معاني أسماء الله الحسنى: الحليم، الرؤوف، اللطيف، المجيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3121 )           »          جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما نزل في صلح الحديبية من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من قيل في ترجمته كان أكولًا أو كثير الأكل أو نحوها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التكوين العلمي للإمام محمد بن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صدى صلح الحديبية عند المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مقتطفات من سيرة أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلح الحديبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صريف الأقلام في إسلام ابن الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2023, 10:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,262
الدولة : Egypt
افتراضي معاني أسماء الله الحسنى: الحليم، الرؤوف، اللطيف، المجيد

معاني أسماء الله الحسنى: الحليم، الرؤوف، اللطيف، المجيد
سعد محسن الشمري

قال الله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة: 235]، وقال تعالى:﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا [الأحزاب: 51]، والله سبحانه وتعالى "الحليم" الذي لا يعاجل بالعقوبة على الذنب.


قال ابن القيم في نونيته:
وهو الحليم فلا يعاجِلُ عبده
بعقوبة ليتوبَ من عصيان




والله عز وجل يستعتب عباده ليتوبوا إليه، ويمهلهم كي ينيبوا إليه.


وحلمُه سبحانه قائمٌ عن حكمة وعلم وقدرة وصبر على عباده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس أحدٌ أصبر على أذًى سَمِعَه من الله، إنهم ليدعون له ولدًا وإنه ليعافيهم ويرزقهم"[1].


ومن حلمه سبحانه أنه لا يحبس نِعَمَه عن عباده لأجل ذنوبهم؛ بل يعطيهم ما يعطيهم ويدفع عنهم البلاء؛ قال الله تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا [الكهف: 58].


وليحذر العبد من نقمة الله وغضبه، وألَّا يغتر بحلم الله عنه، فإن الله إذا أخَذَ أخَذَ بقوة وقدرة وعزة سبحانه وتعالى وتقدَّس.

الله سبحانه الرؤوف:
قال الله تعالى:﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [النحل: 47]، وقال تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [البقرة: 207].


والله عز وجل هو الرؤوف الرحيم العاطف برأفته على عباده، والرأفة شدة الرحمة، والفرق بينها وبين الرحمة أن الرأفة أرقُّ وأبلغ من الرحمة وأعَمُّ.


ومن رأفته سبحانه أن حذَّرَنا نفسه العليَّة ليستعد العبد إلى لقاء ربِّه بالإيمان والعمل الصالح.


قال تعالى:﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران: 30].


ومن عظيم ثمرات الإيمان باسمه سبحانه الرؤوف أنه يقبل توبة التائبين ولا يردهم خائبين؛ بل يكرمهم بعفوه، ويحيطهم برأفته، ويغشاهم برحمته.



الله سبحانه التوَّاب:
قال الله تعالى:﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة: 37]،وقال تعالى:﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة: 128]، وقال تعالى:﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر: 3].


والله عز وجل هو التواب: الذي يَهَبُ لعباده الإنابة إليه، ويُوفِّقهم للتوبة إليه، ويُيسِّر لهم أسبابها، ويقبل توبة من تاب إليه.


قال الله تعالى: ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ [غافر: 3].


قال الخطابي رحمه الله: التواب هو الذي يتوب على عبده ويقبل توبته، وكلما تكررت التوبة يكرر القبول[2].


قال ابن القيم في نونيته:
وكذلك التوَّاب من أوصافه
والتوبُ في أوصافه نوعان
إذن بتوبة عبده وقبولها
بعد المتاب بمنِّة المنان


ومن عظيم ثمرات الإيمان بهذا الاسم العظيم "التواب": الإقبال على الله بالتوبة والإنابة، وأن العبد كلما أحدث ذنبًا بادر إلى أن يحدث توبة، فالتوبة كما قيل وظيفة العمر؛ وهي الإقلاع عن الذنب وتركه، والعزم على عدم العودة إليها، والندم على فعله ورد المظالم، وأن تكون توبته في زمن تصحُّ فيه التوبة وذلك قبل الغرغرة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"[3].


والحديث عن التوبة حديثٌ عن كَرَمِ الله وعفوه وإحسانه ومنته وواسع فضله ورحمته ومغفرته.



الله سبحانه اللطيف:
قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ [الشورى: 19]، وقال تعالى:﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام: 103].


الله سبحانه هو اللطيف الذي لا يغيب عنه شيء، يعلم الأشياء وأسبابها.


قال الشوكاني رحمه الله: عن اسم الله "اللطيف": لا تخفى عليه خافية، يصل علمُهُ إلى كل خفي[4].


ويأتي اللطيف بمعنى البَرِّ بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون، ويصرف عنهم الشرور من حيث لا يشعرون.


قال ابن القيم رحمه الله:
وهو اللطيف بعبده ولعبده
واللُّطْفُ في أوصافه نوعانِ
إدراك أسرار الأمور بخبرة
واللُّطْفُ عند مواقع الإحسان
فيريك عزته ويبدي لطفه
والعبد في الغفلات عن ذا الشان


ويأتي "اللطيف" بمعنى الذي لطف عن أن يُدرك سبحانه بالكيفية؛ كما قال الله تعالى:﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام: 103].


ومن عظيم ثمرات الإيمان بهذا الاسم الكريم ما يكون في قلب العبد من خشية الله ومراقبته، ومن وصايا لقمان لابنه: قال تعالى:﴿ يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [لقمان: 16].


ومن لطف الله بعبده أن دفع عنه النقمات والمصائب بأسباب لا تخطر على بال أحد أبدًا

فيريك عِزَّته ويبدي لطفه
والعبد في الغفلات عن ذا الشان




الله سبحانه الودود:
قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [هود: 90]، قال تعالى:﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ [البروج: 14].


الود والمودة هي: المحبة، فالله سبحانه يحبُّ من أناب إليه وتاب إليه وهو "ودود" لأصفيائه وأوليائه فهو محبٌّ لهم، وكذلك هم يحبونه ويودونه، وهو سبحانه يُحبِّب خلقه بالصالحين؛ قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96].


ومن عظيم ثمرات الإيمان بهذا الاسم الكريم "الودود": العمل بما يحبه الله ويرضاه من الطاعات والقربات التي ينال بها العبد محبة الله، ومنها متابعة النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بهديه؛ قال الله تعالى:﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران: 31].



الله سبحانه المجيد:
قال الله تعالى: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج: 15]، وقال تعالى:﴿ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ [هود: 73].


المجيد: السعة في الكرم والجلال[5].


الله سبحانه هو الذي عظم خيره، وشرف شأنه، الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال.


من له التعظيم فامتلأت قلوب المؤمنين من تعظيمه وإجلاله، أثنى عليه عباده وكرَّروا الثناء عليه وعبدوه وعظَّموه كما ينبغي له سبحانه.


ومن عظيم ثمرات الإيمان بهذا الاسم الكريم "المجيد" أن يمجِّد العبدُ ربَّهُ ويعظمه ويخضع له، فهو سبحانه محمود في صفاته وذاته.


ومنها الطمع في فضله وخيره وعطائه؛ إذ من معاني المجد واسع العطاء والكرم سبحانه.


[1] رواه البخاري 6099.

[2] شأن الدعاء 90.

[3] رواه الترمذي 3537، وحسنه الألباني، صحيح الترغيب 3143.

[4] فتح القدير 3/ 100.

[5] المفردات للراغب الأصفهاني، ص: 463.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]