|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قول: ما شاء الله وشئت، توكلت على الله وعليك، لولا الله وفلان الشيخ ندا أبو أحمد الأخطاء اللفظية التي تخالف العقيدة (1) قول البعض: ما شاء الله وشئت، أو: توكلت على الله وعليك، أو: لولا الله وفلان يقول الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعلى هذا ينبغي على الإنسان أن يتحرز من خطأ وزلل اللسان، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل العقائدية، التي تتعلق بالله تعالى، وبأسمائه وصفاته. وهناك بعض الأخطاء اللفظية الخاصة بالأمور العقائدية يقع فيها البعض، نذكرها هنا للتنبيه عليها، والحذر منها، ومن هذه الأقوال: (1) ما شاء الله وشئت، أو: توكلت على الله وعليك، أو قول القائل: لولا الله وفلان: وهذا كله خطأ، وهو من الشرك اللفظي، وفيها أن القائل بها يسوي العبد بالله عز وجل، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" والإمام أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في بعض الأمور، فقال: ما شاء الله وشئت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أجعلتَني لله ندًّا؟!))". • وفي رواية البيهقي: ((أجعلتني لله عِدْلًا، قل: ما شاء الله وحده)). • يقول الشيخ الفوزان - رحمه الله تعالى - كما في "شرح الطحاوية": "فقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أجعلتني لله ندًّا؟))؛ أي: شريكًا في المشيئة، ((قل: ما شاء الله وحده))". مثل هذا أيضًا قول القائل: أنا معتمد على الله وعليك، أو الفضل لله ولك... وهكذا: وهذا كله خطأ، إنما الواجب أن يفصل بينهما بـ: (ثُمَّ) التي تفيد الترتيب والتراخي؛ وذلك لما رواه البخاري ومسلم عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: *((لا يقولن أحدكم: ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما شاء الله، ثم شئت))، وعند أبي داود وأحمد بلفظ: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان))؛ (السلسلة الصحيحة: 137). • وفي حديث آخر أخرجه الإمام أحمد والحاكم والبيهقي عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت: "إن حبرًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا: ما شاء الله، ثم شئتَ، وقولوا: وربِّ الكعبة))؛ (الصحيحة: 136). وعلى هذا، فالصحيح أن يقول القائل: أنا معتمد على الله، ثم عليك"، "الفضل لله، ثم لك". وهذا هو الصواب؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن العطف بـ: (الواو)؛ لأنها تقتضي التشريك، وعطَفَ مشيئةَ العبد على مشيئة الرب بـ: (ثم) التي تفيد الترتيب مع التراخي؛ لأن مشيئة الله سابقة لمشيئة العبد، ومشيئة العبد مترتبة على مشيئة الله، فلا يكون إلا ما شاء الله، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 29]. يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - كما في "زاد المعاد" (2/ 322): "وفي معنى هذا الشرك المنهي عنه قول من لا يتوقى الشرك: "أنا بالله وبك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، وهذا من الله ومنك، والله لي في السماء وأنت في الأرض، والله وحياتك"، وأمثال هذا من الألفاظ التي يجعل فيها قائلُها المخلوقَ ندًّا للخالق سبحانه، وهي أشد منعًا وقبحًا من قوله: "ما شاء الله وشئت"، فأما إذا قال: "أنا بالله ثم بك، وما شاء الله، ثم شئت..." فلا بأس بذلك؛ اهـ. ملاحظة: مر بنا أنه لا يجوز أن يقول القائل: توكلت على الله وعليك؛ إذ إن التوكل هو صدقُ اعتماد القلب على الله تعالى في جلب المصالح ودفع المضارِّ في أمور الدنيا والآخرة. ولذلك ذهب بعض أهل العلم - كفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى - إلى أنه لا يجوز أيضًا أن يقول القائل: توكلت على الله، ثم عليك؛ لأن التوكل عبادة لله كله، والأفضل أن يقول: "إني موكلك في فعل هذا الشيء"، والله أعلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |