شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدلالة اللغوية والمدلول الفقهي للخمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          بالقرآن حيت نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الكلمة مسؤولية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بـارقـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الإقرار بالعبودية والألوهية لله تعالى أفضل شهادة تستودع عنده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شعر – مثل – خبر – حكمة. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5064 - عددالزوار : 2266838 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4647 - عددالزوار : 1544215 )           »          من كفارات الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ثبوت صوم النبي أيام التسع من ذي لحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #7  
قديم 26-11-2021, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,406
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم

الخلاصة:
قال أبو شامة: واعلم أن حاصل ما شهِدت به الأخبار المتقدمة، وما صرحت به أقوال الأئمة أن تأليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بإذنه وأمره[32]، وأن جمعَه في الصحف خشية دثوره بقتل قرائه كان في زمن أبي بكر رضي الله عنه، وأن نسخه في مصاحفَ حملًا للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل إليه صلى الله عليه وسلم، ومنعًا من قراءة كل لفظ يخالفه، كان في زمن عثمان رضي الله عنه، وكأن أبا بكر كان غرضه أن يجمع القرآن مكتوبًا مجتمعًا غير مفرق[33] على اللفظ الذي أملاه الرسول صلى الله عليه وسلم على كَتبة الوحي ليعلم ذلك، ولم يكِلْ ذلك إلى حفظ من حفظه خشية فنائهم بالقتل ولاختلاف لغاتهم في حفظهم على ما كان أبيح لم من قراءته على سبعة أحرف...فلما ولِيَ عثمان وكثر المسلمون وانتشروا في البلاد وخِيف عليهم الفساد من اختلافهم في قراءاتهم لاختلاف لغاتهم، حملهم عثمان على ذلك اللفظ الذي جمعه "زيد" في زمن أبي بكر، ونفي ما عداه، ليجمع الناس على قراءة القرآن على وفق ما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يكثر فيه التصرف، فيتفاحش تغيُّره، وتنمحق ألفاظه المنزلة...


فقد اتضح بما ذكرناه معنى ما فعله كل واحد من الإمامين أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وتبين أن قصد كل واحد منهما غير قصد الآخر؛ فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرًا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم - والعياذ بالله - قراؤه، وعثمان قصد بجمعه أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدَّوْه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان، وإبدال الألفاظ؛ اهـ[34].


تنبيهان:
الأول: نقل "القرآن": اجتمع فيه ضبط الصدر وضبط الكتاب.
ومن أقول السلف: "لا يأخذ القرآن من مصحفي" [ابن أبي حاتم:"نا" أبي وأبو زرعة قالا "نا" عبدالرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي "نا" الوليد عن سعيد - يعني ابن عبدالعزيز - عن سليمان بن موسى أنه قال: لا تأخذوا الحديث عن الصحفيين، ولا تقرؤوا القرآن على المصحفيين.


حدثني أبي "نا" إسحاق بن الضيف، قال: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيد بن عبدالعزيز يقول: لا تأخذوا العلم عن صحفي، ولا القرآن من مصحفي[35]]، وبهذا تسقط شبهة من الشبه - وإن كان يغني عن ردها أنها شبهة - وهي: أن "القرآن" في أول الأمر لم يكن مضبوطًا بالإعجام - النقط - والحركات، وهذا يوجب الاختلافَ فيه.

وإلى اليوم لا زال "القرآن" وحفظه مستغنيًا بصدور المؤمنين عن الكتب، وإنما يحتاج إلى "الكتاب" مَن لا يحفظ.
الآخر: الأصل في فِعل عثمان رضي الله عنه: أن اختلاف القراءة "رخصة"، فلما أدت الرخصة إلى مفسدة، وجب تركها، والرجوع إلى العزيمة.

قال ابن رجب أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب (ت: 795): وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرئ أمته القرآن في زمانه على أحرف متعددة؛ تيسيرًا على الأمة لحفظه وتعلمه؛ حيث كان فيهم العجوز والشيخ الكبير، والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابًا قط.
فطلب لهم الرخصة في حفظهم له أن يُقرئهم على سبعة أحرف؛ كما ورد في حديث أبي بن كعب[36]، وغيره.

ثم لما انتشرت [والحمد لله] كلمة الإسلام في الأقطار، وتفرق المسلمون في البلدان المتباعدة، صار كل فريق منهم يقرأ القرآن على الحرف الذي وصل إليه، فاختلفوا حينئذ في حروف القرآن، فكانوا إذا اجتمعوا في الموسم أو غيره اختلفوا في القرآن اختلافًا كثيرًا، فأجمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عثمان على جمع الأمة على حرف واحد؛ خشية أن تختلف هذه الأمة في كتابها كما اختلف الأمم قبلهم في كتبهم، ورأوا أن "المصلحة" تقتضي ذلك، وحرقوا ما عدا هذا الحرف الواحد من المصاحف، وكان هذا مِن محاسن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي حمده عليها عليٌّ وحذيفة وأعيان الصحابة.

وإذا كان عمر قد أنكر على هشام بن حكيم بن حزام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في آيةٍ أشدَّ الإنكار[37]، وأُبي حصل له بسبب اختلاف القرآن ما أخبر به عن نفسه من الشك[38]، وبعض من كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ممن لم يرسخ الإيمان في قلبه ارتد بسبب ذلك حتى مات مرتدًّا[39]، هذا كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - فكيف الظن بالأمة بعده أن لو بقي الاختلاف في ألفاظ القرآن بينهم؟!؛ اهـ[40].


[1] هذا الأخير: الكلام عنه في غير هذا الركن.

[2] المدخل إلى السنن الكبرى 2 / 504.

[3] دلائل النبوة 7 / 60.

[4]اضطررت إلى الاختصار لأجل المقام " مسألة فرعية في البحث".

[5] الاستغاثة (الرد على البكري) 1 / 171.

[6] جعلت كلام المعلمي أصلًا، وميزته بسطر تحته، وأضيف عليه بين [ ].

[7] البخاري (6265) مسلم 59 - (402).

[8] مسلم 60 - 61 (403).

[9] البخاري 1166، 6382، 7390.

[10] مسلم 50 - (872).

[11] البخاري 5000، مسلم 114 - (2462)، 115 - (2463).

[12] البخاري 5003، 5004، (أبو الدرداء بدل أُبي)، مسلم 120 - (2465).

[13] فتح الباري 9 / 51 - 52.

[14] البخاري 3758، 3806، 3808، 4999، مسلم 2464.

[15] قال ابن جزي أبو القاسم محمد بن أحمد الغرناطي (ت: 741): فترتيب السور على ما هو الآن من فعل عثمان وزيد بن ثابت والذين كتبوا معه المصحف، وقد قيل: إنه مِن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ضعيف تردُّه الآثار الواردة في ذلك؛ اهـ؛ التسهيل لعلوم التنزيل 4.

[16] المدخل إلى السنن الكبرى 2 / 504 عن أعلام الحديث 3 / 1856 - 1858.

[17] أعلام الحديث 3 / 1855 - 1856، المدخل إلى السنن الكبرى 2 / 499 - 500، 501، 503 - 504 ط: عوامة.

[18] أعلام الحديث 3 / 1858.

[19] جمال القراء وكمال الإقراء 1 / 87 - 88 - ط: التراث مكة، وعنه المرشد الوجيز 185 - 186.

[20] حديث الجمع الأول أخرجه: البخاري 4986، 7191، 7425.

[21] حديث الجمع الثاني أخرجه: البخاري 4987 - 4988، واقتصر على الرجوع إلى لسان قريش في موضعين: 3506، 4984.

[22] الترمذي (3954) من طريق يحيى بن أيوب، يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبدالرحمن بن شماسة، عن زيد بن ثابت، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى للشام، فقلنا: لأيِّ ذلك يا رسول الله؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطةٌ أجنحتها عليها، وقال: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب.

[23] المدخل إلى السن الكبرى 2 / 503 - 504.

[24] المرشد الوجيز 75 - 76، طـ: صادر، وفي الطبعة المعتمدة (الذهبي) 215 - 216 تصحيف وسقط.

[25] المدخل إلى السنن الكبرى (1066): "فعزم على كل مَن كان عنده شيء من القرآن إلا جاء به، فجاء الناس بما عندهم، فجعل يسألهم عليه البينة أنهم سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[26] المدخل إلى السنن الكبرى 2 / 499 - 500.

[27] كما في الحديث.

[28] المقنع في معرفة رسوم مصاحف أهل الأمصار 162 - 163 - ط: التدمرية.

[29] كما في الحديث.

[30] فتح الباري 9 / 18.

[31] الأنوار الكاشفة 44 - 45.

[32] سبق الإشارة إلى "ترتيب السور"، هل هو توقيفي أو اجتهاد من الصحابة؟

[33] أثبت المحقق "متفرق".

[34] المرشد الوجيز 204 - 206.

[35] الجرح والتعديل 2 / 31، وقول سعيد بن عبدالعزيز: أخرجه ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (1 / 259)، والعسكري أبو أحمد الحسن بن عبدالله (ت: 382) في "تصحيفات المحدثين".

[36] صحيح البخاري 3219، 4991 - صحيح مسلم 819.

[37] البخاري 2419، 4992، 5041، 6936، 7550 - مسلم 818.

[38] صحيح مسلم 820.

[39] قال ابن حجر: وأولُ من كتب له بمكة من قريش: عبدالله بن سعد بن أبي سرح [تبعًا لابن قتيبة. الاستيعاب 1 / 68]، ثم ارتدَّ، ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح؛ اهـ فتح الباري 9 / 22، وقصته في طبقات ابن سعد 447 - 449 (الجزء المتمم لطبقات ابن سعد: الطبقة الرابعة: ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك).

[40] الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة 2 / 620 - 621.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 211.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 209.34 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.81%)]