إنما الأعمال بالنيات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1491 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331664 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، الرازق) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2021, 03:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,365
الدولة : Egypt
افتراضي إنما الأعمال بالنيات

إنما الأعمال بالنيات


سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي




الحمد لله العالم بالبواطن والظواهر، والخفيات والجليات، المطلع على مكنون الصدور وخبايا الأمور، ودقيق المخلوقات في زوايا الظلمات، يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى وكامل الصفات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي شهدت له بالربوبية جميع الموجودات، وأذعن له بالألوهية والإخلاص خلاصة المخلوقات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الرسل وسيد البريات، اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وأصحابه أهل السرائر الصافيات، وعلى التابعين لهم بإحسان في صحة العقيدة وزكاء النيات، أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه، قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكل امرئ ما نوى)[1]، وهذا من جوامع كلماته الشريفة، ومن أعظم أصول الشريعة المنيفة، فيدخل في هذا جميع العبادات والعادات، ويتناول المعاملات والمعاوضات والتبرعات، فلا يصح لأحد صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج إلا بالنية، ولا تكمل عباداته كلها، وينمو ثوابها إلا بكمال الإخلاص وصحة الطوية، والنية بها تميز فروض العبادات من نفلها، وبإخلاصها لله، يعظم أجرُها، ويفوز العامل بفضلها.
أيها الناس، وطِّنوا نفوسكم على الاحتساب في كل شيء وإرادة وجه الله، ومرِّنوها على محبة الخير للمسلمين والنصح لعباد الله، فإن الله لا ينظر إلى صوركم الظاهرة وأعمالكم، وإنما ينظر إلى بواطن قلوبكم، وما اشتملتْ عليه من أحوالكم، وعوِّدوا أنفسكم الإخلاص في كل ما تأتون وما تذرون، واحتساب الأجر فيما تسرون وما تعلنون، ليكون الإخلاص لكم قرينًا، وارتقاب الثواب على الخير لكم عوينًا، فمن كان مشتغلًا بتجارة، أو صناعة، أو حرفة، أو فلاحة، أو غيرها من الأعمال، فلينوِ بذلك القيام بواجب النفس والأهل والعيال، فإن ذلك جهاد واشتغال بالواجب، وهو من أفضل الأعمال، وإذا أطعم أحدكم أهله أو من يمونه، فليقصد بذلك وجه الله، فإنه إذا رفع اللقمة إلى في امرأته أو ولده أو كساهم محتسبًا، كان له رِفعةً وثوابًا عند الله.
ومن أكل أو شرب أو نام أو استراح، ينوي بذلك التقوي على الطاعة، فهو في عبادة، ومن طلب العلم يبتغي به وجه الله، ونفع نفسه والمسلمين، فهو في جهاد ورفعة وزيادة، ومن عجز عن فعل الخير، فنواه بصدق، فله أجر ما نواه، ومن كان له عادة خير وطاعة، فمرض أو سافر، كتب له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا، فما أحق العبد بشكر مولاه، ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بسيئة فتركها لله كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن حرص على فعل المعصية فعجَز عنها، فهو بمنزلة الفاعل، ومن سعى في خير فأدركه الموت قبل تكميله، وقع أجرُه على الله الذي أكرمه بلُطفه الشامل، ومن أخذ أموال الناس وعاملهم يريد الوفاء، أدَّاها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله، ومن توسل بحيلة إلى معاملة محرمة، فهو مخادع ظالم، ومن وقف وقفًا أو أوصى بوصية يريد حرمان غريمه أو مضارة وارثه، فهو معتد آثم، ومن عضل زوجته وظلمها؛ لتفتدي منه نفسها، فذلك من أعظم الجرائم، فطوبى لأهل الهمم العالية، لقد انقلبت عاداتهم بالنية الصالحة عبادات، ويا ويح أهل الجهل والهمم الدنيَّة، لقد كادتْ عباداتهم لضَعف النية تكون عادات؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ [الإسراء: 19].



"الفواكه الشهية في الخطب المنبرية"


[1] البخاري بدء الوحي (1)، مسلم الإمارة (1907)، الترمذي فضائل الجهاد (1647)، النسائي الطهارة (75)، أبو داود الطلاق (2201)، ابن ماجه الزهد (4227)، أحمد (1 /43).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]