|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ما هو منهج الفصحى؟
ما هو منهج الفصحى؟ أ. عبدالله بن محمد بن بدير نحو منهج للفصحى (1) ما هو منهج الفصحى؟ منهج الفصحى هو: منهج تعليمي للغة العربية، لكنه تجديدي غير تقليدي، منهج يمكن الطفل من فهم اللغة العربية الأصيلة، والتعبير بها عن الحاجات والأمور المعاصرة. أولا: الفلسفة الفارقة بين منهج الفصحى ومناهج تعليم اللغة العربية المعتادة: التعليم الصحيح للغة العربية يكون بالاستعمال اليومي لها، واتخاذها أداة للتعبير والحوار، فيما نسميه نحن «الدرس السلوكي» ويسمونه هم "التواصل الوظيفي" أو "التغطيس"[1]. ما هو الدرس السلوكي؟ موضوع التعليم في الدرس السلوكي - سواء كان ذلك الموضوع لغوياً أم أخلاقياً أم علمياً – يتحول إلى مهارة سلوكية يمارسها المجتمع التعليمي، ويوظّف المزاولةَ الحياتية لها في إتقانها، وفي تحصيل الخبرة بمناحيها التطبيقية الصحيحة النافعة للفرد والمجتمع. من ثَم فإنه لا يُسمح وعندما يتعلق الدرس السلوكي باللغة العربية فهو يعني اعتمادها لغة للحياة، فهي الوسيلة الوحيدة للمتعلم لـ "الإفصاح" عن حاجاته ومشاعره، وهي الوُصلة الوحيدة التي يتواصل بها مع المجتمع التعليمي استماعا وتحدثا، لذا فإننا نختار تسمية هذا المنهج للغة العربية بـ "منهج الفصحى" لأنه يلزم المتعلم بـ "الإفصاح" باللغة العربية. للمتعلم ولا لغيره من الموجودين في بيئة المجتمع التعليمي باستخدام أي لغة في الحديث سوى اللغة العربية، سواء كان ذلك في: 1 - موضوع الدرس. 2 - أم في أي شأن يعرض من شئون الدراسة، كامتداح ولد لنجابته وحفز آخر لغفلته. 3 - أم في أي حاجة من حاجات الحياة كالحاجة إلى الماء أو الخلاء أو فتح النافذة أو إيقاد المصباح. 4 - أو في أي حدث يقع كضياع الطلاسة أو انقطاع الكهرباء هلم جرا. 5 - أو في التعبيرات الانفعالية العارضة، كالتألم (= حَسّْ، وليس: أَيّ)، والتعجب (= وَيْ، وليس: هَهْ). والمهم هو عدم السماح باستخدام أي لغة أخرى في الحديث عامية أو غيرها. مما يدفع المتعلم إلى حفز قدراته كلها للتعلم ليستطيع التعبير عن حاجاته، والتفاهم والتفاعل مع أعضاء المجتمع التعليمي. وسواء كان ذلك من الطلاب أم من المعلمين أم من الإدارة والعمال، فالمجتمع التعليمي يجب أن يكون مجتمعا لغويا متحدا. إذا نحن هنا أمام منهج يعتمد اللغة العربية لغة حياة وليست لغة قواعد ونصوص. شروط التعليم في منهج الفصحى: 1 - كفاءة المعلمين، وقدرتهم على الحوار بعربية صحيحة. 2 - الدرس السلوكي، بالممارسة العملية والاكتساب الفطري. 3 - التزام المجتمع التعليمي بعدم الخروج عن اللغة العربية في الحوار. 4 - التعليم - أساساً - في سن الاكتساب الفطري للغة، من يوم إلى ست سنوات. 5 - وجود المتعلم في المجتمع التعليمي للفصحى عددا كافيا من الساعات اليومية، (خمس ساعات). أهمية منهج الفصحى ونتائجه المذهلة: النتائج المباشرة: 1 - الطفل الذي يتعلم اللغة العربية بالشروط السابقة يستطيع أن يتقن اللغة العربية فهما وتعبيرا. 2 - تنشأ لديه رغبة قوية وجامحة للقراءة، لسهولة فهمه للكلام المكتوب، فهو كلام فصيح. 3 - يتذوق القرآن الكريم والنصوص الأدبية، ويدرك روعة بلاغتها، ويفهم دقائق معانيها. 4 - يتفوق دراسيا بشكل ملحوظ، حتى في المواد غير اللغوية كالرياضيات والعلوم. النتائج غير المباشرة: القضاء على الازدواج اللغوي: إن الإفصاح بالعربية الفصحى يربط بين جانبي لغة المجتمع، الجانب الرسمي والجانب الدارج، مما يقضي في الأجيال التالية على مشكلة الازدواج اللغوي، أما "استعمال العامية في درس العربية -فضلا عن أنه يفقدنا شرطَ التغطيس الضروري في تعليم اللغات (الدرس السلوكي)- فإنه يجعل من مجتمع التعليم ميداناً خصباً للازدواج اللغوي، ويتخذ في قلوب أولادنا حقولا بكرا يستنبت فيها كافة الازدواجات السلوكية، التي تترسخ بعد ذلك في مجتمعنا الكبير.[2]" القضاء على الازدواج اللغوي: منهج الفصحى يعلم الأجيال بلغة القرآن والسنة ويغرس في وعيهم ثقافة السلف، فيربطهم بذلك "رباطاً وثيقاً عميقاً بثقافته الحقة، وتنشئ فيه روحا مشتركة تتصل بالرعيل الأول من المسلمين، وتُحسّ من كلام الله تعالى ما كانوا يُحسّون"[3]. وهو مع ذلك يتمثل جوانب الحياة المعاصرة بقدرته على التعبير عنها على وَفق الأصول اللغوية لعصر القرآن والسنة، وقدرته على التعاطي معها على وَفق الأصول الثقافية لذلك العصر الشريف، مما يخرج جيلا من الأمة متماسك الثقافة غير ممزق الانتماء. تقريظ عبقرية الدنان ونقد إنجازاته: كان عبد الله بن مصطفى الدنان هو الرجل الذي اكتشف هذه الفلسفة التجديدية، وعمل على تطبيقها على أولاده أولاً، ثم في حضانة تلو الأخرى بعد ذلك، وهو الذي كشف بالدليل العملي إمكانية نجاح التطبيق رغم هيمنة العامية على المجتمع العام، ثم وضع الأسس النظرية لهذه التجربة، مبينا شروط نجاحها. من ثَم استحق أستاذنا عبد الله بن مصطفى الدنان أن تسخو له النفوس بلقب العبقرية والتجديد، لما أبانه بالتجربة من إمكانية تعليم الفصحى في سن المهد والطفولة المبكرة[4]بالتلقي الشفوي، العفوي، والتعليمي، من أشخاص مدربين يتقنون استخدام اللغة في الحوار اليومي استخداما صحيحا، دونما حاجة إلى الدرس النظري، الذي لا يحسنه غير الكبار إن أحسنوه. لقد اقتحم الدنان غمار الحل الذي كان يبدو مستحيلاً، وغيّر مفهوم تعليم اللغة العربية السائد برمته، وأبان أن المشكلة كامنة في حلولهم، مشكلة الضعف اللغوي كامنة في حلهم لهذه المشكلة بالدرس النظري، لماذا لا نرجع إلى بادية بني سعد لنتعلم اللغة في الطفولة بالمشاركة الحية في السلوك اللغوي الطبيعي الذي هو جزء من سلوكيات وحاجات الحياة؟ الدنان يواجه مشكلة مستعصية بمقاربة مرنة: وأما عن المشكلة التي كانت تبدو مستعصية، وهي وجود بيئات عامية أقوى سيطرة على حياة المتعلم، مما يؤدي إلى إهدار جهود تعليم اللغة بالطريقة السلوكية، فإن الدنان أوجد الحل، فالطفل يتعلم أكثر من لغة، وعندما نوفر له الساعات الكافية لتعلم الفصحى فسوف يتعلمها جنبا إلى جنب بجوار العامية، وقد هيأ الله عقله الخطير لعدم الخلط بين قواعد كلتا اللغتين[5]، وقد كان تفكيرنا قبْل الدنان يقف عند هذه النقطة لا يتجاوزها إلى إمكانية إيجاد حلول جديدة. حالتنا البائسة قبل الدنان: قبل الدنان كان بعث اللغة العربية حلماً صعب المنال، كانت هناك عدة مشكلات تحول دون تحقيق ذلك الحلم الجميل: 1- اعتماد تعليم اللغة على الدرس النظري. 2- سيطرة اللهجات العامية على لغة الحياة التقليدية. 3- سيطرة المصطلحات والأسماء الوافدة، والأساليب الأجنبية المترجمة؛ على لغة التعليم والثقافة. فالطفل ينشأ في بيئته العامية ليتعلم عامية عشيرته، ثم يلتحق بسلك التعليم ويطالع قنوات الإعلام فيجد العلم والثقافة مصوغين بلغة أخرى هي خليط متنافر من لغة أمته ولغة مستعمريه! ويبقى الطفل ثم الإنسان المسلم ممزقا بين لغتين وثقافتين لا رابط بينهما (العامية التقليدية، والعربية المعاصرة التي سيطرت على ألفاظها وأساليبها الصبغة الغربية الوافدة)، ثم هما جميعا تتجاذبانه بعيدا عن لغته وثقافته الحقة الأصيلة التي تعبر عن جذوره ووجهته، فبينما كانت الأولى (العامية) تغذي ملكاته - في المهد - بغير اللغة التي سيتلقى بها التوجيه من كلام ربه، ويتكيف بها مع دينه ونبيه؛ جاءت الثانية (العربية المعاصرة) لتوجهه - عبر قنوات التعليم والإعلام - إلى أوربة، وتعرضه على حياض ثقافتها. وتبقى - لذلك - نصوص الكتاب والسنة بعيدة المرام عن إدراك المسلمين، وكلما قوي سلطان الثقافتين العامية والغربية ازداد المسلمون عن ذوق القرآن والسنة بعدا، والمراقب يرى أن سلطانهما آخذ في ازدياد. نقد إنجازات الدنان: ورغم انبهارنا بإنجازات الدنان، وتقريظنا لعبقريته، واحتذائنا خطاه؛ فإن ذلك لا يمنعنا من نقد عطائه، وتكميل إنجازاته العظيمة. ما أهمله أستاذنا الدنان: فأستاذنا الدنان لم يهتم بالمشكلة الثالثة وهي سيطرة الصبغة الغربية الوافدة على مفردات وأساليب العربية المعاصرة، بل لقد صاغ الرجل مفردات اللغة الوافدة وأساليبها في منهجه للفصحى - وإن هو لم ينص على ذلك - فما دام الكلام يأخذ مواقعه النحوية، ويضبط بما يجب ضبطه به نحوا؛ فهو فصيح! الأمر الذي يقتضينا النظر في بواعث هذا الأستاذ الكبير. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: ما هو منهج الفصحى؟
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: ما هو منهج الفصحى؟
ما هو منهج الفصحى؟ أ. عبدالله بن محمد بن بدير عند التصميم: تختلف أدوات منهج الفصحى عن أدوات المناهج الاعتيادية منذ الإعداد لتصميم المنهج، فلا بد من تصميمه على لغة الحوار إضافة إلى لغتي العلم والأدب. فعند تصميم المنهج لا بد من رعاية خصيصته الفارقة التي ذكرناها مرارا، وهي أنه منهج "يزاول اللغة ويبني بها الملكة" فلا بد أن يولي اللغة الحوارية التخاطبية الحية أكبر قيمة في محتواه، دونما تقصير في النواحي السردية، وذلك بأن: 1 - يحلل "دارجة عصر التنزيل" وهي لغة الحوار المصطلح عليها في ذلك العصر، ويسجل أدواتها التعبيرية، من العبارات الوظيفية، والاختيارات التعبيرية، والمسالك التخاطبية، والنظم التركيبية، وأساليب السَّوق والترصيف، ثم يعيد صوغ هذه الأدوات في حواراتنا المعاصرة. 2 - يحلل العاميات المعاصرة لاكتشاف العبارات الاصطلاحية السائدة في خطابنا ومقابلتها بما ذكرناه في النقطة السابقة من البدائل الفصحى المناسبة. 3 - يحلل قواعد النحو والصرف لصياغتها صياغة حسية؛ لبناء قواعد نحو وصرف حسية يستطيع المتعلم المشافه إدراك سماتها الفارقة بحاسة السمع، إلى درجة الاقتدار على تكوين ملكة يحتذيها في إفصاحه باللغة. عند التعليم[8]: تفسير المفردات: التفسير في المستويات الدنيا من الحضانة: 1 - التفسير نوع من الشرح، نحتاج فيه إلى استخدام أدوات التوضيح والتشويق العامة كالإيحاءات المتنوعة التي بيناها هناك، لكن التفسير مع هذا يختص بأدوات توضيح وتشويق أخرى نستخدمها معه، من أجل ذلك أفردناه بهذا العنوان الفرعي. 2 - والحق أنه يمكننا اختصار أدوات التوضيح والتشويق الجديدة في أداتين رئيسيتين تحتهما أنواع كما يلي: 3 - الاستحضار للواقع (في الأسماء)، ويكون هذا الاستحضار بـ : أ: استحضار ذات الشيء، عندما يكون ذلك ممكنا ولو مع بذل جهد محتمل، كأن نتجه بالأولاد نحو النافذة لنشير إلى الشجرة وحن نردد: شجرة! شجرة! أو أن نخرج بهم إليها في الفناء؛ لأن ذلك يجعل التعليم واقعيا راسخا. ب: استحضار صورة الشيء، وذلك حيث يصعب استحضار الشيء بعينه في الواقع، مع انتفاء الحرج الشرعي في التصوير، ويكون التصوير الأفضل هو التصوير المتحرك (فيديو) لما فيها من الصوت والحركة، مثلا: شلَّال. ج : استحضار صوت الشيء، إذا أتينا بصورة غير متحركة (ليست فيديو) فسيكون الصوت ظهيرا جيدا معها، مثلا: مطر، نشير إلى الصورة ونشغل الصوت. وعندما يتعلق الأمر باسم يحرم تصويره شرعا فسينفرد الصوت وحده، مثل: طفل. د : استحضار المعنى! عندما يكون المسمى معنويا، وليس حِسِّيًّا كالمسميات السابقة، وذلك مثل: «عَوْنٍ» في جموع السكون، س: كيف نفسر للأولاد قولنا: «عَوْنٌ عَوْنُ؟ ... أَعْوَانُ!»؟؟ جـ : نستدعي موقفا تعاونيا، مثل: «مَنْ يُعِينُنِي عَلَى نَقْلِ الْمِنْضَدَةِ؟ أَيْنَ الْأَعْوَانُ؟ يَا عُمَرُ، كُنْ عَوْنًا لِي!». 4 -تصميم المواقف الحقيقية (في الأفعال)، مثل: أ : موقف بسيط مثل: نخلع نعلا أو قلنسوة أو قفازا ونحن نرد: خَلَعَ، خَلَعَ. ب : موقف مركب مثل: تصميم مواقف حقيقية بين الأولاد تتحقق فيها القصة القصيرة للفعل، وهذه الوسيلة من أنفع وسائل التفسير، بل لولاها لكان موضوع إحياء العربية الفصحى لغة للحوار اليومي أمرا خياليا مستحيل التحقيق، فهي تكشف للأولاد بهذا البيان الاستعمالي البديع عن معنى كلمة يصعب على أكثر الكبار استجلاء معناها بالبيان النظري المعتاد، وهي الفعل «شَرِكَ» انظر النشيد الأيسر، فالموقف الحقيقي جعل الفعل «شرِك» كلمة واقعية مستخدمة بسهولة في لغة الأولاد اليومية. شَرِكَ شَرِكَتْنِي أُخْ تِي فِي أَكْلِي مَرْحَى مَرْحَى بِكِ يَا أُخْتِي 5 - ومن الأمثلة التي تجمع بين أنواع من وسائل التوضيح والتشويق العامة والخاصة: 1 - أثناء التَّرداد نؤكد ربط اللفظ بالمعنى مستخدمين. 6 - الإيحاء الحركي، كأن: أ : نتشمم بأنوفنا بالتذاذ ونحن نردد: مِسْكٌ، مِسْكُ. ب : نربِّت على أكتافنا ونحن نردد: كَتِفٌ، كَتِفُ. ج : ونمشي بضعف وتثاقل ونحن نردد: هَرِمٌ ، هَرِمُ. د : نتراجع في خوف ونحن نرد: فَزِعٌ، فَزِعُ. ه : نفغر أفواهنا مشدوهين ونحن نردد: فَغَرَ،فَغَرَ . و : ونديم النظر منجذبين ونحن نردد: هَطَعَ، هَطَعَ . 2 - الاستحضار للواقع مع الصورة، ونبذل في ذلك الجهد المناسب، ، فهذا من أنفع الوسائل لتفسير المعاني، بوضوح وسهولة مثلا: أ : نربِّتَ على جذع شجرة مجاورة ونحن نردد: جِذْعٌ، جِذْعُ. ب : أو نخرج نصف جنيه من جيوبنا مع ترديد: نِصْفٌ، نِصْفُ. هلم جرا. ج : نصنع لهم الـ (كاستر)، ونخفيه، ثم نقدمه لهم ونحن نردد: سِرِ/ سِرِ >> سِرِطْرَاطْ. د : عند تناولنا الدجاج نقدم لهم الـ (الزلمُكّة)، ونحن نتنادى بها «زِمِكَّى! زِمِكَّى!» وهكذا. 3 -نعمل على تصميم مواقف حقيقية بين الأولاد تتحقق فيها القصة القصيرة لكل فعل، من هنا يتحقق الأولاد من معنى كلمة تصعب على أكثر الكبار كالفعل «شَرِكَ»، ويستخدمونها بسهولة في لغتهم اليومية. 4 -الاستعانة بتسجيلات صوتية مناسبة، كأن نشغل صوت طفل رضيع أثناء ترديد: طِفْلٌ ، طِفْلُ.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: ما هو منهج الفصحى؟
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |