النصر أمانة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 581 - عددالزوار : 304663 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 45 - عددالزوار : 37686 )           »          هل الخلافة وسيلة أم غاية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من مائدة السيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1523 )           »          من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 466 - عددالزوار : 141400 )           »          كثرة أسماء القرآن وأوصافه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-08-2020, 03:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,113
الدولة : Egypt
افتراضي النصر أمانة

النصر أمانة


عمار بن محمد بوزير



أيها المسلمون:
إن موعود ربنا منجز، وهو الذي لا يخلف عهداً ولا ميعاداً، قال وقوله الحق: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31] و﴿ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31] ﴿ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾ [الحج: 47] ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 6] موعود ربنا بالنصر آت لا محالة، لعباده المؤمنين وخاصته الصادقين ممن استقاموا على الطريقة، وسلكوا مسالك الحقيقة، سمعوا ربهم تبارك وتعالى وهو يؤذنهم بنصره غن نصروه حين قال: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، فساروا على نهج الأجداد وسبيل الأسلاف، مستعصمين بكتاب ربهم مستنيرين بسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، علموا أن النصر بيد الله فاطمأنوا، وأيقنوا أن الله ناصرهم فاستكانوا. فنصر الله مكفول، وتأييده مضمون لكل من سار على نهج الأول، وما بدل وما حول، وأتى إلى ربه طائعا، ولمولاه خاضعا مستقيما على الشريعة السمحة والطريقة المثلى.

علموا أن الله ينصر عبده المؤمن إذا استقام فاستقاموا: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40، 41].

أيها المسلمون:
إنها حقيقة شرعية، وسنة ربانية، أنا معاشر المسلمين، لا قيام لكياننا، ولا رفعة لأمتنا، ولا كينونة لحضارتنا إلا بالاعتصام بالإسلام دينا وشرعة ومنهاجا، عقيدة وأحكاما وأخلاقا، بهذا نطق الفاروق الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.

يا ايها المسلمون: يا ايها الجزائريون وأنتم قلب الأمة الإسلامية المغاربية، ودرعها الواقي، وقوسها الرامي، وزندها الواري، ورمحها الخارق، وسهمها الماحق، وسيفها البارق، قد كان لكن في الأمس البعيد شرف، وفي الأمس القريب عز، وفي اليوم الحاضر جد وكد، وفي الغد القادم بعون الله إشراق وخير.

أنتم من أعرف الناس بصفقة الانتصار، مع الواحد القهار، وأجدادكم غرسوا في ساح العزة أمتن طود، ورفعوا أغلى راية حينما وثقوا بموعود الله ونصره، وعادوا لبذل الغالين نصرة للدين، وحماية للعرض الكريم، وتطهيرا لأرض دنسها الأنجاس وأفسدها الأركاس، الذين ظنوا حينما كان الضعف لجسد أمتنا ناخرا، وحوطها الهوان بسرباله فصار لها ساترا، ظنوا ويا لسخف ظنهم أنهم بهذه الارض مقيمون، ولهذا ولأعراض أهلها مستبيحون، فسموا أنفسهم معمرين وما كانوا إلا حفنة مستدمرين، وقالوا لأهلها أهالي، وما علموا أن سفك الدماء للدين والأرض والعرض ليس عليهم بغالي.

قامت ثورات وثورات، ما تركت فجا عميقا إلا دخلته، ولا سهلا فسيحا إلا عمته، سالت دماء العرب والبربر وكلهم في صف واحد ممزوج، غايتهم واحدة: نصرة الدين وصيانة العرض وتطهير الأرض، دعوتهم واحدة: نصر أو شهادة، رايتهم واحدة: في الشمال لا إله إلا الله، وفي الشرق لا إله إلا الله، وفي الغرب لا إله إلا الله، وفي الجنوب لا إله إلا الله.


وجزائر التاريخ في أمجادها
خاضت غمار الحرب وسط المعتركْ

يا قارئ التاريخ في إشراقه
انظر لشعبي ما أراد وما ترك

لم يبد يوما للغزاة تنازلا
كلا، ولا خاف العدو وإن فتك

بل طار في أفق الجهاد مقاوما
يرمي على جيش الفرنسيين الشبك


أيها الأكرمون يا ابناء الأكرمين ويا أحفاد الأكرمين: قرن وثلاثون عاما مرت على الجزائر والجزائريين، كلها عذاب واستلاب، وجلها تجهيل واستحقار، سلخ من الدين، ومسخ للهوية، توهين للعزائم، ونهب للمقدرات.

كل هذا لم يفت في عضد الأمة شيئا، ولم يخمد لها جذوة، ولم يكسر لها سيفا، بل قاومت، وجاهدت وناضلت، بالسيف تارة والمدفع تارات، في ساح القتال جولة، وساح السياسة جولات، في معترك النضال صولة وفي نعترك الصحافة صولات، ما تركت سبيلا من سبل التحرر إلا سلكته ولا معبرا من معابر الاستقلال إلى عبرته، مستظلة بظلال العلماء العاملين، الذين ما تركوها ولا تركوا أبناءها، نفروا للتعلم حينما جهلهم العدو، وعادوا للتنوير حينما احتاجهم الشعب فصنعوا رجالا في مصانع العز، وبنوا أبطالا في ورشات الإباء، حتى إذا اشتد العود، وقام على سوقه، فأعجب زراعه واغتاظ به شانئوه وحساده، نفر الرجال إلى الجبال وجاس الأبطال خلال الديار، في سبع من السنين، مع مليون ونصف المليون من الشهداء، جاء النصر الموعود، وحبل الفرج الممدود، وأقر الله أهل الجزائر بنصر مؤزر، وانتصار مستحق، توجه إعلان وقف النار، والمهادنة بين المستنفرين وبين أعدائهم الفجار.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه ووفده أما بعد:
أيها الأفاضل الأكارم: إن المطل على تاريخ أمتنا من نافذة الجهاد الجزائري، ليعلم علما يقينيا أن أولئك الأبطال الأشاوس، والكرام الأماجد، قد ورثونا إرثا كبيرا، وحملونا أمانة عظيمة، إنه إرث العز والحرية، والسؤدد والسيادة، إرث الكرامة والإباء، والرفعة والنقاء، صيرونا أعزة بعد ذلة، وأـحرارا بعد استعباد، نفتخر بإسلامنا بعدما كنا تخفى بشعائره، نرفع أصواتنا بعد أن كنا لها كاتمين.

حملونا أمانة صون التاريخ والحفاظ على البلاد، أمانة البناء والتشييد، أمانة الغمار والتقدم، أمانة إبقاء الراية مرفوعة، وفي سماء الجزائر عالية.


كلما تذكرنا هذه المعاني والعبر إلا ومثل أمامنا قول ربنا جل وعلا: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].

فيا أهل الجزائر: شيبا وشبابا، رجالا ونساء، هي هذه الأمانة أمامكم والسيرة وراءكم، فاحفظوا كما جاءتكم وارعوها كما أرادها الأجداد لكم ولا تبدلوا بعدهم تبديلا.

اللهم احفظ جزائرنا الحبيبة من كل سوء واجعلها بلدا رخاء، وارزق أهلها من الثمرات، وبارك فيها وفي اهلها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.20 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]