|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الصوفية في الميزان بقلم الشيخ أحمد مكين أحمد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن (الصوفية) وموقعها في الدين الإسلامي وعندما نبدأ الحديث عنها بالبحث عن استدلال على اسمها فلن نصل إلى حقيقة .. فالصوفية أنفسهم مختلفون في ذلك .. فمنهم من يرجع الاسم إلى (الصفاء) وإن كان كذلك لكان أولى أن تسمى (بالصفائية) .. ومنهم من يرجعه إلى (الصوف) .. لباس شيوخهم ورهبانهم كما ادعوا .. وإن كان كذلك .. فما أيأسهم فهناك من الكائنات من اكتسى خلقة بالصوف .. بل إن الخرفان مصدر الصوف أحق أن توصف بالتدين إن كان الأمر متعلقا بالكساء .. هذا عن الاسم .. ولينظر معي القارئ الكريم إلى مظهرهم العام وتحبيذهم لبس المرقعات من الثياب الخشنة والدعوة إلى نبذ الطيبات من الطعام (ولو أن هذا في ظاهر الأمر يخدع به الشيوخ اتباعهم بينما يرفلون هم- أي الشيوخ الكبار- في حلل الحرير والطيبات من الطعام واكتناز الأموال) .. فهل من دعوة الإسلام نبذ الزينة والطيبات من الطعام والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم في سورة الأعراف: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) صدق الله العظيم وفي آية أخرى من نفس السورة (يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) .. فأين الصوفية من هذه الآيات البينات .. وتبعا للرداء هناك حبال المسابح التي يحملونها أو يعلقونها على رقابهم مقسمة إلى ما شاء لهم الهوى أو أمر به الشيخ .. يحملونها زينة ومظهرا حتى وهم يسيرون في الطريق المزدحم والعين والقلب وكل الجوارح مشغولة لضمان سلامة السير .. ورغم ذلك يتظاهرون بالتسبيح بالهمهمة وترقيص الدقون .. وما جعل الله لامرئ من قلبين في جوفه .. ثم هل المسبحة نفسها إلا محدثة لم تكن في عهد الرسول ولا عهد أصحابه .. "وكل محدثة بدعة .. وكل بدعة ضلالة .. وكل ضلالة في النار" ويلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر "كل" لأن بعض المتنطعين يذكرون أن هناك بدعة حسنة بينما يقول الإمام مالك أن كل من ادعى أن هناك بدعة حسنة فقد افترى على رسول الله واتهمه بأنه لم يبلغ الأمانة .. وماذا عن أفعالهم. وهل رأيت حلقات الرقص التي يقيمونها على أنها (حضرة) للذكر .. وكيف يتمايلون ويتقافزون في حركات نسائية يندي لها جبين الرجال ويتصايحون بألفاظ ما أنزل الله بها من سلطان ومن أحسن منهم يردد أسماء الله بل يكرر اسما معينا ودون أن يسبقه بحرف نداء ودون أن يلحقه بطلب أو رجاء .. وما يفعل ذلك- إلا معتوه، أو مجنون وهم يريدون أن يشبعوا في أنفسهم غريزة الرقص وحتى يجدوا لذلك مبررا منطقيا أو غطاء شرعيا يطلقون عليه (ذكرا) وما هو بذكر لأن الذكر في سريرة الأنفس كما وضح الله تعالى في سورة الأعراف .. (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) .. صدق الله العظيم .. وهكذا بين الله عز وجل أن يكون الذكر سرا في النفس ودون الجهر .. فأين من هذه التعاليم تصايح الصوفية بأصوات تشق عنان السماء على زمجرات الطبول والصاجات والمزامير كشأن ما يجري في المراقص ودور اللهو. وماذا عن تعاليمهم ودروسهم وكتبهم .. انظر تجد العجب العجاب فإنهم في كل ذلك لا يتأسون بالرسول الكريم ولا يرضخون لإرشاداته النيرة وهو- صلى الله عليه وسلم- قد حدد مصادر الدين الإسلامي بمصدرين لا ثالث لهم .. كتاب الله وسنة الرسول الكريم .. حيث قال عليه الصلاة والسلام .. "تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا أبدا .. كتاب الله وسنتي" . وأنظر في أي كتاب من كتب الصوفية فلن تجد أمرا من أمورهم مسنودا إلى آية أو حديث- ولكن إلى أقوال شيوخهم واحبارهم، رغم ما شاع عن بعض هؤلاء وأولئك من خطل القول إلى درجة الكفر .. بل الشرك والعياذ بالله .. ويكفي كمثال كتاب (المنقذ من الضلال) وهو عمدة لديهم- وانظر كيف ينفون عن الله عز وجل قربه من العباد فيعلنون أنه لا بد للعبد من شيخ يكون واسطة بينه وبين الله ويتلقى على يديه (البركات) معارضين قول الله عز وجل في سورة البقرة (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) صدق الله العظيم .. وفي نفس الكتاب يدعو مؤلفه إلى فرقة المسلمين وتنافرهم "تنافروا .. وما زالت الأمة بخير ما تنافرت" !! بينما الله سبحانه وتعالى يدعو إلى عدم الفرقة فيقول (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ... وهناك كتب أخرى بها الانكى والأشد .. فلدينا في السودان كتاب وضعه- أو وضع اسمه عليه- شيخ كبير من شيوخ الصوفية يذكر فيه أن القرآن ما نزل الا من (محمد على محمد) !! كما يدعى أن الأمر في الآخرة سيكون بيد (أبي بكر) حيث ينزل ملك من السماء يقول لأبي بكر "هذه مفاتيح الجنة وهذه مفاتيح النار .. أدخل من شئت في الجنة ومن شئت في النار" !! كما يزعم أن الأولياء- وطبيعي أنه يدعى لنفسه الولاية- أكبر شأنا وأرفع قدرا من الأنبياء .. لأنهم يتخاطبون مباشرة مع الذات الالهية بينما يكون الوحي واسطة للأنبياء!!. وخزعبلات أخرى عديدة تخرج به عن دائرة المسلمين .. ولكنه مازال يمشى على قدميه محتفظا بمكانته المقدسة بين الأتباع .. هؤلاء المساكين الذين سوف يتخلى عنهم الشيخ في الآخرة كما ذكر الله تعالى في سورة البقرة (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب .. وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) صدق الله العظيم .. هكذا يحيطون برهبانهم في الحياة دون تدبر لأعمالهم وأقوالهم ومدى مطابقتها لمصادر الدين الحنيف .. الكتاب والسنة .. وإن مات هؤلاء أقاموا على قبورهم القباب .. شأن كل من غلب على أمره (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) الكهف .. وكيف لا يكون مغلوبا على أمره من ينساق لغيره على غير علم أو هدي مزكيا هذا أو ذلك بأنه ولي من أولياء الله أو أنهم من أهل الله- والله سبحانه وتعالى بغير أهل لأنه (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) وإنما علاقة الخلق به علاقة العباد بالمعبود .. (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) .. وهو القاهر فوق عباده .. أما الولاية فإنها أمر لايعلمها إلا الله الذي بشر أولياءه فقال (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) وهكذا ربط الولاية بالإيمان والتقوى وهذا يكون في دخيلة قلب المرء لا يطلع عليه إلا خالقه .. ولا يمكن الحكم بإيمان أحد لمجرد ما يأتي من مظاهر الإسلام .. وقد سبق أن قرع الله من فعل ذلك فقال في سورة الحجرات (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) .. وقال في سورة يوسف .. (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) .. فكيف للعبد أن يزعم أن فلانا ولي .. والله سبحانه وتعالى يقول: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) والعبد الصالح لايجب أن تكون علاقة المسلم المؤمن به إلا علاقة الأخوة .. ساعيا أن يكون كذلك .. ومن الخطل- بل من الخطورة- تجاوز هذا الحد إلى التمسح به والتذلل إليه .. فذلك شرك .. ولن ينفعه صلاح ذاك العبد .. (من عمل صالحا فلنفسه) (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) .. وقد روى عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في الآية الكريمة (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) أنه قال: (إن هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسى العلم عبدت) . وعن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندما ذكرت له أم سلمة كنيسة رأتها بأرض الحبشة، وما فيها من الصور، فقال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح- أو العبد الصالح- بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله" وقال- صلى الله عليه وسلم- "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" .. فأين من كل تلك- الآيات والأحاديث- أفاعيل الصوفية وهذه المساجد ذات القبور العاجة بالذين- هرعوا يلتمسون قدرة الشيخ الميت- لا قدرة الله العزيز القدير .. والرسول- صلى الله عليه وسلم- هو القدوة- لا المعتوهون من رهبان الصوفية- وقد قال- صلى الله عليه وسلم- عن نفسه في حياته- وهو خير الخلق أجمعين (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ".. وحذر من أن يكون ذلك بعد وفاته فقال:" اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".." وكان من آخر أقواله حديثه- صلى الله عليه وسلم- قبيل وفاته "اني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتى خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا .. وأن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك" صدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .. وأتم الرسالة وأبلغ الأمانة وأوحى إليه بما سوف يحدثه الطغام في دينه فذكر أن أمته ستتفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة هي ما على ما هو وأصحابه عليه .. تلك هي الفرقة الناجية .. فهل أصحاب الطرق الصوفية ذلك .. ومن منها ترى أنها ناجية؟ وهيهات أن ينجو منها أحد وقد ضربوا بكلام الله وأحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- عرض الحائط .. وأن الصوفية لمحدثة .. وكل محدثة بدعة .. وكل بدعة ضلالة .. وكل ضلالة في النار .. * ... * ... *
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |