتون. نعم لقد رحل وبقي المحبُّون والأهلونَ وغيرهم ولكن ماذا استفدنا من هذا الضيف الكريم؟ مِنْ شُعاعِهِ الوَّهاج، مِنْ مائِهِ الثَّجَّاجِ، مِنْ نبعِ حُبِّه الصافي الرَّقْراقِ، مِنْ كريم خِلالِه التي تَشُقُّ على العَادّ. نَعمْ رحل وفي العين دمعةٌ، وفي القلب حُزن، وفي النفس جَوَى وحُرقةٌ… نَعمْ أَزِفَ الرَّحِيلُ…بل رحل الضيف العزيز، وتركنا بلا ليلة مباركة تُسمى ليلة القدر، الليلة العظيمة التي مَنْ وُفِّق لها غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، حَسبه شرفاً ويكفيه فخراً من ذاق طعمها! تركنا ورحل بأيامه حُلوةِ المذاق، من صومٍ ولذة عبادة، وتعويدٍ للنفس على الصبر والمشقة، وعلى البذل والعطاء، ذهب بلياليه العِذاب، مناجاة وذكرا للرحمن، وتلاوة للكتاب تشرح الصدر بالإيمان، فَمُحِبُّوه كثير، وأخِلاؤه جَمعٌ غفير…إنهم ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: 17] لقد أقَضَّ مَضْجَعَهُم نارٌ تلظَّى، فلم يعد لجنوبهم خلود للنوم أو تلذُّذٌ بالفراش الناعم، اشتاقت نفوسهم إلى خير عظيم وَعَدَهم الله إياه، إنها جنة عرضها السموات والأرض، إن من صفاتهم في لياليه الغالية﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]. لقد لازمَ ذكرَ الله لسانُهم، والقيامُ والتهجُدُ أجسامَهم حتى تَكلَّلَتْ الأقدام، وتوجعتْ المفاصل والعِظام. وذاك في ذات الإلـهِ وإنْ يشَأ يُبارك على أوصالِ شِلوٍ مُمَزَّعِ([8])حتى إذا حانَ السَّحر، وأوشَكَ الصبح أن يَتَنفَّسَ، اغتنموا ما تبقى بالاستغفار، ليختموا عملهم بتوبة، سبحان الله هؤلاء الطائعون يختمون عباداتهم بالاستغفار، فكيف بمن يختم ليلته ويومه وشهره وسنته بلا استغفار ولا توبة؟!! إنهم ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: 16]كأنهم على حَسَكِ السَّعْدَان([9]) يتقلبون يميناً وشمالاً، فلا يروقُ لهم نوم ولا هَجْعَة، فينهضون يَصُفُّون بين يدي الله﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16] خوفاً من ناره وطمعاً في رحمته وجنته، فماذا كان جزاؤهم؟ استمع إلى قوله تعالى بعدها: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 17]. إني ألحَظُهم يُعزِّي بعضهم بعضاً، ويُواسي الأخ أخاه على فراقه… إنه قد رحل وتركهم فلا تجد فيهم إلا مُكبًّا على وجهه يبكي، وآخر يُكَتِّمُ الحسرات المؤلمات، وآخر لا يستطيع الكِتمان فتندُّ العين بالدمع جهراً… لماذا يا ترى؟ ألأِنّه رحَل؟…أم ماذا؟…إنهم يؤمنون بسنة الله وقضائه في هذه الحياة… ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26-27] ولكن حُرقَتُهُم ولوعَتُهم وأساهُم والجوى الذي خيَّم عليهم مع فراقه هو: هل كانوا فيه من الفائزين؟ هل كانوا فيه من المقبولين؟ هل كانوا فيه ممَّن صامه وقامه ووُفِّق لليلة القدر إيماناً واحتساباً فَغُفِرَ له ما تقدم من ذنبه؟؟ أم كانوا غير ذلك؟؟ هل هم ممن سَيُدعون غدا يوم الحساب ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر: 73]؟؟!!([10]) ([1]) النؤي: الحاجز حول الخيمة لئلا يدخلها المطر، المتثلم: المتهدم من جميع جوانبه. ([2]) الأثافي: هي الأحجار التي توضع عليها القدر، ومنه قولهم: رماه الله بثالثة الأثافي. قال ثعلب: أي رماه الله بالجبل، أي بداهية مثل الجبل، والمعنى: أنهم إذا لم يجدوا ثالثة الأثافي أسندوا قدورهم إلى الجبل. ([3]) عفا: محا، وعفت الرياح الآثار إذا مَحَتْهَا ودَرَسَتْهَا، السوافي: الرياح. ([4]) أقفرت: خَلَت. ([5]) الأبيات الثلاثة لعمر بن أبي ربيعة. ([6]) ذو الرَّمة. ([7]) أبو فراس الحمداني. ([8]) خبيب بن عدي (رضي الله عنه) عندما صلبته قريش تريد قتله. ([9]) حسك السعدان: نبات له ثمرة خَشْنَة تَعْلَق بأصواف الغنم، وهو الشوك. ([10]) كانت هذه الخاطرة لتسع خَلَوْنَ وعشرين من الشهر المبارك، لعام ألف وأربعمائة واثنين وعشرين من الهجرة الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() ليلة القدر ومواسم المغفرة المستترة لما اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يكون الطريق إلى جنانه ورضوانه محفوفا بمكاره الأنفس ومجاهدة شهواتها، فتح لهم المواسم التي ينثر عليهم فيها فضائل إنعامه، والنفحات التي يغنم من التحف بنسماتها عاقبة دهره وأيامه، وجعل مواسم بذل المغفرة هذه على ضربين اثنين: الضرب الأول: مواسم معروفة محددة بعلامات ثابتة، معَلًّمة بأمارات كونية يدركها الناس على اختلاف مضاربهم وتنوع مشاربهم، وذلك مثل الثلث الأخير من كل ليلة الذي ينزل فيه الله – تعالى في عظمته – إلى عباده فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ ومثل شهر رمضان المبارك الذي جعله الله شهر سياحة دينية لهذه الأمة من كل عام يرفع به درجات المتقربين إليه ويحرر فيه الرقاب بتحريمها على النار، ومثل يوم عرفة والعشر الأول من شهر ذي الحجة. الضرب الثاني: مواسم أخفاها الله تعالى في ما حولها من الشعائر والأزمنة واللحظات لئلا تفوز بها إلا الهمم العالية التي تخلص في طلب المغفرة من ربها، لا تألو في ذلك جهدا ولا تدخر سببا، وتتسنم طرق النجاة على وعورتها، ولا تتكل أو تتواكل في ذلك لعلمها بغلاء السلعة التي تطلب، وذلك مثل: الصلاة الوسطى التي نوَّه الله بفضلها وضرورة المحافظة عليها بأمرين اثنين جاءا متتابعين في سياق واحد؛ قال تعالى: { {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} } [البقرة: 238]؛ فالصلاة الوسطى هذه فسرت بخمس أقوال، تدور مع الصلوات الخمس، ليستفاد من ذلك أن الأجر المترتب على المحافظة عليها لا يحصل عليه يقينا إلا من واظب على الصلوات الخمس جميعها، ومثل ساعة الجمعة التي لا يوافقُها عبدٌ مؤمنٌ يسأل اللهَ شيئًا إلا أعطاه إيَّاه، ومثل ليلة القدر التي جعل الله أجر العبادة فيها أفضل من ثواب العبادة لمدة 83 سنة وثلاثة أشهر، وهو ما يقترب من أعلى رصيد من سني عمر يمكن أن يصله إنسان هذه الأزمان قال المناوي: وفيوض مواهب الإنعام هذه تبدو لوامعها من فتحات أبواب خزائن الكرم والمنن في بعض أوقات من مدد الرحمة، فمن تعرض لها بجمع همة وحضور قلب حصل له منها دفعة واحدة ما يزيد على هذه النعم الدائرة في الأزمنة الطويلة على طول الأعمار، فإن خزائن الثواب بمقدار على طريق الجزاء وخزائن المنن النفحة منها تفرق فما تعطي على جزاء له مقدار ووقت معلوم، ووقت النفحة غير معلوم بل مبهم في الأزمنة والساعات، وإنما غيب علمها لنداوم على الطلب بالسؤال المتداول، كما في ليلة القدر وساعة الجمعة فقصد أن نكون متعرضين لها في كل وقت قياما وقعودا وعلى جنوبنا وفي وقت التصرف في أشغال الدنيا، فإن المداوم يوشك أن يوافق الوقت الذي تفتح فيه الخزائن فيظفر بسعادة الأبد. وإذا ما ركزنا قليلا على ليلة القدر فسنجد أن هذه الليلة الفرد التي هي خير من عبادة عابد بلغ المائة عام وهو مستغرق للعمر في عبادة الله – على اعتبار أن البلوغ أدركه في سن السابع عشرة – لا شك أن هذه الليلة فرصة نادرة بل هي فرصة العمر بحق تفتح شراع المغفرة ممتدا إلى منتهاه لكل المذنبين والمقصرين ليعودو إلى الله، ويعوضوا بها ما ضيعوا من سني العمر ولحظاته، ولا غرو أن يخفي الله هذه الليلة بين الليالي لتكون حصرا على المجدين، فالدر مخزون في لب الأصداف في أعماق البحار، ولذا لن يظفر بها إلا من التمسها في جميع أوقاتها، احتياطاً واستظهاراً، وطلبا لها في جميع مظانها، ولعل ذلك هو سر الحكمة في إخفائها ليحصل الاجتهاد في التماسها في العشر الأخيرة كلها، ولينشط المسلم ببذل الجهد في العبادة والدعاء والذكر بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتُصِر عليها وحسب وعطلت بقية الليالي. وقد درس العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني النصوص والأقوال الواردة عن السلف في تحديد ليلة القدر دراسة مستفيضة قال في خلاصتها: "وقد اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافا كثيرا وتحصل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولا، كما وقع لنا نظير ذلك في ساعة الجمعة، وقد اشتركتا في إخفاء كل منهما ليقع الجد في طلبهما"، ثم سرد ستا وأربعين قولا ووجها في تحديد موعد ليلة القدر في كلام نفيس مليء بالاستدلالات والترجيحات والاعتراضات المطروحة على كل قول، ونسبته إلى من قال به من السلف والصحابة مع عزو جميع ذلك إلى مصادره وأسانيده، وهذا البحث القيم الذي استغرق من الحافظ ابن حجر أكثر من 15 صفحة في موسوعته الضخمة في شرح صحيح البخاري اختزل فيه خلاصة الأقوال المتعلقة بتحديد هذه الليلة بالقول: وأرجح الأقوال كلها أنها في وتر من العشر الأخيرة وأنها تنتقل كما يفهم من الأحاديث، وأرجاها أوتار العشر وأرجى أوتار العشر - عند الشافعية - ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين، وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين. وأيا ما كان الحق في هذه الأقوال فإنه من الثابت عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أنه قال يوما لأصحابه رضوان الله عليهم: «خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة»، (أخرجه أحمد في المسند، والبخاري في صحيحه)، فهذا النص صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم أنسيها فلم يكن يعلم تحديد موضعها من بين ليال العشر الأواخر، أحرى من دونه من الصحابة والتابعين فالصالحين ومن دونهم، وفيه أيضا التصريح بأن سترها ورفعها خير لنا، كذلك فإن المتأمل في النصوص الواردة في هذا السياق يجد أنها وإن ورد في بعضها حصر ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر، أو في أوتار العشر الأواخر أو في السبع الأواخر أو في العشر الأواخر فإن نفس رواة هذه الأحاديث أثبتوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشد المئزر ويحي الليل ويوقظ الأهل في العشر الأواخر كلها لا يفرق بين آحادها وأزواجها في الاجتهاد في العبادة، بل كان يرغب في قيام رمضان كله وينوه بعظيم الأجر لمن فعل فديدن المسلم المتأسي بنبيه صلى الله عليه وسلم أن يجتهد في العبادة ويكثر من الطاعة في كل وقت وحين، وأن يجعلها هِجِّيراه وخصوصاً في شهر رمضان ويتأكد ذلك في العشر الأخيرة منه، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يقوم ويعتكف ويشد المئزر رجاء أن يدرك ليلة القدر؛ فكان – صلوات ربي وسلامه عليه - في بادئ الأمر يعتكف العشر الأوائل من أجلها، ثم اعتكف العشر الوسطى، ثم أتي فقيل له: إنها أمامه؛ أي في العشر الأواخر، فأقل ما يصح في حقنا ونحن المقصرون المذنبون أن نجعل العشر كلها ليلة القدر وإن استطعت فرمضان كله أو العام كله، هذا هو الأفضل من أجل أن نحتاط لإدراك فضل هذه الليلة العظيم؛ إذ إنها صفقة رابحة في كل الأحوال، وهذا ما يفسر أقوال سلفنا الصالح، فقد جاء عن الإمام مالك بن أنس وابن المبارك أنهما قالا: تحروا ليلة القدر في العشر كلها وترها وشفعها، وقد كان عبد الله بن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر. منقول
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() انتهاء رمضان بين الحزن والفرح موقع الشبكة الاسلامية كل عام وأنتم بخير، وأسعد الله أيامكم، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، تقبل الله منا ومنكم الصدقات وقراءة القرآن، تقبل الله منا ومنكم الطاعات والعبادات وسائر الأعمال. ها هو شهر رمضان قد مضى مضى بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة. مضى بعد أن كان بين أيدينا، وملء أسماعنا ونور أبصارنا، وبهجة قلوبنا. بعد أن كان حديث منابرنا، وزينة منائرنا، وسمر مجالسنا، وحياة مساجدنا. مضى بعد أن انفض سوق تجارته، وانتهى مضمار سباقه. مضى حاملا معه صحائف أعمالنا، شاهدا فيها لنا أو علينا. مضى بعد أن قسم الناس إلى ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات بإذن الله. فليت شعري من أي الأقسام نحن؟. لقد فاز في رمضان من جد واجتهد؛ ففاز بالرحمة والغفران، والعتق من النيران. وخسر من خسر بسبب الغغفة والبطلان والذنوب والعصيان. فليت شعري من الفائز فنهنيه، ومن الآخر فنعزيه؟ مضى رمضان فبكت قلوب المؤمنين حزنا على فراقه قبل أن تدمع عيونهم.. وحق للقلوب أن تحزن وللعيون أن تبكي وتدمع على فراق شهر الرحمة والتوبة والرضوان الغفران. حق للقلوب أن تحزن وللعيون أن تدمع على شهر اكتحلت فيه بدموع المحبة والخوف والرجاء. وعزت جباهنا بالسجود والذل لرب الأرض والسماء. حق للقلوب أن تحزن وللعيون أن تدمع على شهر الجد والاجتهاد.. بعد أن جعل القرآن حياتنا، والصلاة والوقوف بين يدي الله متعتنا، وذكر الله غذاءنا. لكنني أقول أيها الإخوة لئن كان من حقنا أن نحزن على فوات كل هذا الخير بفوات رمضان.. إلا أنه أيضا من حقنا أن نفرح: نفرح بنعمة الإسلام التي لولاها ما عرفنا الله، ولا عرفنا رسول الله، ولا عرفنا رمضان، ولا عرفنا القرآن. نفرح بنعمة الإسلام الدين الذي اختاره الله لنا واختارنا الله له بعد أن اختاره الله لنفسه فلا يقبل من أحد دينا سواه.. {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ}[آل عمران:19]، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85] نفرح بنعمة الله علينا، وبإحسانه إلينا وإتمام نعمته وإكمال فضله.. فأكرمنا ببلوغ رمضان، وأتم علينا نعمته بإكماله، وتفضل علينا بتوفيقه، فوفقنا فيه فصمنا الشهر كاملا، وقمنا الشهر كاملا، ودعوناه ورجوناه وأملنا خيره وبره وثوابه ونعماه. ولماذا لا نفرح والله تعالى يقول: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}؟ ولماذا لا نفرح النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» ـ «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».. وقد صمنا بحمد الله، وقمنا بفضل الله، والتمسنا ليلة القدر قدر الطاقة والمستعان الله. فاللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيمانا واحتسابا، وقام رمضان إيمانا واحتسابا، وممن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا. إن انقضاء رمضان ليس معناه انتهاء العبادة.. فإذا كان رمضان قد انتهى وزال فإن رب رمضان لا يزول ولا يحول، وإن كان رمضان مضى وفات فإن رب رمضان هو الحي الذي لا يموت.. وبئس العبد عبد لا يعرف ربه إلا في رمضان. ليس معنى انتهاء رمضان نهاية الصوم، فإذا كان صوم الفريضة قد تم فهناك صيام النوافل (الاثنين والخميس، والست من شوال، وعاشوراء، وعشر ذي الحجة) وإذا كان قيام رمضان قد انتهى، فإن قيام الليل لم ينته.. والأمر ما زال كما قال عليه لاصلاة والسلام [أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل]. وأما القرآن فليس هو بكتاب رمضان فقط، وإنما هو دستور الله لأمة الإسلام على مدار الأوقات والأيام والأزمان. فيا أيها الأفاضل الكرام: واصلوا طاعاتكم، وتابعوا قرباتكم، فإن من علامات قبول الطاعة الطاعة بعدها، فلا يكن آخر العهد بالقرآن ختمة رمضان، ولا بالقيام آخر ليلة من لياله، ولا بالجود والكرم آخر يوم فيه.. ولكن شمروا واستقيما على ما كنتم فيه في رمضان فـ {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}. إن انقضاء رمضان ليس معناه أن يعود الإنسان إلى سابق عهده قبله ويرجع إلى سالف ذنبه، ويطلق سمعه وبصره ولسانه، ويظهر سيء خلقه؛ فإن النكوص والارتداد على الأعقاب بعد زمن الطاعة من علامات الرد وعدم القبول. يقول ابن رجب رحمه الله: "من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إليها بعد الشهر ويعود، فصومه مردود وباب القبول عليه مسدود". وقد حذرنا القرآن عن هذا المسلك غير الرشيد وهذا المسلك غير السديد فقال سبحانه: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا}. وقال سبحانه: {ولا تبطلوا أعمالكم}. وهو تحذير للذين كانوا يحافظون على الصلوات في المساجد في رمضان فلما انتهى تركوها. وإلى الذين كانوا يقرؤون القرآن في رمضان فلما مضى هجروه وأعادوا المصاحف إلى رفوفها. وإلى الذين تركوا المحرمات ـ من شرب دخان وحشيش ومخدرات ومسكرات ـ فلما انتهى رمضان عادوا إليها وقارفوها. وإلى الذين هجروا مشاهدة المحرمات وسماع الأغنيات طيلة رمضان فلما مضى عادوا إليها ووقعوا فيها. إن الإسلام يعلمنا أن مواسم الطاعة لا تنتهي، كلما انقضى موسم أتى موسم، فإذا مضى موسم الصيام بدأ بعده مباشرة موسم الحج، وفي صحيح مسلم عن أبي أيوب الأنصاري عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فذلك صوم الدهر». فكونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين، ولا تقطعوا طاعاتكم وعباداتكم؛ فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وسائر الأعمال.. وجعلنا وإياكم من المقبولين الفائزين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |