شرح حديث: احفظ الله يحفظك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سماحة النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حدث في الرابع والعشرين من شعبان 1143 وفاة إمام الشام الفقيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الأمانة أمانة... حتى في الأشياء الصغيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الأقدار الحزينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 536 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 487 )           »          مفارقات بين الخلق والخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 24 )           »          نحن والوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صديقي رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3139 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2021, 01:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,275
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: احفظ الله يحفظك

شرح حديث: احفظ الله يحفظك


الشيخ عبدالرحمن الخاني







عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا غلام: يا غُلَيمُ: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ فقلت: بلى؛ فقال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله تعالى لم يقدروا عليه، وإذا أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً".



هذا حديث جليل القدر جم الفوائد والمنافع الدينية والدنيوية قد علمه السلف من هذه الأمة الإسلامية وفقهوا ما فيه من وصايا وتعاليم وحرصوا على الاعتصام بها، والاستقامة على سنتها، حتى صلحوا أن يكونوا خلفاء لصاحب هذا الحديث صلى الله عليه وسلم، فأصلحوا بذلك أنفسهم ونشروا دين الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها، وعلموا الناس وثقفوا عقولهم وأرشدوهم إلى ما تستقيم به أعمالهم في الحياتين الفانية والخالدة.



هكذا كان سلف هذه الأمة ساهرين على حفظ التعاليم والوصايا التي تلقوها عن المعلم الأكبر، والمشرع الأعظم صلى الله عليه وسلم، متخلقين بأخلاقه العالية، ثابتين على مبادئه السامية، يأمرون أبنائهم وبناتهم وأهليهم بالعمل بهذه الوصايا والعض عليها بالنواجذ، لذلك أفلحوا وسادوا وعلت كلمتهم الصادقة فغدت أحكامهم عادلة فبسطوا سلطان الإسلام، ونشروا ألوية العدل، ورفعوا رايات الثقافة، وأصبحوا المرجع الوحيد الذي يرجع إليه في تهذيب الأخلاق وتقويم النفوس فيقصدون من كل فج عميق، ليعلم منهم ويستمع إلى درر فوائدهم، زد على ذلك أنهم بهذه الأعمال خضعت لهم الأمم النائية، وتحدثت بذكرهم الأجيال الآتية من بعدهم، ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ، ثم خلف من بعدهم (وا أسفاه) خلف انحرف عن سنن وصايا هذا الحديث الشريف وأمثاله، فبدلوا أحكام القرآن بتشريع البشر، ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وتعاليمه بوصايا وتعاليم ابتدعها بعض المنحرفين عن جادة الصواب من رجالات الغرب، وتركوا أخلاق سلفهم الصالح وعدوها رجعية، وتخلقوا بأخلاق أعداء الإسلام وعدوها مدنية، فأقبلوا على مدارس التبشير الأجنبية وغير الأجنبية، تلك المدارس التي لم تفتح أبوابها في هذه البلاد العربية الإسلامية إلا لإفساد عقائد أبنائها، وتغيير أخلاقهم، والدعوة للقضاء على لغة القرآن، وتعاليم الإسلام تحت ستار التهذيب والتعليم ونشر الفضيلة، والدعوة إلى الإخاء وعدم التعصب، ولكن سرعان ما خالفت أفعالهم أقوالهم فصدق عليهم قول الشاعر:



يعطيك من طرف اللسان حلاوة

ويروغ منك كما يروغ الثعلب






﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾، وإنه ليحزنني ما رأيت في شهر رمضان من هذه السنة من خروج أكثر تلاميذ وتلميذات هذه المدارس وبعض أساتذتها المسلمين على الإسلام إن لم نقل كلهم، بفطر شهر الصيام، على مرأى ومسمع من الناس، ولم يكتفوا بذلك، بل كانوا يزورون الصائمين ويحتقرونهم ولا سيما الذين يؤدون الصلاة في تلك المدارس، ولم يمتنع الأساتذة المبشرون عن الطعن في الإسلام والتعرض لنبيه صلى الله عليه وسلم، ولكبار الرجال المسلمين، هذا قليل من كثير من أعمال هذه الفئة الضارة نذكرها ليطلع عليه آباء هؤلاء التلاميذ وأولياء أولئك التلميذات اللائي خاطبتني إحداهن قائلة بعد أن بينت لها أضرار هذه المعاهد: نعم يا سيدي، إننا نشعر بهذا الضرر وأكثر منه، ولكن ليس لنا من الأمر شيء، وليس الذنب ذنبنا إنما الذنب ذنب أوليائنا، فليسمع الآباء الأولياء وليتعظوا وليشفقوا على أفلاذ أكبادهم من أن يخرجوهم من دين الله أفواجاً كما دخل فيه أسلافهم أفواجاً.



وأما المدارس فإن الدين فيها سل كما تسل الشعرة من العجين، وكيف لا يسل والخطة في منحدر لا ديني أو قل لا إسلامي فقط، وتطبيقها مناط بأيدي رجال كثير منهم من عرف بأخلاقه السيئة ومغامراته المنحطة حتى ملأت الخافقين نتناً وصارت حديث المجتمعات، هذا فضلا ً عن كون الندوة اليومية لهم المقاهي والبارات، إن وجود مثل هذا الموظف بمنصب رفيع مما شجع من دونه من الموظفين ولاسيما بعض المعلمين، فتخنثوا تخنثاً مشيناً وتبرج بعض المعلمات تبرجاً فاحشاً، في الشارع والمدرسة، وأخذ تلاميذ هؤلاء وتلميذات أولئك يقلدوهم في ملبسهم وزينتهم، وإذا أراد أحدنا أن ينهى أبناءه وبناته عن مثل هذا التزين والتخنث والتبرج أجابوه إن المعلم فلان والمعلمة فلانة يفعلون ذلك، فهو ليس بعيب... قل لي بربك أيها القارئ الكريم إذا كانت هذه أعمال من ائتمناهم على تثقيف مهج أفئدتنا، فإلى من نكل تهذيب هؤلاء المساكين؟ ويح الغافلين كم يرعى الذئب أغنامهم؟



إن المعارف بمنزلة الروح من الجسد من الأمة، فيجب العناية بها قبل غيرها ولاسيما في عهد سوريا الجديد، لينشأ أبناء المسلمين مسلمين حقاً.




إن المسلمين لو اتبعوا سيرة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم لبوأهم الله تعالى المكان الرفيع الذي بوأه أسلافهم السابقين الأولين من الصحابة، ولكن بعضهم انحرفوا عن هذه السيرة الفاضلة، فانحرفت بهم حياتهم وضعفوا بعد قوتهم، وافتقروا بعد ثروتهم، وذلوا بعد عزتهم، وآل أمرهم إلى ما تسمع وترى و﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾.



(يتبع).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.47 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]