
07-08-2022, 09:20 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,604
الدولة :
|
|
النظارة والفحص الدوري لقاع النفس!
النظارة والفحص الدوري لقاع النفس!
د. خاطر الشافعي
مما لا شكَّ فيه أن ظروفًا متباينة تعترض طريقَ الإنسان وهو يسعى لتحقيق أهدافه، ومن الطبيعي أن تعترض قافلةَ النجاح رياحٌ شتَّى، ويبقى ختام الرحلة إيجابيًّا مرهونًا بثقة الإنسان في ربِّه الذي منحه عقلاً يزن الأمور، فلا تُحبطه المشكلاتُ، ولا يُلهيه الأملُ، ولا ينظر للعقبات أبدًا على أنها معوقات لمسيرة نجاحه، بل يراها فُرصًا لإثبات ذاته، وإبراز قدراته، فالفارق بين العقبة والفرصة هو تلك الزاوية التي من خلالها ينظر الإنسانُ لما يعترض طريقَه، فالتفكير الإيجابي والتفاؤل يعزِّز قدرةَ المرء على بلوغ غايته، واستشعار لذة النجاح قبل حدوثه، فهو يرسم لنفسه ولطموحاته لوحةً فنيةً رائعة، تزهو بألوانِ شخصيته الإيجابية، وفي كل الأحوال هو فائزٌ لا محالة، على العكس من ذلك الإنسان الذي يسجن نفسَه في إطار التفكير السلبي، وعدم الثقة في النفس، فيحصره تفكيرُه بين مخاوف الفشل الذي ينتظره، وصعوباتِ المرحلة التي يمر بها، فلا هو تجنَّبَ الفشلَ، ولا هو خاض غمار التحدي للتغلب على مثل هذه الصعوبات، فحصَرَ نفسَه في تلك الزاوية المظلمة من الإحباط، وذاق مرارةَ الفشل قبل حدوثه، وفي كل الأحوال هو خاسرٌ لا محالة!
فارقٌ كبير بين التفاؤل والتشاؤم، وبين الإيجابية والسلبية، وليس هناك أقسى من أن يهزم الإنسان نفسَه بالضربة القاضية، قبل أن يخوض المعركة؛ فنظرةُ المرء لنفسه هي أُولى خطواته نحو تحقيق النجاح، فكما يقول الشاعر:
وإنِّي لأرجُو اللهَ حتى كأنَّني 
أرَى بجميلِ الظنِّ ما اللهُ صانعُ 
وبلغةٍ أخرى: كن جميلاً، تَرَ الوجود جميلاً.
إنها تلك (النظارة) التي من خلالها نرى أنفسنا، ونرى حياتنا، وإنه ذلك (المدى) الذي يمكن أن يصل إليه (تفكيرُنا الإيجابي).
وبما أنها (نظارة)، فذلك معناه أنها شيءٌ ما (يصوِّب) نظرتَنا، وحيث إن في الأمر (تصويبًا) فلماذا لا نعطي أنفسَنا الفرصةَ لصناعة (مقاس مناسب للنظارة) به نرى الوجود بطريقة أفضل وأوضح؟! ولماذا لا نقوم بـ(فحص دوري لقاع النفس)؛ للحصول على (المقاس المناسب والصحيح للنظارة)؟!
إنها أُولى خطوات النجاح، فلا نجاح بدون عقبات، وتفاؤلنا هو ما يُحيل (العقبة) (فرصة)!
إنه ترويض النفس، وتعويدها على (الزاوية المريحة) لرؤية الأهداف، فإن حقَّقتها كان بها، وإن كان العكس فيكفي جدًّا (متعة انتظار النجاح)!!!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|