|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#2
|
||||
|
||||
|
تبيَّن مما سبق من أقوال علماء التفسير: أن المراد من قوله: ï´؟ تَسْلِيمًا ï´¾ [الأحزاب: 56] هو: إما إلقاء التحية والسلام في التشهد أو خارجَه، في حياته وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، صلوات ربي وسلامه عليه، وإما بمعنى: الانقياد والطاعة لأوامره وحكمه، أو بمعنى قولوا في صلاتكم عليه: "وسلِّم تسليمًا"، أو بمعنى: السلامة من النقائص والآفات لك ومعك؛ أي: مصاحبة وملازمة، فيكون السلام مصدرًا بمعنى السلامة، أو بمعنى: جعل الله لك وقاية، فلا ينالك أحد بسوء. أقول: ولا مُنافاة بين الكل، والله أعلم بالصواب. نفحة: لماذا أُكِّد السلامُ بالمفعول المطلق، ولم تؤكَّد الصلاة؟ قوله: ï´؟ وَسَلِّمُوا ï´¾: أمر، وï´؟ تَسْلِيمًا ï´¾: مفعول مطلق منصوب[24]؛ وذلك لأن الصلاة أكِّدت بالجملة التي سبقَتها، والتي نصَّت على صلاة الله وصلاة الملائكة، والتي أُكِّدت بحرف ï´؟ إنَّ ï´¾، فلا يحتاج أن تؤكد الصلاة، بخلاف السلام الذي احتاج إلى التأكيد بالمفعول المطلق، والله أعلم بالصواب. قال ابن عادل الدمشقي: وذكَر في السلام المصدر للتأكيد، ولم يُؤكِّد الصلاة؛ لأنها كانت مؤكَّدة بقوله: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ï´¾ [الأحزاب: 56][25]. نفحة: الجملة الاسمية والفعلية الملاحظ أن هذه الآية ابتدأت بالجملة الاسمية، وانتهت بالجملة الفعلية، والجملة الاسمية تُفيد الثبوت والاستقرار، والفعلية تفيد الحدوث والتجدد وعدم الاستقرار. قال محمد عبدالمنعم خفاجي:"فالجملة الاسمية تفيد بأصلِ وضعها الثبوت؛ أي: حصول المسنَد للمسند إليه، من غير دلالة على تقييده بالزمان، وقد تُفيد الدوام بالقرينة، ومن حيث العدولُ عن الفعل إليها، فالقرينة كما في مقام المدح أو الذم أو ما أشبه ذلك مما يناسبه الدوامُ والثبوت، فالاسم كعالم يدلُّ على ثبوت العلم للذي يدل به عليه، وليس فيه تعرُّض لحدوثه أصلًا؛ سواء كان على سبيل التجدد والتقضي، أو لا، وأما الدوام فإنما يُستفاد من مقام المدح والمبالغة، لا من جوهر اللفظ، والجملة الفعلية تفيد الحدوث - أي: حدوثه شيئًا بعد شيء على وجه الاستمرار - والتجدد؛ أي: تجدد الحدوث وعدم الاستقرار"[26]. وكأن الله يقول لنا: يا أمة محمد، صلاتي على نبيكم ثابتة؛ فمقامه معلومٌ عندي، وأما أنتم فتحتاجون إلى الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لترتفع منزلتكم، فتحتاجون إلى المداومة والاستمرار عليها، فجاءت بالجملة الفعلية لا الاسمية. نفحة: ومِن فضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنَّ من صلى على رسوله مرة صلى الله عليه بها عشرًا: فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن صلى عليَّ واحدةً صلى الله عليه عشرًا))[27]، وكان هذا سببًا في سجوده صلى الله عليه وسلم شكرًا لله؛ فعن عبدالرحمن بن عوف، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقتِه، فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجدًا، فأطال السجود حتى ظننتُ أن الله عز وجل قد قبَض نفسه فيها، فدنوتُ منه فجلست، فرفع رأسه فقال: ((مَن هذا؟)) قلتُ: عبدالرحمن، قال: ((ما شأنك؟)) قلت: يا رسول الله، سجدتَ سجدةً خشيتُ أن يكون الله عز وجل قد قبض نفسك فيها، فقال: ((إن جبريل عليه السلام أتاني فبشَّرني فقال: إن الله عز وجل يقول: مَن صلى عليك صليتُ عليه، ومن سلم عليك سلمتُ عليه، فسجدتُ لله عز وجل شكرًا))[28]. فمن صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة صلى الله عليه بها عشرًا، ومعنى صلاة الله على عباده هو أن يُخرجهم من الظلمات إلى النور بنصِّ صريح الكتاب[29]. قال مُقاتل: لما نزَلَت هذه الآية قال المسلمون: فما لنا يا رسول الله؟ فنزلت: ï´؟ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ ï´¾ [الأحزاب: 43][30]. وإذا أردتَ أن تخرج من الظلمات إلى النور فأكثِر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأسباب الخروج من الظلمات إلى النور في القرآن أربعة؛ هي: أولًا - الله مسبب الأسباب، وهو المُخرج الحقيقي، وغيره من باب المجاز: قال تعالى: ï´؟ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ï´¾ [البقرة: 257]. ثانيًا - الرسول صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: ï´؟ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ï´¾ [المائدة: 15، 16]، ï´؟ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ï´¾ [الطلاق: 11]. ثالثًا - القرآن: قال تعالى: ï´؟ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ï´¾ [إبراهيم: 1]. وقال: ï´؟ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ï´¾ [الحديد: 9]. رابعًا - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: أمرَنا الله بالصلاة على النبي، وإذا فعلنا ذلك صلى الله بها علينا عشرًا؛ فعن عبداللهِ بن عمرِو بن العاص: أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلَما يقول ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة))[31]. ومعنى صلاة الله على عباده: هو إخراجهم من الظلمات إلى النور؛ قال تعالى: ï´؟ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ï´¾ [الأحزاب: 43]، فالصلاة على رسول الله تُخرج العبد من الظلمات إلى النور بمحكم التنزيل، والله أعلم بالصواب. نفحة: فإن قيل: إذا صلى الله وملائكته عليه فأي حاجة به إلى صلاتنا؟ وهو صاحبُ المقام المحمود والشفاعة العظمى التي أخبرَنا هو عنها كما صح عنه صلوات ربي وسلامه عليه؛ فعن جابر بن عبدالله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يَسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة))[32]. فالجواب: أن الصلاة عليه ليس لحاجة إليها، وإلا فلا حاجة إلى صلاة الملائكة مع صلاة الله عليه، وإنما هو إظهاره وتعظيمه، كما أن الله تعالى أوجب علينا ذِكْر نفسه ولا حاجة له إليه، وإنما هو لإظهاره وتعظيمه منا؛ شفقة علينا ليُثيبَنا عليه؛ ولهذا قال: ((ومن صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشرًا))[33]، وأخبرنا في النصوص عن الفضل الذي سيُصيبنا منها إذا فعلنا هذا، ففائدة الصلاة عليه لأنفسنا، وإلا فهو مرفوع المنزلة والمقام عند ربه، قبل أن نتشرَّف بالصلاة عليه، والله أعلم. نفحة: ولعل من يسأل: لماذا أمرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في الحديث: ((كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارِك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم))؟ لم خصَّ التشبيه بإبراهيم دون غيره من الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام؟ فأجاب العلامة ابن عابِدين في حاشيته القيمة بثلاثة أجوبة: الأول: أنه سلم علينا ليلة المعراج حيث قال: ((أبلغ أمَّتك منِّي السلام)). والثاني: أنه سمَّانا المسلمين؛ كما أخبرَنا عنه تعالى بقوله: ï´؟ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ï´¾ [الحج: 78]؛ أي: بقولِه: ï´؟ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ï´¾ [البقرة: 128]، والعرب من ذريته وذرية إسماعيل عليهما السلام، فقصدنا إظهار فضله؛ مُجازاةً على هذين الفعلين منه. والثالث: أن المطلوب صلاةٌ يَتَّخذ الله تعالى بها نبيَّنا صلى الله عليه وسلم خليلًا كما اتخذ إبراهيم عليه السلام خليلًا، وقد استجاب الله دعاء عباده، فاتخذه الله تعالى خليلًا أيضًا؛ ففي حديث الصحيحين: ((ولكن صاحبكم خليلُ الرحمن)). وأجيب بأجوبةٍ أُخَر: منها: أن ذلك لأبوَّته، والتشبيه في الفضائل بالآباء مرغوبٌ فيه، ولرفعة شأنه في الرسل، وكونه أفضل بقية الأنبياء على الراجح، ولموافقتنا إياه في معالم الملَّة المشار إليها بقوله تعالى: ï´؟ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ï´¾ [الحج: 78]، ولدوام ذكره الجميل المشار إليه بقوله تعالى: ï´؟ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ï´¾ [الشعراء: 84]، وللأمر بالاقتداء به في قوله تعالى: ï´؟ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ï´¾ [النحل: 123]. (قوله: وعلى الأخير إلخ)؛ أي: الوجه الثالث، وهذا أيضًا جوابٌ عن السؤال المشهور الذي يورده العلماء قديمًا وحديثًا، وهو: أن القاعدة: أن المشبَّه به في الغالب يكون أعلى من المشبه في وجه الشبه، مع أن القدر الحاصل من الصلاة والبركة لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم ولآلِه أعلى من الحاصل لإبراهيم عليه السلام وآله؛ بدلالة رواية النسائي: ((من صلى عليَّ واحدةً صلى الله عليه عشر صلوات، وحطَّ عنه عشر سيئات، ورُفِعت له عشر درجات))، ولم يرد في حقِّ إبراهيم أو غيره مثلُ ذلك. والجواب: أن المراد صلاةٌ خاصة يكون بها نبينا صلى الله عليه وسلم خليلًا، كما اتخذ إبراهيم خليلًا، أو التشبيه راجعٌ لقولنا: "وعلى آل محمدٍ"، أو أن هذا من غير الغالب؛ فإن المشبه به قد يكون مساويًا للمشبه أو أدنى منه، لكنه يكون أوضح؛ لكونه حسيًّا مشاهَدًا، أو لكونه مشهورًا في وجه الشبه: فالأول: نحو: ï´؟ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ï´¾ [النور: 35]، وأين يقع نور المشكاة من نوره تعالى؟! والثاني: كما هنا؛ فإن تعظيم إبراهيم وآله بالصلاة عليهم واضحٌ بين أهل الملل، فحسن التشبيه لذلك، ويؤيده ختم هذا الطلب بقوله: ((في العالَمين))، وتمامه في "الحِلية". وأجيبَ بأجوبةٍ أخر: مِن أحسنِها أن التشبيه في أصل الصلاة لا في القدر؛ كما في قوله تعالى: ï´؟ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ï´¾ [النساء: 163]، وï´؟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ï´¾ [البقرة: 183]، ï´؟ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ï´¾ [القصص: 77]، وفائدة التشبيه تأكيد الطلب؛ أي: كما صليت على إبراهيم فصلِّ على محمدٍ الذي هو أفضل منه، وقيل: الكاف للتعليل[34]. نفحة: أمرنا الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بالإكثار من أمور، وهي: 1 - الذكر:قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 41]، حتى قيل: عبادة وحيدة لم تُقيَّد بزمان ولا مكان ولا صفة ولا عدد ولا هيئة؛ ألا وهي عبادة الذكر؛ مستدِلِّين بهذه الآية الشريفة، وفي الإكثار من أذكار معينة وردَت في السنة مثل قول: لا الله إلا الله، والحوقلة وغيرها، فليُراجَع في بابها، والله أعلم بالصواب. 2 - ذكر الموت: فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا ذكر هاذم اللذَّات))؛ يعني: الموت[35]. وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أكثروا ذكر هاذم اللذات، فما ذكره عبدٌ قط وهو في ضيق إلا وسعه عليه، ولا ذكره وهو في سَعة إلا ضيقه عليه))[36]. 3 - الصلاة على النبي: فعن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثِروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ فمن صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه عشرًا))[37]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا الصلاة عليَّ في الليلة الزهراء واليوم الأزهر؛ فإن صلاتكم تُعرض علي))[38]. وعن أوس بن أوسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة علي))، فقال رجل: يا رسول الله، كيف تُعرَض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يَعني: بَلِيتَ، قال: ((إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء))[39]. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. [1] صحيح البخاري (8/ 441)، رقم (3369)، وصحيح مسلم (2/ 16)، رقم (938)، وهي من المواطن التي صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه، ويكرره في تشهده عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو ما يُلغَز به لطلبة العلم. قال الآلوسي: وفي دخوله صلى الله عليه وسلم في الخطاب بـ: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ï´¾ [الأحزاب: 56] هنا خلاف، فقال بعضهم بالدخول، وقد صرح بعض أجلة الشافعية بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في صلاته، وذكر أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي على نفسه خارجها، كما هو ظاهر أحاديث؛ كقوله حين ضلت ناقته وتكلَّم منافقٌ فيها: ((إن رجلًا من المنافقين شَمِت أن ضلَّت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم))، وقوله حين عرض على المسلمين ردَّ ما أخذوه من أبي العاص؛ يُنظر: روح المعاني (22/ 83). [2] صحيح البخاري (12/ 10)، رقم (4797). [3] صفوة التفاسير للصابوني (3/ 49). [4] تفسير الشعراوي (ص 3512). [5] صحيح مسلم (2 / 594) (870). [6] تفسير الشعراوي (ص 3512). [7] روح المعاني (22/ 79). [8] يُنظر: حاشية الصبان (1/ 330)، وأوضح المسالك (3/ 40). [9] يُنظر: جامع الدروس العربية (71/ 3). [10] صحيح البخاري (12/ 10)، رقم (4797). [11] يُنظر: تفسير الطبري (20/ 320)، وتفسير البغوي (6/ 372)، وتفسير الخازن (5/ 274). [12] النكت والعيون (4/ 422). [13] تفسير القرطبي (14/ 236). [14] تفسير البيضاوي (4/ 385). [15] تفسير النسفي (3/ 314). [16] لعلماء الحديث كلام طويل في تضعيفه أو غير ذلك، والكل يقولون: يَشهد له غيره؛ يُنظر: البدر المنير (5/ 290)، فيض القدير (6/ 170)، التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 828)، قال ابن حجر: "وأخرجه أبو الشيخ في كتاب الثواب بسند جيِّد بلفظ: ((من صلى عليَّ عند قبري سمعتُه، ومن صلى علي نائيًا بُلِّغتُه))"؛ فتح الباري لابن حجر (10/ 243). [17] يُنظر: كتاب التسهيل لعلوم التنزيل (2/ 377). [18] يُنظر: تفسير القرآن العظيم (3/ 623). [19] يُنظر: اللباب في علوم الكتاب (15/ 587). [20] يُنظر: تفسير السراج المنير (3/ 227). [21] يُنظر: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم (7/ 114). [22] يُنظر: روح المعاني (22/ 79). [23] يُنظر: تفسير الشعراوي (ص 3512). [24] يُنظر: تفسير آيات الأحكام (1/ 477). [25] يُنظر: اللباب في علوم الكتاب (15/ 587). [26] حاشية الإيضاح في علوم البلاغة (2/ 114). [27] صحيح مسلم (2/ 17)، رقم (939). [28] مسند أحمد (3/ 201)، رقم (1664)، والسنن الكبرى للبيهقي (2/ 371)، رقم (3753)، وقال الضياء المقدسي: (إسناده حسن)، الأحاديث المختارة؛ المقدسي (1/ 471)، وقد بُني في هذا الموضوع مسجد سُمي (مسجد الشكر) وهو ما يسمى الآن بمسجد (أبي ذر الغفاري) خطأً يقع عند موقع نقليات المدينة بجنب (سوق شبرا). [29] وهو من صنفين يصلي عليهما ربنا جل جلاله، والثاني: من أصابته مصيبة فصبر عليها قال تعالى: ï´؟ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ï´¾ [البقرة: 156، 157]. [30] يُنظر: تفسير مقاتل بن سليمان (3/ 54). [31] صحيح مسلم (1/ 288)، رقم (384). [32] صحيح البخاري (2/ 26)، باب الدعاء عند النداء، رقم (614)، وصحيح مسلم (2/ 4)، رقم (875). [33] يُنظر: تفسير الرازي (25/ 196)، واللباب في علوم الكتاب (15/ 587). [34] يُنظر: رد المحتار (4/ 98 - 100). [35] سنن الترمذي (4/ 553)، رقم (2307)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني: حسن صحيح، ومسند أحمد بن حنبل (2/ 292)، رقم (7912)، وقال الأرنؤوط: إسناده حسن. [36] صحيح ابن حبان (7/ 260)، رقم (2993)، قال الأرنؤوط: إسناده حسن. [37] السنن الكبرى؛ تحقيق: محمد عبدالقادر عطا (3/ 249)، رقم (5790). [38] المعجم الكبير للطبراني (19/ 115)، رقم (260). [39] سنن ابن ماجه (1/ 524)، رقم (1636)، قال الألباني: صحيح.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |