|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بحوث قرآنية في علم الصرف وزن (انفَعَلَ) مركز جنات للدراسات وزن (انفعل) من أوزان أفعال المطاوعة، ويقال لها: أفعال التأثُّر في مقابلة أفعال التأثير، فيقال: فعلته فانفعل، وفعلته فافتعل، وفعَّلته فتفعل، وفاعلته فتفاعل... وهكذا. والمعروف عند الصرفيين أن صيغة (انفعل) تختص بما فيه علاج وقبول، والأصل فيها أن تكون لمطاوعة (فعل) الثلاثي؛ فيقال: كسرتُه فانكسر، وصرفته فانصرف، ونحو ذلك. ولا يُقاس صوغ هذا الوزن عند جُمهور الصَّرفيين؛ ولذلك عدَّوا قولهم: (انعدم) خطأ، كما ذكر ابن الحاجب، ولابن كمال باشا رسالة في ذلك. وقد ورد في القرآن من مواد هذه الصيغة عشرون، ورد المصدر فيها بموضعين فقط (انفصام - انبعاث)، وورد المطاوع مع أصله في موضع واحد، وهو قوله -تعالى-: ﴿ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [التوبة: 127]. وقد كان هذا الاستقراء على وجْه السرعة، ومَنْ كان لَدَيْه استدراك أو تعقيب، فليتفضل بذكره مشكورًا، وجزاه الله خيرًا. وبعض الناس يختلط عليه وزن (انفعل) بوزن (افتعل) أحيانًا، كما في (انتظر)، و(انتشر)، و(انتقم)، ونحو ذلك. وفيما يأتي إحصاء هذه المواد مرَتَّبة على حُرُوف المعْجَم: (ب ث ث): يقال: بَثَثْته أبثُّه؛ أي: نشَرْته، فانْبَثَّ فهو مُنْبَث؛ أي: مُنْتَشِر؛ قال -تعالى-: ﴿ فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ﴾ [الواقعة: 6]. (ب ج س): يُقال: بجس العين يَبْجُسها، فانْبَجَسَتْ؛ قال -تعالى-: ﴿ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ [الأعراف: 160]. (ب ع ث): يقال: بعثته فانْبعث؛ قال -تعالى-: ﴿ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴾ [الشمس: 12]، والمصدر: انبعاث، قال -تعالى-: ﴿ وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ ﴾ [التوبة: 46]. (ب غ ي): يقال: بغيته فانبغى ينبغي، والمشهور هو المضارع؛ كما في قوله -تعالى-: ﴿ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 92]، وبعضهم يمنع الماضي، ولكنه مسموع بقلة في الكلام الفصيح، كما جاء في كلام الشافعي - رحمه الله. (خ ن ق): يقال: خنقته فانخنق، فهو منخنق؛ قال -تعالى-: ﴿ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ ﴾ [المائدة: 3]. (س ل خ): يقال: سلخت شهرًا في كذا، فانسلخ الشهر؛ أي: انقضى؛ قال -تعالى-: ﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ﴾ [التوبة: 5]، وانسلخ أيضًا؛ أي: ابتعد وخرج؛ قال -تعالى-: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ﴾ [الأعراف: 175]. (ش ق ق): يقال: شققته فانشَقَّ؛ قال -تعالى-: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1]، وقال: ﴿ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 16]، والمضارع ينشق؛ قال -تعالى-: ﴿ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴾ [مريم: 90]. (ص ر ف): يقال: صرفته فانْصَرَف؛ قال -تعالى-: ﴿ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [التوبة: 127]، ولعل في هذا تنبيهًا على قاعدة المطاوعة. (ط ل ق): يقال: أطلقته فانْطلق؛ قال -تعالى-: ﴿ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ ﴾ [ص: 16]، والمضارع (ينطلق)، قال -تعالى-: ﴿ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي ﴾ [الشعراء: 13]، والأمر: (انطلِق)؛ قال -تعالى-: ﴿ انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [المرسلات: 29]. (ف ج ر): يقال: فجرته فانفجر؛ قال -تعالى-: ﴿ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ [البقرة: 60]. (ف ص م): يقال: فصمته فانفصم انفصامًا؛ قال -تعالى-: ﴿ لَا انْفِصَامَ لَهَا ﴾ [البقرة: 256]. (ف ض ض): يقال: فضضته فانفَضَّ؛ قال -تعالى-: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا ﴾ [الجمعة: 11]، والمضارع: ينفَض؛ قال -تعالى-: ﴿ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا ﴾ [المنافقون: 7]. (ف ط ر): يقال: فطرته فانفطر؛ قال -تعالى-: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ [الانفطار: 1]، واسم الفاعل: منفطر؛ قال -تعالى-: ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ﴾ [المزمل: 18]. (ف ك ك): يقال: فككته فانفك، واسم الفاعل: مُنفك؛ قال -تعالى-: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 1]. (ف ل ق): يقال: فلقته فانفلق؛ قال -تعالى-: ﴿ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63]. (ق ع ر): يقال: قعرته فانقعر، واسم الفاعل: منقعر؛ قال -تعالى-:﴿ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ﴾ [القمر: 20]. (ق ل ب): يقال: قلبته فانقلب؛ قال -تعالى-: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ ﴾ [آل عمران: 174]، والمضارع ينقلب؛ قال -تعالى-: ﴿ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾ [الملك: 4]، واسم الفاعل منقلِب؛ قال -تعالى-: ﴿ قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ ﴾ [الأعراف: 125]، والمصدر الميمي (منقلَب)؛ قال -تعالى-: ﴿ لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 36]. (ك د ر): يقال: كدرته فانكدر؛ قال -تعالى-: ﴿ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ﴾ [التكوير: 2]. (هـ م ر): يقال: همرته فانهمر؛ قال -تعالى-: ﴿ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ﴾ [القمر: 11]. (هـ ي ر): يقال: هرته فانهار، وأصله: هير فانهير، قال -تعالى-: ﴿ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ﴾ [التوبة: 109]. والله تعالى أعلى وأعلم، وبه الهداية، ومنه التوفيق.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |