إنَّ التشبهَ بالكرامِ فلاحُ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-02-2025, 01:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي إنَّ التشبهَ بالكرامِ فلاحُ

إنَّ التشبهَ بالكرامِ فلاحُ

د. محمود نديم نحاس
اخترت عنواناً لمقالي شطراً من بيت الشعر:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم=إنَّ التشبهَ بالكرامِ فلاحُ

وذلك بعد أن قرأت ما أورده الماوردي في كتابه (أدب الدنيا والدين) حيث قال: (قالت ابنة عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وكان أجود قريش في زمانه: ما رأيت قوماً أشدَّ لؤماً من إخوانك! قال: مَهْ! ولِمَ ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرتَ لزموك، وإذا أعسرتَ تركوك! فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم! يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم!).

وقد علّق الماوردي على القصة بقوله: (فانظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح عملهم حسناً، وظاهر غدرهم وفاءً. وهذا محض الكرم ولُباب الفضل، وبمثل هذا يلزم ذوي الفضل أن يتأوّلوا الهفوات من إخوانهم).

فأين هذا القول من قول أحدنا اليوم: سوء الظن من حسن الفِطَن؟ والتي تعني حمل تصرف الآخرين على أسوأ تفسير، واعتقاد ذلك في القلب, فينعكس ذلك على أسلوب التعامل معهم, والتفكير بإلحاق الضرر بهم كنوع من الدفاع عن ما يخالجنا من ظنون.

هل سوء الظن مرض أم ظاهرة صحية؟ القرآن يأمرنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ، إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ. وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا. أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ. وَاتَّقُوا اللَّهَ. إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)، والحديث يحذّرنا (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا). فالظن هو اتهام الناس وتخوينهم فِي غَيْر مَحَلِّه. وروى الحسن البصري (ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة: الحسد، والظن، والطِّيَرة. ألا أنبئكم بالمخرج منها؟ إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا تطيّرت فامضِ). فما أجمل هذه الوصفة في عدم المضي في التحقق مما قد يقع في نفوسنا من ظن، لأَنَّ بَعْض ذَلِك إِثْم مَحْض فنتجنّب كَثِيراً مِنْهُ اِحْتِيَاطًا. وهناك وصفة أخرى من أمير الْمُؤْمِنِينَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ حيث قَالَ: (ولا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيك الْمُؤْمِن إِلا خَيْرًا وَأَنْتَ تَجِد لَهَا فِي الْخَيْر مَحْمَلاً).

والإنسان سيّء الظن قلبه مظلم وممتلئ بالظنون السيئة تجاه الناس حتى يطفح على لسانه وجوارحه في الهمز واللمز والطعن واللعن والعيب والبغض والريبة.

وهل هناك فرق بين سوء الظن والحذر؟ نعم فالفرق كبير، فالحذر هو الأخذ بالأسباب التي تنجي من المكروه. وهو ضروري للإنسان للاحتراز من كل مكروه قد يصيبه. فكلنا يقفل باب داره إذا غادره أو أراد النوم، فهل في هذا سوء ظن بالناس أم احتراز من اللصوص؟ سألني طالب مرة: لماذا تسيء الظن بنا فتفرقنا عن بعضنا في الاختبار؟ قلت: لست أسيء الظن ولكن لابد من اتخاذ الأسباب لمنع الغش في الاختبارات! وأردفتُ: ألست موقناً بأن السارق سوف تُقطع يده؟ قال: نعم. قلت: فلماذا تقفل سيارتك عندما تتركها في الموقف؟

إن الحذر من الوقوع في المحذور أمر ضروري. والأمر القرآني (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) فيه دلالة واضحة على ضرورة الحذر في مثل هذه المواقف، لأن عدم الحذر هنا قد يؤدي إلى إدانة آخرين وهم أبرياء. وهنا تنفع الفطنة والذكاء فى التعامل مع الأخبار ورواتها، ومع الوشاة الذين لا هم لهم إلا محاولة الإيقاع بالناس أو بين الناس. ويقول عمر رضي الله عنه (لست بالخَبِّ ولا الخَبُّ يخدعني). والخب هو الخدّاع الخبيث. ولقد حثّنا القرآن على كتابة الدَّيْن بحضور الشهود (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ... الآية)، وهذا من باب التوثيق وليس من باب سوء الظن بالمستدين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]