|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة أسباب حسن الخاتمة عبدالملك سعود الرفيق إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن سار على طريقته ونهجه، وعنا معهم بِمَنِّك وعفوك وكرمك، أما بعد: فمعاشر المسلمين، إن حسن الخاتمة هاجسٌ لكل مسلم أن يُحسن الله خاتمته، وأن يُثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، روى الإمام أحمد في مسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبدًا استعمله"، قالوا: يا رسول الله، كيف يستعمله؟ قال: "يوفِّقه لعمل صالح قبل الموت". إن ساعة الاحتضار يا عباد الله ساعة رهيبة، يتمنى الإنسان أن يُثبته الله فيها، ويظن أحدٌ أنها سهلة، وأنه يستطيع أن يتكلَّم بما يريد، فكم مِن مَحتضَر حَضَر عنده الناس، وقالوا: قل: "لا إله إلا الله"، ولم يستطع أن يَنطِق بهذه الكلمة، بل ربما تكلم بكلام محرَّم، وأفعال كان يفعلها في هذه الدنيا، فما الأسباب التي تساعد على حسن الختام؟ السبب الأول يا عباد الله: الإيمان بالله جل وعلا؛ قال سبحانه: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]، فيُثبت الله عباده المؤمنين عند ساعة الاحتضار، ويثبت أولياءه في القبر عندما يُسألون، ويثبتهم عندما يقومون من قبورهم. السبب الثاني يا عباد الله: الاستقامة على طاعة الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]. ومن أسباب حسن الخاتمة يا عباد الله: المحافظة على الصلوات، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري: "من صلى البردين دخَل الجنة"، (والبردان هما: صلاة الفجر وصلاة العصر)، فمن حافَظ على صلاة الفجر وعلى صلاة العصر، فإنه سيحافظ على بقية الصلاة، وربما يموت بين عبادتين، ربما يموت بعد أداء العبادة مباشرة، كم مِن شخصٍ لَقِيَ ربَّه وهو ساجد بين يديه؟ كم من شخص فاضت رُوحه وهو منكسرٌ بين يدي خالقه مُقبل على الله بقلبه وبدنه؟ ومن أسباب حسن الختام: إحسان الظن بالله مع العمل الصالح؛ قال الله تعالى في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظنَّ بي خيرًا فله"، فمن صلى وصام وتصدَّق، وحجَّ وبرَّ والديه، ودعا ربَّه، فإنه يُحسن الظن بخالقه أنه سيُحسن خاتمته. ومن أسباب حسن الختام يا عباد الله: كثرة ذِكر الله، فغالبًا أن الإنسان عند ساعة الاحتضار ينطق بما كان يُكثر منه في حياة الدنيا. فالذي يذكر ربَّه، ويُكثر من ذلك، يُثبته الله، وينطق بشهادة التوحيد عند ساعة الاحتضار، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله، دخل الجنة". اللهم اجعلها آخرَ كلمة نفارق بها هذه الدنيا يا حي يا قيوم. ومن أسباب حسن الختام: صنائع المعروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارعَ السوء". ومن أسباب حسن الختام: أن يُكثر المسلمُ من ذكر الموت؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثِروا مِن ذكر هادم اللذات"، فإذا أكثَر المسلم من ذكر الموت، استعدَّ بالتوبة الصادقة، وشَمَّر عن ساعد الجد بالأعمال الصالحة؛ لأنه يعلم علمَ اليقين أنه في يوم من الأيام سيُفارق الأهل والأحباب والدور والقصور والأموال، وسيوضع في حفرة مظلمة لا أنيس فيها ولا جليس، إلا ما قدَّم من الأعمال الصالحة. أقول هذا القول، وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم وسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، لك الحمد يا ألله حتى ترضى، لك الحمد يا ألله إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فيا عباد، اعلموا يا رعاكم الله أن من أسباب حسن الختام أيضًا أن يُكثر المسلم من الدعاء، يسأل ربَّه بصدقٍ أن يُحسن الله خاتمته، يقول أنس: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من قول: يا مقلِّب القلوب والأبصار، ثبِّت قلبي على دينك". فكم من إنسان سالك ناسك، ثم قصَّر في نهاية المطاف؟ والعبرة ليس في كمال البدايات، وإنما العبرة بكمال النهايات: "وإنما الأعمال بالخواتيم"؛ كما جاء في صحيح البخاري. ومن أسباب حسن الختام يا عباد الله: النية الصادقة، ينوي المؤمن العمل الصالح، ويكون بينه وبين الله من الأسرار ما لا يعلمه إلا الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: "من تمنَّى الشهادة بصدقٍ بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه". هذا وصلُّوا وسلِّمُوا على نبيِّكم كما أمركم مولاكم، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصُر عبادك الموحِّدين. اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح ولاة أمورنا. اللهم ارزُقهم البطانةَ الصالحة الناصحة، وأبعدْ عنهم بطانةَ السوء. اللهمَّ احفظ إخواننا المرابطين على الحدود، وثبِّت أقدامهم. ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]. عباد الله، إنَّ الله يأمُر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القُربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغْي، يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون، فاذكُروا الله العظيم يذكُركم، واشكُروه على نِعَمِه يزدْكم، ولَذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعون.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |