اختيار موضوع البحث في التربية الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طريقة عمل حواوشى ميكس باللحم والدجاج من الشيف شربينى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          لو شعرك طويل وبيتشابك.. 5 طرق هتساعدك على فكه بدون ألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2021, 12:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي اختيار موضوع البحث في التربية الإسلامية

اختيار موضوع البحث في التربية الإسلامية


محمد سلامة الغنيمي





إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يَهْدِهِ الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وخاتم رسله، ومن اهتدى بهديه وانتهج نهجه؛ تَرَكَنَا على المحجة البيضاء، من زاغ عنها ضَلَّ في الدنيا وهَلَكَ في الآخرة.



لا شك أن قضية اختيار موضوع للبحث هي أهمُّ خطوات البحث العلمي؛ نظرًا لما يترتب عليها من آثار قد تؤدي إلى عدم إتمام البحث أو قصوره، أو قد تعود بآثار سلبية على الباحث ذاته، وهذا ما يدعو الأساتذة والمشرفين إلى التركيزِ على هذه الخطوة، وتوجيهِ عناية الباحثين بضرورة التأهيل لها جيدًا، ومراعاةِ بعض الإجراءات التي تضمن السلامة في هذه الخطوة الحرجة.



وهنا يستوجب علينا أن نتوجه بالشكر والعرفان الخالصِ من التملُّق للأستاذ الذي - بخبرته وضميره العلمي - أثار انتباهنا إلى هذه الخطوة، مباشرة بالنصح والإرشاد وبطريقة عملية، وغير مباشرة بالكتابة حول هذه الخطوة، وذلك ما نصح به بعضهم عندما قال: "إذا أردت أن تتقن فنًّا، فاكتب فيه".



وهناك طريقتان متَّبعتان في اختيار موضوع البحث:


أحدهما: أن يقوم الأستاذ والقسم أو الكلية أو الجهة المعنية بوضع قائمة من الموضوعات، وتعرضها على الباحثين، الذين بدورهم يختارون ما يناسبهم ضمن هذه القائمة، ويكثر استخدام هذه الطريقة مع المبتدئين في البحث العلمي، وفي إطار التدريب والتأهيل كمراحل الليسانس والبكالوريوس.



أما الطريقة الأخرى، فهي تكفل للباحث حريةَ اختيار الموضوع بدون تدخُّل خارجي سوى النصح والإرشاد.



وتُستخدم هذه الطريقة مع المتخصصين والحاذقين من الباحثين - لا سيما في مراحل الماجستير والدكتوراه وما يعلوهما - وهذا الأخير هو المَعْنِيُّ بهذا البحث القصير.



وهناك نصائح ومعايير وضعها أهل العلم في مواضيع متفرقة، نحاول جمعها في هذا البحث، منها ما يرتبط بالباحث، ومنها ما يرتبط بالموضوع.



وقبل أن يفكر الباحث في اختيار الموضوع، يجب عليه أن يسأل نفسه هذا السؤال: لماذا هو مقبل على هذا البحث؟ وإجابة هذا السؤال هي معيار نجاح البحث وقيمته عند أهله.



فكلما كانت نية الباحث خالصة لله مُبَرَّأَةً من الرياء والشهرة، كانت البركة فيه، التي تجعل من قليله كثيرًا، ومن ضِيقِ دائرة نَفْعِهِ اتساعًا، ومن الشهرة المؤقتة خلودًا ينتفع به أجيال، وبها يكتب له القبول في الأرض والأجر في السماء؛ ولهذا قال المعصوم: ((إنما الأعمال بالنيات...)).



وقد أدرك الباحثون من السلف أن الأعمال تتضاعف بالنية، وتغور وتندثر بالنية؛ فكانوا يستحضرون على العمل الواحد الكثيرَ من النيات الخالية من حظوظ النفس؛ فأَيَّدَ الله تعالى أبحاثَهم بالبركة وكتب لها القبول، فلا تزال الأمة إلى اليوم عِيالًا على أبحاثهم؛ بَلِيَتْ أجسادهم، وخَلَدَتْ علومهم.



وقد أفردنا النية لأهميتها، وإلا فهناك بعضُ المعايير الأخرى في اختيار الموضوع التي تتعلق بالباحث.



المعايير الذاتية:

الصبر والمثابرة؛ حيث يتعين على الباحث حضورُ محاضرات الأساتذة والتواصلُ مع الزملاء؛ لأن الفرد مشغول باهتمامات جلسائه ومتأثر بجليسه، ومنها تتولد الأفكار، وتنهمر المعلومات، وتنبع الخواطر، ويستفيد من تجارب الآخرين.



عندئذٍ ستتوافد على ذهن الباحث الكثيرُ من الأفكار والموضوعات، فإن لم يَتَحَلَّ بالصبر والتأني، فسَيَجْنَحُ إلى العجلة والتهور، الذي يسوقه إلى اختيار موضوع ربما لا يكون مناسبًا، أو يصده عن موضوع آخر أكثر مناسبة له.



أن يكون الباحث مُلِمًّا بدقائق تخصصه:

مستوعبًا لموضوعاته، مستعدًّا للإجابة على أي طَرْحٍ فيه، قادرًا على البحث الدقيق فيه.



فهناك فرق بين البحث والكِتَاب؛ فالأول أَدَقُّ من الثاني وأكثرُ تخصصًا منه؛ فالكتاب يتعلق بأكثر من نقطة يتناولها الكاتب في كتابِهِ، بخلاف البحث الذي يقتصر على نقطة واحدة غامضة، يغوص بها الباحث إلى القاع جامعًا كلَّ ما يتعلق بها.



ومن هذا المنطق، فإنه يصح القول بأن كل بحث فهو كتاب، وليس كلُّ كتاب يُطْلَقُ عليه بحث.



ويتعلق بهذه النقطة أيضًا ممارسة الباحث لبعض البحوث الصغيرة التي تكون دُرْبَةً له، بحيث تضعه على قارعة البحث العلمي الدقيق، وذلك خلال فترة الإعداد التي تسبق كل درجة علمية؛ حتى تتكون لدى الباحث ملَكةُ الكتابة، وفنُّ البحث، وخبرةُ ترتيب الأفكار، ومهارةُ الربط بين الموضوعات.



أن يتمكن من الأدوات المساعدة:

فقد يكون الباحث متعمِّقًا في تخصصه لكنه ضعيفٌ في اللغة العربية، وبالتالي لن يفيدَه ما عنده من علم ما دام لا يستطيع التعبير عنه، وقد يحتاجُ إلى لغات أخرى إذا كان الموضوع مُسْتَهْلَكًا من قِبَلِ الأجانب، أو يستخدمُ هو المنهجَ المقارَنَ فيحتاجُ إلى شراء مراجعَ ثمينةٍ أو جَلْبِ مخطوطاتٍ قد تكون خارج بلده... إلى آخر ذلك، وللوقت بالغُ الأثرِ بناءً على المدة المقررة للبحث، بحيث تتناسب مع موضوع البحث والنقاطِ التي سيتناولها.



عاطفة الباحث تجاه الموضوع:

فكلما ارتبط الباحث بالموضوع وكان في سياق خلفيته الثقافية، ارتفعَتْ نسبةُ نجاح الموضوع؛ لأن الباحث سيرتبط بهذا الموضوع عامَيْنِ أو أكثرَ، ينشغل به في كل أحواله، فإذا لم يكن مقتنِعًا بأهميته، مُلَبِّيًا حاجته العلمية، فكيف سيبدع فيه؟!



أَضِف إلى ذلك مدى اقتناعِ الباحثِ بالموضوع وتَبَنِّي نتائجِه وعدم مخالفةِ ثوابِتِه، ومن المهم أيضًا مراعاةُ التوجُّهِ العام للمجتمع حِيَالَ الموضوع، وفي الاتجاه الآخر ينبغي على الطالب ألَّا يختارَ موضوعًا يَفْرِضُ عليه الاتجاهَ في خط معين، كأن يتكلم عن أحد أفراد عائلته مثلًا.



الحيادية والأمانة:

ينبغي على الباحث أن يلتزم بالمنهجية، وأن يكون محايِدًا لا يُرَكِّزُ على الإيجابيات ويتركُ السلبيات ولا العكس، بل ينطلق في بحثه لا تَحُدُّهُ سوى الحدودِ الشرعيةِ والقواعدِ المَرْعِيَّةِ في البحث العلمي، بحيثُ يصلُ في النهاية إلى نتيجة محايدةٍ خالصةٍ من الهوى.



وينبغي على الطالب ألَّا يختار موضوعًا يتعصب له، وألَّا يختار موضوعًا تُوجِبُ عليه عاطفتُهُ أن يسير به في اتجاهٍ معينٍ.



تلك هي المعايير الذاتية التي تتعلق بالباحث، وهناك أنواع يجب ألا يخرج عنها الموضوع، تعارَفَ عليها السلف والخلَف، وذكرها حاجي خليفة في "كشف الظنون"، قال:

"التأليف في سبعة أنواع لا يؤلِّفُ عاقل إلا فيها، وهي:

1- إما شيء لم يُسْبَقْ إليه فيخترعه.

2- أو شيء ناقص يُتِمُّه.

3- أو شيء طويل يختصرُه دون أن يُخِلَّ بشيءٍ من معانيه.

4- أو شيء متفرق فيجمعُه.

5- أو شيء مختلِط يُرتِّبه.

6- أو شيء مُغْلَق يشرحُه.

7- أو شيء أخطأ فيه مصنِّفُه، فيُصْلِحُه".



وأي موضوع خرج عنها، فهو غَثٌّ لا فائدةَ منه ولا خيرَ فيه؛ لأنه تَكرارٌ لسالفٍ ضَيَّعَ فيه صاحِبُه وقتًا ومالًا وجهدًا.



وتلك السبعة تشمل الكتابَ والبحثَ، وهناك صفاتٌ ينبغي توافرُها في البحث الجيد، نذكر منها إجمالًا:

1- أن يكون الموضوع ذا قيمةٍ علميةٍ في تخصصه، بحيث يملأ فراغًا مؤثِّرًا في مجاله طالما احتاج إليه الباحثون والمَعْنِيُّون، وعلى الباحث ألَّا تكونَ غايتُه الإنجازَ فيَستسهِل موضوعًا ليس بالقَيِّم؛ فهذا ليس من أخلاق طلبة العلم، فضلًا عن باحثٍ قاب قوسين أو أدنى من اعتماده عالِمًا متخصِّصًا في مجاله، فإذا لم يُضِفْ إلى تخصصه فهو عَالَةٌ على غيره، بل يضعُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ دائمًا قولَ النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابنُ آدمَ، انقَطعَ عمَلُهُ إلَّا مِن ثلاثٍ))، وعَدَّ منها: عِلْمًا يُنْتَفَعُ به.




2- وَفْرَةُ المصادرِ والمراجعِ، فقد يكون الموضوعُ ذا قيمة ولكنْ لا تتوفَّرُ له المصادر الكافية لإتمامه، ومن ثَمَّ قد يتعثَّرُ الباحثُ ويتوقَّفُ عن الموضوع، أو قد يحتاجُ إلى وقت أَطْوَلَ مما وضع له.



3- أن يكون الموضوع مُلائِمًا لبيئة البحث السياسية والاجتماعية والدينية، بحيث لا يتعارض مع توجُّهاتِ المجتمع وثوابِتِه فيحدُثُ ما لا تُحْمَدُ عُقباه.



4- الدقةُ والوضوحُ في الصياغة، بحيث يكون عُنوانُه دالًّا على مضمونه جاذبًا لقارئه، وألَّا يكون موجَزًا في خلل، أو مُطْنَبًا في ملل.



5- أن يكون الموضوع ضَيِّقًا يستوعب نقطةً محددةً يتناولُها الباحثُ من كافة جوانبها، يَسْبُرُ غَوْرَهَا، ويُدْرِكُ قَعْرَهَا.



ولا بد لباحث التربية الإسلامية ألَّا يَخْرُجَ بحثُهُ عن مجالات هذا الميدان، التي اتفق عليها أساطين العلم في هذا التخصص العلمي، ولكنْ ينبغي أن يضعَ هذه الأسسَ في اعتباره عند اختياره للموضوع:

أن الله تعالى قد أنزل كتابًا فَسَّرَهُ وَحْيٌ يُوحى؛ تربيةً وتنظيمًا لحياة الناس؛ حتى يؤدُّوا أمانة عمارةِ الأرض وإصلاحِها، ودَرْءًا لهم عن الانحراف.



العالَمُ اليوم ولَّى وجهَهُ شَطْرَ العقل ينظِّمُ حياتَه ويضع أهدافَه، منبهرِينَ بما حققه من نتائجَ ماديةٍ جلبتْ له الراحة، وفي نفس الوقت متغافلين عما جلبته لهم التكنولوجيا من تعاسة وفساد، فضلًا عن التخبط والتردد؛ فكلما جاء مفكِّرٌ برأي استحسَنوه، آمَنوا به وكفَروا بالآخَر.



وهنا يأتي دور الباحث في التربية الإسلامية في تناوُلِهِ المنهجَ الإسلامِيَّ المُبَرَّأَ من النقص، فيعرِضُه على الناس بأسلوب عصري يتلاءم مع مستجدات العصر، بعيدًا عن الخلافات المذهبية والفكرية، يستنبط الأسس التربوية، ويبين الحِكَمَ الشَّرْعِيَّةَ، ويُبَرْهِنُ على حاجة العالَم إليها.



وينبغي ألَّا يَخْرُجَ موضوعُ البحث عن القرآن والسنة والإجماع، فهي ثوابتُ لا تَقْبَلُ المناقشة، وما انحرف عنها إلا ضالٌّ أو مبتدعٌ، فهي معيارٌ لصِدْق المحتوى وسلامةِ الرأي.



وبعد أن يختارَ الباحث موضوعه ويُقِرَّهُ عليه الأساتذة، تتعين عليه خطوة هامة، وهي استخارة المولى عز وجل الذي منَّ علينا بها - نحن الخَلَفَ - نظرًا لعدمِ وجودِ النبيِّ بيننا نستشيرُه كما يفعل صحابتُه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]