الذين يستحقون اللعنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من التعوذات والرقى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أحكام مجاوزة الميقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 48 )           »          حتى يكون حجنا مبرورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تسبيح اللسان مع استحضار القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من فضائل الحج والعمرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لماذا يترك العالم غزة تموت؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          (الغفور) و (الغفار) ﷻ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          فضل الدعاء بعد عصر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          طرد المواطنين بغزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الدعوة إلى الله في الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2020, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,035
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الذين يستحقون اللعنة

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقدوة الناس إلى الله أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.



أما بعد:

فبقي من هذه الأصناف التي صَحَّت بلعنهم الأحاديث وحَسُنَت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام قوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله زوَّارات القبور))؛ رواه أحمد كما أسلفنا وابن ماجه والحاكم.



ومعنى زوَّارات بصيغة المبالغة: هن اللواتي يتعهَّدن القبور بالزيارة، ويكون لهن زيارة مكثفة للقبور، فدائمًا تراهن عند القبور، وحول القبور.



وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن زيارة المرأة للقبور؛ لما في زيارتها من فتنة وجزع، وهلع وتسخُّط، ولأنها ضعيفة القلب، قد لا تتحمل مشاهدة الموتى فتُصرع، وكذلك فهي متعرضة للعيون الضارية التي تتبَّعها حتى عند المقابر، فمنع صلى الله عليه وسلم زيارة المرأة، ولعن من اتخذ من النساء زيارة القبر عادةً وأكثر منها، فمَنْ فعل ذلك من النساء فقد استحقت اللعنة. وفي لفظ: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو: ((لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسُّرج)).



قال بعض أهل العلم: لا تشملهنَّ اللعنة حتى تتخذن المسجد والسرج.



ولكن أبعد للريبة، وأبعد للمعصية ألا تزور المرأة القبر بحال من الأحوال، وإذا أتت على القبر فاتخذت مسجدًا أو مصلًّى أو سراجًا أو بنت بناءً؛ فإن اللعنة تشملها وتحيط بها، لأنها ضربت بأحكام الشريعة عرض الحائط، ولأنا خالفت أمر الله عزَّ وجلَّ وأتت بكبيرة من الكبائر، واستحدثت في دين الله عزَّ وجلَّ ما يمكن أن يؤدي إلى أكبر الكبائر، وهو الشرك بالله عزَّ وجلَّ.



وقد رأينا في كثير من بلاد المسلمين؛ أنه بسبب التساهل في هذا الباب؛ أصبح الشرك أمرًا مألوفًا، فعكفت النساء على القبور، وعبدت القبور من دون الله، وصرفت لها جميع أنواع العبادة التي لا تجوز إلا لله عزَّ وجلَّ كالذبح والنذر والدعاء والاستغاثة وغير ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله من لعن والديه) فهذا أيضًا من أصناف الملعونين، ولا يفعل ذلك إلا فاجر، وقد وُجد من هذا الصنف كثير؛ بل أخبرنا كثير من الإخوة الثقات أن هناك شبابًا ضربوا أمهاتهم ضربًا مبرحًا، وقد استُدعي بعضهم إلى رجال الأمن في بعض المناطق بشكوى من أمه، ضربها سبع مرات، فلما أُوقف أمام رجال الأمن بكى، وأخذ يقبل رجلَيْ أمه، وقال: أتوب. قالت: لا والله اضربوه؛ فإنه طالما أبكاني فإذا ضُرب وبكى مرة، فقد ضربني وأبكاني مرات ومرات!!



فهذا فاجر، وهذا ملعون؛ لأن الله عزَّ وجلَّ جعل حق الوالدين عظيمًا، وقرن شكرهما بشكره، فقال: ï´؟ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ï´¾ [لقمان: 14]. حتى ولو دعاك والدك إلى الإشراك بالله فلا تطعهما في ذلك، ولكن كما قال تعالى: ï´؟ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ï´¾ [لقمان: 15].



ومن الكبائر أيضًا: أن يكون الإنسان سببًا في لعن والديه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من الكبائر شتم الرجل والديه))!! فاستغرب الصحابة ذلك، وقالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟! قال: ((نعم؛ يسبُّ أبا الرجل فيسبُّ أباه، ويسبُّ أمَّه فيسبُّ أمه))[21].



وقال صلى الله عليه وسلم: ((ولعن الله من ذبح لغير الله)) وهي الذبيحة الشركية، التي تذبح في النذور الشركية، وعند القبور، وعند الأصنام، وبأمر الكهنة والسحرة والمشعوذين؛ فيقولون: اذبح ذبيحةً لونها كذا، وصفتها كذا، فمن فعل ذلك وأطاعهم؛ فهو ملعون، وهذه الذبائح كثرت في هذا الزمن، خاصة في البوادي والقرى، بسبب الكهنة والسحرة والعرافين والمشعوذين أعداء الله.



فليعرف المؤمن لمن يذبح ولمن ينسك ولمن ينذر، ومن يدعو ومن يعبد، فلتكن ذبيحته لله تعالى، وليكن نسكه لله عزَّ وجلَّ وليكن نذره ودعاؤه وعبادته للواحد الأحد لا شريك له، كما قال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: ï´؟ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ï´¾ [الأنعام: 162 - 163].



وقوله: ((لعن الله من آوى محدثًا)) المحدِث هو الفاجر المنتهك لحدود الله تعالى، الذي اشتهر فجوره، كالسارق الذي يسرق الناس، وكقاطع الطريق الذي يتعرض للناس، ويشهر في وجوههم السلاح، وكالبغاة الذين تمردوا على ولاة الأمور، وعلى حدود الله وشرعه، وكالمروِّج للمخدرات، وكالفاجر الذي عُرف فجوره، فمَنْ ستره وتستَّر عليه، وحاول أن يخفيه عن أعين العدالة فهو ملعون؛ لأنه فعل كبيرة، وجرح شعور المسلمين؛ ولأنه سبب في انتشار الجريمة والفاحشة في المجتمع المسلم.



((ولعن الله من غيَّر منار الأرض)) منار الأرض: هو الحدّ الذي يفصل الرجل عن الرجل، في المزارع والحقول والديار والدور، وهو يسمى في اللغة العامية - التي ليست بصحيحة - (الوثن)، ويسمى (الحدّ)، فمن غيَّره على غير ما وضع له؛ فهو ملعون. ولا يفعل ذلك إلا أولئك الذين يغتصبون أموال الناس وحقولهم وأراضيهم، ويضعون أيديهم على ما ليس لهم، فهؤلاء ملعونون بلعنة الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم نسأل الله العافية والسلامة.



وقال صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله من مَثَّل بالحيوان)) أي: شَوّه الحيوان، أو قتله من غير مذبحه، كأن يقطع رجله وهو حي، أو يقطع ذيله، أو يصعقه صعقًا، أو يرميه برصاص وهو واقفٌ مربوط، وكذلك إذا قطع أذنه، أو فقأ عينه، فقد مَثَّل به، وارتكب كبيرة من الكبائر؛ فذلك ملعون بلعنة الله، على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.



((ولعن الله الخامشةَ وجهها))؛ في المآتم وفي المعازي، التي تخمش وجهها من الجزع والهلع، ((والشاقة جيبها))؛ في مناسبات الموت تشق ثوبها، قد تظهر عورتها أمام الناس؛ فهي أيضًا ملعونة.



وكذلك ((الداعية بالويل والثبور))؛ والداعية بالويل والثبور، هي التي تتسخَّط على القضاء والقدر، وقد سبق بيان ذلك في النائحة.



فيا عباد الله:

أخبروا أسركم بهذا، وأخبروا زوجاتكم وبناتكم وعماتكم وخالاتكم وانشروا الخير في بيوتكم.



أخبروهم بمحارم الله وحدوده، وحذروهم من انتهاك حرماته؛ لأن في انتهاك حرماته لعنة وغضبًا ومقتًا وبلاء. نسأل الله العافية والسلامة.



ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ï´¾ [التحريم: 6].



عباد الله:

صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ï´¾ [الأحزاب: 56].



وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَلى عليَّ صَلاة صَلى الله عَليه بِها عَشرًا))[22]. اللهم صلّ على نبيك وحبيبك محمد واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين.



وأظلنا مع أصحابه الأطهار، من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.





[1] أخرجه أبو داود (3/ 326) رقم (3674) وأحمد (2/ 9) من حديث ابن عمر، وصححه الحاكم (4/ 145) من حديث ابن عباس وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (5091).

[2] أخرجه الترمذي (3/ 263) رقم (1337). وأبو داود (3/ 300) رقم (3580). وابن ماجه (2/ 775) رقم (2313). والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (5114).

[3] أخرجه مسلم (3/ 1219) رقم (1597).

[4] أخرجه البخاري (8/ 15) كتاب الحدود. ومسلم (3/ 1314) رقم (1687).

[5] أخرجه البخاري (7/ 55) كتاب اللباس. وأبو داود (4/ 60) رقم (4097) والترمذي (5/ 98) رقم (2784) وأحمد (1/ 339).

[6] أخرجه أبو داود (4/ 60) رقم (4098)، وأحمد (2/ 325) وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (5095).

[7] أخرجه أبو داود (4/ 61) رقم (4099) وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (5096).

[8] أخرجه أبو داود (2/ 227) رقم (2076). والترمذي (3/ 428) رقم (1120) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (1/ 622) رقم (1935) والحديث صححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (5101).

[9] أخرجه أبو داود (3/ 194) رقم (3128، وأحمد (3/ 65) والحديث ضعفه الألباني كما في الإِرواء رقم (769) وضعيف الجامع رقم (4690).

[10] أخرجه البخاري (7/ 61 - 62) كتاب اللباس. ومسلم (3/ 1678) رقم (2125).

[11] أخرجه البخاري (7/ 62) كتاب اللباس. ومسلم (3/ 1677) رقم (2124).

[12] أخرجه الترمذي (3/ 371) رقم (1056) وقال الترمذي: حسن صحيح، وابن ماجه (1/ 502) رقم (1576). وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (5109).

[13] أخرجه الترمذي (2/ 136) رقم (320) وقال: حديث حسن، والنسائي (

[14] حَسَّن هذا الحديث الترمذي وحسنه أيضًا - لشواهده - العلامة أحمد شاكر في تخريجه للترمذي (2/ 137) أما الألباني فقد قال: والواقع أن الحديث له شواهد كثرة في جملتيه الأولين، وأما (السرج) فليس لها شاهد البتة فيما علمت، ولذا لا يمكن القول بتحسين الحديث بتمامه؛ بل باستثناء (السرج). انظر الإِرواء (3/ 213).

[15] أخرجه مسلم (3/ 1567) رقم (1978). والنسائي (7/ 232) رقم (4422) وأحمد (1/ 108، 118).

[16] أخرجه البخاري (6/ 228) كتاب الصيد والذبائح.

[17] أخرجه ابن ماجه (1/ 505) رقم (1585)، وابن حبان رقم (7156) قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 521): هذا إسناد صحيح وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة رقم (2147) والأرناؤوط كما في الإحسان (7/ 428).

[18] أخرجه البخاري (8/ 93) كتاب الفتن. ومسلم (3/ 1475) رقم (1847).

[19] ورد ذلك في حديث عن أحمد في المسند (2/ 71).

[20] حديث: ((لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما)) أخرجه أحمد (5/ 279) والحاكم (4/ 103) والطبراني في الكبير رقم (1495) والبزار رقم (1353) وفي إسناده ليث بن أبي سليم ضعيف وشيخه أبو الخطاب لا يعرف. قال الألباني: ولم يرو هذه الزيادة غير ليث بن أبي ليم كما ذكر البزار، فهي زيادة منكرة لتفرد ليث بها وهو ضعيف لاختلاطه. انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم (1235) وضعيف الجامع رقم (4684).

[21] أخرجه مسلم (1/ 92) رقم (92).

[22] أخرجه مسلم (1/ 288) رقم (384).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.51 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]