أعظم الدروس والعبر من قصة أكل آدم عليه السلام من الشجرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4906 - عددالزوار : 1944922 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4477 - عددالزوار : 1251993 )           »          تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 620 - عددالزوار : 66565 )           »          رحلات البالون الطائر ومعابد الأقصر.. سحر لا يقاوم يخطف قلوب سياح العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14372 - عددالزوار : 759008 )           »          ركعتا الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          فوائد قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الأب السبب والسند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التربية بالموقف نماذج وتعليق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2022, 04:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,939
الدولة : Egypt
افتراضي أعظم الدروس والعبر من قصة أكل آدم عليه السلام من الشجرة

أعظم الدروس والعبر من قصة أكل آدم عليه السلام من الشجرة
د. صغير بن محمد الصغير

الحمد لله..
لما خلق الله آدم وفضله، أتم نعمته عليه بأن خلق منه زوجة ليسكن إليها، ويستأنس بها، وأمرهما بسكنى الجنة، والأكل منها رغدًا؛ أي: واسعًا هنيئًا، ﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾؛ أي: من أصناف الثمار والفواكه، وقال الله له: ﴿ ‌إِنَّ ‌لَكَ ‌أَلَّا ‌تَجُوعَ ‌فِيهَا ‌وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾ [طه: 118-119]، ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ [البقرة: 35]، نوع من أنواع شجر الجنة الله أعلم بها، وإنما نهاهما عنها امتحانًا وابتلاء أو لحكمة غير معلومة لنا، ﴿ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35]، دل على أن النهي للتحريم؛ لأنه رتَّب عليه الظلم، ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36].

فلم يزل عدوُّهما يوسوس لهما، ويزيِّن لهما تناول ما نُهِيَا عنه حتى أزلهما، أي: حملهما على الزلل بتزيينه، ﴿ وَقَاسَمَهُمَا ﴾ بالله ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾، فاغترَّا به وأطاعاه، فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم والرغد، وأُهبِطوا إلى دار التعب والنصب والمجاهدة، ﴿ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾؛ أي: آدم وذريته أعداء لإبليس وذريته، ومن المعلوم أن العدو يجد ويجتهد في ضرر عدوه وإيصال الشر إليه بكل طريق، وحرمانه الخير بكل طريق، ففي ضمن هذا تحذير بني آدم من الشيطان؛ كما قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]، ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [الكهف: 50]، ثم ذكر منتهى الإهباط إلى الأرض، فقال: ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ﴾؛ أي: مسكن وقرار، ﴿ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ انقضاء آجالكم، ثم تنتقلون منها للدار التي خُلقتم لها، وخُلقت لكم، ففيها أن مدة هذه الحياة مؤقتة عارضة، ليست مسكنًا حقيقيًّا، وإنما هي معبر يتزوَّد منها لتلك الدار، ولا تُعمَّر للاستقرار.

﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 37]:
﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ ﴾؛ أي: تلقَّف وتلقَّن، وألْهَمه الله ﴿ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ﴾، وهي قوله: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا﴾ الآية، فاعترف بذنبه وسأل الله مغفرته، ﴿ فَتَابَ ﴾ الله ﴿ عَلَيْهِ ﴾ ورحمه ﴿ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ ﴾، لمن تاب إليه وأناب، وتوبته نوعان: توفيقه أولًا، ثم قبوله للتوبة إذا اجتمعت شروطها ثانيًا، ﴿الرَّحِيمِ ﴾ بعباده، ومن رحمته بهم أن وفَّقهم للتوبة، وعفا عنهم وصفح[1].

أيها الإخوة: إن من أعظم دروس هذه القصة ما يلي:
أولًا: أن مَنْ مَنَّ الله عليه بالعلم عليه أن يعترف بنعمة الله عليه، وأن يقول كما قالت الملائكة والرسل: ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: 32]، وأن يتوقى التكلم بما لا يعلم، فإن العلم أعظمُ المنن، وشكر هذه النعمة الاعتراف لله بها، والثناء عليه بتعليمها، وتعليم الجهال، والوقوف على ما علمه العبد، والسكوت عما لم يعلمه.

ثانيًا: أن الله جعل هذه القصة لنا معتبرًا، وأن الحسد والكبر والحرص من أخطر الأخلاق على العبد، فكِبْرُ إبليس وحسده لآدم صيره إلى ما ترى، وحرص آدم وزوجه حملهما على تناول الشجرة، ولولا تدارك رحمة الله لهما لأَوْدَت بهما إلى الهلاك، ولكن رحمة الله تكمل الناقص، وتجبر الكسير، وتنجي الهالك، وترفع الساقط.

ثالثًا: أنه ينبغي للعبد إذا وقع في ذنب أن يبادر إلى التوبة والاعتراف، ويقول ما قاله الأبوان من قلب خالص، وإنابة صادقة؛ فما قص الله علينا صفة توبتهما إلا لنقتدي بهما فنفوز بالسعادة، وننجو من الهلكة، وكذلك ما أخبرنا بما قال الشيطان من توعُّدنا وعزمه الأكيد على إغوائنا بكل طريق إلا لنستعد لهذا العدو الذي تظاهر بهذه العداوة البليغة المتأصلة، والله يحب منا أن نقاومَه بكل ما نقدر عليه من تجنُّب طرقه وخُطواته، وفعل الأسباب التي يخشى منها الوقوع في شباكه، ومن عمل الحصون من الأوراد الصحيحة، والأذكار القلبية، والتعوذات المتنوعة، ومن السلاح المهلك له من صدق الإيمان، وقوة التوكل على الله، ومراغمته في أعمال الخير، ومقاومة وساوسه والأفكار الرديئة التي يدفع بها إلى القلب كل وقت بما يضادها، ويبطلها من العلوم النافعة والحقائق الصادقة.

رابعًا: أن فيها دلالة لمذهب أهل السنة والجماعة المثبتين لله ما أثبته لنفسه من الأسماء الحسنى والصفات كلها، لا فرق بين صفات الذات، ولا بين صفات الأفعال.

خامسًا: إثبات اليدين لله كما هو في قصة آدم صريحًا: ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75]، فله يدان حقيقة، كما أن ذاته لا تشبهها الذوات، فصفاته تعالى لا تشبهها الصفات»[2].

سادسًا: ذكر العلماء أن أول ذنب عُصي الله به الحسد، وذلك أن الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم، امتثلوا كلهم الأمر الإلهي، وامتنع إبليس من السجود له، حسدًا وعداوة له، فطرده الله وأبعده، وأخرجه من الحضرة الإلهية ونفاه عنها، وأهبطه إلى الأرض طريدًا ملعونًا، شيطانًا رجيمًا[3].

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي- أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ"[4].

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية
الحمد لله، من الفوائد المهمة: أن الله لا يقدِّر لابن آدم إلا الخير، واختيار الله له خير من اختياره لنفسه، ففي صحيح مسلم عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»[5]، ولكن ابن آدم يُفسد على نفسه بارتكاب المعاصي ومخالفة أوامر الله تعالى..

فالله خلق آدم وحواء عليهما السلام في الجنة ونهاهما عن أكل تلك الشجرة، ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ [طه: 121].

[1] تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص50).

[2] تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن (1/ 181).

[3] قصص الأنبياء (1/ 52).

[4] دـ الشقاوي.

[5] صحيح مسلم (2999).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.04 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]