|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فوائد من حديث (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
فوائد من حديث (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ))؛ رواه البخاري[1]. يتعلق بهذا الحديث فوائد: الفائدة الأولى: الغبن هو: النقص والخسارة، ومعنى الحديث: أن كثيرًا من الناس خاسرون؛ حيث إنهم لم يستفيدوا من هاتين النعمتين، وهما: الصحة والفراغ، فهم يضيعون أوقاتهم أيام صحتهم، ويضيعون وقت فراغهم، فلا هم استفادوا منه في أمر دينهم، وهو الأهم، ولا في أمر دنياهم؛ يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغًا؛ ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة[2]. الفائدة الثانية: سبب الاهتمام بالوقت أنه الزمن الذي تقع فيه الأعمال، وهذه الأعمال (خيرها وشرها) هي التي قدمها البشر لينالوا بها جزاء الخالق جل وعلا، وفي حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره: فيمَ أفناه؟ وعن علمه: فيمَ فعل؟ وعن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه: فيمَ أبلاه؟))؛ رواه الترمذي وصححه[3]، وإذا عرفنا هذا تبين لنا أهمية الوقت، فهو في الحقيقة حياتنا على هذه الأرض؛ لكي نقدم فيها ما يوصلنا إلى الغاية التي لأجلها خلقنا؛ فالوقت هو الحياة. الفائدة الثالثة: من النماذج الحسنة في استثمار الوقت تلك الكلمة التي قالها شيخ الحنابلة في وقته أبو الوفاء علي بن عقيل - رحمه الله - لتكون نبراسًا لذوي الهمم العالية، وتقويةً لعزيمة أصحاب الهمم الفاترة؛ يقول مخبرًا عن نفسه: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرحٌ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره[4]؛ اهـ؛ ولذلك لما احتُضِر هذا الإمام بكى النساء، فقال: قد وقَّعْتُ عنه خمسين سنة (يعني أنه كان يعلِّم الناس دين الله، ويفتيهم فيه، ويرشدهم إليه)، فدعوني أتهنأ بلقائه[5]. [1] رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب ما جاء في الصحة والفراغ، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة 5/ 1357 (6049). [2] رواه ابن أبي شيبة 7/ 108 (34562)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 130، والطبراني في المعجم الكبير 9/ 103. [3] رواه الترمذي 4/ 612 (2417) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (946)، وصحيح الجامع (7300)، وصحيح الترغيب والترهيب (126). [4] شذرات الذهب 4/ 37. [5] المرجع السابق 4/ 39.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |