|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قل مع الكون: لا إله إلا الله (1) طلب مِنَّي أثناء وجودي في (مكة المكرمة) الشيخ: عبد الرحمن السُديسي أن أجمع مادة علمية تتحدث عن بعض أسماء الله وصفاته بطريقة ميسرة على المسلمين وسهلة القراءة والفهم، فاستعنت بالله تعالى وبدأت في تجميع المادة، وكان أكثر ما لفت انتباهي فيما أكرمني الله به من أدلة هو عبودية الكائنات لله سبحانه وحبها له وطاعتها لأمره، ومن المثير أيضًا أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان وتغار على الله وتوالي وتعادي من أجله سبحانه وبعضها يدعو إلى الله والإيمان به، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } (الإسراء: 44)، فالكون كله يعرف الله، يحبه ويخشاه، يعبده ويوحده، يسبحه ويقدسه، وسميتها: «قل مع الكون: لا إله إلا الله». تمهيد في تاريخ الشرك والتوحيدإن الله سبحانه قد خلق العباد جميعًا مسلمين موحِّدين لله سبحانه، ولكن الشياطين جاءتهم فبدلت لهم دينهم، وأفسدت إيمانهم. قال تعالى في الحديث القدسي: «خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا»(1). فكلما وقع الناس في نوع من الشرك بعث الله إليهم أنبياءه بما يناسبه من أنواع التوحيد. فمنهم من كفر بالرب الخالق؛ كثمود وفرعون... فبعث الله الأنبياء ليعرفوهم بربهم وخالقهم كما قال موسى لفرعون: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}(النازعات: 19). ومنهم من كفر من باب أسماء الله وصفاته؛ كاليهود والنصارى، الذين قالوا: «إن الله ثالث ثلاثة»، وإن «له زوجة وولدا» سبحانه وتعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} (الإخلاص: 1-4). والأكثرية منهم لو عرفوا الله بأنه الرب وعرفوا بعض أسمائه وصفاته فقد وقعوا في الشرك من جهة عبادة الله واتخاذه إلهًا، كما قال تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} (يوسف: 106)، فبعث الله الأنبياء جميعًا وآخرهم وخاتمهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليدعوا إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة غيره والتبرأ منها واتخاذه إلهًا واحدًا معبودًا لا شريك له. قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36). فلما كان زمننا هذا فيه فتن آخر الزمان؛ فقد ظهرت فيه أنواع الشرك كلها في أنواعه الثلاثة، بل وظهرت فيه عبادة الشيطان، «وحسبنا الله ونعم الوكيل»، وانتشر الجهل وقُلِّبت الأمور، كما أخبر بذلك المعصوم ^ قال: «فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرًا، يبيع أقوامٌ دينهم بعرض من الدنيا»(2). ولا نجاة منها إلا بالعلم الصحيح والعمل الصالح، كما جاء في رواية عند ابن ماجه: «ستكون فتنٌ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسى كافرًا إلا من أحياه الله بالعلم». نسأل الله تعالى أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن. قيد الله؟ وما أسماؤه وصفاته؟ ما هو ظنك بالله سبحانه؟ - هل تظن أن الله بهذا الجمال والجلال والعظمة والكبرياء؟ - ما ظنك بربٍّ رحمته وسعت كل شيء؟ - ما ظنك بربٍّ يتودد إلى خلقه وهو غني عنهم؟ - ما ظنك بربٍّ رحمته سبقت غضبه وإحسانه سبق عقابه؟ - ما ظنك بربٍّ غفر لرجل قتل مائة فتاب عليه وأدخله الجنة؟ - ما ظنك بربٍّ غفر لامرأة من البغايا؛ لأنها سقت كلبًا؟ - ما ظنك بربٍّ غفر لرجلٍ نزع عود شجرة من طريق الناس؟ - ما ظنك بربٍّ أدخل امرأة الجنة بتمرة أطعمتها بنتها؟ - ما ظنك بربٍّ يجزيك بالحسنة عشر أمثالها ثم إلى سبعمائة ضعف؟ - ما ظنك بربٍّ يفرح بتوبتك ويضحك من أجل طاعتك ويجيب دعوتك ويفرج كربتك؟ - ما ظنك بربٍّ يتنزل إلى السماء الدنيا فيناديك ليغفر لك، ويتوب عليك، ويحقق آمالك وذلك كل ليلة. - ما ظنك بربٍّ يستحيي «نعم والله يستحيي من خلفه»؟ وإله يستحيي من عبيده؟ - ما ظنك بربٍّ «جميل- طيب- حليم- رفيق- عفو- كريم- غفور- رحيم...» (سبحانه وتعالى) و (جلَّ جلاله). أجمل ما في الحياة معرفة الله بأسمائه وصفاته قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأعراف: 180). قال ابن القيم- رحمه الله-: «عجبت لمن عرف الله ولم يحبه، وعجبت لمن عرف مقدار الربح في معاملته ثم لم يعبده، وعجبت لمن عرف مقدار الخسارة في البعد عنه ثم هو يعصبه». أعظم أسباب دخول الجنة هو إحصاء أسمائه والإيمان والعمل بها. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة»(3). - أعظم ما يُعبد الله به معرفته بأسمائه وصفاته. قال أبو القاسم التيمي: قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله على خلقه معرفته فإذا عرفه الناس عبدوه(4). وقال البخاري - رحمه الله-: العلم قبل القول والعمل. قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (محمد: 19). - أعظم آية في القرآن تتحدث عن أسماء الله وصفاته: وهي (آية الكرسي) تلك الآية المباركة تحتوي على عشرة مقاطع تتحدث كلها عن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا. عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «أتدري أيَّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255) قال: فضرب في صدري وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر»(5). الهوامش: 1- رواه مسلم (5019). 2- رواه الترمذي. 3- رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. 4- «النهج الأسمى» للنجدي. 5- رواه مسلم. اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() قل مع الكون: لا إله إلا الله (2) طلب مِنَّي أثناء تواجدي في (مكة المكرمة) الشيخ: عبد الرحمن السُديسي أن أجمع مادة علمية تتحدث عن بعض أسماء الله وصفاته بطريقة ميسرة على المسلمين وسهلة القراءة والفهم، فاستعنت بالله تعالى، وبدأت في تجميع المادة، وكان أكثر ما لفت انتباهي فيما أكرمني الله به من أدلة هو عبودية الكائنات لله -سبحانه- وحبها له وطاعتها لأمره، ومن المثير أيضًا أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان، وتغار على الله، وتوالي وتعادي من أجله سبحانه وبعضها يدعو إلى الله والإيمان به، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } (الإسراء: 44)، فالكون كله يعرف الله، يحبه ويخشاه، يعبده ويوحده، يسبحه ويقدسه، وسميتها: (قل مع الكون: لا إله إلا الله). هل تعرف الله؟ هذا هو الله سبحانه..!!هذا هو الله الواحد الأحد: قال تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } (الإخلاص: 1-4). هذا هو الله... الرحمن الرحيم فتجده يحب أن يُعرِّف عباده برحمته، قال تعالى: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الحجر: 49). ورحمته قد وسعت كل شيء: قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (الأعراف: 156). وتجده أرحم من الأم بولدها: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن امرأة من السبي كانت تسعى؛ إذ وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟» قلنا: لا والله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الله أرحم بعباده من هذه بولدها»(1). وقال حماد بن سلمة: «ما يسرني أن أمري يوم القيامة صار إلى والديَّ، إن ربي أرحم بي من والديَّ». لو علم الكافر رحمة الله لطمع في جنته: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد»(2). من رحمته تتراحم الوحوش والهوام والدواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحوش على ولدها». وفي رواية: «حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة»(3). وينزل في كل ليلة ينادي عباده ليرحمهم: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ينزل ربنا -تبارك وتعالى- كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟»(4). هذا هو الله «الطيب سبحانه وتعالى» قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا»(5). هذا هو الله.. الحليم الرفيق سبحانه وتعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله رفيقٌ يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف»(6). الله يضحك- سبحانه وتعالى-... هل هناك أجمل من ذلك. لن نعدم من رب يضحك. عن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله، أَوَ يَضْحَكُ الربُّ عزَّ وجلَّ؟ قال: لن نعدم من ربٍّ يضحك خيرًا(7). هنيئًا لمن ضحك الله - عزَّ وجلَّ- له: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «وإذا ضحك ربُّك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حساب عليه»(8). اللهم اجعلنا منهم يا أرحم الراحمين. مَن ضحك الله – عزَّ وجلَّ- له أدخله الجنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أهل النار دخولًا الجنة: «... فيقول: أي ربِّ، لا أكونن أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال له: ادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنَّ فسأل ربه وتمنىَّ حتى إن الله ليذكره يقول كذا وكذا...» (9). هذا هو الله الودود – سبحانه وتعالى - قال البخاري: الودود: هو الحبيب. فتراه يسبق خلقه بالمحبة. قال تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّوْنَهُ} (المائدة: 54). فقدَّم محبته لأوليائه قبل حبهم له سبحانه. ويحب لقاء من يحبه: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه»(10). ويحب كلامك عنه – سبحانه -: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»(11). بل ويحب آثارك (دمعة عينك وأثر خطوتك). قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ليس شيءٌ أحب إلى الله من قطرتين وأثرين؛ قطرة دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله»(12). يقترب منك أكثر مما تقترب منه: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «قال الله – عزَّ وجلَّ-: إذا تقرَّب العبد إلى شبرًا، تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلىَّ ذراعًا، تقربت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة»(13). هذا هو الله الغفار، الغفور – سبحانه وتعالى– - فتجده واسع المغفرة، قال تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} (النجم: 32). - ويغفر الذنوب جميعًا، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53). - ويبسط يده ليلًا ونهارًا ليغفر للمذنبين، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها»(14). - ويفرح بتوبة عباده: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة»(15). - ويحب التوابين، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: 222). - ويبدل سيئاتهم حسنات، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الفرقان: 70). يستر في الدنيا ويغفر في الآخرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقرره، ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم»(16). هذا هو الله الحييُّ الكريم.. (أكرم من سُئل) فالله سبحانه أرحم من سُئل وأكرم من أعطى. عن سلمان رضي الله عنه أن النبيصلى الله عليه وسلم قال: «إن ربكم -تبارك وتعالى- حييٌّ كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفرًا»(17). هذا هو الله يحب الحياء والستر قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله – عزَّ وجلَّ- حيي ستير، يحب الحياء والسّتْر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر»(18). هنيئًا لمن ستره الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة»(19). ويستر من ستر مسلمًا: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة»(20). ويعاقب من يكشف عورات المسلمين: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عوراتهم، يتَّبع الله عورته، ومن يتبع عورته يفضحه في بيته»(21). «هذا هو الله... الشكور الحليم» فالأجور مضاعفة، قال تعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (التغابن: 17). والحسنة بسبعمائة إلى أضعافٍ كثيرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف»(22). وقال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 261). يأخذ منك اللقمة أو التمرة فيجعلها كالجبل: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل»(23). وبنصف تمرة ينقذك من النار: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فاتقوا النار ولو بشق تمرة»(24). هذا هو الله... الرزاق، الوهاب – سبحانه وتعالى – قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات: 58). وكل الخلق يُرْزَقون برحمته – سبحانه -: قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } (هود: 6). ويُنزِّلُ الخيرَ على خلقه ليلًا ونهارًا: قال النبيصلى الله عليه وسلم : «يَدُ الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار». وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء»(25). قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 163). هذا هو الله... «الملك القدوس العزيز الحكيم» قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر: 23). هذا هو الله... «الخالق البارئ المصوِّر» قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (الحشر: 24). هذا هو الله... «العليُّ العظيم» قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255). مستو فوق عرشه: قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5). بأنه في السماء بذاته: قال تعالى: أأمِنْتُمْ منْ فِي السّماءِ أنْ يخْسِف بِكُمُ الْأرْض فإِذا هِي تمُورُ} (الملك: 16). وقال النبيصلى الله عليه وسلم : «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً»(26). وقد جاء معاوية السَّلمي -رضي الله عنه- إلى النبي بجارية يريد أن يعتقها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : «أين الله؟» قالت في السماء. قال: «من أنا؟» قالت أنت رسول الله. قال: «اعتقها فإنها مؤمنة»(27). مع خلقه بعلمه وقدرته: قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (المجادلة: 7). هذا هو الله الجميل صفةً وذاتًا وفعلًا قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله جميل يحب الجمال»(28). هذا هو الله... حيُّ لا يموت ولا ينام قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (الفرقان: 58). وقال أيضًا: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} (البقرة: 255). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام»(29). هذا هو الله... الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الحديد: 3). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء»(30). الهوامش: 1- أخرجه البخاري (5999)، ومسلم (2754). 2- رواه مسلم عن أبي هريرة (4/2755). 3- البخاري (9469)، ومسلم (2752، 2753). 4- البخاري (6321). 5- رواه مسلم. 6- رواه مسلم (2593). 7- رواه مسلم (2593). 8- رواه أحمد (15598)، وابن ماجه في سننه (177)، نبىء ما أنكرته الجهمية. 9- رواه البخاري (6885)، ومسلم (267) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 10- رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها. 11- متفق عليه من حديث أبي هريرة. 12- رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. وانظر صحيح الترغيب والترهيب. 13- رواه البخاري (7536). 14- رواه مسلم. 15- متفق عليه. 16- رواه البخاري في الأدب (10/486)، وفي التوحيد (10/475). 17- أخرجه أبو داود (2/1488)، والترمذي (5/3556)، وصححه ابن حبان (2400)، والحاكم (1/497)، والخطيب في تاريخه (3/235، 236) من طرق عن جعفر بن أبي عثمان النهدي عن سلمان مرفوعًا له. 18- أخرجه أبو داود (4/4012)، والنسائي (1/200). 19- رواه مسلم، في البر والصلة، (4/2002). 20- رواه البخاري ومسلم. 21- أخرجه أحمد (4/420/421)، وأبو داود (5/4880).ٍ 22- رواه مسلم. 23- رواه البخاري ومسلم وأحمد. والفَلُوُّ: هو المُهْر. 24- رواه البخاري ومسلم. 25- البخاري (4316). 26- رواه البخاري. 27- رواه أحمد (5/448)، ومسلم (1/573). 28- أخرجه مسلم من حديث ابن مسعود. 29- أخرجه مسلم (179) من حديث أبي موسى رضي الله عنه. 30- رواه مسلم (2713). اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() قل مع الكون: لا إله إلا الله (3) نستكمل في حلقتنا هذه ما بدأناه سابقاً من أدلة عبودية الكائنات لله سبحانه وحبها له وطاعتها لأمره، ومن المثير أيضًا أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان، وتغار على الله، وتوالي وتعادي من أجله سبحانه وبعضها يدعو إلى الله والإيمان به، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (الإسراء: 44). فالكون كله يعرف الله، يحبه ويخشاه، يعبده ويوحده، يسبحه ويقدسه، وسميتها: «قل مع الكون: لا إله إلا الله». كيف تعرف الله؟نؤمن بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله: قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (الأنفال: 1)، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } (الأحزاب: 36). فينبغي على كل مؤمن أن يتوقف في أسماء الله وصفاته على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . كما قال الشافعي رحمة الله: «آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله»(1). وكما قال الإمام أحمد: «ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه»(2). نؤمن بأن صفات الله حقٌّ بلا تأويل ولا تعطيل: فنؤمن بكل ما وصف الله به نفسه أنه حق. - وأن لله تعالى يَديْن: قال تعالى: {يدُ اللهِ فوقَ أيديهمْ} (الفتح: 10)، وقال تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (المائدة: 64). - ونؤمن بأن لله تعالى «وجها»: قال تعالى: {وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن: 27)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «حجابه النور – أو النار-، لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»(3). - ونؤمن بأن لله تعالى «عينين»: عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال: «سأقول لكم فيه قولًا لم يقله نبيٌّ لقومه تعلمون أنه أعور وإن الله ليس بأعور»(4). - ونؤمن بأن لله تعالى «ساقا»: قال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} (القلم: 42). - ونؤمن بأن الله تعالى يتكلم: قال تعالى في كلامه لموسى عليه السلام: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} (النساء: 164). وقال له أيضًا: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } (الأعراف: 144). فالله - سبحانه وتعالى - يتكلم متى شاء وكيف شاء، فبكلامه سبحانه يعطى ويمنع ويخفض ويرفع ويعز ويذل، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس: 82). - ونؤمن بأن القرآن المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو من كلام الله سبحانه وهو من صفاته ليس مخلوقًا. قال تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} (البقرة: 99). - ونؤمن بأن الله تعالى سيكلمنا يوم القيامة: سبحان الله! ويا له من أمرٍ عظيم وشرف جسيم! اللهم اجعلنا ممن تكلمه بالرحمة. عن عدي بن حاتم رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه وليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة»(5). - ونؤمن بأن الله تعالى يُرى يوم القيامة: لمن أسعده الله برؤيته من أهل كرامته ومحبته، ويا لها من نعمةٍ تسعد لها قلوب المحبين! ويا لها من نظرة تلذُّ لها أعين المشتاقين، وتنضر لها وجوه المقرَّبين! قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [22] إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة: 22-23). فاللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. - ونؤمن بأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا: تَنزُّلًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ؟»(6). وهكذا لا نؤول التأويل الفاسد كما أوّل أهل الباطل(7): (يد الله) بالقدرة، و (وجهه) سبحانه بالقبلة، و(استواءه على عرشه )بالاستيلاء... وهكذا. عليهم من الله ما يستحقون. ما جاءت النصوص بتأويله من الأخبار: فكما علمنا أنه لا يصح تأويل أسماء الله ولا صفاته كما بينا في الصفحات السابقة، فإنَّ هناك أخباراً عن الله -سبحانه- يجب أن تُؤوَّل على ما يليق به سبحانه، ولكن ذلك بشروط منها: أولًا- أن الذي أوَّلها هو الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } (آل عمران: 7). فمن ذلك تأويل الله وبيانه لنصوص أخبر الله فيها عن نفسه. مثال: قوله تعالى في الحديث القدسي: «مرضت فلم تعدني». قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين. تأويلها: قال: «أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده»(8). فكان المرض هنا هو مرض عبد من عباد الله. ومثال آخر: كقوله تعالى في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني». التأويل: فكان تأويلها أن رجلًا استطعمه فلم يطعمه، فقال: يا رب، كيف أطعمك وأنت رب العالمين. قال: «استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي»(9). فكان الاستطعام هنا هو استطعام الناس الجوعى للأغنياء، فتفهم هذه النصوص في ضوء النصوص الدالة على ما يجب من كمال الله وعظمته وغناه كما جاء في قولة تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴿57﴾إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } (الذاريات: 57 -58). ثانيًا- وجود نصوص توضح الصفات لله سبحانه على وجه الكمال: وذلك على ما يليق بالله سبحانه، وهذا قد عُلِم باستقراء النصوص فيجب تأويلها بتلك النصوص الدالة على كمال الله وجلاله سبحانه. مثال: النسيان: كما في قوله تعالى {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (التوبة: 67)، وكقوله تعالى لرجل من أهل النار: «اليوم أنساك كما نسيتني»(10). قال أبو عيسى الترمذي: ومعنى قوله: «اليوم أنساك». يقول: اليوم أتركك في العذاب. هكذا فسروه. فتُفهم هذه النصوص في ضوء نصوص أخرى تبين كمال الله سبحانه وقدسيته عن كل نقص ونزاهته عن كل عيب. فالله سبحانه لا ينسى، كما قال موسى: {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} (طه: 52). مثال آخر: الاستقراض: قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} (البقرة: 245). فيفهم بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (فاطر: 15)، وكقوله سبحانه في الحديث القدسي: «يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني»(11). الهوامش: 1- شرح لمعة الاعتقاد (ص36). 2- ترجمة الإمام أحمد للذهبي (27). 3- رواه مسلم. 4- رواه البخاري (2829). 5- رواه البخاري ومسلم. 6- رواه البخاري. 7- ومن الفرق الضالة التي أولت صفات الله تعالى: الجهمية – المعطلة والأشاعرة. 8- رواه مسلم. 9- رواه مسلم. 10- رواه الترمذي (4/2428). 11- رواه مسلم من حديث أبي ذر ]. اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() قل مع الكون: لا إله إلا الله (4) أصول في أسماء الله وصفاته طلب مِنَّي أثناء وجودي في (مكة المكرمة) الشيخ: عبد الرحمن السُديسي أن أجمع مادة علمية تتحدث عن بعض أسماء الله وصفاته بطريقة ميسرة على المسلمين وسهلة القراءة والفهم، فاستعنت بالله تعالى وبدأت في تجميع المادة، وكان أكثر ما لفت انتباهي فيما أكرمني الله به من أدلة هو عبودية الكائنات لله سبحانه وحبها له وطاعتها لأمره، ومن المثير أيضًا أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان وتغار على الله، وتوالي وتعادي من أجله -سبحانه- وبعضها يدعو إلى الله والإيمان به، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } (الإسراء: 44)، فالكون كله يعرف الله، يحبه ويخشاه، يعبده ويوحده، يسبحه ويقدسه، وسميتها: «قل مع الكون: لا إله إلا الله». أصول في أسماء الله وصفاته(1) أسماء الله كلها حُسنى وصفاته كلها عُلا: قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (الأعراف: 180). (2) ليس فيها نقص ولا شرٌّ أبدًا: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «والشرُّ ليس إليك». (3) لا يشبهه شيء من خلقه: قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: 11)، وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (النحل: 17). (4) لا يُعرف الله إلا بالوحي من القرآن والسنة: قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (الحج: 8-9). فالقول على الله -تعالى- بغير الحق من الكتاب والسنة الصحيحة جريمة عظيمة، قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } (الإسراء: 36)، وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} (الأنعام: 21). (5) لا يحيط بالله -سبحانه- علمُ الخلق كيفًا وكَمًّا: قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (طه: 110)، وقد فاق جمال الله وحسن أسمائه وعلوُ صفاته إحصاء النبي صلى الله عليه وسلم له فلم يجد إلا أن يناجيه بقوله «لا أحصى ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك». (6) إحصاء الأسماء الحُسنى: لقد تكلم عددٌ من العلماء في إحصاء الأسماء الحسنى لقوله صلى الله عليه وسلم : «من أحصاها دخل الجنة» فكان خلاصة ما قاله هؤلاء العلماء ما يأتي: - أن يتعلمها ويعرف معانيها. - ويراعي حقوقها بالإيمان والقول والعمل. - ويعدها حتى يستوفيها حفظًا ويدعو ربه بها. (7) دعاء الله بأسمائه الحسنى: قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: 180). ودعاء الله سبحانه بأسمائه وصفاته ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: دعاء المسألة والطلب: وهذا هو أشهر تلك الأنواع وهو طلب الحاجات من الله سبحانه وسؤاله قضاء الخيرات ودفع المضرات. كسؤاله المغفرة والرحمة والرزق. مثال: 1- تسأله المغفرة؛ لأنه الغفور كقول النبي صلى الله عليه وسلم : «رب اغفر لي وتب علىَّ إنك أنت التواب الغفور». 2- وتسأله الهبة؛ لأنه الوهاب. كقوله تعالى: {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (} (آل عمران: 8). 3- وتسأله العَفو؛ لأنه العَفُوُّ كقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء ليلة القدر قال: «قولي: اللهم إنك عَفوٌّ تحب العَفوَ فاعفُ عني». 4- نسأله الشفاء؛ لأنه الشافي، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك». الثاني- دعاء الحمد والثناء: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أفضل الدعاء الحمد لله». وهو الدعاء الذي يظهر العبد فيه محبته لله سبحانه وبحمده على نعمه وآلائه وحمده والثناء عليه بما هو أهله من أسمائه الحسنى وصفاته العُلا. مثال: دعاء أهل الجنة وهم في أتم نعمة وأكمل رحمة وقد امتلأت قلوبهم بحب ربهم وهو قولهم: «الحمد لله رب العالمين» قال تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (يونس: 10). - مثال آخر: كقول النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء». وكقول النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك.....» . الثالث- دعاء العبادة والإيمان: وهو التوجه لله وحده سبحانه بالعبادة والتوكل والخشية والرجاء والحب والتذلل... كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} (الجن: 20). قال ابن كثير - رحمه الله-: «إنما أدعو ربي» أي: إنما أعبد ربي وحده لا شريك له وأستجير به وأتوكل عليه ولا أشرك به أحدًا. النهي عن التسمي بأسماء الله الحسنى - الرأي في المسألة: قال ابن كثير: «والحاصل أن من أسماء الله ما يسمَّى به غيره، ومنها ما لا يُسمى به غيره، كاسم (الله)، و(الخالق) و(الرازق)، و (الرحمن)، ونحو ذلك». - مثال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «إن أخنع اسم عند الله رجلٌ تَسَمَّى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله». وفي رواية «أغيظ رجل على يوم القيامة». تغيير مثل هذه الأسماء عن هانىء بن يزيد: أنه كان يُكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله هو الحَكَم، وإليه الحُكم، فلم تكنى أبا الحكم؟» فقال: إن قَوْمِي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال «ما أحسن هذا. فمالك من الولد؟» قلت: شُرَيْح، ومسلم، وعبد الله قال: «فمن أكبرهم؟» قلت: شريح. قال: «فأنت أبو شريح». أمم ضلَّت في أسماء الله وصفاته سبحانه قال تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأعراف: 180). لما عجز الشيطان أن يُنسي بني آدم وجود الله سبحانه احتال عليهم وبدَّل دينهم وفطرتهم فأنساهم أسماءه الحُسنى وصفاته العلا وصفات كماله وجلاله؛ فعرفوا بذلك إلهًا غير الله وربًا غير خالقهم، فعرفوا إلهًا له صفات ناقصة يوصف بالعجز والنقص والتعب والتجسد في صورة البشر.. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، ومن هؤلاء: اليهود يصفون الله بالفقر قال تعالى: {لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (آل عمران: 181) عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة. ويصفون سبحانه بالبخل أيضًا: قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (المائدة:64)، قال ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة بأنهم وصفوه تعالى عن قولهم علوًا كبيرًا بأنه بخيل كما وصفوه بأنه فقير. الأشاعرة أخبث من اليهود: فقد قال اليهود: «يد الله مغلولة» فأثبتوا اليدَ لله، أما الفرق الضالة من الأشاعرة والمعطلة والجهمية وغيرها فقد قالوا: (ليس له يد) بل ونفوا صفات الله كالوجه، والعين وغيرها وما لم يستطيعوا نفيه أوَّلوه تأويلًا فاسدًا أو عطَّلوه فجمعهم الإلحاد في أسماء الله وصفاته وتفرَّقت بهم طرائقه. اليهود والنصارى يقولون «أن لله ولد»: قال تعالى: {وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} (التوبة: 30). فردَّ الله سبحانه عليهم في نفس الآية بقوله: {ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التوبة: 30). النصارى لا يُفرِّقون بين الله والبشر: وهذا ما قاله النصارى، قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} (المائدة: 72). الردُّ عليهم: وهذا ما قاله المسيح عليه السلام: قال تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} (المائدة: 72). ويقولون إن الله ثالث ثلاثة: هذا ما قالوه: قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (المائدة: 73). وهذا ردُّ الله عليهم: قال تعالى: {ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (المائدة: 73-74). ويقولون إن الله يتعب!! هذا ما قالوه. قال قتادة: قالت اليهود – عليهم لعائن الله- خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ثم احتاج للراحة في اليوم السابع وهو يوم السبت ويسمونه يوم الراحة. وهذا ردُّ الله عليهم، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} (ق: 38). قال ابن كثير: «وما مسنا من لغوب» أي من إعياء ولا تعب ولا نصب. ويظنون أن الله ينام: فإن النصارى يظنون أن الله ينام في كل عام مرة عند رأس السنة الميلادية في منتصف الليل (الساعة الثانية عشر ليلًا) ومن أجل ذلك يطفئون الأنوار ثم يفعلون ما بدالهم من الحرام لظنهم أن الله لا يراهم في هذا الوقت. وهذا ردُّ الله عليهم. قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (البقرة: 255). وهذا ردُّ الرسول قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام». الجهمية ينفون عن الله صفاته – سبحانه- وهذه الطائفة تنفي صفات الله سبحانه فهم يزعمون أن الله لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم وليس له وجه ولا يد، ولا عين، وأن الله لا يُرى يوم القيامة، وأنه ليس في السماء، ولا فوق عرشه، وأن القرآن كلام الله مخلوق، وينكرون صريح القرآن والسنة، فرد الله عليهم، قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5)، وقوله - عزَّ وجلَّ -: { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} (النساء: 164)، وكقوله سبحانه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ { 22 } إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة: 22-23). قال الثوري: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. وقال محمد بن يوسف: من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر، ومن زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر. وقال سعيد بن عامر: الجهمية أشر قولًا من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله - تبارك وتعالى – على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء. وبنفيهم تلك الصفات عن الله -سبحانه- فقد اقترفوا إثمين عظيمين: الأول- بنفيهم صفات الله سبحانه؛ فقد خالفوا الحق، وكذبوا صريح القرآن وصحيح السنة. الثاني- حينما نفوا صفات الله -سبحانه- فقد عبدوا إلهًا أشبه ما يكون بالعدم أو الصنم. قال البخاري - رحمه الله -: قال بعض أهل العلم: «إن الجهمية هم المشبهة؛ لأنهم شبهوا ربهم بالصَنم والأَصَمِّ والأبكم الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ولا يخلق». وقال الجهمية: «وكذلك لا يتكلم ولا يبصر نفسه». وقال ابن المبارك: «كل قوم يعرفون ما يعبدون إلا الجهمية». اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() قل مع الكون: لا إله إلا الله (5) القاديانية أشد كفرًا من اليهود والنصارى القاديانية (1) تلك الفرقة من الفرق الضالة الخبيثة وعقائدها من العقائد الباطلة، فقد ادعى مؤسسها غلام أحمد القادياني النبوة، بل ورفع نفسه فوق الأنبياء وافترى على الله كذبًا وأنه يُوحَى إليه(2) من الله سبحانه، حتى قتله الله «بالكوليرا»، حتى خرجت النجاسات من فمه الذي طالما أخرج النجاسات من الضلالات والخرافات. فانظر إلى عقيدتهم الخبيثة وكيف يفترون على الله الكذب في أقوالهم.- يعتقدون أن الله يصحو وينام ويصوم: يقول المتنبي الكذَّاب «غلام أحمد القادياني» «قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام»(3). - يعتقدون أن الله يخطئ ويصيب: يقول الكذاب: قال الله: «إني مع الرسول أجيب، أخطئ وأصيب»(4). - عقيدة القاديانية: أن غلام أحمد القادياني هو ابن الله، بل هو الله نفسه. فيقول الغلام الكذاب: قال الله لي: «أنت من مائنا»(5). ويقول أيضًا: «خاطبني الله بقوله: اسمع يا ولدي»(6). بل وازداد كذبه فقال: «قال لي الرب: أنت مني وأنا منك ظهورك ظهوري»(7)، {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا } (الإسراء: 43). هل ورد حديث صحيح في سرد الأسماء الحُسنى؟ لا، لم يرد حديث صحيح في سرد الأسماء الحُسنى مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل الذي جاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث أبي هريرة في الصحيحين: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة» وقد جاءت روايات عدة لهذا الحديث ثم سردت الأسماء بقولهم: «.. هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم...» وقد جاءت هذه الروايات عند الحاكم، وابن ماجه والترمذي، وهذه الروايات لم يصح إسنادها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كا منها من كلام بعض السلف(8). وفيها الكثير من الأسماء التي يظن الناس أنها من الأسماء الحسنى وهي ليست كذلك وهذا بيان بعضها: أولًا- الأسماء التي وردت مُشْتَقةٌ من أفعال(9): ومن الكتب التي أكثر مؤلفها الاشتقاق (كتاب الأسنى للقرطبي) ومن تبعه على ذلك. وهذا الاشتقاق لا يصح كما هو مُبين في آخر كتابنا هذا. وتلك الأسماء هي: (الخافض- الرافع) - (المعز – المذل) – العدل – الباعث – المحصي – (المبدئ – المعيد) – (المُحي – المُميتُ) (الضار(10) - النافع) – (المغني – المانع) – الباقي – المقسط – الرشيد – الراشد – القديم – الموجود – المقصود – الستار. ثانيًا- الأسماء التي أخذت من أسماء مضافة أو مركبة أو مقيد بلفظ آخر. مثل: «النور» قد أُخِذ من قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (النور: 35). «البديع» وقد أُخِذ من قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (البقرة: 117) «الكافي» وقد أُخِذ من قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (الزمر: 36) «الجامع» وقد أُخِذ من قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ} (آل عمران: 9). «غافر» وقد أُخِذ من قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} (غافر: 3) «القديم» من قول النبي صلى الله عليه وسلم : «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم»(11). ثالثًا- الأسماء التي لم يرد بها دليلٌ أصلًا اسمًا ولا فعلًا ولا صفة. ومن هذه الأسماء: المَّطلب (هذا ليس من أسماء الله سبحانه وإنما المطلب اسم لوالد جد النبي صلى الله عليه وسلم ). وهكذا. رابعًا- الأسماء الواردة في أحاديث ضعيفة: ومنها: «الواجد- الماجد». اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |