|
ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أسئلة بيانية (11) بين شكر الله وشكر نعمة الله فاضل السامرائي قال الله تعالى في سورة البقرة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [البقرة: 172]. وقال تعالى في سورة النحل: ﴿فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [النحل: 114]. سؤال: لماذا قال في آية سورة البقرة: ﴿وَاشْكُرُوا لِلَّهِ﴾ فأمر بالشكر لله، وقال في آية النحل: ﴿وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ﴾ فأمر بشكر النعمة؟ الجواب: إن السياق الذي وردت فيه آية سورة البقرة إنما هو في الكلام على الله تعالى، والسياق الذي جاءت فيه آية النحل في الكلام على النعم. فقد قال تعالى في سياق آية البقرة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ [البقرة: 165]. وقال قبل الآية: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 171]. فالكلام كما ترى على الله وعلى ما يدعوه الكفار من الآلهة، فناسب الأمر بشكر الله تعالى. وأما آية سورة النحل فهي في سياق النعم، فقد قال قبل الآية: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112]. فذكر القرية التي كفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف، فناسب الأمر بشكر النعمة لئلا يصيبهم ما أصاب مَن قبلهم. هذا إضافة إلى أنَّ كلمة (النعمة) وردت في سورة النحل أكثر مما وردت في سورة البقرة، فقد وردت في سورة البقرة ست مرات، ووردت في النحل تسع مرات، فناسب كل تعبير مكانه من جهة أخرى.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 26-11-2024 الساعة 09:14 PM. |
#2
|
||||
|
||||
![]() أسئلة بيانية (13) (حافظوا على الصلوات) فاضل السامرائي قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 238-239]. سؤال: لماذا وسّط ربنا تعالى هذه الآية بين أحداث الطلاق والوفاة، فإن قبلها: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ * وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ [البقرة: 236-237]. وبعدها: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا﴾ [البقرة: 240]؟. الجواب: 1 – إن المشكلات بين الزوجين قد تؤدي إلى أن يحيب أحدهما على الآخر، وينتصر لنفسه فيظلم الآخر. وإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال ربنا: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: 45] فأمرهم بذلك ليرتدعوا ولئلا يبغي بعضهم على بعض. 2 – ثم إنه تعالى أمرهم بالمحافظة على الصلاة لئلا تشغلهم المشكلات العائليَّة عنها فيتركوها أو يتهاونوا في أدائها. وقد أمرهم بالمحافظة عليها في الوقت الذي هو أشدُّ من ذلك، وذلك عند الخوف فقال: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: 239]. فكيف فيما هو دون ذلك؟ وهذا يدل على عِظم هذه الفريضة وأنه ينبغي ألا يشغلهم عنها شاغل مهما عظم.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() أسئلة بيانية (17) حذف الباء في الفعل: (شَهِدَ) فاضل السامرائي قال الله تعالى في سورة آل عمران: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64]. وقال في سورة هود: ﴿قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ﴾ [هود: 54-55]. سؤال: لماذا قال في آية سورة عمران: ﴿اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾، فجاء بالباء مع (أنَّا) ولم يذكرها في قوله: ﴿وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ﴾، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض؛ لأنَّ (شهد) بهذا المعنى يتعدى بالباء، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ﴾ [الزخرف: 86]، وقوله:﴿ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا﴾ [يوسف: 81]. ومعلوم أن الذكر أقوى وآكد من الحذف، فقوله: ﴿اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾، أقوى وآكد من قوله: ﴿وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾. وسياق كل من الآيتين يوضح ذلك. قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64]. وقال في سورة هود: ﴿إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ﴾ [هود: 54-55]. ومن النظر في كل من الموضعين يتَّضح أن ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سورة آل عمران أكثر مما قاله نبي الله هود عليه السلام في سورة هود. فقد قال في آل عمران: 1 – ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ﴾ 2 - ﴿وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ 3 - ﴿وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾. وأما في سورة هود فقد ذكر البراءة من الشرك فقط فقال: ﴿أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ﴾، وهو واحد مما جاء في سورة آل عمران. ثم لو نظرنا فيما جاء عن الشرك في كل الموضعين لوجدنا أنَّ ما في سورة آل عمران أقوى وأعمّ فقد قال فيها: ﴿وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ أي: أيّ شيء كان، وهذا تعبير يحتمل معنيين: لا نشرك به شيئاً من الشرك؛ ولا نشرك به شيئاً من الأشياء. في حين قال في سورة هود: ﴿أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ﴾، فإنَّه ذكر البراءة مما يشرك قومه. فكان ما في سورة آل عمران أعمّ وأشمل لأنَّه نفى كل أنواع الشرك ويدخل فيهما ذكره في سورة هود. فكان ما في سورة آل عمران أقوى وآكد وأعمّ فناسب ذكر الباء فيه، ولمّا كان ما في سورة هود جزءاً مما ذكره في آل عمران ناسب الحذف، والحذف في نحو هذا قياس كما هو معلوم.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() أسئلة بيانية (18) بين قوله تعالى: (يقولون بأفواههم)، و (يقولون بألسنتهم) فاضل السامرائي قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: 167]، وقال سبحانه في سورة الفتح: ﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [الفتح: 11]. سؤال: لماذا قال تعالى في آية سورة عمران: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾، وقال في سورة الفتح: ﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ﴾؟. الجواب: إن الأفواه أعمّ وأشمل من الألسنة، فإنَّ اللسان جزء من الفم، والمناسب أنه إذا كان القول كبيراً عظيماً ذُكرت الأفواه، وإذا كان أقل ذُكرت الألسنة مناسبة لكل حالة. وعلى هذا فقوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾، يدل على أنَّ القول أعظم وأكبر، والأمر كذلك. فإن السياق في آل عمران إنما هو في المتخلِّفين عن القتال في أُحد، فقد دُعوا إلى القتال أو الدفع عن المدينة فامتنعوا قائلين: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ﴾ [آل عمران: 167] قال تعالى:﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران: 167-168]. ومما قيل في معنى قوله: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ﴾، إننا لا نُحسن القتال، ولو كُنا نحسن القتال لاتبعناكم. وأما المذكورون في سورة الفتح فهم المتخلفون عن عُمرة الحُديبية فهم لم يذهبوا إلى العُمرة مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مُعتلِّين بالشُّغل، قال تعالى: ﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [الفتح: 11]. ومن النظر في السياقين يتبيَّن ما يأتي: 1 – أنَّ الموقف في آية سورة آل عمران إنما هو في قتال المشركين الذين جاؤوا إلى المدينة. وأما الموقف في آية سورة الفتح فهو في الذهاب إلى العمرة، وليس إلى قتال، فالموقف في أُحد أشد والخطر أظهر. 2 – أنَّ القول في آيات سورة آل عمران أعظم وأكبر مما في سورة الفتح فإنهم قالوا: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ﴾ [آل عمران: 167]، فهم كانوا مُصرين على عدم المشاركة في القتال، راضين بقعودهم، ولم يكتفوا بذلك بل كانوا يخذّلون غيرهم ويُزينون لهم القعود، فقد قال عنهم سبحانه إنهم قالوا لإخوانهم: ﴿لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾ فهم لم يندموا بل كانوا يرون ذلك من بُعد النظر. وأما المُخلَّفون الذين ذُكروا في سورة الفتح فإنهم قالوا: ﴿شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا﴾ [الفتح: 11]. فاعتذروا عن عدم الذهاب إلى العُمرة بالشغل، وأنهم طلبوا الاستغفار من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فهم أظهروا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنَّهم مُقصِّرون وأنهم مذنبون فطلبوا الاستغفار وأنه كان لهم عذر. ولم يظهر الأولون ذلك بل كانوا راضين بما فعلوا مُخذلين لغيرهم غير نادمين ولا طالبين لمغفرة. فقول أصحاب أُحد أكبر وأعظم وموقفهم أخطر وأكبر، فناسب أن يُذكر فيهما ما هو أكبر وهو الأفواه، وناسب ذكر الألسنة في آية الفتح.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |