|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() آهات شامية وخطوات عملية أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي الخطبة الأولى الحمد لله ذي القوة المتين، ناصرِ المظلومين، ومجيبِ دعوة المضطرين، ومغيثِ المستغيثين، فارجِ الهمِّ، وكاشفِ الكرب، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وخلفائه الراشدين، ومن استن بسنتهم إلى يوم الدين. وبعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فإن العاقبة للمتقين.. أما بعد: إخوة الإسلام، كلُّنا اليوم في آلام الشام، وكلُّنا اليوم في الأحزان، طغى طغيان الطغاة، وانقلبوا على شعوبهم قتلاً وسفكاً وعَداءً، وأولغوا في الأنفس ومص الدماء، ﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴾ [الفجر:11].والله قادر أن يصَبَّ عَلَيْهِمْ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 13]. فمنذ سنة تقريباً بدأ المجرمون طغيانَهم على إخواننا في سوريا؛ آلافُ القتلى منهم الكثير الكثير من النساء والصغار، وعشراتُ الآلآف من الجرحى والمشردين، وآلافُ المعتقلين والمضطهدين، مشاهد وفضائع وجرائم النظامِ البعثيِّ النصيريِّ السوري، بعد مباركة الفيتو الصيني والروسي، وبدعمٍ ومشاركةٍ من النظام الرافضي الفارسي، اجتمع هذا الثالوث الضالُّ على جسد الشعب السوري المنهك المسكين، يقطع الكهرباء والماء عن الأحياء السكنية والمشافي؛ ثم يتفنن بكل صور الإجرام القمعي؛ وبجميع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ وراجمات، تدك المدن والأحياء والبيوتات؛ على رؤوس أهلها أطفالاً ونساءً؛ ومرضى وجرحى وأبرياء، ومن تمكنوا منه تفننوا بذبحه بالسكين، آلاف الشهداء والثكالى، على يد مَن يُفترض أنهم القائمون على حمايتهم، وعلى حفظ أمنهم وأرواحهم. العالم يشاهد استغاثات الأمهات؛ ولكن لا مجيب! يسمعون صرخات الأطفال والصغار؛ ولكن لا مجيب! يقرءون عن أحوال اللاجئين في الشتات؛ ولكن لا مجيب! يرون فظائع وجرائم من كل حدب وصوب؛ ولكن لا مجيب. إن المجيب! هو وحده الرحيم القريب، هو الذي بيده تصاريف الأمور، إن المجيب هو الله ذو القوةِ والجبروت؛ الحيُّ الذي لا يموت، الذي يسمع ويرى، ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ... ﴾. إخوة الإيمان، إن الله تعالى يبتلي العبادَ ليمتحن إيمانَهم وصدقَهم، ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾، ومِثلُ هذه الأحداث ليس ابتلاء لأهلنا في سوريا فقط والذين أظهروا صبراً عجيباً وصمودا وتماسكاً لم نسمع به من قبل، فرغم شناعة كل ما جرى ويجري لهم ها نحن نراهم صامدون ثابتون، إنها سنة الابتلاء لنا نحن أيضاً، ابتلاءٌ لكل مسلم ينبض قلبُه بالإيمان الصادق وهو يرى ويسمع حال إخوانه في الشام، فالله يمتحنُنا أيضاً ماذا فعلنا؟ وما شعورنا؟ وماذا قدمنا لشعب مسلم مسالِمٍ أعزل؛ بيننا وبينهم رابطة الدين واللغةِ والتاريخِ والحضارةِ والجيرة؟ ماذا قدمنا ونحن نراهم يعانون أبشعَ أنواعِ الظلمِ والتعدي والقتلِ والفتكِ والتنكيلِ والاغتصابِ والسرقةِ وإتلافَ المملكاتِ وحرقَ الحروثِ والزروع؟!. إننا نرى اليوم شامَ العزة والكرامة تتنفس هواء التوحيد النقي، بعد أن كانت منذ أربعين سنة تئن تحت ظلم الشقي، أبطالُ سوريا اليوم يعاهدون الله بفك أسرها من عربدة المفسدين، وطغيان المستكبرين، ها هم أحرار الشام أقسموا بتخليصها من جبروت نظام ظالم لا يقيم للقيم والمبادئ ولا الشعوب وزنًا ولا قدرًا، فما واجبنا نحن؟، وما هي الخطوات العملية والوسائل لنصرتهم والوقوف معهم؟ نقف مع بعض وأهم هذه الوسائل والتي نستطيع تقديمها نحن: الوسيلة الأولى من وسائل النُصرة: هو تصحيح المفهوم؛ فالقضية ليست للسوريين بل لكل المسلمين، ألا ترون تعاون واتحاد النصيرين مع الرافضة والشيوعية الروسية الصينية ثالوث عقدي ملحد يعمل بروح فريق واحد، فلابد من التوعية بخطورة القضية، ولا بد من تصحيح النية والقصد، لابد أن يعلم كلُّ مسلم أنَّ القضية قضية المسلمين جميعا. الوسيلة الثانية: كلٌ قادر على فعلٍ؛ أيسره أعظمه: الألم والدعاء، فإن الله يسمع ويرى وهو القائل: ﴿ فَلَوْلا إذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا... ﴾ [الأنعام:43]، فالدعاء سلاح الخطوب، الدعاء سلاح المؤمن الصادق في إيمانه، وهو يحتاج لاستمرار ومواصلة؛ وإياكم أن تتقالوا الدعاء وآثاره. ولو لم يكن في الدعاء لإخواننا إلا الشعورُ بالجسد الواحد، والمواساةُ ورقَّةُ القلب لكفى، فادعُوا وأكثروا ولا تيأسوا ولا تتعجلوا، ﴿ وَلا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ... ﴾ [يوسف: 87]. وأما الوسيلة الثالثة للنصرة: فالدعم المادي وبذل المال في سبيل الله، وإيصالُه للمحتاجين في الداخل ولللاجئين في الخارج في المخيمات في تركيا والأردن ولبنان، فقد أوجب الله الجهاد بالمال، وحثَّ عليه ورغّبَ فيه فقال: ﴿ وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ﴾، والحق أنها من أهم الخطوات العملية، أولاً لأن المال برهان واضح على الهم والصدق للقضية، ولأن المال عصب كل شيء فكيف بالحروب، وهذه فرصة للمتألمين الراغبين بأجر الجهاد، وهو أمر ميسور بفضل الله خاصة علينا نحن أهل هذه البلاد، ولا تحقرن شيئاً فقد يسبق القليل مع الإخلاص الكثير، وها هي مكاتب الندوة العالمية للشباب مُشرَعةٌ لاستقبال دعمكم فلا تبخلوا على أنفسكم. نواصل ذكر هذه الوسائل في الخطبة التالية. أقول ما سمعتم، وأستغفر الله. الخطبة الثانية الوسيلة الرابعة للنصرة: إشعار إخواننا في سوريا أنهم منا ونحن منهم، نتعرَّف على أحوالِهم، نتألَّم لِمُصابِهم، نتحدَّث عن أخبارِهم، نُحَسِّسهم بأن قلوبنا ودعاءنا وما نستطيع معهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ) متفق عليه. وكما قال صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ؛ إِنْ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِنْ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ). ولا شك أن هذا المعنى في حق المغتربين السوريين بكل مكان هو أولى وأوجب، فكل سوريٍّ مغترب هو سفير للقضية السورية، فليُحسن سفارته. الوسيلة الخامسة للنصرة: لنشجع الشرفاء النبلاء الذين رفضوا توجيه السلاح لصدور شعبهم وقتل الناس، وتحملوا وأولادهم أصناف الأذى والمطاردات بعصيانهم العسكري، فلنحذر من خذلانهم، ولندعو الله لهم بالحفظ والثبات والبركة والجنة. الوسيلة السادسة للنصرة وهي: بث روحِ العزة والفخر والكرامة واليقين، وعدم استبطاء النصر، فاليقين بوعد الله مطلبٌ مهما تأزّمت وضاقت فالقائل: ﴿ وَإنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173]، هو القائل: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْـمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم:47]، وهو القائل: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾، فلا نستبطئ النصر مهما كانت التضحيات ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ.... ﴾ [البقرة: 214]. فيجيب الحق المبين: ﴿ أَلا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة:214]. فالحذر الحذر من التيئيس والتثبيط. فهيا أخي المسلم لا تبخل فتندم، قَدِّم فإن الله لن يسألَك إلا عما تستطيع، ولا تحقرن شيئًا؛ فإن الجبال من الحصى. إخوة الإيمان! رغم قتامة المشهد، ورغم سخونة الحدث، ورغم بشاعة الإجرام، ورغم وحشية وفظاعة النظام في القمع والقتل والتدمير هذه الأيام، إلا أننا متفائلون، فالأحداث تحمل في طياتها خيرًا كثيرًا بإذن الله، فبطشُ النظام وقسوتُه هذه الأيام هي علاماتُ إفلاسٍ واحتضار، واضمحلالٍ وإدبار، وتخبط وبوار، ونهاية وانهيار، ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 52]. اللهم إنا نسألك برحمتك ولطفك أن ترحم ضعف إخواننا في سوريا، وأن ترفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، اللهم فرج همهم، ونفِّس كربهم، اللهم عليك بالمجرمين النصيريين وأعوانِهم، اللهم إنهم يمكرون وأنت خير الماكرين، ويخططون وأنت الخبير العليم، فاجعل اللهم تدبيرهم تدميرهم، وادر الدائرة عليهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم بغوا وطغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، فاللهم صب عليهم سوط عذاب، يا قوي يا جبار عليك بالظالمين المعتدين من النصيرين البعثيين ومن آزرهم، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم انصر جندك وكتابك وسنة نبيك، وأعل كلمة الحق، اللهم انصر المستضعفين، وفرج هم المهمومين، وفك أسرى المأسورين، واشف المرضى وارحم الموتى، ورد اللاجئين لبيوتهم معززين مكرمين، اللهم فرجك ونصرك لأهل الشام برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا وفي كل مكان يا رب العالمين، اللهم وولِّ عليهم خيارهم، ووفقهم لتحكيم دينك، واحفظ بلادنا وولاتنا بحفظك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |