|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
هذا حال القرآن كأن السورة تلفت النظر وتوجه الهمم إلى الرسالة المُنَزَّلة مع هذا الرسول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، ألا فالتفتوا إلى القرآن الكريم قراءةً وحفظاً وعملاً، ربما نشط الناس للقراءة ولا ينشطون أكثر إلا في رمضان، أما الناشطون للحفظ فهم قليل، سئلت قريباً سؤالاً له العجب، امرأة يسأل عنها زوجها أنها سمعت بمسابقة في دولة أخرى يتحملون سفرها دون محرم، فأصرت الزوجة أن تسافر لهذه المسابقة، والزوج لا يريد أن تسافر زوجته من غير محرم، وهو وليها فمنعها من السفر ففات وقت المسابقة، فحزنت لذلك حزناً شديداً، تركت له البيت وانصرفت إلى بيت أبيها، هذا نموذج من المسلمين، نعوذ بالله أن يكون كثيراً فيهم، وكان في ردي كانت هناك ودائماً بين الحين والحين ربما في العام الواحد أكثر من مرة مسابقات دولية للقرآن الكريم، أما كانت تطلب أن تسافر لمسابقة مثل هذه، أما تنظر المرأة المسلمة وكذلك الرجل المسلم إلى أن يحفظوا القرآن، إلى أن يتسابقوا فيه، إلى أن يتنافسوا فيه، ولو أن يسافروا إلى بلاد أخرى، وساعتها لا يكون المحرم ممنوعاً، إن الله خلق لنا بديلاً وجعل لنا عوضاً عظيماً بالقرآن ندخل مسابقات، بالقرآن ننال الجوائز الكبيرة، ويسافر الناس هنا وهناك من أبناء المسلمين في أرجاء العالم للتصفيات الدولية في مسابقة القرآن، ويُسمعون على الشاشات عبر الإعلام، ويكون لهم صيت وشهرةٌ ما شاء الله لمن أراد ذلك، ويأخذون جائزةً كبيرة لمن أراد ذلك، والثواب من وراء ذلك كله أكبر وأعظم ﴿ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ ﴾، ﴿ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾، إلى أين تتجه همة المسلمين والمسلمات، حفظ القرآن، كثيرٌ من الناس وهذه أسئلةٌ حقيقةً تزعجني من كثرتها فضلاً عن موضوعها، تأتيني مع موعد التقديم للمدارس، كثيرون لا يريدون أن يدخلوا أولادهم الأزهر، من داخلهم يحبون الدين ويريدون أولادهم يدرسون في الأزهر، ولكن في الظاهر يرون المواد كثيرة، حفظ القرآن ثقيلاً وهكذا، فيسألون وكأنهم يريدون أن يتبعوا هواهم ببصمةٍ من شيخ من الشيوخ، فيسألون ندخل أولادنا في الأزهر، أو في غيره؟ فيقال لهم مثلاً: الأزهر خيرٌ فهو المؤسسة الوحيدة الباقية تحفظ دين الله عز وجل مهما أصابها مما أصابها فهي خير الموجودين، وحين يحفظ أولادنا شيئاً من القرآن، أو شيئاً من السنة، أو يتعلمون قدراً من الدين، فهذا خير من عدم كل ذلك، فيقولون: لكن القرآن عليهم القرآن كله وحفظه ثقيل وكذا، وتجد الولد يتعلم لغة أعجمية، ويقدمون له في مدارس لغات مع أنه لا يعرف اللغة بعد، يعطونه دورة في الكمبيوتر وكلها بالإنجليزي أيضاً أو بالعربية ونحوها، أياً كانت، الكمبيوتر سهل، اللغات الأجنبية سهلة، كل شيء وكل علم سهل إلا القرآن هو الصعب، مع أن الله بشّر في القرآن: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾، أقبلوا على القرآن، حفظوا أولادكم القرآن، بفضل الله تعالى في هذه الأيام رأينا أطفالاً كثيرين، ليس واحداً نابغاً، ليس واحداً فلتة، طفرة، بل طفرةٌ عامة في الأولاد إنما نحن الذين نضيِّق على أولادنا، بعض المساجد يحفظون الأولاد الصغار القرآن الكريم، ومعه يحفظونهم ما يسمى بمتون العلم، يعني يحفظ في كل علم من العلوم، الفقه، التفسير، العقيدة، الحديث، هذه العلوم يحفظون أصولها في متون، المتن الواحد للعلم الواحد ربما بلغ مئات الأبيات من الشعر، قصيدة طويلة يحفظها جمعت له باختصار هذا العلم، ما الذي حفظَّه هذا، نماذج رائعة ليست فريدة من نوعها ولكن تدلنا على ما في أولادنا من إمكانات، عجّلوا بتحفيظ أولادكم القرآن منذ صغرهم، في الوقت الذي لا يحسنون فيه الفهم قدر ما يحسنون الحفظ، يحفظون القرآن إن شاء الله، يكونون أثراً طيباً من بعدنا، القرآن القرآن يا أمة القرآن، العمل بالقرآن، قال ابن عباس رضي الله عنهما من أيامه في التابعين: ترك الناس العمل بثلاث آياتٍ من القرآن حسب حصره هو ونظرته رأى ثلاث آياتٍ غابت عن واقع الناس وتعاملاتهم، الأولى قول الله تعالى في سورة النساء: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾، حينما تقسمون التركة يتقاسمها أصحاب الميراث والفرائض، هناك أقارب فيهم الأيتام، وفيهم المساكين، وإلا فهم أقارب يعلمون أن تركة خالهم تقسم وليس لهم فيها، تركة جدهم تقسم وليس لهم فيها فرضٌ في الشرع، ألا يأخذون شيئاً ترد به عيونهم وتشفى به صدورهم؟ ينبغي أن نعطيهم ما تيسر، إرضاءً لهم ومحافظة على صلة الرحم بعيداً عن الفرائض الواجبة، هذا له النصف، هذا له الربع، هذا له الثمن، هذا يأخذ شيئاً لا حساب له، أي شيء، ما تيسر، هذه الآية تركها الناس من أيام ابن عباس رضي الله عنهما. الآية الثانية في سورة النور: ﴿ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ﴾، حينما أستأذن على واحد من الناس فيقول لي: ارجع الآن، لست مستعداً لاستقبال الضيوف الآن، معذرةً عاودني في وقت آخر، أغضب وأحزن، ما عاد أصحاب البيوت يقولونها، إنما يتهربون منها بالسكوت وعدم الصوت عند استئذان الضيف، لئلا يحرجوا منه فيرجع وحده، ولو قالوها لغضبت منهم غضباً شديداً، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: طلبت هذه الآية عمري فلم أجدها، أي كان يستأذن على الناس ليقول له أحد الناس: ارجع الآن، فيرجع فيكون قد عمل بهذه الآية، فلم يجد من يقول له ارجع[11]، ومن يقول لابن عباس ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام، حبر الأمة وترجمان القرآن، من يقول له: ارجع، فكان كل من يستأذن عليه يقول: من؟ يقول: أنا عبد الله بن عباس، يقول: نعم مرحباً يا هلا ويرحب به ويهلل لقدومه، تفضل مهما كانت الظروف، فلم يجد من يقول له: ارجع. الآية الثالثة في سورة الحجرات ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾، منذ زمن قديم في بداية الأمة ترك الناس تقييم الإنسان بالتقوى والعمل الصالح، كما كان في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، إنما صاروا يقيمون بالأشكال وبالأجسام وبالوظائف وبالشهادات وبالأموال وما إلى ذلك[12]. إذاً ينبغي أن نهتم بالعمل بالقرآن، إذا كان من عهد التابعين قد تركوا ثلاث آيات من القرآن لم يعملوا بها، فكم آية الآن لم يعمل بها الناس؟ بل نقول السؤال بالعكس، لنكون منصفين، كم آية من القرآن يعمل بها الناس؟! تجد آية الصيام والزكاة والحج، ولا يعمل كل الناس بها أيضاً، كثيرٌ من الناس لا يصلي، كثير من الناس لا يصوم رمضان، كثيرٌ وأكثر لا يحجون بيت الله الحرام، وهكذا ترك الناس العمل بالقرآن ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلنعد إلى القرآن وسورة الرعد تسمعنا ذلك الصوت عليكم بالقرآن، هذا وحيٌ من عند الرحمن مُنزَّلٌ على الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، وهو رسول بشهادة الله ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾، إن لم تصدقوا ولا سبيل لنا أن نكلم الله عز وجل أو يكلمنا الآن فانطلقوا إلى كتب السابقين، فيها شهادات وخاصة ما يُعرف بإنجيل برنابا، ولكثرة ما فيه من بُشْرَيات احتفظ بها وكتبها صاحب الكتاب إنصافاً من عنده فإنهم لا يعترفون به، ويتهمونه لأنه يشهد عليهم لا يشهد لهم، إنه يشهد بالحق[13]. هذا وما بقي لنا إلا تناسب السورة مع ما قبلها نستدركه إن شاء الله تعالى بعد جلسة الاستراحة، وفقنا الله وإياكم للأخذ بالقرآن حفظاً وتلاوةً وفقهاً وعملًا، إنه نعم المولى ونعم المجيب، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم. الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد فأوصيكم عباد الله بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، وأحذركم ونفسي عن عصيانه تعالى ومخالفة أمره، فهو القائل سبحانه وتعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أما بعد.. أيها الإخوة المسلمين الأكارم، هذه هي سورة الرعد وقبلها كانت سورة يوسف وبينهما وصالٌ عظيم ككلّ سور القرآن الكريم، تبدو جميعها وهي سورةٌ إلى جوار سورة كأنها جميعاً حبّاتٌ في عِقدٍ واحدٍ منظومٍ، ينتظم هذه الحبّات ويمسكها ببعضها ويحفظ ترتيبها، سلكٌ دخل في قلب كل سورة وفي قلب كلّ حبّة، حتى اجتمع الطرفان عند طرف العِقد، وعند اسم السورة فبرز بها اسم السورة، هذا الوصل يدل على أن القرآن من عند الله ليس من عند البشر، وهذا نجده في كتب البشر، حينما نقرأ كتاباً بأكمله نجد عدم اتصالٍ بين بعض الفصول بعضها وبعض، وربما بين بعض الأبواب، الباب الأول مع الباب الثاني هناك فجوة، الفصل الأول مع الفصل الثاني أو الثاني مع الثالث بينهما فجوة كانت تحتاج إلى وصل، لكنك أيها الحبيب المسلم تقرأ سورةً مهما طالت وتخرج منها إلى سورةٍ بعدها وكأنك لا زلت في السورة الأولى، لا تشعر أنك ختمت سورة وبدأت سورة إلا شعوراً خفيفاً، لأنك كررت بسم الله الرحمن الرحيم أو أعدت ذكرها، لكن الروح التي تقرأ بها هي هي، لا تشعر أنك انتقلت من مكان إلى مكان أعلى منه أو مكان أخفض منه فصارت عندك هِزّة، اهتززت عند هذا الانتقال، أبداً إنما انسياق عجيب، وصدق ربنا سبحانه وتعالى إذ يقول: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ﴾، إذاً طالما القرآن من عند الله ففيه تناسبٌ واتساقٌ كثير، ولكن نتدبر وننظر، وهذا العلم علم المناسبات والتناسب بين السور القرآنية علمٌ يقوم على الاجتهاد، ليس فيه نصٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا قولٌ للصحابة رضي الله عنهم لأنهم كانوا يلحظون هذا التناسب بحكم اللغة العربية التي فُطروا عليها، فما يحتاجون إلى هذه المسألة، لكن احتاجها هذا الجيل وما قبله في هذه العصور المتأخرة، حيث ضاعت منهم اللغة العربية، فما حكمة مجيء هذه السورة بعد ما قبلها وما صلتهما ببعضهما، هذا نحتاجه نحن بحكم فقداننا للغة العربية، فلذلك تعرض المفسرون له، وتجد فيه ربما أكثر من قول وكل قول لا يعارض الآخر لأنه أمرٌ قائمٌ على التدبر، وكل ناظر يطلعه الله تعالى على شيءٍ من هذه الحكمة[14]، ومن هذا الوصل الكريم، انتهت سورة يوسف بقول الله تبارك وتعالى في آخر آية منها: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾، وفي وسط هذه السورة وتعتبر آيةً من صلب السورة ومن هدفها: ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾، من ينتفع بمثل قصة يوسف؟ من يعتبر بها؟ أولوا الألباب، كما بينته سورة يوسف وتؤكده سورة الرعد بعدها، تكملة الآية الأخيرة: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ﴾ القرآن الذي ذكر هذه القصة ما كان حديثاً يفترى ويختلق من عند الناس ﴿ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾، يؤمنون، وفي أول سورة الرعد في أول آياتها: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ﴾، ويقابل هذه الآية في أول الرعد ما في آخر سورة يوسف أيضاً من قول الله تعالى: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾، وكأن السورتين متشابكتان، هذه تأخذ بتلك، وخاصةً أن السورتين مكيتان، فهذه مناسبةٌ أخرى، والجو هنا وهنا واحد، الحديث هنا وهنا عن التوحيد، وعن إثبات وجود الله عز وجل، وإثبات الرسالة كما أرسل الله يوسف أرسل غيره، وكما كان يعقوب كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا، فبين السورتين تواصلٌ عجيب، وتواصلٌ كريم، وكلّ سور القرآن كذلك، فتبدو كلها كعِقدٍ نظيمٍ في شكلٍ عظيمٍ كريم. نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بهذا القرآن، اللهم انفعنا وارفعنا بهذا القرآن العظيم، اللهم انفعنا وارفعنا بهذا القرآن العظيم، في الدنيا ويوم نقوم لليوم العظيم، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء همنا، وذهاب غمنا وحَزَننا، اللهم اجعله لنا في الدنيا رفيقا، وفي القبر مؤنسا، وفي القيامة شفيعا، وفي الآخرة يا ربنا سنداً وشفيعا، إنك على كل شيءٍ قدير، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم أعلي راية والإسلام وانصر الإسلام وأعز المسلمين، واخذل الشرك والمشركين، والكفر والكافرين، ومن عاونهم من المنافقين، بحولك وقوتك يا قوي يا متين، اغفر اللهم للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات ورافع الدرجات، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أعمالنا أواخرها، وأوسع أرزاقنا عند كبر سننا، وخير أيامنا يوم نلقاك يا أرحم الراحمين. عباد الله ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾، اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم.. وأقم الصلاة. [1] ذهب إلى ذلك جمع من العلماء، منهم ابن كثير (4/ 428)، وقد حكى السيوطي الخلاف في ذلك في الدر المنثور في التفسير بالمأثور (8/ 359)، دار هجر تحقيق د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، والراجح أنها مدنية، "ولكنها تتناول المقاصد الأساسية للسور المكية، من تقرير: الوحدانية، والرسالة، والبعث والجزاء، ودفع الشبه التي يثيرها المشركون، ولهذا عدَّها بعضهم مكية". انظر: تفسير السور الكريمة (يوسف، الرعد، إبراهيم)، محمد علي الصابوني، ص (62) مكتبة الغزالي. [2] أخرجه الترمذي (2516) وصححه الألباني في صحيح الترمذي. [3] لم يثبت بدليل صحيح أن الضار من أسماء الله تعالى، وإنما ورد ذلك في الحديث المشهور الذي فيه تعداد الأسماء الحسنى، وهو حديث ضعيف، رواه الترمذي وغيره، والمقرر عند أهل العلم أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، أي لا يثبت منها شيء إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة، فإذا لم يثبت الاسم، وكان معناه صحيحا فإنه يجوز الإخبار به عن الله تعالى، فيقال : الله هو الضار النافع، لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات، لكن لا يعبّد بهذا الاسم، فلا يقال : عبد الضار أو عبد النافع ؛ لأنه لم يثبت اسمًا لله تعالى، وأما ما يوجد في كلام بعض أهل العلم من تسمية الله تعالى بالضار النافع، فلعل ذلك منهم اعتمادًا على حديث الترمذي، وقد سبق أنه حديث ضعيف، والمعوّل عليه هو الدليل الصحيح من الكتاب أو السنة. أهـ من الإسلام سؤال وجواب. [4] أخرجه أحمد ( 2483)، والترمذى (3117) وصححه عن ابن عباس ولفظه: "قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: "ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب، بيده مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره الله"، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: "صوته" قالوا: صدقت". وحسنه الألباني في الصحيحة (1872)، وانظر: صحيح الأدب المفرد، للألباني (559)، لكن درس الشيخ الدكتور حاكم المطيري الحديث في كتابه: "دراسة حديثية نقدية لحديث (الرعد ملك)"، وانتهى إلى أنه حديث منكر مرفوعاً على أحسن الأحوال، إن لم يكن باطلاً موضوعاً. [5] لم أقف عليه في شيء من كتب الحديث. [6] أخرجه البخاري (4522)، من حديث أبي هريرةولفظه: "إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوْ الْكَاهِنِ فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنْ السَّمَاءِ ". [7] انظر: تفسير الطبري (1/ 338 - 342)، وابن كثير (4/ 441)، الوسيط لسيد طنطاوي (ص 2369 – بترقيم الشاملة). [8] أخرجه الحاكم (3804)، وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وأقره الذهبي، والبيهقي في الدلائل (532)، وضعفه الوادعي في الصحيح المسند من أسباب النزول (1/ 225). [9] انظر أسباب النزول، للواحدي: (372)، البداية والنهاية (3/ 60). [10] البداية والنهاية (3/ 187). [11] ذكره الطبري عن عن قتادة، قال: قال رجل من المهاجرين: لقد طلبت عمري كله هذه الآية، فما أدركتها، أن أستأذن على بعض إخواني، فيقول لي: ارجع، فأرجع وأنا مغتبط؛ لقوله: ﴿ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ﴾، انظر: تفسير الطبري (19/ 150). [12] لم أعثر عليه. [13] إنجيل برنابا هو كتاب حول حياة المسيح عليه السلام، يفترض أن كاتبه برنابا أحد حواريي المسيح عليه السلام، لم تعترف به الكنيسة المسيحية، لأنه يدعم الحقيقة في أمور ثلاثة رئيسة: أولها: بشرية المسيح وأنه عبد رسول، وثانيها: يتضمن كثيرًا من البشارات بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم، وثالثها: أن المسيح لم يصلب لكن شبه لهم، ويلخص الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتابه "الأسفار الثلاثية في الأديان السابقة للإسلام"، القول حوله في الصفحات (83- 88)، على أنا نؤكد: الإسلام ليس في حاجة إلى شهادة من خارجه بحال من الأحوال، وأن الشواهد من داخله كافية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وهي شواهد صادقة لا يتطرق إليها الشك بحال. وإنجيل برنابا مطبوع مشهور. [14] علم المناسبات هو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، انظر: نظم الدرر للبقاعي (1/ 6)، وقد نبه إلى أهميته عدد من العلماء من أبرزهم الفخر الرازي حيث قال: "أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط"، انظر: الإتقان، للسيوطي: (3/ 322)، ونبه إلى عدم الإغراق فيه والتكلفه مع كل موضع علماء منهم العز بن عبد السلام، والشوكاني انظر: فتح القدير: (1/ 75)، وممن أفرده بالتصنيف: أبو جعفر بن الزبير في كتابه: "البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن"، والسيوطي في كتابه: "تناسق الدرر في تناسب السور"، والغُمَاري في كتابه: "جواهر البيان في تناسب سور القرآن"، وأعظم من كتب فيه هو البقاعي في كتابه: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" وهو يذكر المناسبات بين آيات القرآن وسوره كلها وبلغ كتابه اثنين وعشرين مجلداً.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |