هل يؤثر الطقس فعلاً على صحة المفاصل؟

[ابوالوليد المسلم]

تأثير الطقس على صحة المفاصل | الطبي

Altibbi.com


ارتبط مفهوم زيادة ألم المفاصل عن المستوى المعتاد مع بداية انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، حيث انتشرت هذه الفكرة منذ القدم، حيث يوجد العديد من النصائح، والخلطات الطبيعية المتناقلة أباً عن جد، في كافة مناطق العالم لمحاولة تقليل التهاب المفاصل وآلامها في فصل الشتاء، إضافة إلى الاستفادة من هذه الفكرة لترويج العديد من المنتجات الطبية وغيرها. فهل تعتبر هذه المعلومة صحيحة أم خرافة؟

1. هل يؤثر الطقس فعلاً على المفاصل ؟
   1. دراسات وإحصائيات
   2. نظريات مقترحة
2. نصائح وقائية في فصل الشتاء لصحة المفاصل

هل يؤثر الطقس فعلاً على المفاصل ؟

دراسات وإحصائيات

تم إجراء العديد من الدراسات والإحصائيات مع مرور السنوات، بهدف البحث عن أي علاقة تربط انخفاض درجات الحرارة مع زيادة ألم المفاصل والتهابها. حيث يوجد العديد من الإحصائيات السابقة تم إجرائها لفترة زمنية محددة لمجموعة من الأشخاص الذي يعانون من مشاكل في المفاصل، كألتهاب مفصل الركبة أو عظم الحوض بشكل مزمن، وبينت نتائج هذه الدراسات أن نسبة عالية هؤلاء الأشخاص يحسون بالألم بدرجة أكبر في طقس الشتاء البارد والماطر.
في حيت حاولت العديد من الدراسات العلمية إيجاد أي علاقة تربط بين زيادة ألم المفاصل مع الطقس البارد، فمثلاً في عام 2014 قامت دراسة أسترالية بمحاولة إيجاد أي رابط بين زيادة حدة ألم الظهر و انخفاض درجات الحرارة، أو هبوط الضغط الجوي أو الرطوبة، من خلال جمع بيانات المناخ في الفترة التي بدأت فيها أعراض ألم الظهر لدى الأشخاص ومقارنتها ببيانات المناخ قبل عدة أسابيع من ذلك. كما وحاولت مجموعة من الدراسات مقارنة السجلات الطبية لأكثر من 11 مليون مركز للرعاية الصحية (من عيادات طبية خاصة وعامة) على مدار فصول السنة.
وخلصت معظم هذه الإحصائيات والدراسات لعدم وجود علاقة مباشرة بين زيادة حدة ألم المفاصل وأنخفاض درجات الحرارة أثناء فصل الشتاء، حيث أن لم يلاحظ وجود أي فوارق كبيرة تُذكر، وعليه فإن معظم الباحثين لا يؤيدون هذه المعلومة المنتشرة.
نظريات مقترحة

ولكن من الجدير بالذكر، أن بعض الباحثين عهدوا لنظرية تفترض وجود علاقة بين زيادة ألم المفاصل وانخفاض الضغط الجوي وليس انخفاض درجات الحرارة، أو الرطوبة، أو هطول الأمطار أو وجود العواصف.
تنص هذه النظرية على أن الضغط الجوي بشكل عام يؤثر على كل شيء ومنها أجسامنا، حيث يعمل على الضغط على سطح أجسامنا، وبالتالي الضغط على الأنسجة الموجودة في كافة الطبقات والأعضاء، مما يؤدي إلى وجودها في حالة بسيطة من الانقباض، وفي حالة هبوط الضغط الجوي أثناء الطقس البارد، فإن هذه القوة المؤثرة على أجسامنا ولو بشكل بسيط تقل، مما يؤدي الى تمدد بعض الأنسجة، الذي بدوره يؤدي إلى زيادة مساحتها وبالتالي الضغط على الأعصاب المجاورة لها، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالألم.
يوجد بعض الحقائق التي تدعم هذه النظرية، أهمها:

• الطقس البارد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى العضلات مما يؤدي إلى تشنجها بشكل بسيط، إضافة إلى إبطاء عملية تخلصها من المواد الضارة الناتجة من عمليات الأيض فيها.
• قلة النشاط عامةً في فصل الشتاء والميل للخمول والنوم لساعات أطول، يقلل أيضاً من تدفق الدم للعضلات.
• الاكتئاب الموسمي، أو ما يعرف باسم الاضطراب العاطفي الفصلي (SAD)، الذي يشعر به مجموعة لا بأس بها، خاصة الكبار في السن أو من يعانون من آلام مزمنة، قد تساعد أيضاً في زيادة الشعور بالألم، نظراً لمحدودية الحركة.

لكن في النهاية، لا يوجد حالياً دراسات علمية، أو أرقام واضحة يمكن الإعتماد عليها في تأكيد هذه العلاقة وتدعمها، مما يجعل مجال البحث في هذا الموضوع مفتوحاً للمزيد من النظريات والإثباتات.
نصائح وقائية في فصل الشتاء لصحة المفاصل

مع كل هذه الحقائق والمعلومات يوجد مجموعة من النصائح التي تساعد في الوقاية وتقليل ألم المفاصل في الشتاء، ومنها:

• ارتدي ملابس الدافئة، خاصة عند الخروج من المنزل، واحرص على أن تكون من الأقمشة التي تحبس الحرارة كالصوف مثلاُ، إضافة الى ضرورة تغطي الأطراف جيداً كاليدين، والقدمين والرأس، حيث تعتبر من الأكثر المناطق التي تفقد الحرارة بسرعة، نظراً لتكشفها.
• احرص على أن تبقى القدمين جافة غير رطبة، عن طريق التنشيف الجيد ولبس الجوارب المناسبة.
• حاول الحصول على حمام دافئ من فترة لأخرى، بهدف تنشيط الدورة الدموية لكافة أجزاء الجسم.
• ابق جسمك نشيطاً من خلال ممارسة التمارين الرياضية بمختلف أنواعها كالمشي، أو السباحة أو اليوغا وغيرها من الرياضات التي تبقيك بحالة من الحركة.
• استشر طبيبك بإمكانية استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من فترة لأخرى.
• تناول غذاء متوازن على مدار اليوم.
• احرص على النوم المنتظم لساعات كافية يومياً.
• لا تحاول أن تضغط على عضلاتك أو تجهدها، بحمل الأشياء الثقيلة، أو الجلوس بطريقة خاطئة وغيرها من الممارسات التي تضر بسلامة المفاصل والعضلات.