لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 9448 )           »          ضبط أقل مدة الحمل بين حكم نكاح السر وإعلان الزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الأسس المفاهيمية والتقنية للذكاء الاصطناعي وتطوره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوهن الذي أصاب الأمــة جعلهــا تخشى قوة الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          التراجم: نماذج من المستشرقين المنصِّرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الاستشراق والتنصير مدى العلاقة بين ظاهرتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 46 )           »          وسواس بسبب صدمة في الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أريد التخلص من الأفكار السلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وهم الخيانة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مشكلة بطء الاستيعاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 24-05-2024, 04:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,637
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة

لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة (٢)



الرد على من زعم أن الجنة ليست حكرًا على المسلمين

كتبه/ محمود أمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد تكلمنا في المقال السابق أن مسألة عدم دخول الجنة لغير المسلمين مسألة قطعية لا خلاف فيها، وأن مَن يدعي أن الجنة ليست حكرًا على المسلمين يرد عليه بثلاث مُسَلَّمَات قطعية لا يصح الخلاف فيها.
وذكرنا أول مسلمة وهي: (أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة)، وهي نص نبوي جاء في صحيح البخاري ومسلم، وكتب السنن والمسانيد، وأن دلالة هذا الحديث قطعية؛ لعدة أمور:
?- أنه جاء بصيغة النفي والاستثناء، وهي تفيد الحصر والقصر، فتفيد أنه لا يدخل الجنة غيرهم.
?- أنه جاء في صحيح البخاري ومسلم بعدة أسانيد وروايات مختلفة، كما أنه جاء في كتب السنن والمسانيد؛ فهو في أعلى درجات الصحة.
?- أنه بيان من السنة القولية من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-.
?- أنه تكرر في مواضع وأوقات مختلفة.
?- أنه كان في خطبة وجمع من الناس، وفي بعضها أنه كان في حجة الوداع في أيام التشريق.
?- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن بلَّغ بذلك أكد عليه، فقال: (اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ) (رواه مسلم).
?- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بلالًا وعمر وعليًّا وأبا بكر، أن ينادوا بذلك كما جاء في الأحاديث في أوقات ووقائع مختلفة.
?- أن نداء علي كان في الحج في مجمع كبير من الناس، وفي حضور المشركين.
?- أن عليًّا نادي في الناس بذلك بأعلى صوته حتى بح صوته من النداء، وكان أبو بكر الصديق إذا عيَّ -أي: تعب- عليٌّ مِن النداء، نادى هو.
وذكر النووي أن هذا الحديث نص في أنه لا يدخل الجنة كافر، ونقل الإجماع على ذلك، فقال: "هَذَا نَصٌّ صَرِيحٌ فِي أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ لَا يَدْخُلِ الْجَنَّةَ أَصْلًا وَهَذَا النَّصُّ عَلَى عُمُومِهِ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ" (شرح النووي على مسلم).
ومن المسائل التي يلبِّس بها البعض على الناس في هذه المسألة، مسألة اتباع غير المسلمين لأنبياء ورسل آخرين غير النبي -صلى الله عليه وسلم- وإيمانهم بكتب خاصة بهم: كالتوراة، والإنجيل، ومِن ثَمَّ يزعم أنهم مؤمنون، والبعض ربما استدل على ذلك بقوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ ‌هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 62).
ولذلك سنبيِّن أولًا مسألة الإيمان بالرسل والكتب، ثم نذكر كلام أهل العلم في معنى الآية.
أولًا: الفهم الصحيح لقضية الإيمان بالرسل والكتب:
مسألة الإيمان بالرسل والكتب والشرائع -كما هو معلوم لكل طالب علم، بل لكل مسلم- على نوعين:
الأول: قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان كل رسول يبعث إلى قومه خاصة وكل الرسل جاءوا بعقيدة واحدة، وهي "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"، فجميعهم جاء بعقيدة التوحيد: "لا إله إلا الله".
وأما الشرائع؛ فقد اختلفت شرائعهم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ) (رواه البخاري).
والعلات: جمع عَلَّة وهي الضَّرة، وبنو العلات: الإخوة من أب واحد وأمهاتهم مختلفة، والمراد: أن أصل دين الأنبياء واحد وإن كانت شرائعهم مختلفة.
وبالتالي فقبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن بلغه دعوة نبي يلزمه أن يؤمن بالله ويدخل في دعوة التوحيد، وأما الشريعة فلا تلزمه إلا إذا كان من قوم النبي الذي جاء بهذه الشريعة.
الثاني: بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- أنه بعث إلى الناس عامة، وبالتالي أصبحت شريعته ملزمة لجميع الخلق إلى يوم القيامة، ونسخت شريعته الشرائع السابقة؛ قال -تعالى-: (قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ‌إِلَيْكُمْ ‌جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف: 158)، وقال -تعالى-: (‌وَمَا ‌أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ: 28).
وبالتالي فلا يسع أحدًا ألا يؤمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، أو يترك اتباع شريعته، ولا يسع أحدًا أن يكذب بالقرآن، أو أن يترك العمل بما فيه، ولو كان من أتباع نبي سابق؛ لأن شريعة الإسلام الخاتمة التي بعث بها النبي -صلى الله عليه وسلم- نسخت ما قبلها من الشرائع، وهذا أمر مجمع عليه متواتر عند جميع أهل العلم؛ قال -تعالى-: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ ‌وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) (المائدة: 48)، فكان نزول القرآن مصدقًا لما أخبرت به الكتب السابقة عنه، كما أنه مهيمن عليها؛ أي: أمين وشاهد وحاكم عليها، فلا حاجة للعمل بها مع نزول القرآن.
قال ابن كثير -رحمه الله-: "(مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ) أي: من الكتب المتقدمة المتضمنة ذكره ومدحه، وأنه سينزل من عند الله على عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكان نزوله كما أخبرت به، مما زادها صدقًا عند حامليها من ذوي البصائر، الذين انقادوا لأمر الله واتبعوا شرائع الله، وصدقوا رسل الله، كما قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ ‌أُوتُوا ‌الْعِلْمَ ‌مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا . وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا) (الإسراء: 107-108)، أي: إن كان ما وعدنا الله على ألسنة الرسل المتقدمين من مجيء محمد -عليه السلام-، (لَمَفْعُولًا) أي: لكائنًا لا محالة ولا بد".
وقال: "وقوله: (‌وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) قال سفيان الثوري وغيره، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس، أي: مؤتمنًا عليه. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: المهيمن: الأمين، قال: القرآن أمين على كل كتاب قبله. وروي عن عكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ومحمد بن كعب، وعطية، والحسن، وقتادة، وعطاء الخراساني، والسدي، وابن زيد، نحو ذلك.
وقال ابن جريج: القرآن أمين على الكتب المتقدمة، فما وافقه منها فهو حق، وما خالفه منها فهو باطل. وعن الوالبي، عن ابن عباس: (‌وَمُهَيْمِنًا) أي: شهيدًا. وكذا قال مجاهد، وقتادة، والسدي. وقال العوفي عن ابن عباس: (‌وَمُهَيْمِنًا) أي: حاكمًا على ما قبله من الكتب.
وهذه الأقوال كلها متقاربة المعنى، فإن اسم "المهيمن" يتضمن هذا كله؛ فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب" (تفسير ابن كثير).
والعجب أن بعض أهل الزيغ والضلال يعلمون ذلك -وهو الموجود في جميع كتب أهل العلم وفي المدارس والجامعات الدينية-، لكن يتركون بيان هذا الفرق لكي يلبسوا على الناس دينهم.
عدم التفريق بين الرسل:
يدخل في قضية الإيمان بالرسل عدم التفريق بينهم؛ بمعنى أن على جميع المؤمنين أن يؤمنوا بجميع الأنبياء والرسل ويصدقوهم، ويشهدوا لهم بالنبوة والرسالة، ولا يجوز تكذيب واحد منهم؛ لأن الله أرسلهم جميعًا؛ ولأنهم كلهم يصدق بعضهم بعضًا في الدعوة إلى التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له وإن اختلفت شرائعهم، وهذه مسألة أخرى غير مسألة لزوم شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم- كشريعة خاتمة ناسخة لما قبلها، فيجب الإيمان بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وتصديقه في رسالته، ثم يلزم اتباع شريعته؛ لأنها ناسخة لما قبلها.
إذًا مسألة الإيمان بجميع الأنبياء والرسل مما لم تختلف فيه الشرائع، فقد أمرنا بأن نؤمن بالرسل جميعًا ولا نفرِّق بينهم في الإيمان، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ‌لَا ‌نُفَرِّقُ ‌بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة: 136)، وتكرر الأمر بذلك في قوله -تعالى-: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ‌لَا ‌نُفَرِّقُ ‌بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران: 84-85).
قال ابن جرير الطبري: "وأن جَميع من ذكر الله من أنبيائه كانوا على حق وهدى، يُصدِّق بعضهم بعضًا، على منهاج واحد في الدعاء إلى توحيد الله، والعمل بطاعته (‌لَا ‌نُفَرِّقُ ‌بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ)، يقول: لا نؤمن ببعض الأنبياء ونكفر ببعض، ونتبرَّأ من بعضٍ ونتولى بعضًا، كما تبرأت اليهودُ من عيسى ومحمد -عليهما السلام- وأقرَّت بغيرهما من الأنبياء، وكما تبرأت النصارى من محمد -صلى الله عليه وسلم- وأقرّت بغيره من الأنبياء، بل نشهد لجميعهم أنهم كانوا رسلَ الله وأنبياءَه، بعثوا بالحق والهدى" (تفسير الطبري).
وسمى الله من كفر ببعض الرسل وآمن ببعض كافرًا، بل أخبر أن هذا هو الكافر حقًّا، كما قال -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا . أُولَئِكَ هُمُ ‌الْكَافِرُونَ ‌حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا) (النساء: 150-151).
قال ابن جرير الطبري: "يعني بقوله جل ثناؤه: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ)، من اليهود والنصارى = (وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ)، بأن يكذبوا رسل الله الذين أرسلهم إلى خلقه بوحيه، ويزعموا أنهم افتروا على ربهم. وذلك هو معنى إرادتهم التفريقَ بين الله ورسله، بنِحْلتهم إياهم الكذب والفريةَ على الله، وادِّعائهم عليهم الأباطيل = (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ)، يعني أنهم يقولون: "نصدِّق بهذا ونكذِّب بهذا"، كما فعلت اليهود من تكذيبهم عيسى ومحمدًا -صلى الله عليهما وسلم-، وتصديقهم بموسى وسائر الأنبياء قبله بزعمهم، وكما فعلت النصارى من تكذيبهم محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وتصديقهم بعيسى وسائر الأنبياء قبله بزعمهم".
إلى أن قال: "فقال -جل ثناؤه- لعباده منبهًا لهم على ضلالتهم وكفرهم: (أُولَئِكَ هُمُ ‌الْكَافِرُونَ ‌حَقًّا)، يقول: أيها الناس، هؤلاء الذين وصفت لكم صفتهم، هم أهل الكفر بي، المستحقون عذابي والخلود في ناري حقًّا. فاستيقنوا ذلك، ولا يشككنَّكم في أمرهم انتحالهم الكذب، ودعواهم أنهم يقرُّون بما زعموا أنهم به مقرُّون من الكتب والرسل، فإنهم في دعواهم ما ادعوا من ذلك كَذَبَةٌ؛ وذلك أن المؤمن بالكتب والرسل هو المصدّق بجميع ما في الكتاب الذي يزعم أنه به مصدق، وبما جاء به الرسول الذي يزعم أنه به مؤمن؛ فأما من صدّق ببعض ذلك وكذَّب ببعض، فهو لنبوة من كذب ببعض ما جاء به جاحد، ومن جحد نبوة نبي فهو به مكذب. وهؤلاء الذين جحدوا نبوة بعض الأنبياء، وزعموا أنهم مصدقون ببعض، مكذبون من زعموا أنهم به مؤمنون، لتكذيبهم ببعض ما جاءهم به من عند ربهم، فهم بالله وبرسله = الذين يزعمون أنهم بهم مصدقون، والذين يزعمون أنهم بهم مكذبون = كافرون، فهم الجاحدون وحدانية الله ونبوّة أنبيائه حق الجحود، المكذبون بذلك حق التكذيب؛ فاحذروا أن تغتروا بهم وببدعتهم، فإنا قد أعتدنا لهم عذابًا مهينًا" (تفسير الطبري).
إذًا فالحاصل من هذا: أنه الآن بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يصح أن يدعي أحدٌ أن هناك مؤمنين من ملل وأديان أخرى غير دين الإسلام؛ لأنهم أولًا لا يعبدون الله وحده، ثم هم يكذِّبون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يؤمنون به، ثم هم ثالثًا لا يؤمنون بالقرآن ولا بشريعة الإسلام الخاتمة، وكل هذا من أصول الكفر.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 95.11 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]