مفهوم الحوار.. شروطه وحكمه وأهدافه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 519 - عددالزوار : 24639 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 1896 )           »          الوابل الصيب من الكلم الطيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1250 )           »          الصوم في الشرع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          المرأة وبيت الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          "المَقامة الكروية": (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حِكَمُ الطنطاوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          دعِ العوائقَ .. وانطلقْ ..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          في رمضان ماذا لو حصل...؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2023, 06:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,732
الدولة : Egypt
افتراضي مفهوم الحوار.. شروطه وحكمه وأهدافه

مفهوم الحوار.. شروطه وحكمه وأهدافه


  • لا بد أن يكون المحاور لديه الأهلية الكافية في المجال الذي يحاور ويناقش فيه ولا سيما في المسائل الدقيقة التي تحتاج إلى نوع من الاجتهاد والتخصص العلمي
  • ما يعين على نجاح الحوار تحديد المرجعية للتحاكم إليها وهو جعل الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح مرجعاً للمتحاورين
  • من أسباب فشل الحوار عدم التكافؤ العلمي بين المتحاورين
لقد حصل في الآونة الأخيرة كثرة شقاق ونزاع بين أطراف كثيرة، وما ذاك إلا لجهلهم بمفهوم الحوار وشروطه وحكمه في ضوء الكتاب والسنة وقواعد الشريعة.
تعريف الحوار
فأقول: الحوار هو مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين والأخذ والرد فيه. وقد ورد لفظ (الحوار) بهذا المعنى في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع فقط، وهي قوله -تعالى-: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصُحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} (الكف: 34). وقوله -تعالى-: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا} (الكف:37). وقوله -تعالى-: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (المجادلة: 1). وقد جاء هذا اللفظ في السنة النبوية أيضاً بمعنى الرجوع، فمن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه» (مسلم: كتاب الإيمان، حديث 112) وقوله حار عليه أي رجع عليه.
الحوار والمجادلة
ويقرب من هذا اللفظ أعني (الحوار): المجادلة، إلا أن المجادلة لا تكون محمودة في كل موطن؛ فمنها ما يكون محموداً ومنها ما يكون مذموماً؛ فالمجادلة هي «دفع المرء خصمه عن إفساد قوله بحجة أو شبهة». وقد جاء لفظ الجدال في القرآن الكريم في تسعة وعشرين موضعاً، كلها في سياق الذم إلا في ثلاثة مواضع، هي: قوله -تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125). وقوله -تعالى-: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت: 46). فالجدال المحمود ما كان لغرض صحيح كالوصول إلى الحق وإظهاره، وإقامة الحجة على المخالف لدين الله، وكان عن علم وبصيرة، والمذموم بخلافه.
كراهية الجدال
فقد بوب أئمة الحديث -رحمهم الله- ما يدل على كراهية الجدال؛ إذ إن الأصل فيه الخصومة والشدة، فقد بوب ابن ماجه -رحمه الله- في «باب اجتناب البدع والجدل» وذكر فيه حديث أبي أمامه -رضي الله عنه-: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل»، ثم تلا هذه الآية {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} وقد أخرجه أيضاً (الترمذي: كتاب تفسير القرآن، حديث 3253)، والآية هي قوله -تعالى-: {وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (الزخرف: 58). فيتبين مما سبق أن الحوار والجدال إذا كانا لقصد حسن وغرض صحيح، وعن علم وبرهان، أنهما جائزان ومشروعان، بل قد جاء الأمر والحث في كتاب الله -تعالى- بالجدال بالتي هي أحسن، كما في قوله -تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125) وقوله -تعالى-: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت:46)، وهناك آيات من القرآن أقرت المجادلة والحوار، كما في قوله -تعالى-: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} (المجدالة:1) وفي قوله -تعالى- في سورة هود حكاية عن قوم نوح: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} (هود: 32)، فنسب الجدال إلى نوح من غير إنكار، وقوله -تعالى- {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا} (الكهف: 37)؛ حيث ذكر المحاورة بين الصاحبين من غير إنكار، مما يدل على إقرارها وإثباتها.
جواز الحوار والجدال إذا كانا لغاية محمودة
فهذه النصوص وأمثالها تدل على جواز الحوار والجدال بل واستحبابهما إذا كانا لغاية محمودة، وكان ذلك عن علم وبصيرة، وبأسلوب حسن. وأما إن كان الحوار جدلاً بغير علم، أو بأسلوب غير حسن، أو لغاية غير محمودة، بل لمجرد الظهور والخصام واللجاج أو كان الغرض منه إبطال الحق، كأن يؤدي إلى ظهور الباطل وإثارة الشبه وتقويتها في نفوس السامعين، أو في نفوس المتحاورين، فهو مذموم.
الحاجة إلى الحوار والجدال المحمود حاجة ماسة
والحاجة إلى الحوار والجدال المحمود حاجة ماسة؛ وذلك أن من سنة الله -تعالى- في البشر أنهم ليسوا على مستوى واحد من الفهم والعلم، بل جعلهم مختلفين في أفهامهم، ومعارفهم وعقولهم، كما أنهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطبائعهم قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذُلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَلِمِينَ} (الروم:22) وقال -تعالى-: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود: 118-119). فكان من مقتضى هذا الاختلاف، أنهم يختلفون في آرائهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، ولأجل أن تضيق دائرة الخلاف بين الناس، ويتم التقريب بين وجهات نظرهم، ولئلا يؤدي بهم هذا الاختلاف إلى التفرق والشقاق والخصام، ولأجل إجلاء الحق وبيانه للناس، وجدت الحاجة إلى الحوار والتحاور وتبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة بالحجة والدليل والبرهان.
أهمية الحوار والجدال المحمود
وتكمن أهمية الحوار والجدال المحمود في معرفة غايته وأهدافه فمن غايتهما: الدعوة إلى الحق، وإقامة الحجة ودفع الشبهة ورد الفاسد من القول والرأي، وتمييز الحق عن الباطل، قال -تعالى-: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام: 55)، وليختار كل واحد إحدى الطريقين عن بينة ووضوح، قال -تعالى-: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الأنفال: 42)، وقال ابن القيم -رحمه الله-: «فالمحاجة والمجادلة إنما فائدتها طلب الرجوع والانتقال من الباطل إلى الحق، ومن الجهل إلى العلم، ومن العمى إلى الإبصار»، (بدائع التفسير (152/2).
  • ومن أهدافه:
تنشيط الذهن، وتعلم السامعين، كما جاء ذلك في حوار جبريل -عليه السلام- للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثة المشهور، حينما سأله عن الإيمان والإسلام والإحسان وأشراط الساعة، فقال النبي -[- لأصحابه: «إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم». ثم لا بد للمحاور من أهلية تؤهله إلى ولوج هذا الباب، وأول تلك المؤهلات كون المحاور عالماً بما يدعو إليه؛ إذ الجاهل ليس أهلاً لذلك، بل هو يفسد أكثر مما يصلح، فلا بد أن يكون المحاور لديه الأهلية الكافية في المجال الذي يحاور ويناقش فيه، ولا سيما في المسائل الدقيقة التي تحتاج إلى نوع من الاجتهاد والتخصص العلمي. فلا يجوز للجاهل أن يجادل العالم.
من أسباب فشل الحوار
وإن عدم التكافؤ العلمي بين المتحاورين، كثيرا ما يكون من أسباب فشل الحوار، ولقد قال الشافعي -رحمه الله-: «ما جادلت عالماً إلا غلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني».
ما يعين على نجاح الحوار
ومما يعين على نجاح الحوار، تحديد المرجعية للتحاكم إليها، وهو جعل الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح مرجعاً للمتحاورين. وكذا تحديد نقاط الاختلاف والاتفاق حتى لا تتبعثر جهودهما ونقاشاتهما، ويزيد من فرصة الوفاق والتقارب بين أطراف الحوار، ويقلل الفجوة بينهم. وحتى يكون الحوار مثمراً وناجحاً، ويوصل إلى المقصود، فلا بد من التأدب بآدابه منها. إخلاص النية لله -تعالى-، والصدق والصبر وسعة الصدر، وحسن الاستماع والإنصات، والتقدير والاحترام المتبادل والتزام القول الحسن.

اعداد: عبدالله بن مرزوق العجمي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.87 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]