|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اثنتان محمد صادق عبدالعال عصرَ كلِّ يومٍ تأويانِ لمرفأ البيت القديم؛ حيث كلُّ شيء مُهيَّأً، حتى السقاء لا يزال ينبض بباردِ ماء، ينتظر أفواه العطاش، وغطاؤُه النحاسيُّ القديم إرث قديم، تجلسان، تتهيآن للرحلة اليوميَّة لمدينة الراحلين في الملكوت بعدما تَستجْدِيان الصمت الجميل أن يسود؛ فتقطعان العلائق والأغيار، وكأنهما بغارٍ اتخذتاه مكانًا قصيًّا؛ فتكون الأصواتُ من حوليهما مبهمةً أو همهمة، فتظفران بالرحلة، تعانقان جميلات الحَكايا، تُقبِّلان أيادي الأحبة، تطمعان في أن تطولَ الرحلة، لكن الصمت يُبدي مهابة إن يُعصى، فترجعان لنفس المرفأ، وما زال بالسقاء بعضُ ماء، تشربان وتخرجان تنهيدةً ما بعد الإياب، تظنُّ كل واحدة منهما أنها الأسبقُ في ذكر تفاصيل الرحلة؛ فتضلُّ لتُذكِّرَها الأخرى. وذات مرة كان الصمتُ قد أبدى امتعاضًا من دوام الرحلة والخروج من حال إلى حال، فتُلحَّان حتى يستجيبَ؛ نزولًا على رغبة عارمة، وحين الإيذان بالعودة عادت إحداهما دون الأخرى. صاحَتْ: أختاه، عودي! أختاه، عودي! انتهت الرحلة... فأوحى إليها الصمتُ الرهيب أنها لم يكن بحوزتِها تذكرةٌ للإياب!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |