|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() هل يعون ما يقولونه أم أنها مجرد عادة؟ فادي نضال عمر الحمد لله، ووالله، وسبحان الله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر، والله المستعان، وغيرها من كلمات وعبارات تجرِي على ألْسنة المسلمين، يقولها البعضُ منهم في غفلته! ويقولها البعض حين النظر إلى المسلسلات والأفلام الخليعة! ويقولها البعض إذا سَمِع الأغاني! ويقولها البعض في سُكْره إذا شَرِب الخمر! ويقولها البعض حال وقوعه وتلبُّسه بالزِّنا! ويقولها البعض عند الطواف بالقبور! فأصبحتْ هذه العبارات الحميدة لا تتعدَّى كونها بمثابة العادات والتقاليد الجارية عندهم، وَرِثوها أبًا عن جَدّ، لا يعرفون معناها، ولا يعملون بمقتضاها، بل أصبحت كعباراتٍ تُستخدَم للتوكيد، أو الاستفهام، أو التعجب، لا أكثر ولا أقل، تتردَّد على الألْسن كمجاري العادات، ولا محلَّ لها في القلب! كالدهريِّين الملحدين الذين لا يؤمنون بإله ولا رَبّ، ولا خالق أصلاً، ولكنَّهم إن رأَوْا شيئًا أعجبهم، قالوا: "يا إلهي"! “Oh my god”...! مع أنَّهم لا يؤمنون بإله ولا ربّ! فهلاَّ نظرتَ يا أخي إلى حال هؤلاء المسلمين - هداهم الله؟ هل يَعُون ما يقولونه، أم أنَّها مجرَّد عادة؟ إذًا؛ أنت توافقني الرأي بأنَّ عليهم تعلُّمَ معاني هذه العبارات الجليلة، واستشعارها في قلوبهم، حتى يعوا، ويفهموا ما يقولون، ويعملوا بمقتضاها. فلو أنَّهم استشعروها في قلوبهم، لعَرَفوا عظمةَ الله الجبَّار، وأنَّه المنعم المنَّان، الواحد القهار، الذي يستحقُّ الحمد قولاً وعملاً، دائمًا ومهما صار، وأنه الإله الواحد الحق في عُلاه، الذي لا يُعبد سواه، ولَمَا أقبلوا على معصيته بكلِّ برود أعصاب، يركنون إلى رحمته والثواب، ولا يخشون منه العِقاب، شغلتْهم الدنيا وغرتهم، وإلى قيعانها جرتْهم، والآخرةَ أنستْهم، وعن طريق الله أبعدتهم، فتنافسوها في قضاء أوطارهم، لا يُبالون بأوزارهم، شغلتْهم بالجاه والسلطان وجَمْع المال، واستوى في نظرِهم الحرام والحلال، يعيشون فيها كالأنعام، ما بين عمل للدنيا وأكْل وشُرْب، ونوم وأحلام، فقستْ قلوبهم، وتعاظمتْ ذنوبهم، وغاصتْ في قيعان الشهوات أفئدتُهم، وانشغلتْ عن ذِكْر الله ألْسنتهم، فضاعوا في بحور الهوى والدنيا الدنيئة، وغرَّتْهم الأمانيُّ والأحلام الرديئة، وأُشْرِبوا منها ما طغى على قلوبهم، وشغلهم عن شُكْر محبوبهم، فلا حَمِدوه، ولا سبَّحوه، ولا عظَّموه، ولا وحَّدوه، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، وكمال شانِه، وكريم إحسانه. فإيَّاك إيَّاك أن تكون مثلَهم، وإيَّاك أن تعملَ عملهم، واحذرْ أن تسلك طريقَهم، ولا تكن في دَرْبهم رفيقَهم، وإيَّاك ودربَ الشيطان، فينسلخ عنك الإيمان، فتُغْضب الرحمن، وتبوء بالخسران.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |