واجبنا نحو القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم المسلم الذي ينشر الفساد بين المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          نصائح للفتاة المسلمة المقبلة على الزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الجنَّـــــــة .. من كتاب اليوم الآخر،سلسلة العقيدة لعمر بن سليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مناسك الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          العيد في عيون الشعراء,اقوال الشعراء فى العيد,شعر عن العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          الغيرة المحمودة والغيرةالمذمومة بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تقليد الأخرس والضحك منه من السخرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل يجب على الرجل أن يأخذ زوجته إلى أهلها كل أسبوع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الى الزوجين: لاتبوحا بأخطائكما قبل الزواج لبعضكما ..وعليكما بالدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          استحباب صيام الثمانية من ذي الحجة للحاج وغيره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2020, 06:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,255
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واجبنا نحو القرآن الكريم


هذا هو الصحيح هذه هي الكلمات الصحيحة وإنه ليعلو ولا يعلى عليه.. هذه شهادة كافر عنيد للقرآن فلما انطلق بهذه الكلمات للمشركين قالوا: إذا صدق والله الوليد إذا لتصبأن قريش كلها وعاد حتى لا تضيع زعامته في القوم ففكر وقدر الأمر من جميع جوانبه ثم عاد ليعلن شهادته الظالمة في حق النبي صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كما قال ربنا جل وعلا في شأن الوليد: ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ* سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴾ [سورة المدثر: 11، 28]. انظر إلى شهادته ف حق القرآن قال الله تعالى لنبيه صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: ﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾ [الأنعام: 33].

وهذا عتبة بن ربيعة لما ظهر صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بدعوته بين الناس. جعلت قريش تحاول حربه بكل سبيل.وكان مما بذلته أن تشاور كبارها في التعامل مع دعوته صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. وتسارع الناس للإيمان به.فقالوا: أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا. وشتت أمرنا. وعاب ديننا. فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه.فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة.فقالوا: أنت يا أبا الوليد.وكان عتبة سيداً حليماً. فقال: يا معشر قريش. أترون أن أقوم إلى هذا فأكلمه. فأعرض عليه أموراً لعله أن يقبل منها بعضها.قالوا: نعم يا أبا الوليد. فقام عتبة وتوجه إلى رسول الله صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. دخل عليه. فإذا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جالس بكل سكينة. فلما وقف عتبة بين يديه. قال: يا محمد! أنت خير أم عبد الله؟! فسكت رسول الله صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. تأدباً مع أبيه عبد الله.فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. تأدباً مع جده عبد المطلب.فقال عتبة: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عِبْتَ. وإن كنت تزعم أنك خير منهم. فتكلم حتى نسمع قولك. وقبل أن يجيب النبي صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بكلمة. ثار عتبة وقال:
إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومه منك!!. فرقت جماعتنا. وشتت أمرنا. وعبت ديننا. وفضحتنا في العرب. حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحراً. وأن في قريش كاهناً. والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى. أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى. كان عتبة متغيراً غضباناً. والنبي صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ساكت يستمع بكل أدب.وبدأ عتبة يقدم إغراءات ليتخلى النبي صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عن الدعوة. فقال:أيها الرجل إن كنت جئت بالذي جئت به لأجل المال. جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلاً.

وان كنت إنما بك حب الرئاسة. عقدنا ألويتنا لك فكنت رأساً ما بقيت.وإن كان إنما بك الباه والرغبة في النساء. فاختر أيَّ نساء قريش شئت فلنزوجك عشراً.!!وان كان هذا الذي يأتيك رئياً من الجن تراه. لا تستطيع رده عن نفسك. طلبنا لك الطب. وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه. فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يتداوى منه.ومضى عتبة يتكلم بهذا الأسلوب السيء مع رسول الله صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. ويعرض عليه عروضاً ويغريه. والنبي عليه الصلاة والسلام ينصت إليه بكل هدوء.

وانتهت العروض. ملك. مال. نساء. علاج من جنون!!سكت عتبة. وهدأ. ينتظر الجواب.فرفع النبي عليه الصلاة والسلام بصره إليه وقال بكل هدوء: أفرغت يا أبا الوليد؟لم يستغرب عتبة هذا الأدب من الصادق الأمين. بل قال باختصار: نعم.فقال صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: فاسمع مني.قال: أفعل. فقال صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [فصلت: 1 - 4]. ومضى النبي عليه الصلاة والسلام. يتلوا الآيات وعتبة يستمع.وفجأة جلس عتبة على الأرض. ثم اهتز جسمه. فألقى يديه خلف ظهره. واتكأ عليهما.وهو يستمع. ويستمع. والنبي يتلو. ويتلو.حتى بلغ قوله تعالى. ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾ [فصلت: 13]. فانتفض عتبة لما سمع التهديد بالعذاب. وقفز ووضع يديه على فم رسول الله صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. ليوقف القراءة.

فاستمر صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يتلو الآيات. حتى انتهى إلى الآية التي فيها سجدة التلاوة. فسجد.ثم رفع رأسه من سجوده. ونظر إلى عتبة وقال: سمعت يا أبا الوليد؟

قال: نعم.قال: فأنت وذاك.فقام عتبة يمشي إلى أصحابه. وهم ينتظرونه متشوقين.فلما أقبل عليهم. قال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم. قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟فقال: ورائي أني والله سمعت قولاً ما سمعت مثله قط. والله ما هو بالشعر. ولا السحر. ولا الكهانة. يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي. خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه. فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم.

يا قوم!! قرأ بسم الله الرحمن الرحيم " حم * تنزيل من الرحمن الرحيم " حتى بلغ: " فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " فأمسكته بفيه. وناشدته الرحم أن يكف. وقد علمتم أن محمداً إذا قال شيئاً لم يكذب. فخفت أن ينزل بكم العذاب.

ثم سكت أبو الوليد قليلاً متفكراً. وقومه واجمون يحدون النظر إليه.فقال: والله إن لقوله لحلاوة. وإن عليه لطلاوة. وإن أعلاه لمثمر. وإن أسفله لمغدق. وإنه ليعلو وما يعلى عليه. وإنه ليحطم ما تحته. وما يقول هذا بشر. وما يقول هذا بشر.

قالوا: هذا شعر يا أبا الوليد. شعر.فقال: والله ما رجل أعلم بالأشعار مني. ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني. ولا بأشعار الجن. والله ما يشبه هذا الذي يقول شيئاً من هذا. ومضى عتبة يناقش قومه في أمر رسول الله صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. صحيح أن عتبة لم يدخل في الإسلام. لكن نفسه لانت للدين.فتأمل كيف أثر هذا الخلق الرفيع. ومهارة حسن الاستماع في عتبة مع أنه من أشد الأعداء.

وانظر إلى قِصّةُ إسْلَامِ الطّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدّوْسِي وكيف أثر القران الكريم عليه بعد تَحْذِيرُ قُرَيْشٍ لَهُ مِنْ الِاسْتِمَاعِ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى مَا يَرَى مِنْ قَوْمِهِ يَبْذُلُ لَهُمْ النّصِيحَةَ وَيَدْعُوهُمْ إلَى النّجَاةِ مِمّا هُمْ فِيهِ. وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ، حِينَ مَنَعَهُ اللّهُ مِنْهُمْ يُحَذّرُونَهُ النّاسَ وَمَنْ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْعَرَبِ. وَكَانَ الطّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدّوْسِيّ يُحَدّثُ أَنّهُ قَدِمَ مَكّةَ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِهَا، فَمَشَى إلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ الطّفَيْلُ رَجُلًا شَرِيفًا شَاعِرًا لَبِيبًا، فَقَالُوا لَهُ يَا طُفَيْلُ، إنّك قَدِمْتَ بِلَادَنَا، وَهَذَا الرّجُلُ الّذِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَدْ أَعْضَلَ بِنَا، وَقَدْ فَرّقَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتّتْ أَمْرَنَا، وَإِنّمَا قَوْلُهُ كَالسّحْرِ يُفَرّقُ بَيْنَ الرّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ وَبَيْنَ الرّجُلِ وَبَيْنَ أَخِيهِ وَبَيْنَ الرّجُلِ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ وَإِنّا نَخْشَى عَلَيْك وَعَلَى قَوْمِك مَا قَدْ دَخَلَ عَلَيْنَا، فَلَا تُكَلّمَنّهُ وَلَا تَسْمَعَنّ مِنْهُ شَيْئًا.قَالَ فَوَاَللّهِ مَا زَالُوا بِي حَتّى أَجْمَعْتُ أَنْ لَا أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا وَلَا أُكَلّمَهُ حَتّى حَشَوْتُ فِي أُذُنَيّ حِينَ غَدَوْتُ إلَى الْمَسْجِدِ كُرْسُفًا (الكُرْسُفُ:هو القطنُ)خوفا مِنْ أَنْ يَبْلُغَنِي شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ وَأَنَا لَا أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَهُ. قَالَ فَغَدَوْت إلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَائِمٌ يُصَلّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ. قَالَ فَقُمْت مِنْهُ قَرِيبًا فَأَبَى اللّهُ إلّا أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِهِ. قَالَ فَسَمِعْتُ كَلَامًا حَسَنًا قَالَ فَقُلْت فِي نَفْسِي وَاَللّهِ إنّي لَرَجُلٌ لَبِيبٌ شَاعِرٌ مَا يَخْفَى عَلَيّ الْحَسَنُ مِنْ الْقَبِيحِ فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الرّجُلِ مَا يَقُولُ فَإِنْ كَانَ الّذِي يَأْتِي بَهْ حَسَنًا قَبِلْتُهُ وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ قَالَ فَمَكَثْت حَتّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى بَيْتِهِ فَاتّبَعْتُهُ حَتّى إذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْت: يَا مُحَمّدُ إنّ قَوْمَك قَدْ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا، لِلّذِي قَالُوا، فَوَاَللّهِ مَا بَرِحُوا يُخَوّفُونَنِي أَمْرَك حَتّى سَدَدْت أُذُنَيّ بِكُرْسُفٍ لِئَلّا أَسْمَعَ قَوْلَك، ثُمّ أَبَى اللّهُ إلّا أَنْ يُسْمِعَنِي قَوْلَك،، فَسَمِعْتُهُ قَوْلًا حَسَنًا، فَاعْرِضْ عَلَيّ أَمْرَك. قَالَ فَعَرَضَ عَلَيّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْإِسْلَامَ وَتَلَا عَلَيّ الْقُرْآنَ فَلَا وَاَللّهِ مَا سَمِعْتُ قَوْلًا قَطّ أَحْسَنَ مِنْهُ وَلَا أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ. قَالَ فَأَسْلَمْت وَشَهِدْت شَهَادَةَ الْحَقّ فتفكر الطفيل في حاله. فإذا كل يوم يعيشه يزيده من الله بعداً.وإذا هو يعبد حجراً. لا يسمع دعاءه إذا دعاه. ولا يجيب نداءه إذا ناداه. وهذا الحق قد تبين له. ثم بدأ الطفيل يتفكر في عاقبة إسلامه.كيف يغير دينه ودين آبائه!!. ماذا سيقول الناس عنه؟!حياته التي عاشها. أمواله التي جمعها. أهله. ولده. جيرانه. خلانه. كل هذا سيضطرب.سكت الطفيل. يفكر. يوازن بين دنياه وآخرته. وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الحائط.نعم سوف يستقيم على الدين. وليرض من يرضى. وليسخط من يسخط. وماذا يكون أهل الأرض. إذا رضي أهل السماء ماله ورزقه بيد من في السماء. صحته وسقمه بيد من في السماء. منصبه وجاهه بيد من في السماء. بل حياته وموته بيد من في السماء.فإذا رضي أهل السماء. فلا عليه ما فاته من الدنيا.إذا أحبه الله. فلبيغضه بعدها من شاء. وليتنكر له من شاء. وليستهزئ به من شاء.
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب.


قَالَ الطفيل فَعَرَضَ عَلَيّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْإِسْلَامَ وَتَلَا عَلَيّ الْقُرْآنَ فَلَا وَاَللّهِ مَا سَمِعْتُ قَوْلًا قَطّ أَحْسَنَ مِنْهُ وَلَا أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ. قَالَ فَأَسْلَمْت وَشَهِدْت شَهَادَةَ الْحَقّ نعم. أسلم الطفيل في مكانه. وشهد شهادة الحق.

فكان الكافر يسمع القرآن فيتأثر به ويدخل في الإسلام وحدث هذا مع جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ بن عدى كان كافرا وجاء يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فى فِي فِدَاءِ أُسَارَى أَهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: فَوَافَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْمَغْرِبِ ﴿ وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ﴾ [الطور: 1 - 3]، قَالَ: فَأَخَذَنِي مِنْ قِرَاءَتِهِ كَالْكَرْبِ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَمْرِ الإِسْلامِ. المعجم الكبير للطبراني(1480) وثبت عن جبير بن مطعم رضى الله عنه:أنه قال:سمعت النبي صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يقرأ في المغرب بالطُّور، فلمَّا بلغ هذه الآية: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الـْخَالِقُون * أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُون * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الـْمُصَيْطِرُون ﴾ [سورة الطور، الآيات: 35- 37.] كاد قلبي أن يطير [وذلك]أول ما وقر الإيمان في قلبي)) (متفق عليه: البخاري برقم 4854، ورقم 4023 و مسلم برقم 463.).وهذا من أعظم البراهين على تأثير القرآن في القلوب فمع أنه كان كافرا لما ألقى أذنه للقرآن وفتح قلبه للقرآن تأثر به أليس من كان مسلما بالأساس أولى بالتأثر والتفاعل الجيد مع كتاب الله.

واجب المسلمين نحو القرآن الكريم.
أ‌- تعلمه وتعليمه تعظيمه وقراءته وتدبر آياته
فالمداومة على قراءته ومدارسته، فإن أفضل الناس من يتعلم القرآن ويعلمه، لحديث عثمان بن عفان رضى الله عنه، عَن عُثْمانَ بن عَفَّان رضى الله عنه عَنِ النَّبيِّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَاْلَ: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) رواه البخاريّ (4739) وهذه أربعُ نِعَمٍ عظيمة لمن وفقه الله لمدارسة القرآن في المساجد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَاْلَ: قَاْلَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَن عِنْدَهُ. وَمَن بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ) رواه مسلم (2699).وعَن أَبِي ذَرٍ رضى الله عنه قَاْلَ: قَاْلَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: ( يَا أَبَا ذَرٍ لأَن تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِن كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن تُصَلِّيَ مِاْئَةَ رَكْعَةٍ) " صحيح " رواه ابن ماجه (219).

وقد أمرنا النبي (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) بقراءته وتعاهده، فعن أَبِي مُوسَى (رضي الله عنه) عَنِ النَّبِيِّ (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) قَالَتَعَاهَدُوا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا) (صحيح البخاري)، فالقرآن الكريم مُكَوِّنٌ أساسيٌّ من مكونات الشخصية المسلمة، فمنه يستمد المسلم تعاليم دينه وآدابه، فعلى المسلم أن يسعى إلى تعلم قراءته جيدًا، وهذا الأمر ليس عسيرًا، فإننا نجد من الناس من يلجأ إلى تعلم اللغات الأجنبية، وتكبد المشاقّ في سبيل تحصيل ألوان من العلوم للحصول على وظيفة تدر عليه دخلًا وفيرًا، فكيف بمثل هذا أن يتكاسل عن تعلم كلام الله تعالى متعللًا بصعوبة قراءته ولقد وعدنا الحق سبحانه وتعالى أن ييسر كتابه علينا قراءةً وتعبدًا، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17].

تدبر آياته وكأنه يتنزل على قارئه، فإن واجبنا نحو القرآن الكريم لا يتوقف عند حد التلاوة فحسب، بل علينا أن نتدبره حتى نتذوق حلاوته ونستشعر عظمته فهل نتدبر القرآن كما نتدبر الفيس بوك وتويتر والواتس آب والمسلسل العربي والهندي والتركي واللبناني والفيلم بجميع أنواعه والمباريات وغيرها أم هل أنزل الله القرآن ليقرأ على الأموات في القبور؟ هل أنزل الله القرآن ليوضع في العلب القطيفة الفخمة الضخمة التي توضع في مؤخرة السيارة، وفى غرف الصالون؟ هل أنزل الله القرآن ليوضع في البراويز الفضية والذهبية ويعلق على الجدران والحوائط؟ هل أنزل الله القرآن ليحلى به النساء صدورهن في مصاحف صغيرة؟ هل أنزل الله القرآن ليهديه الحكام والزعماء إلى بعضهم البعض، فترى الحاكم يستلم المصحف منحينا على كتاب الله ليقبله بخضوع جسدي كامل كأنه عثمان بن عفان في الوقت الذي يضيع فيه شريعة هذا القرآن: ﴿ طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ [سورة طـه: 1، 2]. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به أو لتشقى الأمة من بعدك به أو لتشقى بحدوده وأوامره ومناهيه وتكاليفه، كلا بل لقد أنزل الله عليك القرآن لتقيم به أمة لتحيى به أمة لتقيم به دولة لتسعد به البشر في الدنيا والآخرة: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [سورة الإسراء:9].

فمن أعظم حقوق القرآن على الأمة التي أنزل الله على نبيها القرآن آن تقرأ القرآن بتدبر بتفهم بتعقل: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [سورة محمد: 24] ] ﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24] أي قد أُغْلِقَ على ما فيها من الشر، وأقفلت فلا يدخلها خير أبداً، هذا هو الواقع.. (انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص788.).وقال عز وجل: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، فإن أعلى أهل القرآن أجرًا هم الذين يقرؤون بألسنتهم ويتدبرون بعقولهم وقلوبهم، قال تعالى:﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

أيها الأفاضل كلام الله جل جلاله ألا وهو القرآن الكريم الذي لو أنزله الله على جبل لتصدع الجبل من خشية الجليل قال سبحانه: ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [سورة الحشر: 21]. كيف تخشع الجبال للقرآن ولا تخشع القلوب؟ سؤال مرير كيف تتصدع الجبال للقرآن ولا تتحرك له القلوب: ينقسم الناس إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: ميت القلب فهذا لو سمع القرآن كله ما تدبر وما تأثر.

الصنف الثاني: حي القلب لكنه معرض عن القرآن، حي القلب لكنه لا يسمع بأذن رأسه ولا بأذن قلبه لآيات الله المتلوة، ومن ثم هو لا يتأثر البتة بآيات الله المتلوة والمرئية في الكون؛ لأنه معرض بسمعه وقلبه عن الله جل وعلا هؤلاء هم أهل الغفلة عياذا بالله.

الصنف الثالث: حي القلب منتفع بالآيات المتلوة والمرتبة قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [سورة ق: 37]. فرجل حي القلب ومع ذلك إذا سمع من الله أصغى بسمعه واستجمع كل كيانه وكل جوارحه بإنصات وخشوع ليسمع عن الله إذا سمع ربه يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ [سورة المائدة: 1]. أصغى بسمعه وانتبه غاية الانتباه لأن الذي ينادى عليه ربه، فإما خيراً سيأمر به وإما شراً سينهى عنه، فإذا تلى عليه القرآن الكريم تأثر فخشع قلبه واقشعرت جوارحه وانطلق ليحول هذا الكلام الغالي الجليل إلى واقع عملي في دنيا الناس.

هذا هو الذي ينتفع بآيات الله المتلوة وآيات الله المشهودة أي: المرئية في الكون من عرشه إلى فرشه، فالقرآن تخشع وتتصدع له الجبال ولا تتحرك له القلوب الموات لذا قال عثمان رضى الله عنه: والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا.

ب - الأدب مع القرآن، والتخلق بأخلاقه.
فإن من الواجب على قارئ القرآن الكريم أن يتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاقه، ويتمسك بتعاليمه، فبأخلاقه يتحرر الإنسان من أهوائه وشهواته، وتتقوى نفسه بالأخلاق القويمة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]، وأسوتنا في ذلك رسول الله (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) قد كان قرآنا يمشي على الأرض، يتخلق بخلقه، يرضى برضاه، ويسخط لسخطه، وقد سئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن أخلاقه (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) فقالت: «كَانَ خلقه الْقُرْآن»[مسند أحمد].

ولقد دعانا القرآن الكريم في معظم آياته البينات إلى مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، فمنه نتعلم الرحمة، والصدق، والعدل، والسماحة، والأمانة، والوفاء بالعهد، وغير ذلك من الأخلاق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ففي ذلك سعادته في الدنيا والآخرة.

حافظ القرآن يا إخوة، ينبغي أن يتميز عن غيره، ينبغي أن يعرف بطهارة لسانه من الغيبة و من البذاءة، و بنقاء قلبه، و بسمو خلقه في تعامله مع الناس، و باهتمامه بإخوانه المسلمين. يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: ينبغي لحامل القرآن أن ف بليله إذ الناس نائمون، و بنهاره إذ الناس مفطرون، و بحزنه إذ الناس فرحون، و ببكائه إذ الناس يضحكون، و بصمته إذ الناس يخلطون، و بخشوعه إذ الناس يختالون، و ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا، و لا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا و لا غافلا و لا صخابا و لا صياحا و لا حديدا - أي فيه حدة و هي الغضب -. و قال الفضيل: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلغو مع من يلغو، و لا يسهو مع من يسهو، و لا يلهو مع من يلهو، تعظيما لله تعالى.

ج - العمل بأوامره ونواهيه.
فإن واجبنا نحو القرآن الكريم لا يقف عند تلاوته أو جمعه في الصدور أو حتى تدبره، إنما يتم بالتزام أوامره ونواهيه، بحيث يظهر هذا جليًا في أفعالنا وأخلاقنا كما كان رسول الله (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) وأصحابه، فعلى المسلم أن يأتمر بأوامر القرآن الكريم وينتهي عن نواهيه، يقول النبي (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ): «وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ»[صحيح مسلم]، يكون حجة عليك حين تقرؤه فلا يتجاوز آذانك، ولا ينعكس على سلوكياتك وتصرفاتك، فرب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه. وقال الله تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [سورة طه، الآيات: 123- 127]، وقال الله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً ﴾ [سورة طه، الآيات: 99 - 101].

وعن سمرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ.. يكثر أن يقول لأصحابه: ((هل رأى أحد منكم رؤيا؟))، قال: فَيُقَصُّ عليه ما شاء الله أن يُقصَّ، وإنه قال ذات غداة: ((إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما..))، الحديث وفيه ((.. فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهرٍ أو صخرة فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر))، وفي رواية: ((وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل مرة الأولى، قال قلت لهما: سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق..))، الحديث وفي آخره ((.. أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة))، وفي لفظ: ((والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علَّمَهُ الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار..) البخاري.

ومن واجبنا نحو القرآن الكريم أن نواجه تحريف الغالين وتأويل المبطلين الذين يحاولون توظيف القرآن الكريم سياسيًا أو أيديولوجيًا للحصول على مأرب أو مغنم، فيجب أن يُتَلقى القرآن الكريم لفظًا ومعنى من أهل الذكر المتخصصين من علماء الأمة الموثوق بعلمهم الذين يعلمون الناس صحيح الدين ومنهج الإسلام القويم، والذين لا يوظفونه لمصالحهم أو يفسرونه وفق أهوائهم.

فما أشد حاجة العالم اليوم إلى هداية القرآن الكريم، فإن أزمة العالم الآن أزمة أخلاقية، وما من كتاب دعا إلى مكارم الأخلاق مع كل الناس مثل القرآن، وإذا كان خطأ المسلمين في هذا الزمان بعدهم عن أخلاق القرآن فإن من أوجب الواجبات عليهم العودة إلى أخلاقه متمثلين النموذج العملي الأكمل في امتثال الأخلاق القرآنية وهو من تنزل عليه القرآن (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) وهو الذي وصفه ربه بأنه على خلق عظيم لامتثاله الأخلاق القرآنية المبثوثة في طول القرآن وعرضه، فقد كان أجمع الخَلْق خُلُقا، لأنه كان أجمعهم للقرآن تطبيقا وامتثالا، يقول تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، كما هو منطوق حديث عائشة (رضي الله عنها) حين سئلت عن أخلاقه (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) قالت: «كَانَ خلقه الْقُرْآن»[مسند أحمد].

وإننا إذ نذود عن القرآن الكريم الآن لنرجو أن يكون القرآن خير من يدافع عنا يوم لا نجد نصيرًا ولا مدافعًا، فعن أبي أمامة (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) يقول: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ». وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: «كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا» [صحيح مسلم].

فإذا داوَم المُسلمون على تلاوتِه، وتدبَّر معانِيه، وعمِلوا به، وتعلَّموه وعلَّموه أبناءَهم، كان له أعظم النفع، فبه صلاح المجتمع، حيث تنتشُر الرحمة والعدل، وتنصلِح القلوب، وتكثر الخيرات، وتندفعُ الشُّرور والمُهلِكات.

المراجع:
صحيح البخاري.
فضائل القرآن للقاسم بن سلام.
المعجم الكبير للطبراني.
شعب الإيمان للبيهقي.
السيرة النبوية لابن هشام.
موسوعة نضرَة النعيم في مَكارم أخلاق الرّسول الكريم صَلى الله عَليْه وَسَلم.
الأربعين في فضائل القرآن وأهله العاملين جمع خادم القرآن وأهلِه كمال بن سيِّد اليمانيّ.
أربعون حديثاً في فضائل القرآن. أبو محمد البقاعي الشامي الأثري..
عظمة القرآن الكريم وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني.
الحبائك في أخبار الملائك المؤلف: جلال الدين السيوطي.
موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود.
المسند الجامع تأليف أبي الفضل السيد أبو المعاطي النوري.
الجامع الصحيح سنن الترمذي تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون.
شرح رياض الصالحين المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421هـ).
كتاب:اِسْـتمـتِـعْ بـِحـَياتِك مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية بقلم / د.محمد بن عبد الرّحمن العريفي.

خطب الشيخ محمد حسان (حق القرآن).
خطب رمضانية للدكتور عبد الرحمن البر.
خطبة قراءة في السياسة الأمريكية للشيخ يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه.
ماذا بعد حفظ القرآن؟!! لبنى شرف / الأردن نقلا من موقع صيد الفوائد.
شرح حديث الأترجة محمود حسن عمر.
شبكة الإنترنت.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.12 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]