التربية الإسلامية والتعلم النشط - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة التطوع (فضائلها وأحكامها) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          احترام وتقدير النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          "يا غزة المجد .. عذرا" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          المسلمون بالهند يخشون المجاهرة بإسلامهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مراتب الجهاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث: أبغضَ الكلامِ إلى اللَّهِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          إنَّ اللَّه جمِيلٌ يُحِبُّ الجمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          الانتكاسة: أسبابها وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2023, 06:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,846
الدولة : Egypt
افتراضي التربية الإسلامية والتعلم النشط

التربية الإسلامية والتعلم النشط
أحمد مخيمر


لعل الكثيرين مثلي يرون أن تناول كثير من الطلاب والطالبات لمادة التربية الإسلامية في المقررات الدراسية - لا يتناسب مع الأهداف المرجوة من دراستها وتدريسها؛ حيث التنشئة على العقيدة الصحيحة، وتربية الدارسين على الأخلاق الحميدة، وتأصيل الهوية الإسلامية والانتماء للمجتمع المسلم، وتحقيق الاتزان العاطفي والنفسي، وتحصين الشباب من الفتن، سواء كانت في ميدان الشهوات أو الشبهات.

ومن الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة من الإهمال في دراسة مادة التربية الإسلامية: اعتبارها مقررًا ثانويًّا، وعدم احتساب درجاتها ضمن المجموع الكلي في الشهادات الدراسية في بعض البلاد، لكن أعتقد أن السبب الرئيس يكمن في طريقة تناول معلمي ومعلمات المادة؛ فكثير منهم يعمِد لأسلوب التلقين والحفظ لمحتوى المقرر، وربما تم اختصار المحتوى في بضع صفحات؛ تسهيلًا لمهمة الحفظ على الطلاب والطالبات، متناسين أن محتوى مادة التربية الإسلامية في الأساس يمثل منهج حياة الفرد المسلم.

هذا وغيره رصدته الباحثة والمشرفة التربوية (عواطف محمد عبدالكريم)، التي نالت درجة الماجستير بتقدير امتياز عن رسالتها: "فاعلية استخدام إستراتيجيات التعلم النشط في تدريس مادة التربية الإسلامية"، بعد أن أجرت بحثًا على مجموعة تجريبية من طالبات المرحلة المتوسطة - رصدت النتائج الفارقة التي أحدثها استخدام برامج وإستراتيجيات التعلم النشط، بالمقارنة بالمجموعات الأخرى التقليدية.

وخلصت الباحثة لعدد من النتائج والتوصيات الهامة:
أهمية بناء برامج قائمة على إستراتيجيات التعلم النشط لتدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس، والتوسع في استخدامها خاصة مع طلاب مرحلة التعليم الإلزامي (الابتدائية والمتوسطة).

الاستفادة من برامج التعلم النشط والثقة بالنفس في تصميم مواقف تعليمية متنوعة، تسهم في تناول وتدارس الطالب والطالبة لمختلف المقررات العلمية والعملية، بشكل محبب وميسر في مدارس التربية والتعليم.

ضرورة الاهتمام بطلاب وطالبات كليات التربية الإسلامية؛ من حيث المناهج وطرق التدريس، وتدريبهم على استخدام إستراتيجيات التعلم النشط في تدريس مادة التربية الإسلامية بما يحقق التحصيل الأمثل؛ وبالتالي تنمية الثقة بالنفس لدى طلابهم مستقبلًا.

ضرورة إعادة النظر في مقررات التربية الإسلامية، من حيث تناغمها مع برامج وإستراتيجيات التعلم النشط، وفقًا لما توصلت إليه الدراسة.

ضرورة اهتمام المشرفين التربويين بمتابعة استخدام وتفعيل معلمي ومعلمات التربية الإسلامية لبرامج وإستراتيجيات التعلم النشط والثقة بالنفس في تدريسهم لطلاب وطالبات المرحلة المتوسطة.

إستراتيجيات التعلم النشط:
يقوم التعلم النشط على مجموعة من الأسس؛ منها: إشراك المتعلمين في اختيار قواعد ونظم التعليم، وفي تحديد الأهداف التعليمية، وتقويم المتعلمين لزملائهم وأنفسهم، وتنوع المصادر التعليمية، واستخدام المواقف التعليمية في تنمية المعارف والمهارات.

ويتسم التعلم النشط بعدد من الإستراتيجيات:
1- إستراتيجية الحوار والمناقشة: بإجراء حوار منظم يقوم على تبادل الأفكار والآراء، وتبادل الخبرات بين المتعلمين داخل قاعة الدرس بما ينمي التفكير لدى المتعلمين، وذلك من خلال الأدلة والبراهين التي يقدمها المعلم لدفع المتعلمين للوصول إلى النتائج.

2- إستراتيجية العصف الذهني: بإثارة أفكار وتفاعل المتعلمين بِناءً على مخزونهم العلمي، بحيث يكون دور المعلم التحفيز، وإعداد المتعلمين لمناقشة أو قراءة أو كتابة موضوع معين، وتكمن أهمية هذه الإستراتيجية في تنمية الحلول الابتكارية للمشاكل المختلفة، وبالتالي تنمية الابتكار والإبداع لدى الطلاب.

3- إستراتيجية الاكتشاف: وهي تمكين المتعلم من اكتشاف المعلومة بنفسه، وذلك من خلال وضع المتعلم بموقف يحتوي العديد من المشاكل، وبالتالي يتولد شعور الحيرة لدى المتعلم، فيُثار عنده كمٌّ كبير من التساؤلات، التي تدفعه للقيام بعملية استقصاء وبحث حثيثة لإيجاد الإجابات المنطقية عنها، سواء بنفسه ويسمى: "الاكتشاف الحر"، أو بمساعدة وتوجيه المعلم ويسمى: "الاكتشاف الموجه".

4- إستراتيجية التعلم الذاتي: وهي استثمار ميول وقدرات المتعلم واستعداداته التي تتناسب مع الظروف المحيطة به، بحيث يصبح المتعلم مسؤولًا عن مستوى تمكنه من الاتجاهات، والمعارف، والمهارات المقصود اكتسابها وتطويرها.

ملامح من التعلم النشط في المدرسة النبوية:
عندما نطل عبر الزمان على المدرسة النبوية التي تربى فيها الصحابة الكرام على يد أعظم مربٍّ في حياة البشر صلوات الله وسلامه عليه - نجد الاستخدام الدائم لإستراتيجيات التعلم النشط - المسمى دون الاسم - يتمثل في استخدام واستحداث مواقف تربوية، تؤصل وتنمي وتثبت المعارف والمهارات في نفوس المتعلمين في المدرسة النبوية، وإليكم بعضًا من ذلكم الفيض:
♦ استثمار وانتهاز المواقف التعليمية:
لقد علمنا أعظم مربٍّ صلى الله عليه وسلم كيفية استثمار المواقف في التربية والتعليم، وأن المربي في هذا المجال إما أن يكون منتهزًا لموقف حادث بالفعل، أو يصطنع هو الموقف الذي يضرب به المثل والمشابهة والمقاربة للمتعلم، ومن ذلك ما رواه عمر بن الخطاب قال: ((قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة في السبي قد تحلب ثديها تسعى، إذ وجدت صبيًّا في السبي أخذته، فألصقته ببطنها، وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذه طارحةً ولدَها في النار؟ قلنا: لا، وهي تقدر على ألا تطرحه فقال: لله أرحم بعباده من هذه بولدها))؛ متفق عليه، واللفظ للبخاري.

فانتهز صلى الله عليه وسلم المناسبة القائمة بين يديه، وضرب بها المثل والشبه برحمة الله تعالى؛ ليعرف الناس رحمة رب الناس بعباده.

♦ استخدام الوسائل التوضيحية:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة أنه خطَّ على الأرض خطوطًا توضيحية تلفت نظر الصحابة، ثم يأخذ في شرح مفردات ذلك التخطيط وبيان المقصود منه، فعن عبدالله بن مسعود قال: ((خطَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا بيده، ثم قال: هذا سبيل الله مستقيمًا، ثم خط خطوطًا عن يمينه، وعن شماله، ثم قال: وهذه السُّبُل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153]))؛ إسناده صحيح، أخرجه أحمد (4142)، والنسائي في السنن الكبرى (11174)، والدارمي (202) باختلاف يسير.

طرح المسائل والأسئلة:
استخدم النبي صلى الله عليه وسلم السؤال في صور متعددة لتعليم الصحابة:
صورة توجيه السؤال لمجرد الإثارة والتشويق ولفت الانتباه، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط))؛ رواه مسلم.

صورة طرح مسائل؛ إعمالًا للذهن واستعراضًا للتجارب الحياتية والخبرات السابقة؛ ليقودهم إلى المعنى المراد وحقيقة ما يرمي إليه ويقصده، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار))؛ رواه مسلم.

صورة طرح أسئلة حقيقية والتماس الإجابة الصحيحة من المتعلمين، ومدح صاحبها والثناء عليه؛ تشجيعًا له، وتحفيزًا لباقي المتعلمين، فعن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا المنذر، أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر، أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، قال: فضرب في صدري، وقال: لِيَهْنِكَ العلم أبا المنذر))؛ أي: ليكن العلم هنيئًا لك (الحديث من كتاب صلاة المسافرين، صحيح مسلم).

هكذا كانت التربية الإسلامية في عصر النبوة، من خلال المواقف الحياتية، وطرح المسائل، وإثارة التفكير والأذهان، واستدعاء الخبرات الحياتية في تأصيل المعارف والمهارات.

يا ليت كل المعنيين بمادة التربية الإسلامية من إدارات وإشراف تربوي، ومعلمين ومعلمات، وأولياء أمور - يتذكرون أنهم يقدمون منهج حياة لمجتمعاتهم وليس مقررًا نظريًّا للدراسة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.86 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]