مصلحة الدين تقوم بالتعليم لا بالتلقين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 589 - عددالزوار : 333970 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2022, 04:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,339
الدولة : Egypt
افتراضي مصلحة الدين تقوم بالتعليم لا بالتلقين

مصلحة الدين تقوم بالتعليم لا بالتلقين


الشيخ: فَتْحي بِن عَبدِ الله المَوْصِليِّ


ما يسمعه الطالب من شيخه من ألفاظ واصطلاحات وأحكام -ولاسيما في البدايات-، تساهم في تكوين عقليته وتؤثر في تكوين تصوراته، حتى يشرع هذا الطالب في إنزال ما يسمعه على الواقع، ويبحث عن مثالها في الأعيان والأشخاص، ويكرر تلك الكلمات والاصطلاحات، فيعتاد عليها حتى تكون دندنته الكلامية وعاداته اليومية.

وقد لا يسمع الطالب من أستاذه إلا لفظ كافر، ومنافق، وفاجر، وضال، وطاغوت، ومبتدع، وفاسق، وظالم، وجاهل، ومتروك، ودجال، وكذاب، ومفتون، وحزبي، فيبحث الطالب البار بشيخه عن المثال العيني لهذه الاصطلاحات الجازمة في الواقع لإنزالها على الأشخاص والأعيان؛ ولو بالشبهة والظن ومن غير تورع ولا احتياط.

وبالمقابل قد يبتلى الطالب بأستاذ لا يسمع منه إلا لفظ الولي، والتقي، والمجاهد، والعالم، والعلامة، والمجدد، والشهيد، والمخلص، والصالح، والإمام الأكبر، وسجين الحق، فيبحث الطالب المفتون بشيخه عن مثال هذه الألقاب في الواقع؛ فينزلها على كل متكلم وعامل من غير أن يعلم الفرق بين أهل الاتباع وأهل التقليد، ولا بين أهل الحق وأهل الانحراف.

الخروج عن حد الاعتدال

وهذا الخروج عن حد الاعتدال يفضي - غالباً - إلى أمور خطيرة:

- أولها: اتصاف التلميذ -إلا ما رحم ربي- بالجفاء في الألفاظ والأحكام، أو بالغلو في الأعيان.

- وثانيها: يبقى التلميذ لا يحسن التنزيل، ولا يتقن التمثيل ولا يفقه في التأصيل؛ لا يجيد إلا صناعة النقد، أو المبالغة في الاعتذار والمدح حتى يصل إلى مرحلة التصادم مع الواقع والتنافر مع المجتمع والأشخاص.

- وثالثها: أن هذا الانفصام وذاك التناقض والإقصاء قد يفضيان بالطالب أيضاً بعد طول سنين إلى عُقد نفسية ومهاترات شخصية، وانحرافات فكرية، وأزمات أخلاقية؛ تدفع ثمنها الدعوة وتضيع بسببها مصالح الأمة.

والمطلوب من الشيوخ النبلاء والأساتذة الفضلاء الانتقال من تلقين الألفاظ إلى تعليم المعاني، ومن الاصطلاحات المفردة إلى الجمل الجامعة، ومن التربية على الحرف الواحد إلى التربية بالكلام الجامع، ومن التركيز على النوع الواحد إلى الاعتناء بالتقسيم الشامل...

التعليم الشرعي الواجب

فالتعليم الشرعي الواجب -وليس التلقين اللفظي الجامد- يقتضي من المعلم الربانيّ أن يبدأ مع الطلاب بذكر الإثبات والنفي ويرشدهم إلى الأوصاف الجامعة والحدود المانعة؛ فيعلم كل تلميذ أن: الإيمان ضد الكفر، والسنة ضد البدعة، والإيمان الصادق ضد النفاق، والصدق ضد الكذب، والتقوى ضد الفسوق، والظلم ضد العدل، والطاعة ضد المعصية، والجهل ضد العلم.

الذم والمدح والنفي والإثبات

مع الاعتناء بذكر القيود والاحترازات في الذم والمدح والنفي والإثبات، وعدم الإيغال في ذكر الأشخاص إلا في حدود المصالح والحاجات حتى يتربى الطالب على العدل والتفكر والتأمل، وعلى حمل المعاني والمقاصد والعلل عند البحث عن المثال العيني في الواقع، بعد أن انتظم منهجه على استعمال كلمات الثناء والذم بحسب الشروط والأسباب، وبعلم واعتدال وأدب مقرون بخشية وانكسار.


التربية الربانية للأجيال

فالشيخ العالم الفقيه يعتني بالتمثيل، ويجتهد في تقريب التأصيل بحسن التفصيل، ويجمع بين التخلية والتحلية، وبين التعريف والتصحيح، وبين تحري الحق ورحمة الخلق، ويفرق بين موجبات المدح وموجبات الذم وبين أسباب الرحمة وأسباب النقمة والعذاب؛ كما قال -تعالى-: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}، وهذه هي التربية الربانية للأجيال، بلا تعميم ولا إطلاق ولا إقصاء ولا تهوين من الأخطاء.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.88 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]