خشية الله والخوف منه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 574 - عددالزوار : 74566 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 16 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2022, 05:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,667
الدولة : Egypt
افتراضي خشية الله والخوف منه

خشية الله والخوف منه
مرشد الحيالي



الخطبة الأولى

الحمد لله الذي يخشاه الملائكة المقربون، والرسل والمؤمنون، ويسجد له الصالحون والمصلحون، ويعرف قدره العلماء العالمون، ويعبدوه حق عبادته المخلصون الطائعون.



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين المتقين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدالله ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين صلاة ترفع بها الدرجات، وتغفر بها السيئات، وترفعنا إلى أعلى الجنان الوافرات، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ومن سار على نهجه القويم وطريقه السليم؛ أما بعد:



فأوصيكم - عباد الله ونفسي الخاطئة المذنبة المقصرة - بتقوى الله وطاعته وخشيته؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 52].





أيها المسلمون:

إن الله تبارك وتعالى أثنى على من يخشونه حق الخشية، ويخافون عذابه، ويرجون رحمته، فتقشعر أبدانهم، وتدمع عيونهم من خشيته وجلاله وعظمته، وتسجد جباههم لجبروته، فيدفعهم ذلك إلى مزيد من العمل الصالح، والطاعة وإخلاص القول والفعل؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 49].



وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [آل عمران: 23].



وخشية الله من أجلِّ العبادات وأزكاها، وهي من أجل أعمال القلوب، وهي من العبادات القلبية، فهي منبع الإيمان، وشجرة الدين الإحسان، وهي تدعو إلى مكارم الأخلاق العظيمة، وأداء الأركان، كالبر والإحسان والكرم، والجود والأدب والجهاد والحلم، وتجعل المرء ملازمًا للأدب مع جلال الله، مبتعدًا عما لا يحبه الله، وبذلك تزكو النفس، وترتقي إلى أعلى درجات الصفاء، وأفضل مجالات الارتقاء.



والخشية لا تكون إلا من الله وحده، والخوف لا يكون إلا من عذابه وعقابه، فهو أحق من يعبد، وأحق من يُخشى، وأعظم من يُرجى، وأكرم من يُسأل ويُدعى، وقد حذر الله من خشية المخلوقين والرغبة إليهم، والالتجاء إليهم؛ لأنهم لا يملكون ضرًّا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، وهي حقٌّ لله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يُشرك معه فيها غيره، لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، ولا ولي أو صالح أو مؤمن، فضلًا عن ملك، أو وزير، أو رئيس.



أيها المسلمون:

إن أعظم ما يدعو إلى الخشية ويغرسها في القلب، ويعمق أثرها في النفس - العلم بالله ومعرفة العبد بأسماء الله وصفاته، وأنه لا يخفى عليه شيء من الأمور كبيرها أو صغيرها؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4]، واطلاع الله سبحانه وإحاطته شاملة لجميع المخلوقات: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا ﴾ [يونس: 61].



وكلما كان الإنسان عالمًا بقدرة ربه، عارفًا به، كان له أشد تعظيمًا وخشية، وقد كان الأنبياء عليهم السلام لمعرفتهم التامة، وإيمانهم الراسخ أكثر خشية لله؛ كما وصفهم ربهم بقوله: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ﴾ [الأحزاب: 39]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له))، وكذلك العلماء الأتقياء يخشون الله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28].



وقال أحد التابعين: "كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله تعالى"؛ أي: إن العلماء هم أشد الناس خشية لله تعالى، وإن من أعظم ثمار الخشية لله والخوف منه: أنها تدفع المؤمنين إلى المسارعة في الخيرات، والتسابق إلى الصالحات قبل نزول الموت وانقطاع الأمل، وقرب المنية وحلول الأجل، بل تجعل المؤمن يبتعد عن المشتبهات، ويدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس، وتدفعه إلى فعل السنن والمستحبات، فضلًا عن الفرائض والواجبات؛ قال عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57 - 61]، فمن الصالحات النافعات التي منبعها من الخشية برُّ الوالدين، وصلة الأرحام، وإتقان العمل، والتعامل باللين والرحمة، والصدق والأمانة خشية لله تعالى ومراقبة له.



وكذلك من أعظم ثمار الخشية: أنها تمنع المؤمن وتحصنه من الوقوع في إثم الزنا، والنظر للمحرمات، حتى وإن كان مختليًا وحده، بل تحجزه عن الزلات، والوقوع في الصغائر والموبقات، حتى يكون الذنب الصغير أكبر عنده من الجبل الطويل، وإن وقع في ذنب أو خطيئة فهو يعاتب نفسه، ويوبخها ويحاسبها حسابًا عسيرًا.



وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة الذين كانوا يمشون، فأصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: ليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه، فذكر الأول حفظه للأمانة وإعطاءه الأجير حقه،ثم تكلم الثالث، فذكر كيف منع نفسه عما حرم الله، وفرج كربة ابنة عمه، وراقب الله فيها، ثم قال: ((فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرِّج عنا، ففرج الله عنهم)).



لقد خلت في زماننا - إلا من عصم الله - القلوب من الخشية، والنفوس من الرهبة لله رب العالمين، حتى تجرأ الكثير منا في انتهاك المحرمات عيانًا، وعمل الفواحش نهارًا جهارًا، في البيوت والشقق والعقارات، بل حتى في الحدائق والطرقات، بل في البراري والفلوات، بل وظهر في عصرنا الشذوذ وإتيان البهائم والحيوانات، وتقليد الفجار والكفار والمخنثين، وانتقلت تلك العدوة الخبيثة إلى ديار العرب المسلمات والمسلمين، فعميت الأبصار، وحلت في القلوب ظلمة وسواد في الليل والنهار، وتاهت العقول، واضطرب وانزعج الأخيار، وقل أهل الصلاح والتقى وخشية الله الواحد الجبار، ولو كشف الغطاء عن أحوال الناس اليوم، وما تلبسوا به من موبقات وكبائر حتى تحولت صورهم إلى صور شبيه بالبهائم في تصرفاتهم، لرأيت في ذلك ما يشيب له الرأس، ويندى له الجبين، فنزعت البركات من الأرزاق والأعمار، وحلت النقم وتسلط علينا العدو والفجار، على كل بلد وضيعة ودار، خلت المساجد من روادها، وغابت عنها دروس القرآن وتعليم السنن والآثار، وتفقيه الناس أمور دينهم والتثبت من الأخبار، وإخبار العلماء وسيرة الأخيار، واستبدلت بقاعات الفجور يجلب فيها المغني أو المغنية، بملايين النقود والدولار، فيجتمع عليه المئات بل الآلاف، ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وإلى الله المشتكى، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



فاللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة، ووفقنا جميعًا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وطاعة من أمرتنا بطاعته.



نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدالله ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:



فأوصيكم - عباد الله ونفسي - بتقوى الله عز وجل، أيها المصلون:

إن الله تبارك وتعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبشر الذين يخشون ربهم بالمغفرة والأجر الكريم؛ فقال جل شأنه في كتابه الكريم: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴾ [يس: 11].



فخشية الله سبب في مغفرة الذنوب، وتدخل صاحبها الجنة: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].



فلنربِّ بناتنا وأبناءنا على خشية الله تعالى قبل أن يجرفهم السيل، ويأخذهم التيار، إن على عاتقنا أمانة كبيرة، ودينًا عظيمًا؛ أن نعلم أبناءنا ونربيهم على الخوف من عقاب الله وخشيته، حتى ينشأ هذا الجيل، ويكونوا أداة صالحة لخدمة دينهم ومجتمعهم، أما إذا تركنا لهم الحبل على الغارب، ومتابعة كل ما يشاهدونه من ألعاب وأفكار، وعقائد ورسوم متحركة وأخبار، وما تتضمن من إنكار الدين، والاستهزاء بالإسلام، والدعوة إلى الشذوذ والتميع ومشابهة الكفار؛ فلا تلوموا حينئذٍ إلا أنفسكم.



حصنوا - رحمكم الله - أبناءكم بحفظ القرآن الكريم، ومحبة النبي المكرم وسيرته العطرة، وتعليمهم أحكام الإسلام، وقواعد الشريعة، بشكل مبسط وسلس، يدخل إلى قلوبهم الفرح والسرور، وتستوعبه أفهامهم وعقولهم، وكونوا من الذين يخشون ربهم، ويستجيبون لأمره، ويكثرون من الصلاة على نبيهم صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا)).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]