الفنون التطبيقية (الخزف - الزجاج - الزخرفة الخشبية - النسيج والسجاد) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم المسلم الذي ينشر الفساد بين المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          نصائح للفتاة المسلمة المقبلة على الزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الجنَّـــــــة .. من كتاب اليوم الآخر،سلسلة العقيدة لعمر بن سليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مناسك الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          العيد في عيون الشعراء,اقوال الشعراء فى العيد,شعر عن العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          الغيرة المحمودة والغيرةالمذمومة بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تقليد الأخرس والضحك منه من السخرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل يجب على الرجل أن يأخذ زوجته إلى أهلها كل أسبوع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الى الزوجين: لاتبوحا بأخطائكما قبل الزواج لبعضكما ..وعليكما بالدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          استحباب صيام الثمانية من ذي الحجة للحاج وغيره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-09-2022, 12:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,255
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الفنون التطبيقية (الخزف - الزجاج - الزخرفة الخشبية - النسيج والسجاد)

الفنون التطبيقية (الخزف - الزجاج - الزخرفة الخشبية - النسيج والسجاد)
أ. صالح بن أحمد الشامي





الزخرفة الخشبية:
كانت مادة الخشب ميدانًا لعمليات تجميلية متنوعة، سادت في كثير من الأقطار الإِسلامية.


وكان الحفر - الذي استعمل بأساليب متعددة - إحدى هذه الوسائل التجميلية، كما استعملت الحشوات للحصول على أشكال هندسية متنوعة في مقدمتها المضلعات المنبثقة من أشكال نجمية.


وفي كثير من الأحيان كان الخشب يطعم بالعاج وغيره..


إن كثرة استعمالات الخشب أتاحت للفنان مجالات واسعة لتطوير فنه وتحسينه، كما أن طبيعة الشكل المراد تزيينه ووظيفته التي يراد له تأديتها كان لهما أكبر الأثر في إبداع ذلك العطاء الفني.


وقد استعملت الحشوات في الأبواب والمنابر، واستعمل الحفر والتفريغ في التحف، كما استعمل التطعيم في الصناديق وبعض الأبواب والكراسي..

النسيج والسجاد:
النسيج صناعة قديمة، وحاجة عامة، فكان من البدهي أن تكثر مصانعه والعاملون فيه تلبية لتلك الحاجات.


ولكن النهضة العمرانية العامة التي استطاع الإِسلام أن يبعثها في كل أرض وصل إليها نوره، شملت هذا الجانب الحيوي. وخصته بعناية لم يحظ بها غيره، فقد أنشأت بعض الدول المسلمة دورًا خاصة تشرف عليها الدولة، مهمتها إنتاج الملابس لبيت الخلافة، وقد أطلق على هذه الدور اسم (دور الطراز) وقد أفرد ابن خلدون في مقدمته فصلًا تحت هذا العنوان بينَّ فيه مهمة هذه الدار وقرب المسؤول عنها من الخليفة، كما بينَّ أن وجودها ارتبط بعهود الرفاهية..


وإذا كانت هذه الدور الخاصة تنتج اللباس الخاص بالخليفة وحاشيته وتنتج الخلع التي يتكرم بها على من يصلهم إحسانه، فإن هناك دورًا عامة يقوم عليها صناع وتجار مهمتها تلبية حاجات الناس عامة. ولا شك بأن وجود الدور الخاصة قد دفع بهذه الصناعة نحو التقدم في تحسين إنتاجها وإضافة الزخارف والكتابات.. وكانت الدور العامة تحذو حذو الدور الخاصة فتنتج الجديد..


وقد لمعت أسماء بعض المدن في إنتاج أنواع معينة من المنتوجات فكان منها دمشق، التي اشتهرت بصنع نسيج حريري سميك أطلق عليه اسم (الدامسكو) أو (الدمقس) واشتهرت بغداد والموصل بصنع نسيج حريري ناعم سمي (الموصلين). وتعددت مدن صناعة النسيج بمصر، وفيها كانت تصنع كسوة الكعبة وتطرز.


وقد بلغت هذه الصناعة في كثير من بلدان العالم الإِسلامي مستوى رفيعًا جعلها غاية يسعى إليها ومنية تهفو النفوس إليها. "فقد روا ناصر خسرو الرحالة المشهور، أن أميرًا فارسيًا أرسل مندوبيه ومعهم (20،000) عشرون ألف دينار ليحصل على كسوة كاملة من النسيج السلطاني الذي يصنع في تنيس [بمصر]، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، لأن هذا النسيج الفاخر كان خاصًا بالخليفة فقط"[9].


وكان لكل بلد أسلوبها في الزخارف التي أدخلتها على نسيجها، ففي إيران انتشرت الزخرفة بالزهور والفروع النباتية، وكذلك في تركيا. كما أدخل الخط كعنصر تزييني في بعض ما أنتجته دمشق ومصر، وغالب هذه الكتابة عبارة عن جمل دعائية مثل: سعادة دائمة.


ومن أقدم ما وصل إلينا من النسيج الإِسلامي "قطعة من النسيج من موجودات المتحف الإِسلامي بالقاهرة، مصنوعة من الكتان، وعليها نص تاريخي يقول "بسم الله، بركة من الله لعبد الله الأمين أمير المؤمنين أطال الله بقاه مما أمر بصنعه في طراز العامة بمصر على يد الفضل بن الربيع مولى أمير المؤمنين"[10]

وأما صناعة السجاد فقد انتشرت في أماكن متعددة من العالم الإِسلامي مثل تركيا وسوريا ومصر..


ولكن إيران ظلت البلد الذي لا يجاري في هذه الصناعة، التي وصلت إلى ذروتها في القرن العاشر الهجري. حيث أنتجت أنماطًا لا تضاهيها أنماط أخرى في جمالها وسحرها..


وقد كانت - ولا تزال - كل من أصفهان، وتبريز، وشيراز، وقاشان، وهمدان، أهم المدن في إنتاج هذه الصناعة.

فنون أخرى:
نستطيع القول بأن صنعة الجمال سرت في كل جوانب الحياة، صغيرها وكبيرها، تضفي عليها من رونقها وبهائها، فلم تقف عند المجالات السابقة بل انسابت إلى كل ما يقع تحت البصر أو في متناول اليد.


وفي مقدمة هذه الأشياء.. الكتاب، الذي كان ميدانًا، ليس لفن واحد، بل لفنون.


بدأت فنون الكتاب بفن (الخط) الذي تحدثنا عنه في فصل سابق، حيث قلنا إن العناية بالخط في كتابة المصاحف كانت قربة إلى الله تعالى. وتبع ذلك عناية أخرى تجميلية وهي تذهيب وتلوين الفواصل بين السور، وكذلك بين الآيات..


وقد تبعت كتب الأدب المصاحف في هذا الشأن، في تزيين صفحاتها الأولى والأخيرة، وإضافة الرسوم إلى موضوعاتها.


وجاء التجليد كعملية ختامية لإِعطاء الكتاب شكله النهائي، حيث يُسعى إلى الجمال والمتانة، وكان الجلد هو المادة المستعملة في التجليد ثم استعمل الورق المقوى وغيره..


وأتيح للزينة أن تأخذ مكانها على هذا الجلد، حيث يبذل الفنان قصارى جهده، في إخراجه بالشكل الذي يجذب البصر ويستهوي الإِعجاب.


وكما كانت كتابة القرآن العامل الأساسي في نشأة فن الخط، فإن القرآن كذلك كان الدافع لنشأة فنون الكتاب جميعًا، إذ بدأت به هذه الفنون تقربًا إلى الله تعالى وتعبيرًا عن الحب والإِيمان.. ثم شملت الكتب الأخرى.


ومن الفنون التي راجت، صناعة التحف المعدنية، من نحاسية وغيرها، وقد كانت تزين بالحفر عليها.. وقد ازدهرت هذه الصناعة في مصر وسوريا وكذلك الموصل.


وهناك صناعة التحف العاجية أو التطعيم بالعاج..


بعد هذه الجولة القصيرة مع الفنون التطبيقية، نقول: استطاع الفنان المسلم الوصول بالفنون التطبيقية إلى المستوى الذي بلغ فيه الغاية، حتى أصبحت الزخارف في الصناعة جزءًا منها، وكأنها داخلة في بنيتها، وما ذاك إلا نتيجة للدقة الفائقة التي توصل إليها هذا الفنان.

وندع الكلام عن ذلك لـ(اي، اج، كريستس):
"اتخذ الفن الإِسلامي وهو في سبيل تقدمه.. شكلًا متمايز المعالم، وطابعًا خاصًا واضحًا، حتى ليمكن عده طبيعيًا، يمر النظر به مر الكرام غير متشكك، كان كل شيء - سواء أعد للاستعمال الاعتيادي، أو عمل لمناسبة خاصة - يكسى الزخارف النابضة بالحياة بإسراف عظيم الدقة، وبأشكال تبدو وكأنها طبيعية، كالرسوم التي تخلعها الطبيعة على الأحياء أكثر مما تبدو زخارف اصطناعية.. وكانت عناصرها المكونة مصوغة بدرجة من الدقة والنظام حتى ليكاد يستولي علينا الوهم بأن تحت هذا المنظر المتناسق حيوية دافقة لا يدرك كنهها. هذا الإِسراف الزخرفي لم يكن تعلة لملء فراغ، أو إخفاء أشكال ظاهرة المدلول، لكنه جزء رئيسي من أجزاء الصناعة الدقيقة التي لا يمكن أن نعد العمل كاملًا بدونها، فاطراد النسق الإِيقاعي في الزخرف للعين الشرقية، إنما هو ضرورة إيناسية، كضرورة اللحن للأذن الغربية.


إن أزهد دراسة للفن الإِسلامي ستبين بأن الأشكال الزخرفية يجب أن توضع في صف أعلى الفنون الصغيرة التي تفتقت عنها العبقرية الإِسلامية"[11].


[1] انظر في هذا الموضوع كتاب "التربية الجمالية"، للمؤلف.

[2] "تراث الإِسلام" بإشراف "توماس ارنولد" ترجمة جرجيس فتح الله 2 /478.

[3] قال الدكتور نعيم عطية "ولهذا كان فضل مدرسة مثل الباوهاوس في دفع الفن إلى الأمام فضلًا كبيرًا وجديرًا بكل احترام واحتفاء، فقد سعت إلى تنمية الروابط بين الفنون الجميلة والفنون النفعية، وقضت على الفكرة القديمة البائدة بأن همَّ الفنان الأول هو الجمال لذاته. وجعلت سعي الفنان الأول هو أن يزود الحياة اليومية بالأشياء الجميلة، فالكرسي الذي تراعى في تصميمه القيم الجمالية هو عمل فني لا يقل أهمية عن اللوحة، وكانت الخطوة التالية بطبيعة الحال، تطويع القيم الجمالية للإِنتاج اليومي". عن كتاب (الفن الحديث محاولة للفهم) ص 82 سلسلة اقرأ العدد 473.

[4] جمالية الفن العربي. د. عفيف بهنسي ص 197.

[5] الفن الإِسلامي. أبو صالح الألفي ص 260.

[6] تاريخ الفن عند العرب والمسلمين. أنور الرفاعي ص 156 - 157.

[7] تاريخ الفن عند العرب والمسلمين. أنور الرفاعي ص 156 - 157.

[8] تاريخ الفن عند العرب والمسلمين. أنور الرفاعي ص 156 - 157.

[9] الفن الإِسلامي. أبو صالح الألفي ص 291.

[10] مجلة الفيصل العدد 39 ص 117.

[11] كتاب (تراث الإِسلام) بإشراف (توماس ارنولد) ترجمة جرجيس فتح الله. المطبعة العصرية بالموصل 1954 ج 2 ص 443.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.49 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]