|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التِّبر المسبوك "معالم في طريق بناء جيل قرآني مميز" محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري الحمد لله الذي كان بعباده خبيرًا بصيرًا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجًا، وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. إن الصلاة على النبي حبيبنا ![]() من أفضل الأفعال والأعمال ![]() فهو النبي المصطفى علَم الهدى ![]() الطيب الأقوال والأفعال ![]() صلوات ربي وسلامه على خير الأنام، وعلى آله وصحبه الكرام، ومن تبعهم بإحسان؛ أما بعد: فلا يخفى على ذي لبٍّ عاقل ما أحاط الله به عباده من نِعم متوالية لا حصر لها، وما شمِلهم به من رحمات تترى لا عدد لها، وأسبغ عليهم من فضله ما لا يكافأ ولا يُحصى، وهو الرحيم الودود: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]. الحمد لله حمدًا ليس منحصرًا ![]() على أياديه ما يخفى وما ظهرا ![]() ![]() ![]() فمن عظيم نعم الله على عباده نعمة القرآن، الذي به صلاح أمر العباد وإصلاح شؤونهم، وهو حبله المتين وسراجه المنير، وصلة العبد بربه. "فيه نبأ ما كان قبلنا، وخبر ما يكون بعدنا، وحكم ما بيننا، وهو الجِدُّ ليس باللعب، والفصل ليس بالهزل، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، والنبأ العظيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يعوَّج فيقوَّم، ولا يزيغ فيتشعب، ولا تخلق بهجته على كثرة التَّرداد، بل لا يزداد على تتابع التلاوة إلا بهجة وطلاوة وحلاوة"[1]. أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان خيرَ معلِّم للقرآن، لخير جيل من أهل القرآن، فاللهم اجْزِه عنا خير ما جزيت به معلمًا ونبيًّا: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]. "فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاءً قط أعمَّ ولا أنفع، ولا أعظم ولا أشجع في إزالة الداء من القرآن"[2]. وفي معرِض ذكر الله سبحانه لنعمه وآلائه التي تفضَّل بها على عباده، بدأ بذكر نعمة تعليم القرآن تبيينًا لشريف منزلته وعظيم قدره؛ فقال: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4]؛ قال قتادة: "نعمة والله عظيمة"[3]. "لم ينزل من السماء كتاب أهدى منه، خضعت له الرقاب، وسجدت له عقول ذوي الألباب، وشهدت العقول والفِطر بأن مثله ليس من كلام البشر، وأن فضله على كل كلام كفضل المتكلم به على الأنام، وأنه نور البصائر من عَماها، وجِلاء القلوب من صداها، وشفاء الصدور من أدوائها وجَواها، فهو حياها الذي به حباها، ونورها الذي انقشعت به عنها ظلماؤها، وغذاؤها الذي به قوام قوتها، ودواؤها الذي به حفظ صحتها"[4]. ولعنا نبحر في رحلة ماتعة مع القرآن العظيم، ونسعى سعيًا حثيثًا مُيمِّمين نحو إرساء قواعد راسخة لبناء "جيل من طلاب القرآن مميز"، سائلين الله العون والتوفيق، نستهلها بمدخل لطيف لهذه المعالم، نعرض فيه للحديث عن: الجيل القرآني: مفهومه – مقوماته – حاجتنا إليه. ومن ثم تبدأ المحاور الرئيسية لهذه المعالم؛ وهي: الطالب – البيت – المعلم – المشرف – الجمعية. • كيف تصبح حافظًا للقرآن مميزًا؟ • كيف تصبح وليَّ أمر مميزًا؟ • كيف تصبح معلمًا للقرآن مميزًا؟ • كيف تصبح مشرفًا مميزًا للحلقات؟ • كيف تكون جمعية تحفيظ القرآن مميزةً؟ والله نسأل التوفيق والتيسير والرشاد. واعلم رحمني الله وإياك: أن هذا العمل وهذه المعالم هي نتاج تجربة فريدة، أكرمني الله سبحانه فيها بتعلم، وتدريس وتعليم القرآن، ولله الحمد وله المنة، نسأل الله القبول والإخلاص، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم سبحانه. وقريبًا إن شاء الله الحلقة الثانية من "التبر المسبوك"؛ وفيها: الجيل القرآني: مفهومه – مقوماته – حاجتنا إليه. [1] الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة. [2] الداء والدواء. [3] تفسير الطبري. [4] الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |