الصالون الأدبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحافظ عبدالغني المقدسي (حياته وشجاعته ومحنه المتتالية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فتح مدينة دمشق .. حاضرة الشام في حضن الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 5522 )           »          مؤسسات النظام السياسي في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          فى مدرسة النبوة (الدعوة السرية) خصائص وسمات ــ أسباب وغايات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 29042 )           »          من أخطاء المصلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إجارة الحمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مشروعية الزواج من واحدة فأكثر في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          البعثة المحمدية وحال الناس قبلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2024, 03:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,641
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصالون الأدبي

الصَّالون الأدبي (مع عُقَابِ العربيّةِ: الأستاذ محمود محمد شاكر) (18)






كتبه/ ساري مراجع الصنقري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فبعد أن عاد الأستاذُ "محمود شاكر" مِن هجرتِه الحِجازيّةِ غَاصَ في يَمِّ سنواتِ العُزلةِ التي ارتضاها لِنَفْسِه، فظَلَّ يَشْدُو في واحتِه الوَارِفَةِ الظَّلِيلةِ، فلا يُسْمِعُ إلا نَفْسَهُ وبعضَ المُحبِّينَ والمُقرَّبِينَ، وأساتذتَه وبعضَ الأدباءِ والمُفكِّرِينَ؛ مثل: أحمد تيمور باشا، ومصطفى صادق الرافعي، وأحمد زكي باشا، والخضر حسين.

ولَم يَنقطِعْ عن الواقعِ الثَّقافيِّ انقطاعًا كاملًا، بل كان على دِرَايَةٍ بما يَقَعُ مِن أحداثٍ، ويُقامُ مِن مُناسَباتٍ، وشَرَعَ يَرسِمُ لِنَفْسِهِ طريقًا في قراءةِ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ وغَيْرِه، غَيْرَ الطَّرِيقِ الذي تَسِيرُ فيه المدارسُ والجامعاتُ المِصريّة.

قال الأستاذُ محمود شاكر -رحمه الله-: "اعْلَمْ أنِّي قضيتُ عشرَ سنواتٍ مِن شبابي، في حَيْرَةٍ زائغةٍ، وضلالةٍ مُضْنِيَةٍ، وشُكُوكٍ مُمَزِّقَةٍ، حتى خِفْتُ على نَفْسِيَ الهلاكَ، وأن أخسرَ دُنْيَايَ وآخِرَتي، مُحْتَقِبًا إثمًا يَقذِفُ بي في عذابِ اللهِ بما جَنَيْتُ؛ فكان كُلَّ هَمِّي يومئذٍ أن أَلتمِسَ بَصِيصًا أهتدي به إلى مَخرجٍ يُنجِيني مٍن قَبْرِ هذه الظُّلُماتِ المُطْبِقَةِ عليَّ مِن كُلِّ جانبٍ.

فمنذُ كنتُ في السَّابعةَ عشرةَ مِن عُمري سنة 1926، إلى أن بَلَغتُ السَّابعةَ والعشرينَ سنة 1936، كنتُ مُنغَمِسًا في غِمَارِ حياةٍ أدبيَّةٍ بدأتُ أُحِسُّ إحساسًا مُبْهَمًا مُتَصَاعِدًا أنَّها حياةٌ فاسدةٌ مِن كُلِّ وَجْهٍ؛ فلَم أَجِدْ لِنَفْسِي خَلاصًا؛ إلا أن أَرْفُضُ مُتَخَوِّفًا حَذِرًا شَيئًا فَشَيئًا، أكثرَ المَناهجِ الأدبيَّةِ والسِّياسيَّةِ والاجتماعيَّةِ والدِّينيَّةِ التي كانت يومئذٍ تَطْغَى كالسَّيلِ الجَارِفِ، يَهدِمُ السُّدُودَ، ويُقَوِّضُ كُلَّ قائمٍ في نَفْسِي وفي فِطْرَتِي.

ويومئذٍ طَويتُ كُلَّ نَفْسِي على عزيمةٍ حَذَّاءَ ماضيةٍ: أن أَبدَأَ، وحيدًا مُنفَرِدًا، رحلةً طويلةً جدًّا، وبعيدةً جدًّا، وشَاقَّةً جدًّا، ومُثِيرَةً جدًّا.

بدأتُ بإعادةِ قراءةِ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ كُلِّه، أو ما وَقَعَ تحت يدي مِنْهُ يومئذٍ على الْأَصَحِّ، قراءةً مُتَأَنِّيَةً طويلةَ الْأَنَاةِ عند كُلِّ لفظٍ ومعنًى، كأنِّي أُقَلِّبُهُمَا بعقلي، وأَرُوزُهُمَا (أي: أَزِنُهُمَا مُخْتَبِرًا) بقلبي، وأَجُسُّهُمَا جَسًّا ببصري وببصيرتي، وكأنِّي أريد أن أَتَحَسَّسَهُمَ ا بيدي، وأَسْتَنْشِيَ (أَي: أَشُمَّ) ما يَفُوحُ منهما بأنفي، وأَسَّمَّعَ دبيبَ الحياةِ الخَفِيَّ فيهما بِأُذُنَيَّ = ثُمَّ أَتَذَوَّقُهُمَ ا تَذَوُّقًا بعقلي وقلبي وبصيرتي وأناملي وأنفي وسمعي ولساني، كأنِّي أطلبُ فيهما خَبِيئًا قد أخفاه الشَّاعِرُ المَاكِرُ بفَنِّه وبراعتِه، وأَتَدَسَّسُ إلى دَفِينٍ قد سقط مِن الشَّاعِرِ عَفْوًا أو سَهْوًا تحت نَظْمِ كلماتِه ومَعانِيه، دون قَصْدٍ منه أو تَعَمُّدٍ أو إرادةٍ.


لا تَقُلْ لِنَفْسِكَ: "هذا مَجازٌ لَفْظِيٌّ"! كَلَّا، بل هو أَشْبَهُ بحقيقةٍ أيقنتُ بها، لأنِّي سخَّرتُ كُلَّ ما فطَرني اللهُ عليه، وأيضًا كُلَّ معرفةٍ تُنَالَ بالسَّمْعِ أو البصرِ أو الإحساسِ أو القراءةِ، وكُلَّ ما يَدخُلُ في طَوْقِي مِن مُراجَعةٍ واستقصاءٍ بلا تَهاوُنٍ أو إغفالٍ = سخَّرتُ كُلَّ سَلِيقَةٍ فُطِرْتُ عليها، وكُلَّ سَجِيَّةٍ لانَتْ لي بالإدراكِ لِكَيْ أَنْفُذَ إلى حقيقةِ "البَيَانِ" الذي كرَّم اللهُ به آدمَ -عليه السَّلامُ- وأبناءَه مِن بَعْدِه؛ وهذا أمرٌ شاقٌّ جدًّا، كان، ومُثِيرٌ جدًّا، كان، ولكن المَطْلَبُ البعيدُ هَوَّنَ عندي كُلَّ مَشَقَّةٍ وضَنًى" (رسالة في الطَّريق إلى ثقافتنا).

ونُكمِلُ في المقالِ القادمِ -إن شاء الله-، وباللهِ التَّوفيق.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 04-12-2024 الساعة 04:46 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.18 كيلو بايت... تم توفير 1.74 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]