التشاكل والتناص في نماذج من شعر أبي العباس الجراوي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-10-2022, 08:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التشاكل والتناص في نماذج من شعر أبي العباس الجراوي

فمن الأبيات التي تتناص مع شعر المتنبي في ديوانه مع قصيدة أبي العباس الجراوي في مدحه للسلطان الموحدي يعقوب المنصور من قبيل:
1 "بالجيش تمتنع السادات كلهم
والجيش يا بن أبي الهيجاء يمتنع

2 يدرى اللقان غبارا في مناخرها
وفي حناجرها من آلس جرع

3 غزو فكل إليكم بعد ذا فلة
وكل غاز لسيف الدولة التبع

4 هلا على عقب الوادي وقد طلعت
أسد تمر فرادى لست تجتمع"[21]


فالبيت الثالث من قصيدة الجراوي يتناص مع البيت الأول الذي عمدت إلى ترقيمه للتوضيح مع قول المتنبي.
والبيت الخامس من قصيدة الجراوي يتناص مع البيت الثاني من بيت المتنبي.
أما البيت السادس فهو يتناص مع البيت الثاني.
في حين البيت السابع فهو يتناص مع البيت الرابع.

إن أبي العباس الجراوي في شعره لم يقتصر تناصه على شعر المتنبي، بل إن إحدى قصائده تأخذ من شعر امرئ القيس دون تغيير ودون تقديم أو تأخير. وهذا ما يطلق عليه بالتناص الكلي أو المطابق مع تقسيم صدر وعجوز البيت في القصيدة وكأنهما سطر شعري في القصيدة، وهذا يتمثل في قصيدة المخمسة في رثاء الحسين بن علي بن أبي طالب بقوله:
"خليليَ دعوى برَحت بخفاء
ألا أنزلا رحل الأسى بفنائي

وهدَا من الصبر الجميل بنائي
قفا ساعداني لات حين عزائي


1- قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
أيترك ربع الرسالة سبسب
تجيء به هوج الرياح وتذهب؟

ولا تنهمي فيه العيون وتسكب
وتظلع أعناق الذنوب وتنهب


2- بسقط اللوى بين الدخول فحومل"[22]
هذا فضلا عن قول الجراوي:
"تكرٌ عليهم كل يوم وليلة ♦♦♦ عصائب خيل تهتدي بعصائب"[23]

فهذا البيت الشعري يتناص مع قول النابغة الذبياني"عصائب طير تهتدي بعصائب"[24]

وفي قصيدة للجراوي التي يستميل عرب رياح في تونس لخدمة الخليفة عبد المؤمن في جهاده بالأندلس سنة 553، نجد بيتين شعريين 20 - 21 يقول فيهما:
"20 يثور إليه حاسرا غير دارع
ويقضي عليه دراعا غير حاسر

21 بني عامر أنتم صميم فصمموا
إليه الموت تصميم اللُيوث الخوادر"[25]


فالمتأمل في 20 يجد أنه يتناص مع قول الأعشى وذلك في قوله:
"في فيلق جأواء ملمومة ♦♦♦ تقذف بالدارع والحاسر"[26]

وأما البيت 21 فيتناص مع بيت شعري لكعب بن زهير وذلك في قوله:
"من خادر من ليوث الأسد مسكنه ♦♦♦ ببطن عتَر غيل دونه نحيل"[27]

إن شعر أبي العباس الجراوي لم يقتصر فقط في تناصاته الشعرية على ما أشرت إليه في بحثي هذا المتواضع، ولكن هناك تناصات عديدة مع شعراء آخرين تعمدت عدم الإشارة إليها وذكرها، لأن ذكرها لا يمكن لبحثي حول التناص أن يضمها ويجملها كاملة، وإنما تحتاج إلى أطروحات عديدة حتي يستفيض فيها الباحث للدراسة والتحليل والمناقشة، ولا بد من التأكيد على أن هذه التناصات العديدة المتضمن في شعر أبي العباس الجراوي لا تضعف من شأن وجودة شعره، بل تفصح على تلك التجربة الشعرية التي تميز بها العصر الموحدي آنذاك.


مما تقدم، يمكن القول حول إن النص وقوانينه والعوامل الفعَالة في توجيه شاعريته ميدانا رحبا لنشوء فكرة التناص التي لا تخلو من بعد فلسفي وإيديولوجي فكانت في بعض جوانبها ردة فعل تجاه ما أشيع على أيدي الشكلانيين الروس من تعمية على كل مؤثر في النص يقع خارجه مكتفية بالقوانين الخاصة النابعة من النص وعلاقاته الداخلية.

وبما أن الحوارية التي جاء بها "باختين" من خلال بحوثه ودراساته حول الأعمال الروائية الروسية لدستيوفسكي التي كانت أولى بوادر التناص، إلا أن هذا لا يعني اقتصار التناص على الحوارية فقط بل يمكن عدها جزءا رئيسا من التناص.

وبالرغم من كثرة تعريفات التناص التي أسهمت في تضخم مفهومه بصورة لا طائل منها، إلا أنه يعني في الأعم الغالب حضور مظاهر معرفية من أدب وتاريخ وفن وفلسفة وغيرها عبر ذاكرة المبدع متجلية بأشكال عدة في عمله الإبداعي.

وقد عرفت الآداب العربية علاقات التداخل النصي وتداول المعاني بين المنشئين، وكان هذا التداخل والتداول ضمن إطار عام تمثل بنظرية عمود الشعر العربي التي صاغها النقاد لكي يتبع الشعراء سننها وقواعدها والتناص مع نماذجها العليا وفي إطار خاص قد تمثل ذلك التداخل والتداول بموضوعات السرقات الشعرية والنقائض والمعارضات، وكان لتلك العلاقات بعد معياري يقوم النص الجديد من خلال بعده أو قربه من النصوص السابقة. كما كان لعلاقات التداخل النصي بعد تأويلي وتفسيري خصوصا في الدراسات القرآنية. لذا نرى أنه ليس هناك مبرر لحجب هذه المعرفة عن الدراسات العربية القديمة واقتصارها على الدراسات الغربية الحديثة مع مراعاتنا للفارق الزمني ودوره في تطور الوسائل والآليات التي درس بها التناص حديثا.

وقد تعددت تقسيمات النقاد لأنواع التناص وآلياته وقوانينه واجتهدوا في ذلك اجتهادات متنوعة والسبب في ذلك هو عدم استقرار مفهوم المصطلح بعد كونه لا يزال في طور التشكيل النظري ومع ذلك فقد تم تقسيم التناص من حيث النص المناصص إلى تناص خارجي وتناص داخلي أمر له قيمته المنهجية في الكشف عن المرجعيات النصية للعمل الأدبي مع التأكيد على أهمية التناص الواعي والهادف والمقصود التناص الذي يقع بالصدفة أو الإضطرار. ونلمح اختلافا في تسميات آليات التعامل مع النص المناصص، وهذا يعني بالضرورة الإختلاف في مفهومها وحقيقتها، بل هواختلاف في التسمية مع بقاء المضمون متشابها.

لذلك سيكون للتناص دور في تقسيم النص من خلال أهمية تناصاته وإسهاماته في تعزيز شعرية النص أو أدبيته، فالتناص كغيره من الأدوات الفنية الإجرائية لا بد أن يلقي بظلاله على النص ويكسبه طابعا معينا، ويعد هذا من أقدم المهام النقدية التي سجلها النقد لعلاقات التداخل النصي.

وقد زخر شعر أبي العباس الجراوي بالتناص، فضلا عن التزامه بقضايا اجتماعية وسياسية في العصر الموحدي لذلك شكل نموذجا صالحا للبحث في معيارية التناص، إذ شكل التناص مرجعية رئيسية لتشكيل صور الشاعر عبر تناصاته الخارجية والداخلية في الخطاب الشعري، حيث كونت مهيمنات صورية استحدثها لتشكيلات صورية عديدة لم تنج من فخ التكرار والإعادة. فضلا عن أن التناص الداخلي واستنادا لقانون التناص العام كانت له علاقة بالتناص الخارجي لأن النص الخاص بالشاعر استمد أسس بنائه من عناصر خارجية وعندما يتناص الشاعر مع نصوصه نفسها سيكون متناصا أيضا مع تلك العناصر الخارجية.

وبذلك يكون التناص الخارجي أكثر فعالية وتأثيرا في النص الإبداعي والمتلقي من التناص الداخلي الذي ينبني على تلك الأنواع من التشاكلات، وسيسهم كذلك في تحريك منبهات الاستقبال لدى المتلقي ليتمكن من قراءة النص في ضوء مرجعية مشتركة أوجده التناص بينه وبين المبدع الخطاب الشعري.


[1] تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص)، د. محمد مفتاح، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، ص 125.

[2] المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، تحقيق د. البشير التهالي، ود. رشيد كناني، مكتبة القراءة للجميع،11، الحسن الثاني، أكادير. مطبعة النجاح الجديدةـ الدار البيضاء، الطبعة الأولى. 2005 م. ص 31.

[3] المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، ص 33.

[4] المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، ص 41.

[5] االمرجع نفسه، ص 74.

[6] المرجع نفسه، ص 86.

[7] المرجع نفسه، ص 94.

[8] المرجع نفسه، ص 82.

[9] المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، ص 98.

[10] المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، ص 17. نقلا عن المعجب، ص 419.

[11] المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، ص 35.

[12] المرجع نفسه، ص 43.

[13] المرجع نفسه، ص 50.

[14] المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، ص 72.

[15] المرجع نفسه، ص 79.

[16] المرجع نفسه، ص 81.

[17] المرجع نفسه، ص 106.

[18] ديوان الجراوي( أبو العباس أحمد بن عبد السلام الجراوي ) المتوفى سنة 609 هـ - 1212 م، لصنعة الدكتور علي إبراهيم كردي، دمشق عين الجرش. الطبعة الأولى. 1994، ص 149. وكذا كتاب المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، ص 99.

[19] ديوان شيخ شعراء العربية أبي الطيب المتنبي، تحقيق. د.عبد المنعم خفاجي سعيد جودة السحار، و د. عبد العزيز شرف، دار مصر للطباعةـ الفجالة. د.ت،و د. ط، ص 327.

[20] ديوان الجراوي، ص 103 - 104، و المستدرك على شعر أبي العباس الجراوي، ص 98.

[21] ديوان أبي الطيب المتنبي، من ص197 إلى 200.

[22] ديوان الجراوي، ص117.

[23] المستدرك، ص 39.

[24] المرجع والصفحة نفسيهما.

[25] المرجع نفسه، ص 66.

[26] نفس المرجع والصفحة.

[27] نفسيهما.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.67 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]