أحتاج للدفء الأسري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13074 - عددالزوار : 345700 )           »          مكاسب الصحابة الكرام: نموذج في الكسب الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          رسول السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          أسطورة تغيير الجنس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »          كنز من كنوز الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          قواعد نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 4718 )           »          كتاب( مناظرة بين الإسلام والنصرانية : مناقشة بين مجموعة من رجال الفكر من الديانتين ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 143 )           »          الشاكر العليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 114 )           »          هل هذا شذوذ أو ازدواج في التوجه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 143 )           »          زوجي مصاب بمرض الفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 124 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2023, 10:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,112
الدولة : Egypt
افتراضي أحتاج للدفء الأسري

أحتاج للدفء الأسري
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
رجل يحيا في غربته حياة لا روح فيها، ويشعر بالوحدة، ويحتاج إلى الدفء الأسري؛ ما جعله يفقد كثيرًا مما كان عليه من طاقة نفسه في مدارسة العلم الشرعي، وممارسة القراءة والكتابة، وفي عباداته، ويسأل: ما النصيحة؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مشكلتي أن حياتي بلا روح؛ فأمي بلا عاطفة، ولا تكلمني إلا أمرًا أو توبيخًا، وأبي لم ألتقِ به سوى بضع مرات طوال حياتي، إخوتي يجرحونني بكلامهم، ويظلمون عند الاختلاف، فلا آنسُ بهم عدا الصغيرَين منهم، ولقد أُوذيت كثيرًا بسبب إساءة الناس والأقران في الشوارع وفي المدارس بسبب اختلاف جنسيتي، بعد الحصول على الثانوية، بدأت في دراسة العلم الشرعي، ثم عُيِّنتُ مدرسًا، وهنا بدأت حياتي، وعشت معانيَ الأخوَّة في الله مع معلميَّ وأصدقائي، وعشت جمال الحياة بمراقبة براءة الصبية، وأحببتُ حياتي المليئة بالراحة النفسية، دام ذلك لعامين كانا مليئَين بالخيرات، ثم سافرت وودَّعت الأحبة، والآن مضى على سفري عامٌ ونصف تقريبًا، كنتُ في بدايتها منطلقًا محافظًا على قوة نفسي، أتحامل عليها تكلُّفًا، لمدة عشرة أشهر تقريبًا، حتى ضعفت وخارت قواي وتبدَّلت نفسيتي، وفي أثناء ذلك واجهت صعوبات الغربة، وأصعبها كان في تكوين علاقات جديدة، خاصة مع ظروف الحظر، وقد جمعني الله بمن آنس به، لكنها رغبتي في زاهد عني، وفكرت بالزواج لكن أنى وكيف، كانت القراءة أنيستي، والكتابة رفيقتي، وأروِّح عن نفسي في بيوت الله وأصلي مع الجماعة، لكنني الآن أنتكس وأتراجع ونفسيتي تضعف، منذ ثلاثة أشهر تقريبًا أواجه صعوبة في صلاة الفجر، أقضيها أغلب الأوقات حتى في رمضان، ولا رغبة لي في الدراسة؛ فلقد تعبت، رغم أنني لم أبدأ الجامعة إلى الآن، لكني منذ أربع سنوات وأنا أسعى ولا أصل؛ لذا تعبت، وكذلك حفظي للقرآن الكريم ومراجعتي للعلم الشرعي، والقراءة والكتابة، وهوايتي في التصميم - لم أعد أقوم بأي منها، لاحظت أنني كثيرًا ما أتأثر بأفلام فيها مشاعر الوحدة، أو روح العائلة، أو فيها تصوير براءة الطفولة، فتنبري أحزاني ويذوب فؤادي، أشعر بأنني أنحدر سريعًا في الانتكاس؛ فهذه الأفلام التي آنس بها كنت قد قررت عدم مشاهدتها منذ خمس سنوات، لكنني الآن وما إن أخذ الله النعم التي أعطانيها وبقيت وحيدًا إلا وعدتُ سيرتي القديمة، ماذا أفعل؟ فأنا بحاجة ماسَّة إلى حياة فيها مشاعر وروح حقيقية كحياتي حين كنت مدرسًا؛ فلقد صرتُ سقيم القلب والنفس، لا أستطيع أن أفضفض إلى أهلي أو إخوتي، ولا طاقة لي بذلك ولا أثق فيهم، وقد سافرت مع أختيَّ الكبيرتين، ولو يَسَعُ المجال لذكرتُ لكم حجم الفجوة بيننا وسوء تدبيرهم، وأيضًا لا أستطيع العودة إلى البلد الأول، أرشدوني آبائي الكرام بما ترَون، وأعتذر على الإطالة، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتك هو:
معاناتك من جفاء الوالدين والإخوة.
معاناتك من سوء تعامل البعض معك بسبب اختلاف جنسيتك عنهم.

كنت حافظًا للقرآن، ومحافظًا على الصلاة، ثم تغيرت ونسيت كثيرًا.
أصبحت تؤخر صلاة الفجر عن وقتها.

أشغلت نفسك بمشاهدة أفلام الوحدة والأفلام العائلية.
تشعر بأنك تنحدر بسرعة في الانتكاس.

لم تستطع إكمال دراستك، ولم يعد لك رغبة في ذلك.
تقول: إن حياتك بلا روح وأنك صرت سقيمًا.

وتقول أنك بعد اجتيازك للثانوية عملت مدرسًا لمدة عامين، كانت من أفضل سنين حياتك، ثم لما تركتها لمواصلة الدراسة، انتكستَ وفقدتَ تلك الحياة الجميلة.

وأخيرًا تقول أنك صرتَ سقيمَ القلب، ولا تستطيع الفضفضة لأهلك ولا لإخوانك، ولا طاقة لك بذلك ولا تثق فيهم.

وأخيرًا تقول: أرشدوني إخواني الكرام بما تَرَون، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: يبدو من ثنايا رسالتك أن عندك مشكلة في الثقة بالناس، وكذلك ثقة مَن يتعاملون معك بك حتى أقربهم إليك، فلا بد من معرفة سبب فقد هذه الثقة: هل هي مثلًا أخطاء سابقة منك ومنهم، تراكمت فأوجدت فجوة لا تُسدُّ، أو تنافرًا وتباغضًا؟

ثانيًا: هل لديك مرض نفسي؟ وأصارحك تبدو لي علامات بذلك مما سطرته، وإلا لماذا تكره الناس ويكرهون التعامل معك حتى الأقارب.

ثالثًا: يبدو أن من أسباب مشكلتك حساسيتك الزائدة، وتضخيمك للمواقف السلبية؛ فلا بد من مجاهدة نفسك على التخلص منها.

رابعًا: وضح لي أنك تذم غيرك، وتعتبرهم أسباب مشاكلك، بينما لم تُنصف من نفسك، لم تعترف بعيوبك، ولم تعمل ما يمكنك للتخلص منها، وهذه خطوة مهمة جدًّا؛ لأن استمرارك في نقد غيرك وتزكيتك لنفسك يحجبك عن إصلاح عيوبك، وعن تقبل أخطاء غيرك.

خامسًا: يبدو لي أنك لم تُزكِّ نفسك بالتزكيات الإيمانية والعلمية الراسخة، وركزت على العواطف، والعاطفة إذا ما لم يتمَّ تدعيمها وترسيخها وسقيها بعلم راسخ أو بعبادات خالصة لوجه الله صوابًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - فإنها سرعان ما تذبل وتتلاشى، وتحل بدلًا منها الفتن والانتكاسات، وهذا ما حصل لك بالضبط؛ فلقد عشتَ فترة ذهبية في التعليم مع كوكبة نيرة، ولكن بالعاطفة فقط، فلما تركتهم رجعت القهقرى.

سادسًا: من أراد الثبات، فعليه بأعمدة الثبات القوية؛ وهي:
تقوية جوانب التوحيد والمحبة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم في القلب.
الصلاة.
الدعاء.
القرآن.
العلم النافع.
الجلساء الصالحون.
مجاهدة النفس.

سابعًا: انسياقك مع الأفلام ما هو إلا حيلة شيطانية لصرفك عن الطريق الصحيح، ولإشغالك بالسفاسف ولإضعاف إيمانك، وهو تعبير واضح عن فراغ عاطفي، لم تحسن مداواة جروحه، بل زدتَهُ جراحًا وسُقمًا.

ثامنًا: الله سبحانه يقول: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

لا أدري كيف استبدلتَ كلام الله سبحانه بالأفلام؟!
لعلك ضعُف إيمانك، واستولى عليك الشيطان؛ فاستبدلتَ الذي هو أدنى بالذي هو خير.

تاسعًا: المحافظة على الطاعات، وترك المعاصي لهما أثر عظيم في محبة الله للعبد، ومن ثَمَّ توفيق الله له في أمور دينه ودنياه، وبعدها محبة الناس له.

قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96]، والود هو المحبة في قلوب الخلق.

عاشرًا: إن كنت حقًّا تُعاني من المضايقات لك، فلعلها من الابتلاء لك، ومن الخير العظيم لك، إذا صبرت، فلماذا تنهزم أمامها، وتنظر للدنيا نظرة سوداوية؟ ولماذا تُصاب بالإحباط واليأس؟ وزيادة على ذلك ترجع تاركًا سيرة حميدة سابقة، إنَّ هذا لمن الفتنة؛ فانتبه لنفسك.

حادي عشر: أذكِّرك بخطورة الفتن وأنت الآن تتعرض لها؛ فقد قال سبحانه محذرًا منها: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 4].

وتأمل في الحديث الآتي: قال حُذيفة بن اليمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلىَ القلُوبِ كعَرْض الحصيرِ عُودًا عُودًا، فأَيُّ قَلْبٍ أُشرِبَها نُكِتَتْ فِيه نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْب أنْكَرهَا نُكِتَتْ فِيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتّى تَعُودَ القُلوبُ عَلىَ قَلْبين: قَلْبٍ أَسْوَد مُرْبَادًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعْرِفُ معرُوفًا وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا؛ إِلَّا مَا أُشْرِبَ منْ هَوَاهُ، وَقلب أبْيض مثلُ الصفا، لا تضرُّه فِتْنةٌ مَا دَامَتِ السَّماواتُ وَالأرْضُ))؛ [رواه مسلم].

فكن على حذر شديد من الفتن، لا تردِكَ فتُهلكْكَ.

حفظك الله، وفرج كربتك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]