|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
أحبتي الكرام، إن رمضان شهر القرآن، والقرآن عنوان مجدنا، ومنبع عزِّنا، ومصدر فخرنا، فلنجدد أحبتي العلاقة معَ كتاب ربنا العزيز الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]. ![]() ![]() وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فِي ظُلُمَاتِهِ ![]() مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَنًا مُتَهَلِّلًا ![]() هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلًا وَرَوْضَةً ![]() وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِز يُجْتُلَى ![]() يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ ![]() وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلًا إلَيْهِ مُوَصِّلَا ![]() أحبتي الكرام، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن "في كل ليلة من رمضان" معَ جبريل عليه السلام، فعن ابن عباس قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. وتأملوا - رحمكم الله - أثرَ كلام الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف جادت يده صلى الله عليه وسلم بالعطاء، وهو أجود الناس - بأبي هو وأمي - حتى كان بعد مدارسته القرآن مع جبريل عليه السلام أجودَ بالخير من الريح المرسلة. لتعلموا بذلك - أحبتي - أن الحسنة تأتي بأختها، وأن الكرم قرينُ الكتاب الكريم، وأن رمضان شهر مواساةِ المعدَمين، وإطعامِ المساكين؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، غيرَ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا". والسؤال لكم أحبتي الكرام، كم صائمًا فطرتم منذ بداية شهر الجود والإحسان؟ وكم صائمًا تنوون تفطيره فيما تبقى من أيام الشهر المعدودات؟ لتجد أيديكم أحبتي بالعطاء والفضل، أنفقوا أحبتي ولا تخشوا من ذي العرش إقلالًا. قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه: "أَنْفِقْ بلالُ ولا تَخْشَ من ذِي العرشِ إِقْلالًا". قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفَعهم نفعه، ومن سترهم سترَه، ومن منَعهم خيره منعه خيره، ومن عامَل خلقه بصفةٍ عامَله الله بتلك الصِّفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تعالى لعبده حسبَ ما يكون العبد لخلقه". أحبتي الكرام، إن لم نصفح في رمضان، فمتى نصفح؟ قال السعدي رحمه الله تعالى: "فمن عفا عفا الله عنه، ومن صفح صفح الله عنه، ومن غفر غفر الله له، ومن عامل الله فيما يحب، وعامل عباده كما يحبون وينفعهم، نال محبة الله ومحبة عباده، واستوثَق له أمره". قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]. اللهم قنا شحَّ أنفسنا، واجعلنا من المفلحين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية ![]() وَالْحَمْدُ لِلهِ كَمَا هَدَانَا ![]() إِلَى سَبِيلِ الْحَق وَاجْتَبَانَا ![]() أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهْ ![]() وَمِنْ مَسَاوِي عَمَلِي أَسْتَغْفِرُهْ ![]() وَأَسْتَعِينُهُ عَلَى نَيْلِ الرِّضَا ![]() وَأَسْتَمِدُّ لُطْفَهُ فِي مَا قَضَى ![]() وَبَعْدُ إِنِّي بِالْيَقِينِ أَشْهَدُ ![]() شَهَادَةَ الْإِخْلَاصِ أَنْ لَا يُعْبَدُ ![]() بِالْحَق مَأْلُوهٌ سِوَى الرحْمَنِ ![]() مَنْ جَلَّ عَنْ عَيْبٍ وَعَنْ نُقْصَانِ ![]() وَأَن خَيْرَ خَلْقِهِ مُحَمدًا ![]() مَنْ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ![]() رَسُولُهُ إِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ ![]() بِالنورِ وَالْهُدَى وَدِينِ الْحَق ![]() صَلى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَمَجَّدا ![]() وَالْآلِ وَالصحْبِ دَوَامًا سَرْمَدَا ![]() أما بعد: فاعلموا - رحمكم الله – أن من الأمور المهمة التي ينبغي العناية بها في شهر رمضان: صلاة التراويح، فحافظوا أحبتي على هذه الصلاة العظيمة في كل ليلة من رمضان، ولا تنصرفوا منها حتى ينهي الإمام صلاته، فإنكم إن فعلتم ذلك أدركتم قيام رمضان كله، وأدركتم قيام ليلة القدر التي هي ﴿ خيرٌ من ألف شهرٍ ﴾، ومصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حُسبَ لَه قيامُ ليلةٍ". اللهم وفِّقنا لصيام رمضان وقيامه إيمانًا واحتسابًا، ووفِّقنا لقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ". واحرصوا - أحبتي الكرام - على تعويد الصغار على صيام رمضان؛ حتى يسهل عليهم الصوم عندما يكبرون، ولكم في النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه أسوة حسنة، فعن عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ: "مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ"، فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَنَصْنَعُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَنَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا، فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ؛ أَعْطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ؛ تُلْهِيهِمْ حَتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ. وتذكَّروا - أحبتي - أن مشقة الطاعة تذهب ويبقى أثرها وثوابها، وأن لذة المعصية تذهب ويبقى شؤمها وعقابها، واستبشروا - أحبتي - وافرحوا بفضل الله تعالى وبرحمته؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ". وقال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]. وكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قالَ: "ذَهَبَ الظَّمأُ وابتلَّتِ العُروقُ وثبَتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ". فهنيئًا لكم أيها الصائمون، ثبت أجركم إن شاء الله. واحرصوا - أحبتي - على أداء عمرة في رمضان، فهي تعدل حجة مع إمام المرسلين، وخاتم النبيين، وسيد ولد آدم أجمعين، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأنْصَارِيَّةِ: ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟ قالَتْ: أبو فُلَانٍ - تَعْنِي زَوْجَهَا - كانَ له نَاضِحَانِ، حَجَّ علَى أحَدِهِمَا، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي". تقبل الله صيامكم وقيامكم ومدارستكم القرآن، وصدقاتكم وعمرتكم وسائر أعمالكم الصالحة. اللهم ربَّنا لك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه. اللهم أعنَّا على ذِكرك وشكرك وحسن عبادتك. ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128]. اللهم وفِّق أولي الأمر منا لكل طاعة وبر وإحسان، وجنِّبهم كل معصية وطغيان وكفران. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |