|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تحت راية التوحيد لفضيلة الشيخ عبد اللطيف محمد بدر المقال السابع: تحدثت في مقالين سابقين عن توحيد الربوبية الذي كان يعتقده المشركون وعن توحيد الربوبية الذي كانوا ينازعون فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقولون: {أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب - وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد - ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق} [ص: 5 - 7] . فلم يغنهم ما اعتقدوه من توحيد الربوبية عما أنكروه من توحيد الألوهية شيئا فلا إيمان لمن لم يستكمل توحيد الألوهية ويخص الله وحده بالعبادة، ويظهر أثر هذا التوحيد الخالص في قلبه فلا يرجو إلا الله، وعلى لسانه فلا يدعو أحدا سواه، وفي كل أعماله فلا يبتغى بها إلا وجه الله {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين - لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} [الأنعام: 162، 163] ، {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف: 110] . فأين من هذا الذين يدعون غير الله ويقصدونه لتفريج الكروب وقضاء الحاجات من الأحياء أو الأموات ويقدمون لهم النذور ويحلفون بهم ويعظمونهم من دون الله أو مع الله وإذا قيل لهم لا تفعلوا ذلك إلا لله وحده غضبوا وقالوا: إنهم أقرب إلى الله منا، فهم وسيلتنا إليه، مثل ما قال الذين أشركوا من قبل: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} [الزمر: 3] ، {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون} [الزمر: 45] . لقد ابتلى المسلمون في كثير من البلاد الإسلامية بهذه القبور التي يقدسون من فيها، ويقدمون لها القرابين في صور شتى، ما بين طائف بها ومقبل لها ومتضرع إليها وحالف بها وموقد فيها السرج وكاس لها من ديباج الحرير وناذر لها الأنعام والأموال والطعام التي تشح بها نفسه على الأحياء من مساكين جيرانه وفقراء أهله وصدق من قال: أحياؤنا لا يرزقون بدرهم ... وبألف ألف ترزق الأموات ولقد علمنا الإسلام أنه لا طواف إلا بالكعبة، ولا تقبيل إلا للحجر الأسود، ولا تضرع ولا حلف ولا نذر إلا لله وحده، وأن مسرج القبور ملعون وأن كاسيها مبذر من إخوان الشياطين لأنه منفق للمال في غير وجهه الصحيح. يقول الله تعالى عن حجاج بيته: {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق} . ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مبينا للناس سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تقبيل الحجر الأسود فيما يرويه عنه البخاري ومسلم: (أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أنى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك) . ويقول الله تعالى عن التضرع: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين} [الأعراف: 55] . ومن الاعتداء على حق الله التضرع لغيره. وعن الحلف يروى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه فقال: (( ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت )) . ويثنى الله تعالى على الذين يوفون بنذورهم له سبحانه فيقول: {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا} [الإنسان: 7] ، ويذكر جل شأنه أنه يعلم ما ينفق عباده وما ينذرون: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار} [البقرة: 270] ، ولا شك أن من صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو من الظالمين الذين لا ينصرون. وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن التبذير في الأموال بإنفاقها فيما لا يعود بالنفع على أحد قال تعالى: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا - إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا} [الإسراء 26، 27] . وأى نفع للميت من هذا الكساء فضلا عن الأحياء، وقد رأى سيدنا عمر رضي الله عنه خيمة على قبر فأمر بإزالتها وقال: دعوه يظلله عمله، والله تعالى يقول: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} [النجم: 39] . وقد بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن النذر الذي يكون لله سواء كان ماليا أو غيره لا يقدم ولا يؤخر، فكيف بالنذر لغيره؟ روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: أولم ينهوا عن النذر؟ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إن النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخر وإنما يستخرج بالنذر من البخيل )) ، وكل نذر ليس فيه طاعة لله فهو هدر، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه )) ، ولا شك أن النذر لغير الله معصية يحرم فعلها ويثاب تاركها. وعلى الجملة فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهيا أكيدا عن شد الرحال وتكلف السفر إلى مسجد ما - فضلا عن قبر - غير المساجد الثلاثة التي نص عليها في حديثه الذي رواه الترمذى عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى )) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وإنما تقصد هذه المساجد للصلاة والعبادة فيها لأن الثواب فيها يضاعف عن غيرها من المساجد الأخرى فلا تقصد من أجل أن يدعى فيها غير الله تعالى فالله يقول: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} [الجن: 18] . والحديث موصول ونسأل الله العون والتوفيق. عبد اللطيف محمد بدر
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |