|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() من أقوال السلف في صفات العقلاء -3 فهد بن عبد العزيز الشويرخ يتدارك نفسه بالتوبة إذا وقع منه الزلل والخطأ: قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: لو أن العاقل أصبح وأمسى وله ذنوب بعدد الرمل كان وشيكاً بالنجاة والتخلص منها, ولو أن الجاهل أصبح وأمسى وله من الحسنات وأعمال البرَ عددُ الرمل لكان وشيكاً أن لا يسلم له منها مثقالُ ذرَّةٍ. قيل: وكيف ذلك ؟ قال: لأن العاقل إذا زلّ تدارك ذلك بالتوبة والعقل الذي رُزِقَه, والجاهل بمنزِلة الذي يبنى ويهدِم, فيأتيه من جهله ما يُفسد صالح عمله.
** قال الإمام ابن حبان رحمه الله: العاقل يستعمل مع أهل زمانه لزوم بعث الهدايا بما قدر عليه؛ لاستجلاب محبَّتهم إيَّاه، ويفارق تركه مخافة بغضهم، وإني لأستحب للعاقل المداومة على إطعام الطعام، والمواظبة على قري الضيف.
ــــــــــــــ
والعاقل لا يشتغل في طلب العلم إلا وقصده العمل به؛ لأن مَنْ سعى فيه لغير ما وصفنا ازداد فخرًا وتجبُّرًا، وللعمل تركًا وتضييعًا، فيكون فساده في المتأسِّين به فيه أكثر من فساده في نفسه، ويكون مثله كما قال الله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25]، والواجب على العاقل مجانبة ما يدنِّس علمه من أسباب هذه الدنيا، مع القصد في لزوم العمل بما قدر عليه. ويجب على العاقل ألَّا يطلب من العلم إلا أفضله، وفضل العلم في غير خيرٍ مهلكةٌ، كما أن كثرة الأدب في غير رضوان الله موبقةٌ، والعاقل لا يسعى في فنونه إلا بما أجدى عليه نفعًا في الدارين معًا، وإذا رزق منه الحظ لا يبخل بالإفادة؛ لأن أول بركة العلم الإفادة.
ــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــ
& العاقل لا يطول أمله لأن من قوي أمله ضعف عمله، ومن أتاه أجله لم ينفعه أمله & من عقل العاقل دفن عقله ما استطاع؛ لأن البذر وإن خفي في الأرض أيامًا، فإنه لا بد ظاهر في أوانه، وكذلك لا يخفى عقله وأن أخفى ذلك جهده. & العاقل لا يدعي ما يحسن من العلم؛ لأن فضائل الرجال ليست ما ادَّعوها؛ ولكن ما نسبها الناس إليهم، & لا يجب للعاقل أن يغتم؛ لأن الغم لا ينفع، وكثرته تزري بالعقل، ولا أن يحزن؛ لأن الحزن لا يرد المرزئة [المصيبة]، ودوامه ينقص العقل. & العاقل لا يخيف أحدًا أبدًا ما استطاع، ولا يقيم على خوف وهو يجد منه مذهبًا. & العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأل، ولا يكثر التماري إلا عند القبول، ولا يسرع الجواب إلا عند التثبت. & العاقل لا يتَّكل على المال، وإن كان في تمام الحال؛ لأن المال يحلُّ ويرتحل، والعقل يقيم ولا يبرح. & العاقل لا يقاتل من غير عُدَّة، ولا يخاصم من غير حُجَّة، ولا يُصارع بدون قوة. & لا يجب للعاقل أن يتوسَّل في قضاء حاجته بالعدوِّ، ولا بالأحمق، ولا بالفاسق، ولا بالكذَّاب، ولا بمن له عند المسؤول طعمه. & العاقل يبتدئ بالصنائع قبل أن يُسأل؛ لأن الابتداء بالصنيعة أحسن من المكافأة عليها. ــــــــــــــــ
& العاقل من حفظ دينه ومروءته بترك الحرام, وحفظ قوته في الحلال. & من علامات كمال العقل علو الهمة, والراضي بالدون دنيء. & الواجب على العاقل أخذ العُدة لرحيله, فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمرُ ربه. & ينبغي للعاقل أن يترصد وقوع الجزاء...وإن طالت المدة...فميزان العدل لا يحابي. & الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي, فإن نارها تحت الرماد. & لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظه وانقضاء باقي عمره في حسرة لما قرب منه. & العاقل...يستر ما في قلبه من البغض والود, ويداري من يكنون له الغيظ والحقد. & العاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة, فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل. & العاقل لا يدخل في شيء حتى يهيئ الخروج منه. & ينبغي للعاقل أن يتنبه...في دفع كل ما يحذره من شر. & العاقل من كانت عينه مراقبة للعواقب, محترزة مما يجوز وقوعه, عاملة بالاحتياط. & المؤمن العاقل لا يلتفت إلى حاسده إذ ذلك يحسده على الدنيا وهذا همته الآخرة & لا ينبغي للعاقل أن يظهر سراً حتى يعلم أنه إذا ظهر لا يتأذى بظهوره. & العاقل يدبر بعقله عيشته في الدنيا...والتدبير حفظ المال, والتوسط في الإنفاق. & يستدل على عقل العاقل بسكوته, وسكونه, وخفض بصره, وحركاته في أماكنها اللائقة بها, ومراقبته للعواقب, فلا تستفزه شهوة عاجلة عقباها ضرر, وتراه ينظر في الفضاء, فيتخير الأعلى والأحمد عاقبة من مطعم, ومشرب, وملبس, وقول, وفعل, ويترك ما يخاف ضرره, ويستعد لما يجوز وقوعه. ــــــــــــــ وختاماً: العقل: جوهر الإنسان وأكرم أخلاقه, قال إياس بن معاوية: من عدم فضيلة العقل فقد فجع بأكرم أخلاقه. وقال الحارث المحاسبي: لكل شيء جوهر, وجوهر الإنسان العقل. وعقول الناس تختلف بحسب الزمن الذين يعشون فيه, قال مطرف بن عبدالله بن الشخير رحمه الله: عقول الناس على قدر زمانهم. وكلما تقدم الزمن قلّت عقول الناس, قال ابن عباس رضي الله عنهما: يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا تجد فيه أحداً ذا عقل. فمن وجد عاقل في زمانة فهو كنز ثمين, فليصحبه ما استطاع, قال الإمام ابن حبان رحمه الله: فإذا وفق المرء لصحبة العاقل فليشد يديه به. والعاقل قد يتعب مما يرى ويسمع من أهل زمانه, ولكنه مع مستريح, قال الإمام ابن حزم رحمه الله: صدق من قال: إن العاقل في الدنيا متعوب, وصدق من قال: إنه فيها مستريح. فأما تعبُهُ فبما يرى من انتشار الباطل, وغلبة دولته, وبما يُحالُ بينه وبين الحقِّ من إظهار الحقّ. وأما راحته, فمن كل ما يهتمُّ به سائر الناس من فضول الدنيا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |